ولادة الامام المهدي لماذا 15 شعبان 256ه؟
روايات کثيرة ذکرت سنة 255ه باعتبارها العام الذي ولد فيه الامام المهديلکن الذي يتأمل تلک الفترة کما قلنا سوف يرکن الي تاريخ 15 شعبان سنة 256ه،واضافة الي ما ذکرنا من أن الامام کان في سنة 255ه معتقلاً وقد ورد عنه قوله أنسيکون له ولد فيما بعد فأننا نري الامام سوف يفرج عنه بعد مصرع المهتدي وبقاءالبلاد دون تسمية خليفة جديد.
وهناک رواية تشير الي أن الامام قد تنبأ بمصير المهتدي الاسود بعد اطلاقهالتهديدات بشأن الشيعة.
ومسلسل الاحداث التي أدت الي مصرع المهتدي يبدأ بمحاولة الخليفة التصديللاتراک وضربهم معتمداً عل مساندة قوات مؤلفة من قطعات من الاتراک والمغاربةومعوّلاً علي الاسناد الشعبي ولکن مع انفجار الوضع انحاز الاتراک الذين في جبهتهالي اخوانهم وفرّ المهتدي وتخلّي عنه الجميع.
وقد سجّل الطبري صيحاته وهو يدور في شوارع سامراء وأزقتها:
ـ يا معشر الناس! أنا أمير المؤمنين.. قاتلوا عن خليفتکم ولم يکترث له أحد.
واتجه الي السجن وأمر باطلاق السجناء متوقعاً عونهم ولکنهم فضلوا الفرارواختفوا في الازقة القريبة وقد حصل ذلک في 13 رجب 256ه، والقي القبض علي الخليفة الهارب في نفس اليوم.
وفي يوم 16 رجب أعلن عن تنصيب الخليفة الجديد الذي اطلق سراحه منالسجن ومنح لقب «المعتمد».
وفي 18 رجب اعلن عن وفاة الخليفة المهتدي وأن الوفاة کانت طبيعية!!
ويبدو أن الضباط الاتراک کانوا ميالين الي تنصيب طلحة بن المتوکل «الموفق»ولکنه کان في منفاه في مکّة فاستعاضوا عنه باخيه المعتمد رغبة في حسم الوضعالقلق واعادة الامن الي البلاد التي ما تزال تعصف بها انباء الهزائم في الجبهة الشماليةمع الروم وزحف جيوش الصفار وانباء ثورة الزنج المقلقة.
وسوفنريأنالمعتمد سيکون الي حدّ ما خليفة بالاسم وأن الخليفة الفعليالحاکم للبلاد أخوه «الموفق» القائد العام للجيوش العباسية والحاکم العسکري.
وفي 2 شعبان 256ه تم تنصيب «عبيدالله بن يحيي بن خاقان» رئيساً للوزراءوهو شخصية ادارية استطاع أن يعيد الي سامراء قدراً من الهدوء.
وعبيد الله بن يحيي سياسي قديم کان وزيراً متنفذاً في بلاط المتوکل وقد شهدمصرع الاخير ولم ينس بطبيعة الحال تلک الفترة العاصفة في سقوط الطاغية ونبوءةالامام الهادي المشهورة، ولذا رتّب علاقة طيبة مع نجله الامام الحسن الذي سجل لهالتاريخ نبوءة مشابهة بشأن المهتدي.
ولذا اکتفي القصر بمراقبة الامام والزامه بالحضور الي القصر مرّتين في الاسبوعفي يومي الاثنين والخميس.
وفي مثل هذه الظروف ستکون ولادة الامام المهدي في منتصف شعبان 256هتموز عام 870م وقتاً مثالياً جداً.