رواية تاجر الرقيق بشر بن سليمان النخاس
الرواية وردت في کتب الامامية المعتبرة في اکمال الدين للشيخ الصدوق وکتابالغيبة للشيخ، الطوسي، وسنشير الي أهم المعلومات فيها:
بشر بن سليمان النخاس من أصول أنصارية يقطن سامراء وهو جار للامامالهادي تعلم علي يديه فقه الرقيق والتجارة المشروعة فيه.
الامام يرسل کافوراً في المساء لاستدعاء تاجر الرقيق ويحضر الرجل في الوقتالمناسب.
الامام يکلّفه شراء جارية بمواصفات محددة، ان جوّ الروايات التي أشارت اليهذا الموضوع توحي بأن الامام الهادي قام بذلک بُعيد انتهاء الحرب الاهلية (251 ـ252)ه ومن المحتمل أن يکون ذلک بين عامي 253 ـ 254ه.
أي في الوقت الذي استأنفت فيه بغداد حياتها العادية من جديد بعد حربأهلية مدمّرة.
وتم الشراء في مکان قرب معبر الصراة وهو نهر يتفرع من دجلة في بغداد وهناتأتي رواية الفتاة للنخاس في قصتها المثيرة.
ـ اسمها الحقيقي «مليکة» بنت يشوعا ابن قيصر الروم وأمها من نسل الحواريينوبالتحديد من نسل شمعون وصي السيد المسيح.
ـ أراد جدّها تزويجها الي أمير من أمراء القصر وحدث ما الغي الزواج.
ـ تري الفتاة رؤيا عجيبة اءذ يخطبها النبي العربي محمد صلي الله عليه و آله و سلم لاحد أبنائه منالسيد المسيح.
ـ تصاب بالحمّي بسبب تلک الرؤيا المثيرة وبسبب حبها للفتي الاسمر الذيخُطبت له.
ـ انها فتاة عاقلة ومثقفة تعرف العربية وتتعاطف الي حدّما مع الاسريالمسلمين.
ـ تخطط الفتاة للسفر الي بغداد عن طريق الاشتراک في الحرب ووقوعها ضمنأسري الحرب وهذا ما حصل وعندما سُئلت عن اسمها قالت.. «نرجس» وهو اسمالجواري وهکذا أخذت طريقها الي سوق الجواري وهي سوق رائجة آنذاک.
ونورد هنا بعض التفاصيل علي الجبهة الشمالية والشمالية الشرقية حيث تتبادلالجيوش الاسلامية والرومية الغارات والهجمات.
ويمکن متابعة مسلسل الغارات والاشتباکات منذ فتح عمورية لتأخذ شکلاًعنيفاً في عهد الامبراطورة تيودورا الوصية علي عرش ابنها القاصر ميخائيل الثالثونحن نرکز علي اشتباکات السنوات 249 ـ 253 وهي مثبتة في التاريخين الاسلاميوالرومي.
وفي سنة 253ه 867م وقع حادث هام له أکثر من دلالة وهو قيام «باسيل»بمحاولة انقلابية خطيرة انهي فيها حکم الاسرة العمورية ومؤسساً لحکم اسرةجديدة هي «الاسرة المقدونية» فلنقرأ هذه الصفحات من تاريخ الرومان:
«وهکذا نمرّ بنقفور الاول (802 ـ 811) وحروبه مع هارون الرشيد،وميخائيل الاول (811 ـ 813) وقد ثل عرشه وجز شعره لان البلغار هزموه، ولي والخامس الارمني (813 ـ 820) الذي حرّم مرة أخري عبادة الصور التماثيل والذياغتيل وهو ينشد ترنيمة للکنيسة، وميخائيل الثاني (820 ـ 829) الامي«المتلجلج» الذي عشق راهبة وحمل مجلس الشوخ علي أن يتوسل اءليه أن يتزوجها،وثيوفليس (829 ـ 842) المشرع المصلح، والملک البناء، والاءداري الحي الضميرالذي أحيا سنّة اضطهاد محطمي التماثيل وقضي عليه الزحار، وأرملته ثيودورا التيحکمت البلاد نيابة عنه حکما قديراً (842 ـ 856) وأنهت عهد الاضطهاد،وميخائيل الثالث «السکّير» (842 ـ 867) الذي أسلم الاءمبراطورية بعجزه اللطيفاءلي أمه أولا ثم اءلي قيصر بارداس Caesar Bardas عمه المثقف القدير بعد وفاتها. ثمتظهر علي المسرح علي حين غفلة شخصية فذة لم تکن منتظرة تخرج علي کل سابقةعدا سابقة العنف، وتؤسس الاسرة المقدونية القوية.
فقد ولـد باسـيل المقـدوني بالقـرب مـن هـدريا نوبل Hadriaople من أسـرةأرمنية من الزراع. وأسره البلغار وهو صغير وقضي شبابه بينهم وراء الدانوب فيالبلاد التي کانت وقتئذ معروفة باسم مقدونية. ثم فر منهم وهو في الخامسةوالعشرين من عمره، واتّخذ سبيله اءلي القسطنطينية، واستأجره أحد رجال السياسةليکون سائسا لخيوله لانه أعجب بقوة جسمه وضخامة رأسه. وصحب سيده فيبعثة اءلي بلاد اليونان، وهناک استلفت نظر الارملة دنيليس Danielis وحصل عليبعض ثروتها. ولما رجع اءلي العاصمة روض جوادا جموحا يملکه ميخائيل الثالث،فأدخله الاءمبراطور في خدمته، وظل يرتقي فيها حتي صار رئيس التشريفات واءن لميکن يعرف القراءة والکتابة. وکان باسيل علي الدوام قديرا فيما يوکل اءليه منالاعمال، سريع الاستجابة لها؛ فلما أن طلب ميخائيل زوجا لعشيقته، طلق باسيلزوجته القروية، وأرسلها اءلي تراقيه مع بائنة طيبة، وتزوج يودوسيا Eudocia التيظلت في خدمة الاءمبراطور. وهکذا حبا ميخائيل باسيل بعشيقته، ولکن المقدونيظن أنه يستحق العرش جزاء له علي فعلته، فأقنع ميخائيل بأن بارداس يأتمر بهليخلعه، ثم قتل بارداس بيديه الضخمتين (866)، وکان ميخائيل قد اعتاد من زمنطويل أن يملک دون أن يحکم فجعل باسيل اءمبراطوراً وترک له جميع شئون الحکم.ولما هدده ميخائيل بعزله، دبر باسيل اغتياله وأشرف علي هذا الاغتيال بنفسه،وانفرد هو بالاءمبراطورية (867).