نيرون العرب
ستکون دراسة فترة «المتوکل» (232 ـ 247)م مفيدة في فهم کثير من الملابسات لان الطريقة التي وصل فيها الي الحکم تحتاج الي دراسة نفوذ الضباط الاتراک وموقف الرأي العام من تجربة المعتزلة في الحکم خاصة في ظل تنامي نفوذ
رئيس السلطة القضائية القاضي أحمد بن أبي دؤاد واستغلاله لمنصبه وأحکامه التعسفية التي ذهب فيها الي مديات لا تطاق.
بل اءن دراسة شخصية جعفر المتوکل ووقوعه تحت تأثير محظيته اليونانية الحسناء وطلاقه لزوجته «ريطة» التي رفضت طلبه في السفور وارتداء زي الغلمانستکشف هي الاخري نقاطاً معتمة وتلقي الضوء علي حوادث تاريخية.
فقد سجل المؤرخون للمتوکل اهتماماً استثنائياً بالاخبار أي أخبار جواسيسه المنتشرين في کل مکان وقد شهدت فترة حکمه تشکيل شبکة رهيبة ومخيفة للجاسوسية وقد أثري الجواسيس من خلال ادراکهم لتوجهات وتوجسات المتوکلخاصّة عدائه الشديد لاهل البيت:.
يکفي أن نشير الي أوامره بهدم مرقد سيدنا الحسين عليه السلام وهدم الدور المحيطة بهوحرث المنطقة بأسرها وفتح مياه الفرات واغراقها، وهي مهمة امتنع المسلمونوالنصاري عن تنفيذها ونفذها اليهود بتعهد «ابراهيم الديزج» اليهودي الذي سنراهيتولي منصباً حساساً في الدولة فيما بعد.
ومن الافضل أن نواکب وبشکل سريع بعض الحوادث التي أدّت في النهاية اليصعود المتوکل واطاحته بمؤسسات العهد البائد بل واقصائه المذهب المعتزلي وابعادشخصياته عن مؤسسة الدولة وفسح المجال أمام مذهب جديد ساعد اءلي حدّ ما عليتثبيت أرکان حکمه.