بازگشت

المهدي من العترة الطاهرة


الإمام المهدي المنتظر تلک الشخصية العظيمة المنقذة للبشرية من الهلاک وهاديها إلي سبيل الرشاد هل يمکن لأحد أن يتقمص شخصيته ويحتل مکانته بحيث يکون هو الإمام المهدي القائم بالحق والعدل، ذلک المصلح الرباني الذي طالما ظلت البشرية تنتظره ولا زالت؟! أم أن الإمام المهدي عليه السلام شخصية مصطفاة من ربّ العالمين، مذکور بالنسب، موصوف بالعلامات، منعوت بالصفات؟

في الحقيقة إن الإجابة علي هذا السؤال ليس بأمر صعب لأنه يمکن لأي منصف باحث أن يعرف الجواب من خلال مراجعة ودراسة الروايات الکثيرة التي تناولت موضوع الإمام المهدي عليه السلام من مختلف الزوايا والجوانب المتعلقة بهذه الشخصية العظيمة الفريدة والتي بلغت بعضها إلي حدّ التواتر بل فاقت وفاضت علي جميع عناوين الاعتماد عند علماء الحديث.

فالأحاديث الشريفة الواردة عن الرسول الأکرم وأهل البيت الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، تؤکد بشکل قاطع علي أن الإمام المهدي عجل الله فرجه، شخصية معينة، عظيمة في الصفات فريدة في المهام مصطفاة من قبل السماء وهو من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. فهو من نسل الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم، من ولد فاطمة الزهراء عليهاالسلام، ابن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام، وابن الإمام الحسين والإمام السجاد والإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الکاظم والإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي والإمام الحسن العسکري عليهما السلام، وهذا مما لا شک فيه ولا شبهة تعتريه.

فالإمام المهدي عليه السلام موصوف بالعلامات مذکور بالأوصاف والسمات في خلَقه وخُلقه حتي في أدق الملامح المرسومة في جسده، فهو مذخور عند الله لهذا المهام الإصلاحي العالمي، منصور بالرعب ومؤيد بملائکة الرحمن، فلا يمکن لأحد مهما بلغ من العظمة أن يرقي إلي مرتبته أو يحل في مکانه أو يتقمص شخصيته أو يشغل منصبه، أو يحقق مهامه أو يتحمل مسؤولياته.

وقد أجمع کبار علماء المسلمين من مختلف الطوائف والمذاهب علي صحة الروايات التي تبين نسبه من رسول الله وأهل بيته الأطهار، حيث توضح أوصافه النبيلة وعلاماته المرسومة وهذه الروايات متواترة صحيحة المتن والسند، قوية الدلالة والبيان، وأي تشکيک في مثل هذه الأحاديث فهو من قبيل التشکيک في وجود الشمس في رابعة النهار، لا يلتفت لصاحبه ولا يُسمع لقائله.

والرسول الأکرم وأهل البيت عليهما السلام تحدثوا بالتفصيل عن شخصية الإمام المهدي- عجل الله فرجه الشريف- وأوضحوا للناس خصائص هذه الشخصية الفذة، وأکدوا نسبها وأوصافها وصفاتها، ومهامها ودورها، وسيرتها وکل ما يتعلق بها من قريب أو بعيد، بالرمز والإشارة حيناً، وبالتصريح نصاً في معظم الأحيان، فلم يترکوا مجالاً للشک والطعن في حقيقة شخصية الإمام المهدي عليه السلام، وحتمية ظهوره، وفي نسبه وأوصافه، وأنه من الأئمة والأوصياء، وخليفة الله المذخور الذي يرث الأرض ويظهر دين الله الحق ويقيم دولة العدل والقسط والهدي بإذن الله، ويطهر کل بقاع الأرض من الدنس والرجس ومن کل ظلم وجور وشرک.

والأحاديث الشريفة المتواترة تؤکد حقيقة مهمة للغاية ألا وهي أن المهدي -عجل الله فرجه- شخصية اصطفاها الله سبحانه من أهل بيت النبوة المطهرين، فهو قائم آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم، من ذرية الرسول الأکرم، من ولد أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهاالسلام، ومن ولد الإمام الحسين عليه السلام، ومن ولد الإمام الحسن العسکري عليه السلام. وقد اتفقت کلمة المسلمين من کبار العلماء ليس من طائفة الشيعة الإمامية الاثني عشرية فحسب، بل من کبار علماء أهل السنة أن هذا هو النسب الصحيح للمهدي عليه السلام.

وفيما يلي نقدم باقة من الأحاديث الشريفة التي تؤکد علي أن المهدي هو حقاً بقية الله المذخور للأمة الإسلامية وللعالم أجمع کما قال ربنا: (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَکُمْ إِن کُنتُم مُؤْمِنِينَ) (هود:86)