بازگشت

يوم الانتصار


يوم الانتصار يوم عظيم، فالناس في سرور وابتهاج فالرضي يملأ قلوب المؤمنين والفرحة تعم قلوب المستضعفين والراحة والأمن والاستقرار تشمل الجميع.

ويتحقق ما کان الأنبياء والرسل من قبل يبشرون به ويتمنونه في ذلک اليوم.

انتصار أهل الحق علي أهل الباطل.

انتصار العدالة علي الظلم والجور.

انتصار الإيمان علي الکفر والضلال.

انتصار الضعفاء علي الجبابرة والمتکبرين.

انتصار المؤمنين علي الکفار والفاسقين.

فهل هناک يوم أکبر فرحة وأعظم سروراً من انتصار الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف علي جحافل الشرک والکفر...

عندما ينتصر الإمام علي الأعداء يلقي خطاباً هاماً يبدأ بالآية الشريفة (فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمَّا خِفْتُکُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُکْمًا وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء:21).

مما يدل علي إن الغيبة التي کانت للإمام حدثت نتيجة مطاردة وظلم الظالمين له مما دفع بالإمام إلي الهجرة خوفا من القتل.. ومن مصاديقه, أن فيه سنة من موسي, و إنه خائف يترقب، ما أخرجه النعماني بسنده عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام إنه قال: إذا قام القائم تلا هذه الآية: (فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمَّا خِفْتُکُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُکْمًا وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء:21).

والإمام لا يخرج إلا بعد وقوع الظلم والاضطهاد علي أهل البيت عليهما السلام وشيعتهم، مما يدفع بالإمام بالخروج علي الظالمين, وحمل السيف علي رقابهم, فيقتل فيهم مقتلة عظيمة , تستمر ثمانية أشهر هرجاً (مرجاً) کما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: - يفرج الله الفتن برجل منا , يسومهم خسفاً لا يعطيهم إلا السيف , يضع السيف علي عاتقه ثمانية أشهر هرجا , حتي يقولوا: والله , ما هذا من ولد فاطمة, لو کان من ولدها لرحمنا-.

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: -.. ولکن صاحب الأمر الطريد , الشريد, الموتور بأبيه , المکني بعمه , يضع سيفه علي عاتقه ثمانية أشهر-.

وبعد أخذ الانتقام من الظالمين وضرب رقاب المفسدين , وقطع رؤوس أئمة الکفر والظالمين يهوي إليه المظلومون والمستضعفون ويلتم شمل القلوب المتنافرة للتآلف في محبة أهل البيت ومودتهم حيث جاءت الأحاديث تؤکد علي أن القلوب المتنافرة تصبح منسجمة ومتحدة، الأمر الذي طالما انتظرته الأجيال بکل شغف وحب، تجتمع علي محبة أهل البيت. وحينها تعلو کلمة أهل الحق واليقين ويأتي المخلصون من کل أنحاء العالم لتعلم علوم القرآن وتعاليم الإسلام الأصيل وأخذه من الإمام المعصوم عليه السلام وأصحابه وتعليمه للآخرين في مدرسة لا تعرف للعنصرية من معني فلا تمييز ولا تفاضل بين الأسود والأبيض وبين الغني والفقير فالکل سواسية کأسنان المشط, ويسيطرون علي البلاد و يلقي الإمام خطابه المهم، ويبدأ الناس بتثقيف أنفسهم بثقافة الإيمان والقرآن وتعليم علوم الإسلام، کما جاء في الأحاديث التالية:

1- عن أبو علي بن عقبة: - إذا قام القائم عليه السلام حکم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت به السبل, وأخرجت الأرض برکاتها ورد کل حق إلي أهله ولم يبق أهل دين حتي يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان. أما سمعت الله سبحانه يقول: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَکَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران:83). وحکم بين الناس بحکم داود وحکم محمد صلي الله عليه و آله و سلم فحينئذ تظهر الأرض کنوزها و تبدي برکاتها (وحينما يحکم الإسلام فالجميع في رفاهية العيش وسعادة الروح وغني النفس فلا يجد الغني فقيراً ليعطي زکاة ماله إليه) ولا يجد الرجل منکم يومئذ موضعاً لصدقته ولبرّه لشمول الغني جميع الناس- ثم قال: (دولتنا آخر الدول).

2- قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في قصة المهدي عليه السلام: - کأنه من رجال بني إسرائيل, يستخرج الکنوز, ويفتح مدائن الشرک-.

3- ومن حديث أبي الحسن الربعي المالکي, عن حذيفة بن اليمان, قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في قصة المهدي عليه السلام: - يبايع له الناس بين الرکن والمقام, يرد الله به الدين , ويفتح له فتوح , فلا يبقي علي وجه الأرض إلا من يقول: لا إله إلا الله-.

4- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص , قال: تجيش الروم , فيخرجون أهل الشام من منازلهم, حتي يستغيثونکم فتغيثونهم, ولا يتخلف عنهم مؤمن , فيقتلون فيکون بينهم قتلي کثيرة , ثم يهزمونهم إلي أسطوانة إني لأعلم مکانها , فيغنمون غنيمة عظيمة, حتي يکيلوا الدنانير بالتراس, فبينما هم کذلک , إذ جاءهم بريد , أن الدجال قد خرج , وأنه يحوش ذراريکم.

قال: فيلقون ما في أيديهم , ثم يأتونه.

5- فقال له جبرائيل: أبشرک يا رسول الله بالقائم من ولدک لا يظهر حتي يملک الکفار الخمسة الأنهر , فعند ذلک ينصر الله أهل بيتک علي أهل الضلال ولم يرفع لهم راية أبداً إلي يوم القيامة. فسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم شکراً لله وأخبر المسلمين وقال لهم: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريباً کما بدأ , فسئل عن ذلک فقال: هي الخمسة الأنهر التي جعلها الله لنا أهل البيت وهي: سيحون وجيحون والفراتان والنيل مصر, إذا ملکت الکفار خمسة الأنهر ملک الإسلام شرقاً وغرباً, و ذلک الوقت ينصر الله أهل بيتي علي أهل الضلال, ولم يرفع لهم راية أبداً إلي يوم القيامة-.

6- عن زيد بن وهب الجهني, عن الحسن بن علي بن أبي طالب, عن أبيه صلوات الله عليهما قال: يبعث الله رجلاً في آخر الزمان, وکلب من الدهر وجهل من الناس يؤيده الله بملائکته ويعصم أنصاره وينصره بآياته؛ ويظهره علي الأرض, حتي يدينوا طوعاً وکرهاً يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً برهاناً يدين له عرض البلاد و طولها لا يبقي کافر إلا آمن, ولا طالح إلا صلح, وتصطلح في ملکة السباع, وتخرج الأرض نبتها, و تنزل السماء برکتها, وتظهر له الکنوز يملک ما بين الخافقين, أربعين عاماً؛ فطوبي لمن أدرک أيامه وسمع کلامه.

7- أخرج الطبراني مرفوعاً: يلتفت المهدي وقد نزل عيسي عليه السلام کأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي تقدم فصلّ بالناس، فيقول عيسي: إنما أقيمت الصلاة لک، فيصلي خلف رجل من ولدي.

8- روي أن جميع ملوک الدنيا کلها أربعة: مؤمنان وکافران؛ فالمؤمنان سليمان بن داود وإسکندر - ذو القرنين-، والکافران نمرود وبختنصر، وسيملکها من هذه الأمة خامس لقوله تعالي: (لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ کُلِّهِ) (التوبة:33). وهو المهدي.

9- يبعث ملک بيت المقدس (يعني المهدي عليه السلام) جيشاً إلي الهند فيفتحها فيطأ أرض الهند ويأخذ کنوزها فيصيره ذلک الملک حلية لبيت المقدس، ويقدم عليه ذلک الجيش بملوک الهند مغلَّلين، ويفتح له ما بين المشرق والمغرب-.

10- عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: - لا تقوم الساعة حتي يملک رجل من أهل بيتي يفتح القسطنطينية وجبل الديلم، ولو لم يبق إلا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يفتحها-.

11- عن جراح عن أرطاة قال: - أول لواء يعقده المهدي، يبعثه إلي الترک فيهزمهم ويأخذ ما معهم من السبي والأموال ثم يسير إلي الشام فيفتحها ثم يعتق کل مملوک معه، ويعطي أصحابه قيمتهم-.

12- عن محمد بن علي الکوفي قال حدثنا عبد الله بن محمد الحجال عن علي بن عقبة بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: کأني بشيعة علي في أيديهم المثاني يعلمون الناس (المستأنف).

13- أبو سليمان أحمد بن هوذة قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حضيرة عن الأصبغ بن نباته قال سمعت علياً عليه السلام يقول: - کأني بالعجم في فساطيط في مسجد الکوفة يعلمون الناس القرآن کما أنزل-.

14- علي بن أحمد البندنيجي عن عبيد الله بن موسي العلوي عمن رواه عن جعفر بن يحيي عن أبيه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد أنه قال: کيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم عليه السلام الفساطيط في مسجد کوفان ثم يخرج إليهم المثال المستأنف، أمر جديد علي العرب شديد.

15- جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: - إذا قام قائم آل محمد عليه السلام ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن علي ما أنزل الله جل جلاله، فأصعب ما يکون علي من حفظه اليوم، لأنه يخاف فيه التأويل.