بازگشت

يوم النداء


کيف يکون النداء؟ سؤال مهم قد يراود المحققين عن حقيقة النداء باسم

الإمام عليه السلام. کيف يتحقق النداء ومتي يکون النداء؟ ومن سيکون المنادي باسم الإمام المهدي عليه السلام؟ هل هو الملک العظيم جبرائيل عليه السلام؟ أم هو نداء من السماء يتردد بواسطة الأجهزة التي صنعها البشر؟ إذا کان المنادي هو سيدنا ومولانا جبرائيل عليه السلام فحينئذ لا يشکل علي أحد لأن النداء يکون خارقاً للعادة. أما إذا کان المعني المنظور في الروايات هو مجرد مناداة من الفضاء کأن يکون عبر الأثير بواسطة الراديو أو التلفاز, ففي هذه الصورة يشکل علي الناس خصوصاً مع وجود نداء وصوت معارض للنداء الأول يکون من قبل شياطين وأبالسة الجن والأنس يحاولون باستمرار الوقوف في وجه الحق والعدل مما يسبب إنکار الناس للإمام عليه السلام والروايات الواردة في هذا الباب عديدة وهي تؤکد إن هناک مناديين منادٍ من السماء ومنادٍ من الأرض. بيد أن بعضها تذکر المنادي في حين تسکت الأکثر منها عن البيان، وإليک طائفة من هذه الأخبار.

1- عن الفضل، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: - خروج القائم عليه السلام من المحتوم.

قلت: وکيف يکون النداء؟

قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق مع علي وشيعته. ثم ينادي إبليس في آخر النهار: ألا إن الحق في عثمان وشيعته. فعند ذلک يرتاب المبطلون.-.

2- وعنه أيضاً عليه السلام: - الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة، ليلة ثلاث وعشرين فلا تشکوا في ذلک واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي: ألا إن فلاناً قتل مظلوماً، ليشکک الناس ويفتنهم... وعلامة ذلک أن المنادي ينادي باسم القائم واسم أبيه حتي تسمعه العذراء في خدرها فتحرِّض أباها وأخاها علي الخروج-.

3- وعنه أيضاً عليه السلام: -... فإن أشکل هذا کله عليهم فإنّ الصوت من السماء لا يشکل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وأمّه-.

4- عن الإمام الباقر عليه السلام: - ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلک المبطلون-.

5- عن الإمام الباقر عليه السلام: - ينادي مناد من السماء ألا إن فلان بن فلان هو الإمام وينادي باسمه، وينادي إبليس - لعنه الله- من الأرض کما نودي برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ليلة العقبة-.

6- عن أمير المؤمنين عليه السلام: - وينادي منادٍ في شهر رمضان من ناحية المشرق عندما تطلع الشمس يا أهل الهدي اجتمعوا، وينادي من ناحية المغرب بعدما تغيب الشمس يا أهل الضلالة اجتمعوا-.

7- عن أمير المؤمنين عليه السلام عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: -... کأني بهم آيس من کانوا، ثم نودي بنداء يسمع من البعد کما يسمع من القرب، يکون رحمة علي المؤمنين وعذاباً علي المنافقين. قلت وما ذلک النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب، أولها ألا لعنة الله علي الظالمين.. ينادي ألا إن الله بعث فلان بن فلان حتي ينسبه إلي علي -فأسمعوا له وأطيعوا- فيه هلاک الظالمين فعند ذلک يأتي الفرج...-.

ولکن السؤال متي يکون النداء، هل يکون في شهر رمضان المبارک من السنة التي يخرج فيه الإمام، أم يکون في شهر محرم الحرام؟

في الحقيقة إن وقت النداء غير معلوم بسبب وجود اختلاف في الروايات فمع توکيد بعض الروايات علي أن النداء باسم القائم عليه السلام يکون في الثالث والعشرين من شهر رمضان، إلاّ أن هناک بعض الأحاديث وخاصة الواردة عن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم تصرّح أن النداء يکون في شهر محرم الحرام، تماماً کما يوجد هذا الاختلاف في يوم خروجه هل سيکون في العاشر من محرم يوم الجمعة کما هو مشهور، أم يکون يوم السبت يوم استشهاد الإمام الحسين عليه السلام کما هو المحقق.

8- عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: - وفي المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إن صفوة الله من خلقه فلاناً فاسمعوا له وأطيعوا، في سنة الصوت والمعمعة-. وهذه الرواية لا تحدد من يکون المنادي.

9- عن الإمام الصادق عليه السلام: - العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب. قلت: وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر ويد بارزة-.

وعلي کل حال فإن صوت القائم بالحق عليه السلام لن يکون أضعف من صوت إذاعات غيره من البشر. في الحقيقة تسطع في سماء العالم بنداء الحق فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليکفر ولکن نداء الحق هذه المرة من القوة بحيث يجعل الناس يخضعون لها کما يقول الإمام الباقر عليه السلام: إذا سمعوا الصوت أصبحوا کأنما علي رؤوسهم الطير!. أما لو کانت الصيحة خضعت له أعناق أعداء الله!. فإن أشکل عليهم من ذلک شيء, فإن الصوت لا يشکل عليهم إذا نودي باسمه و اسم أبيه...

أجل إن ذلک ليس علي الله بمستحيل ولکن هل إن ذلک يکون مباشرة من السماء؟ أم أن هناک وسيلة طبيعية جعلها الله في متناول يد البشر کأن يذاع نبأ ثورة الإمام المهدي المنتظر عبر الإذاعات والمحطات الفضائية وکل قوم يتحدثون عن هذا الأمر الجديد بلغتهم المتداولة وليس هناک حاجة ملحة بتدخل سماوي مباشر حتي نسوق الرواية إلي حالة إعجازية خارقة للطبيعة کما وأن شياطين الإنس يتحرکون ضد الإمام ويستخدمون تلک الوسائل في تکذيبه والافتراء عليه.

إن المؤکد من هذه الأخبار أن النداء من السماء ولکن لا يُدري هل هو صوت ملک من ملائکة الله عز وجل أم هو عبر الأثير والإذاعات، وذلک باعتبار أن قيام القائم هو بأذن الله. فالنداء باسمه يکون من السماء بخلاف صوت الأعداء المخالف للإمام المهدي عليه السلام فندائهم من شياطين الجن ومن أهواء الإنس التي تخلد إلي الأرض فالنداء من قبلهم يکون للأرض والخلود فيها والتثاقل إليها.

وهذا احتمال يجب أن لا نغفل عنه خصوصاً وأن المعرکة قائمة علي قدم وساق بين الفريقين وأن النداءات تتلو بعضها البعض في کل أرجاء المعمورة. وقد جاءت روايات عديدة أخري حول النداء باسم القائم عليه السلام نشير فيما يلي إلي بعضٍ منها:

1- ما جاء بسند عن داود الرقي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداک قد طال هذا الأمر علينا حتي ضاقت قلوبنا ومتنا کمداً، فقال: - إن هذا الأمر آيس ما يکون وأشد غماً، ينادي مناد من السماء باسم القائم واسم أبيه-. فقلت جعلت فداک ما اسمه؟ قال: - اسمه اسم نبي، واسم أبيه اسم وصي-.

2- ماجاء بسند عن الأصبغ بن نباته قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالکوفه فحمد الله تعالي وأثني عليه ثم قال -... ألا إن منا قائماً عفيفة أحسابه سادة أصحابه تنادوا عند اصطلام أعداء الله باسمه واسم أبيه في شهر رمضان ثلاثاً، بعد هرج وقتال... -.

3- ما جاء بسند عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام: -.. والقائم رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة فما أشکل علي الناس من ذلک يا جابر فلا يشکل عليهم ولادته من رسول الله، ووراثته العلماء عالماً بعد عالم، فإن أشکل هذا کله عليهم فإن الصوت من السماء لا يشکل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وأمه-.

4- أخرج النعماني في الغيبة بسنده عن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: - ينادي باسم القائم، فيؤتي وهو خلف المقام فيقال له: قد نودي باسمک فما تنتظر؟ ثم يؤخذ بيده فيبايع..- الحديث.

5- أخرج النعماني أيضاً بسنده عن ناجية القطان عن الباقر عليه السلام أنه قال: - أن المنادي ينادي أن المهدي (من آل محمد) فلان بن فلان، باسمه واسم أبيه..-.

6- أخرج النعماني في الغيبة بسنده عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام أنه قال: - ينادي باسم القائم يا فلان بن فلان قم-.

7- أخرج النعماني في الغيبة عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: - ينادي باسمه في جوف السماء... باسمه واسم أبيه ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه...-.

8- أخرج النعماني أيضاً بسنده عن عبد الله بن سنان عن الصادق عليه السلام: - ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء ألا إن الأمر لفلان بن فلان ففيم القتال؟!!-.

9- أخرج أيضاً بسنده عن ابن سنان عن الصادق عليه السلام: - لا يکون هذا الأمر الذي تمدون إليه أعناقکم حتي ينادي مناد من السماء ألا إن فلاناً صاحب الأمر، فعلام القتال؟-.

10- أخرج أيضاً بسنده عن ابن سنان عن الصادق عليه السلام: - فينادي منادٍ صادق من شدة القتال، فيم القتل والقتال؟! صاحبکم فلان-

11- أخرج بسنده عن ابن أبي يعفور أنه سأل الصادق عليه السلام، وما الصوت، أهو المنادي؟ فقال عليه السلام: - نعم، وبه يعرف صاحب هذا الأمر..-

12- أخرج الصدوق في إکمال الدين بسنده عن ميمون البان عن الباقر عليه السلام -.. ينادي منادٍ من السماء أن فلان بن فلان هو الإمام، باسمه...-.

وجاء عن الصادق عليه السلام قوله: إنها تکون صيحة تتبعها هدّه. (وجاء عنه:) إنها تکون ثلاثة أصوات في رجب:

الأول:ألا لعنة الله علي الظالمين.

والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.

والثالث: يري الناس بدناً بارزاً نحو عين الشمس - مع قرنها ينادي: ألا إن الله بعث فلاناً بن فلان. حتي ينسبه إلي علي عليه السلام فيه هلاک الظالمين, فاسمعوا له وأطيعوا. فعند ذلک يأتي الفرج ويذهب غيظ قلوبهم. (وورد عن الباقر عليه السلام قريب منه، وسيبهت الله المنکرين حين حدوث هذه الآيات, وسيتحقق ما عنته الآية الکريمة: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء،4) والتسلسل المذکور في الرواية لا يعني بالضرورة وقوع هذه العلامات بالترتيب بمعني وقوع هذه العلامة بعد تلک فما أکثر الروايات التي تحدثت بهذا الصورة کان فيه التقديم والتأخير وإنما المنظور تحقق هذه الأمور الثلاثة قبل خروج الإمام عليه السلام إلا إذا کان هناک تصريح بالتقديم لما جاء في هذه الرواية (العام الذي فيه الصيحة, قبله الآية في رجب. فقيل له: وما هي؟ قال وجه يطلع في القمر, ويد بارزة, وتطلع کف تشير. والنداء الذي من السماء يسمعه أهل الأرض: کل أهل لغة بلغتهم).

وصورة الوجه التي تظهر في القمر کآية وعلامة للخروج يختلف عن العلامة لرؤية بدن في عين الشمس. وقد علق علي هذه الرواية صاحب کتاب يوم الخلاص قائلاَ: (وما أکثر الوجوه التي رأيناها ومعاصرونا في القمر من رواد الفضاء, و ما أکثر الأيادي التي شوهدت تحفر سطحه لتحمل لنا من ترابه و صخوره؟! فلا غرو أن ننظر يداً وسلطاناً سماوياً بعد أن حقق العلماء من البشر انتصاراتهم المعروفة في غزو القمر و بقية الکواکب).

13- حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب قال حدثنا إسماعيل بن مهران قال حدثنا الحسين بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن شرحبيل قال: قال أبو جعفر عليه السلام وقد سألته عن القائم عليه السلام فقال: إنه لا يکون حتي ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق و المغرب حتي تسمعه الفتاة في خدرها-.

فلا شيء ممّا خلق الله (فيه) الروح إلا سمع الصيحة, ولا يبقي راقد إلا استيقظ, ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام علي رجليه فزعا من ذلک الصوت, - هو صوت جبرائيل الأمين-. فرحم الله من سمع ذلک الصوت فأجاب. في هذه الرواية بيان عن النداء الذي يسمعه أهل المشرق والمغرب غير أن هذه الرواية تذکر الصيحة التي لا تدع راقداً إلا استيقظ ولا قائماً إلا قعد فزعاً من ذلک الصوت فهل النداء والصيحة هما أمر واحد أم هما أمران مختلفان نداء وصيحة فالصيحة توجب الفزع والخوف في الناس بخلاف النداء في الحقيقة الروايات السابقة لا تذکر شيئاً عن الصيحة إنما نتحدث عن النداء وحسب کما لا تذکر بعضها من المنادي فهل هناک أمران مختلفان أحدهما صيحة وهدّة وفزعة تروّع الناس کصوت الأنفجارات المهيبة التي تحدثها القنابل والصواريخ أم هما شيء واحد نداء علي صورة صرخة مرعبة.

قد يکون هذا وذاک حيث أن هناک احتمال بحدوث خلط في بيان حدوثهما عند الراوي ولا يمکن الجزم بأحدهما إلا بما تکشفه أيام الخروج والله العالم. بيد أن النداء عام وشامل يسمعه جميع الناس کما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً: - ولا يبقي ذو أذن من الخلائق إلا سمع ذلک النداء. وتقبل الخلائق من البدو والحضر و البر والبحر, يحدث بعضهم بعضاً, ويستفهم بعضهم ما سمعوا باذانهم-!. ثم وضع لموعدها علامة خاصة في قوله صلي الله عليه و آله و سلم: - في سنة کثيرة الزلازل والبرد-.

وقد قيل للإمام الصادق عليه السلام: فمن القائم عليه السلام وقد نودي باسمة؟ فقال: - لا يدعهم إبليس حتي ينادي في آخر الليل فيشکک الناس-.

وقيل له: إني لأعجب من القائم کيف يقاتل مع ما يرون من العجائب، من خسف البيداء بالجيش, و من النداء الذي يکون من السماء؟ فقال: - إن الشيطان لا يدعهم حتي ينادي کما نادي برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوم العقبة-.

إذا قلنا أن التدخل السماوي المباشر هو متحقق بأمر إلهي في نداء الملک جبرائيل الأمين عليه السلام فلا يعني ذلک أن إبليس باستطاعته أيضاً أن يخرق القوانين الإلهية وينادي مباشرةً ضد الإمام عليه السلام فربما يتحقق عبر تحريک شياطين الإنس ليذيعوا نداء إبليس عليه اللعنة والعذاب إلا إذا قلنا أن النداء السماوي باسم الإمام المهدي عليه السلام أيضاً ليس بالضرورة أن يکون من قبل سيدنا ومولانا جبرائيل عليه السلام بل يتحقق عبر الوسائل الطبيعية بواسطة المذياع والتلفاز وعلي کلِّ فلابد إذن من هذين الصوتين, في بياض نهار وأحد, صوت من السماء و صوت من الأرض... وبما أنهما نداءان متميزان يفهمهما کل إنسان بلغته, وأن النداء الأول ينوه برجل من ولد أبي طالب و نسل فاطمة عليهاالسلام فإن ذلک يقطع کل شبهة عند العقلاء, و يجنبهم کل توهم. وقد سئل الصادق عليه السلام: تکون إذاً صيحتان, فمن يؤمن بهذه, ومن يؤمن بهذه؟ فقال: - يصدق بها من صدَّق بها قبل-أي أنه يعرف الصيحة الصادقة من کان سمع بها من قبل أن تکون- أو يصدق بها من کان مؤمناً بها قبل أن تکون. ثم تلا الآية الکريمة: (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَي فَمَا لَکُمْ کَيْفَ تَحْکُمُونَ) (يونس:35).

وقال: صوت جبرائيل من السماء وصوت إبليس من الأرض فاتبعوا الصوت الأول, وإياکم والأخير أن تفتنوا به. النداء حق إي والله, حتي يسمعهم کل قوم بلسانهم. (أي بلغتهم) فلا يبقي شيء خلق الله فيه الروح إلا سمعها... فها هو ذا يعود فيکرر القول ويقسم علي المناداة بمختلف اللغات ببداهة... فإنه لا بد أن يرد فيه اسم المهدي واسم أبيه. و مهما کان الحال فإن النداء يقطع جهيزة کل خطيب ومتحذلق, لصراحته ووضوحه... وما فتئ الأئمة عليه السلام يوضحون معالم الطريق حتي لا يبقي مجال للريب, و لينسد باب کل إبهام وإيهام عند سائر الأمم والطوائف, وعند مختلف الجنسيات والقوميات وأصحاب اللغات... وحذار أن يلتبس الأمر علي ضعفاء الإيمان, مما يدور علي لسان إبليس الذي يلقي يومها, آخر سهم في جعبته ليضل الناس, لأنه يوشک أن يدعي هو وحزبه و أتباعه, بعد ذلک اليوم, إلي العذاب الذي کذب به المکذبون، يوم يقوم الناس لرب العالمين, في يوم الحساب.