بازگشت

ارهاصات قيام الإمام


علي الرغم من أن أيام خروج الإمام المهدي - عجل الله فرجه- مشحونة بالاضطرابات والحروب ومليئة بالمتاعب والآلام، فإنها في الوقت نفسه أيام تکسوها الروعة والجمال والابتهاج والعظمة، لأنها أيام تنهي فترة الانتظار المرير التي طالما عاشها المؤمنون طوال القرون والأعوام... وقد عانوا من المآسي والاضطهاد والقتل والتعذيب الکثير الکثير... أيام تمسح دموع الأرامل والأيتام وتبشّر بطلوع فجر الحرية والعدالة والسعادة والرفاه، أيام تعيد الابتسامة إلي شفاه المستضعفين، وتعيد الأمن والطمأنينة للقلوب المروّعة.

أيام تبشر بالنصر لکل المظلومين في العالم، أيام تجلو العمي عن القلوب والأبصار، وتهدي النفوس إلي الإيمان والاستبصار، وتبشر المؤمنين بالنصر والسعادة والرخاء... وکما يبزغ الفجر من ليل الظلمات، يبزغ فجر الإيمان من ظلمات الکفر والضلال.

والسؤال الذي يدور في الأذهان: هل هناک من تحديد فترة زمنية ولو بشکل تقريبي لأيام خروج الإمام المهدي؟

أجل جاء هذا التحديد الزمني عن الرسول الأکرم بصورة واضحة، ولکن من دون تعيين ساعة الصفر لها، لأن الأمر مرتبط بمشيئة الله عز وجل إلا أن هناک بيان تقريبي عن أيام النهضة المهدوية العظيمة التي تأتي بعد حکم الجبابرة حيث يقول النبي صلي الله عليه و آله و سلم: - تکون النبوة فيکم ما شاء الله أن تکون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تکون خلافة فتکون ما شاء الله أن تکون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تکون ملکاً عضوضاً فيکون ما شاء الله أن تکون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تکون ملکاً جبرية فتکون ما شاء الله أن تکون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تکون خلافة علي منهاج النبوة).

وفي حديث آخر عن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم: - سيکون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوک ومن بعد الملوک جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً کما ملئت جوراً...-.

بهذا التعيين التقريبي يمکن تحديد فترة (آخر الزمان) التي جاءت في الروايات الکثيرة حيث يکون خروج الإمام فيها. - يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه کاسمي وکنيته ککنيتي يملأ الأرض عدلاً کما ملئت جوراً-.

وقد يستفاد أيضاً من روايات أخري عن أهل البيت عليهما السلام الذين ذکروا الفترة التي يرجي أن يکون خروج الإمام فيها وذلک عند حالة اليأس والقنوط التي تنتاب البعض من قيام الإمام وهم يعتقدون موت الإمام وانقطاع الأخبار عنه،.کما في هذه الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام - يا أبا الجارود، إذا دار الفلک وقالوا مات أو هلک، وبأي واد سلک، وقال الطالب له أني يکون ذلک، وقد بليت عظامه، فعند ذلک فارتجوه وإذا سمعتم به فأتوا ولو حبواً علي الثلج). وورد عنه أيضاً عليه السلام: -... فخروجه إذا خرج يکون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجاً-.

ويستفاد أيضاً من بعض الروايات أن أيام خروج الإمام عليه السلام تکون أياماً تکسو الأرض الثلوج ويحکم الجو البرد القارص کما يظهر من الرواية السابقة والروايتين التاليتين وهما نموذج لروايات عديدة بهذا المعني: (قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً علي الثلج، فإن فيها خليفة الله المهدي).

(الحسن بن سفيان، وأبو نعيم عن ثوبان قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم تجيء الرايات السود من قبل المشرق کأن قلوبهم زبر الحديد، فمن سمع بهم فليأتهم فليبايعهم ولو حبوا علي الثلج).

وهذا التعبير بالحبو علي الثلج وعدم الاعتناء بالبرد في مناصره الرايات السود ربما يدل علي أن زمن الخروج يکون في أيام الشتاء في وقت يغطي أراضي خراسان الثلج، حيث الوصول إلي الرايات السود يتطلب بذل الجهود في محاربة البرد والثلج وإلا لکان لسان التعبير الروائي مختلفاً إذا کان الخروج في أيام الصيف کان يقال مثلاً: (فمن سمع بهم فليأتهم ولو مشيًا علي الرمضاء، ولو في حر الهجير)..

هذا وقد جاءت الأحاديث الشريفة عن أهل البيت عليهما السلام، تظهر صورة واضحة عن الأحداث والعلائم التي تسبق وتتخلل فترة الظهور المبارک للإمام الحجة عليه السلام، وتلک التي تحدث قبيل فترة أيام خروجه ونهضته المبارکة. وهذه العلامات علي نوعين: بعيدة وقريبة، و يمکن أن تقسمَّ علي قسمين:

العلامات العامة: وهي التي تبين وتصف الوضع العام للمجتمعات البشرية وبالخصوص المجتمعات الإسلامية، وما يقع فيها من الفتن والحوادث والاضطرابات والظواهر والعلامات التي تقع علي مدي سنوات طويلة وعقود متمادية من الزمن تسبق أيام ظهور القائم عجل الله فرجه.

العلامات الخاصة: وهي الأحداث والظواهر والعلائم الخاصة والبارزة التي تقع في عصر الظهور وخاصة في فترة قصيرة وقريبة تسبق أيام خروج الإمام المنتظر - عجل الله فرجه-. بفترة وجيزة.

إن الأحاديث التي تطرقت إلي موضوع الانتظار تعطي انطباعاً مهماً في روحية المنتظرين، وإليک بعضها:

1- عن تفسير القمي في تفسير قوله تعالي: (...فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا) (محمد،18) عن ابن عباس في سفر حجة الوداع: ونظر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إلينا وقال: - ألا أخبرکم بأشراطه السّاعة؟ وکان أدني الناس منه يومئذ سلمان رحمة الله عليه. فقال سلمان: بلي يا رسول الله. فقال صلي الله عليه و آله و سلم: - إنّ من أشراط القيامة، إضاعة الصلوات واتباع الشهوات والميل إلي الأهواء وتعظيم أصحاب المال وبيع الدين بالدنيا فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه کما يذاب الملح في الماء مما يري من المنکر فلا يستطيع أن يغيّره.

قال سلمان: وإنّ هذا لکائن يا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، إنّ عندها يليهم أمراء جوره، ووزراء فسقه، وعرفاء ظلمه، وأمناء خونه.

فقال سلمان: وإنّ هذا لکائن يا رسول الله؟ قال صلي الله عليه و آله و سلم، إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إنّ عندها يکون المنکر معروفاً والمعروف منکراً ويؤتَمن الخائن ويُخّون الأمين ويصدق الکاذب ويکذب الصادق.. فعندها تکون إمارة النساء ومشاورة الإماء وقعود الصبيان علي المنابر ويکون الکذب طرفاً والزکاة مغرماً والفئ مغنماً ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه، ويطلع الکوکب المذنب.

قال سلمان: وإنّ هذا لکائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تشارک المرأة زوجها في التجارة... فعندها يليهم أقوام إن تکلّموا قتلوهم وإن سکتوا استباحوا حقهم ليستأثرون بفيئهم وليطؤن حرمتهم وليسفکنّ دماءهم وليملأنّ قلوبهم دغلاً ورعباً فلا تراهم إلاّ وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين.

قال سلمان: إنّ هذا لکائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده، يا سلمان عندها يؤتي بشيء من المشرق وشيء من المغرب يلون أمتي، فالويل لضعفاء أمتي منهم والويل لهم من الله لا يرحمون صغيراً ولا يوقَرون کبيراً ولا يتجاوزون عن مسيء، جثتهم جثة الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين.

قال سلمان: وإنّ هذا لکائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده، يا سلمان يکتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار علي الغلمان کما يغار علي الجارية في بيت أهلها وتشبه الرِّجال بالنِّساء والنساء بالرجال ولترکبن ذوات الفروج السَروج فعليهن من أمتي لعنة الله.

قال سلمان: وإنّ هذا لکائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده، يا سلمان إنّ عندها تزخرف المساجد کما تزخرف البيع والکنائس وتحلي المصاحف وتطول المنارات وتکثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة.

قال سلمان: وإنّ هذا لکائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده، وعندها تحلّي ذکور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفافاً.

قال سلمان: وإنّ هذا لکائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده، يا سلمان وعندها يظهر الرَبا والرشا ويتعاملون بالعينة والرشي ويوضع الدين وترفع الدنيا... وعندها يکثر الطلاق فلا يقام لله حد ولن يضروا الله شيئاً.

قال سلمان: وإنّ هذا لکائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده، يا سلمان وعندها تظهر القينات والعازف ويليهم أشرار أمتي.. وعندها تحج أغنياء أمتي للنَزهة وتحج أوساطها للتجارة وتحج فقراؤها للرِّياء والسّمعة وعندها يکون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله ويتخذونه مزامير ويکون أقوام يتفقَهون لغير الله وتکثر أولاد الزنا ويتغنون بالقرآن.. عندها يتکلّم الرويبضة. فقال: وما الروبيضة يا رسول الله فداک أبي وأمي؟ قال صلي الله عليه و آله و سلم: يتکلم في أمر العامة من لم يکن يتکلّم...الخ.

2- وجاء في عقائد الإمامة في أشراط الساعة عن حذيفة بن اليمان عن رسول

الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: - يا حذيفة قد ذهبت الدنيا کأنّک بالدنيا لم تکن. قلت فداک أبي وأمّي فهل من علامة نستدل بها علي ذلک؟ قال: نعم ياحذيفة احفظ بقلبک وانظر بعينک وأعقد بيديک-. إذا ضيَعت أمتي الصلاة. وأتبَعت الشهوات، وکثرت الخيانات، وقلَت الأمانات، وشربوا القهوات، وخفيت الطرق، ورفضت القناعة، وساءت الظنون، وتلاشت السَنون، وکثرت الأشجار، وقلَت الثمار، وغلت الأسعار، وکثرت الرياح، وتبينَت الأشراط، وظهر اللواط، واستحسنوا الخلف، وضاقت المکاسب، وقلْت المطالب، واستمرءوا بالهوي، وتفاکهوا بشتم الآباء والأمهات، وأُکل الربَا، وفشا الزنا، وقتل الرضا، واستعملوا السّفهاء، وکثرت الخيانة، وقلَت الأمانة، وزکّي کل أمرء نفسه وعمله، واشتهر کل جاهل بجهله، وزخرفت جدران الدور، ورفع بناء القصور، وصار الباطل حقاً، والکذب صدقاً، والصدق عجزاً، واللّؤم عقلاً، والضِّلال هديً، والبيان عمي، والصمت بلاهة، والعلم کهانة، وکثرت الآيات، وتتابعت العلامات، وتراجموا بالظنون، ودارت علي الناس رحي المنون، وعميق البلوي، وغلب المنکر المعروف، وذهب التواصل، وکثرت التجارات، واستحسنوا بالمفضلات، ورکبوا جلود النمور، وأکلوا المأثور، ولبسوا الحبور، وأثروا الدنيا علي الآخرة، وذهبت الرحمة من القلوب، وعمّ الفساد، واتخذوا کتاب الله لعباً ومال الله دولاً، واستحلوا الخمر بالنبيذ، والفحش بالزکاة، والربا بالبيع، والحکم بالرشا، وتکافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وصارت المباهات في المعصية، والکبر في القلوب، والجور في السلاطين، والسفاهة في سائر الناس، فعند ذلک لا يسلم لذي دين دينه إلاّ من فرَّ بدينه من شاهق إلي شاهق ومن واد إلي واد. وذهب الإسلام حتي لا يبقي إلاّ اسمه، واندرس القرآن من القلوب حتي لا يبقي إلاّ رسمه. يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، لا يعملون بما فيه من وعد ربهم ووعيده وتحذيره وتنذيره وناسخه ومنسوخه فعند ذلک تکون مساجدهم عامرة، وقلوبهم خالية من الإيمان، علماؤهم شر خلق الله علي وجه الأرض منهم بدأت الفتنة وإليهم تعود، ويذهب الخير وأهله، ويبقي الشرّ وأهله، ويصير الناس بحيث لا يعبأ الله بشيء من أعمالهم قد صبَ إليهم الدنيا، حتي أن الغني ليحدث نفسه بالفقر-

3- عن کشکول البهائي (ص83) عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: - ليأتين علي الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلاّ من يفرّ من شاهق إلي شاهق ومن جحر إلي جحر کالثعلب بأشباله. قالوا: يا رسول الله متي ذلک الزمان؟ قال: إذا لم تنل المعيشة إلا لمعاصي الله عز وجل فعند ذلک حلَت العزوبة قالوا: يا رسول الله أما أمرتنا بالتزويج؟ قال: بلي ولکن إذ کان ذلک الزمان فهلاک الرجل علي يد أبويه فإن لم يکن له أبوان فهلاکه علي يد زوجته وولده فإن لم يکن له زوجة وولد فهلاکه علي يد قرابته وجيرانه. قالوا: وکيف ذلک يا رسول الله؟ قال: يعيرونه بضيق المعيشة ويکلّفونه ما لا يطيق حتي يردونه موارد الهلکة-.

4- عن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم: - سيکون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوک ومن بعد الملوک جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً کما ملئت جوراً...-.

5- وقال أيضاً صلي الله عليه و آله و سلم: - لينقضنَّ عُري الإسلام عروة عروة فکلما انتقصت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضاً الحکم وآخرهن الصلاة-.

6- وعنه صلي الله عليه و آله و سلم: - لا تقوم الساعة حتي يبعث الله أمراء کذبة ووزراء فجرة وأمناء خونة وقرّاء فسقه سمتهم سمت الرهبان وليس لهم رعية أو قال رِعَه فليلبسهم الله فتنة غبراء مظلمة يتهوکون فيها تهوک اليهود في الظلم-.

7- وقال صلي الله عليه و آله و سلم: - أيها السائل عن الساعة: تکون عند خبث الأمراء ومداهنة القرّاء ونفاق العلماء وإذا صدّقت أمتي بالنجوم وکذبت القدر ذلک حين يتخذون الأمانة مغنماً والصدقة مغرماً والفاحشة إباحة والعبادة تکبراً واستطالة علي الناس-.

8- وقال صلي الله عليه و آله و سلم: - إن بين يدي الساعة فتن کأنها قطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي کافراً ويمسي مؤمناً ويصبح کافراً، يبيع أقوام (فيها) خلاقهم بعرض من الدنيا قليل-.

9- وقال صلي الله عليه و آله و سلم: - سيأتي علي أمتي زمان لا يبقي من القرآن إلاّ رسمه ولا من الإسلام إلاّ اسمه يُسمَّون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدي، فقهاءُ ذلک الزمان شرُّ فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة واليهم تعود-.

10- وعنه صلي الله عليه و آله و سلم: - يأتي علي الناس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم لا يبقي من الإيمان إلاّ إسمه ومن الإسلام إلاّ رسمه ومن القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة وقلوبهم خراب من الهدي، علماؤهم أشرُّ خلق الله علي وجه الأرض، حينئذٍ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان وقحطٍ من الزمان وظلم من الولاة والحکام. فتعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله أيعبدون الأصنام؟! قال: نعم، کل درهم عندهم صنم-.

11- وقال صلي الله عليه و آله و سلم: - سيجيء أقوام في آخر الزمن وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين أمثال الذئاب الضواري ليس في قلوبهم شيء من الرحمة سفّاکون للدماء لا يرعوون عن قبيح، إن بايعتهم واربوک وإن تواريت عنهم اغتابوک وإن حدّثوک کذَبوک وإن إئتمنتهم خانوک، صبيّهم عارم وشابّهم شاطر وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهي عن منکر، الاعتزاز بهم ذل وطلب ما في أيديهم فقر، الحليم فيهم غاوٍ والآمر بالمعروف متّهم والمؤمن فيهم مستضعف والفاسق فيهم مُشرَّف، السنّة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنّة، فعند ذلک يسلط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم-.

12- وذکر الحديث الآنف في جامع الأخبار بتفاوت، وفيه: -... لا يتناهون عن منکر فعلوه... وإن حدّثتهم کذَّبوک... والحليم بينهم غادر والغادر بينهم حليم... ونساؤهم شاطر... الالتجاء إليهم خزي والاعتداد بهم ذل... فعند ذلک يحرمهم الله قطر السماء في أوانه وينزله في غير أوانه، يسلط عليهم شِرارهم فيسومونهم سوء العذاب يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءَهم-.

13- وقال صلي الله عليه و آله و سلم: - ستکون بعدي فتن، منها فتنة الاحلاس يکون فيها حرب وهرب ثم بعدها فتن أشدَّ منها ثم تکون فتنة کلما قيل انقطعت تمادت حتي لا يبقي بيت إلاّ دخلته ولا مسلم إلاّ صکّته، حتي يخرج رجل من عترتي-.

14- وعنه أيضاً صلي الله عليه و آله و سلم: -... ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يُسمع بلاء أشدَّ منه حتي تضيق عليهم الأرض الرحبة وحتي يملأ الأرض جوراً وظلماً لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي...-.

15- وقال صلي الله عليه و آله و سلم في حديث مطول مع الصدّيقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام، جاء في جانب منه: -... والذي بعثني بالحق إن منهما الحسن والحسين مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم علي بعض فلا کبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقّر کبيراً، فيبعث الله عز وجل عند ذلک منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً، يقوم بالدين في آخر الزمان کما قمتُ به في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلاً کما ملئت جوراً..-. وذکرت هذه الروايات في کفاية الأثر (ص62) وفيها: (... فيبعث الله عند ذلک مهدينا التاسع من صلب الحسين يفتح حصون...).

16- روي جابر بن عبد الله الأنصاري قال: حججت مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حجة الوداع فلما قضي النبي صلي الله عليه و آله و سلم ما افترض عليه من الحج أتي مودعاً الکعبة فلزم حلقة الباب ونادي برفع صوته: أيها الناس، فاجتمع أهل المسجد وأهل السوق، فقال: اسمعوا إني قائل ما هو بعدي کائن فليبلغ شاهدکم غائبکم. ثم بکي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حتي بکي لبکائه الناس أجمعين، فلما سکت من بکائه قال: اعلموا رحمکم الله إن مثلکم في هذا اليوم کمثل ورق لا شوک فيه إلي أربعين ومائة سنة ثم يأتي من بعد ذلک شوک وورق إلي مائتي سنة ثم يأتي من بعد ذلک شوک لا ورق فيه حتي لا يري فيه إلا سلطان جائر أوغني بخيل أو عالم مراغب في المال أو فقير کذاب أو شيخ فاجر أو صبي وقح أو امرأة رعناء. ثم بکي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقام إليه سلمان الفارسي وقال: يا رسول الله اخبرنا متي يکون ذلک؟ فقال صلي الله عليه و آله و سلم: يا سلمان إذا قلّت علمائکم وذهب قراؤکم وقطعتم زکاتکم وأظهرتم منکراتکم وعلت أصواتکم في مساجدکم وجعلتم الدنيا فوق رؤوسکم والعلم تحت أقدامکم والکذب حديثکم والغيبة فاکهتکم والحرام غنيمتکم ولا يرحم کبيرکم صغيرکم ولا يوقر صغيرکم کبيرکم فعند ذلک تنزل اللعنة عليکم ويجعل بأسکم بينکم وبقي الدين بينکم لفظاً بألسنتکم. فإذا أوتيتم هذه الخصال توقعوا الريح الحمراء أو مسخاً أو قذفاً بالحجارة وتصديق ذلک في کتاب الله عز وجل (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَي أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْکُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِکُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِکُمْ أَوْ يَلْبِسَکُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَکُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ کَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ). فقام إليه جماعة من الصحابة فقالوا: يا رسول الله أخبرنا متي يکون ذلک؟ فقال صلي الله عليه و آله و سلم: عند تأخير الصلوات واتباع الشهوات وشرب القهوات وشتم الآباء والأمهات حتي ترون الحرام مغنماً والزکاة مغرماً وأطاع الرجل زوجته وجفا جاره وقطع رحمه وذهبت رحمة الأکابر وقل حياء الأصاغر وشيدوا البنيان وظلموا العبيد والإماء وشهدوا بالهوي وحکموا بالجور ويسب الرجل أباه ويحسد الرجل أخاه ويعامل الشرکاء بالخيانة وقل الوفاء وشاع الزنا وتزين الرجال بثياب النساء وسلب عنهن قناع الحياء ودب الکبر في القلوب کدبيب السم في الأبدان وقل المعروف وظهرت الجرائم وهونت العظائم وطلبوا المدح بالمال وأنفقوا المال للغناء وشغلوا بالدنيا عن الآخرة وقل الورع وکثر الطمع والهرج والمرج واصبح المؤمن ذليلاً والمنافق عزيزاً مساجدهم معمورة بالأذان وقلوبهم خالية من الإيمان واستخفوا بالقرآن وبلغ المؤمن عنهم کل هوان. فعند ذلک تري وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين کلامهم أحلي من العسل وقلوبهم أمرّ من الحنظل فهم ذئاب وعليهم ثياب ما من يوم إلا يقول الله تبارک وتعالي: أفيَّ تغترون أم عليَّ تجترؤن؟ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاکُمْ عَبَثًا وَأَنَّکُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ). فو عزتي وجلالي لولا من يعبدني مخلصاً ما أمهلت من يعصيني طرفة عين، ولولا ورع الوارعين من عبادي لما أنزلت من السماء قطرة ولا أنبت ورقة خضراء فوا عجباً لقوم آلهتهم أموالهم وطالت آمالهم وقصرت آجالهم وهم يطمعون في مجاورة مولاهم ولا يصلون إلي ذلک إلا بالعمل ولا يتم العمل إلا بالعقل.

17- ومما روي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام خطبته المعروفة بخطبة البيان، وقد ذکر فيها ظواهر وعلامات بارزة ومهمة لما يکون عليه حال الأمة وأصناف الناس وطبائعهم وتصرفاتهم وأخلاقهم، وحال الدين والفقهاء...، وغير ذلک من الأمور العامة التي تکون في عصر غيبة الإمام القائم عليه السلام، هذا بالإضافة لذکره لبعض العلامات التي تحدث والأحداث التي تقع في بعض المناطق قبل خروج المهدي عجل الله فرجه.

وبقدر ما يتعلق الأمر بالأحداث والعلامات ذات العلاقة بقضية الإمام المهدي عليه السلام، نورد هنا ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة، من قوله عليه السلام: -... أنا أبو القائم في آخر الزمان، فقام إليه مالک الأشتر فقال: ومتي يقوم هذا القائم من ولدک يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام: إذا زهق الزاهق وحققت الحقائق ولحق اللاحق وثقلت الظهور وتقاربت الأمور وحجب المنشور.. إلي أن قال: فيکدحون الحرائر ويتملکون الجزائر ويحدثون بکيان ويخربون خراسان ويصرفون الحليان ويهدمون الحصون ويظهرون اللصوص ويقتطنون النفوس ويفتحون العراق ويظهرون الشقاق بدم يراق فعند ذلک ترقبوا خروج صاحب الزمان. ثم إنه جلس علي مرقاة ثم قال عليه السلام آه آه لتعريض الشفاه وذبول الأفواه ثم التفت يميناً وشمالاً ونظر إلي بطون العرب وسادات الکوفة ووجوه القبائل بين يديه وهم صامتون کأن علي رؤوسهم الطير فتنفس الصعداء وأنَّ کمداً وتملّل حزنا وسکت حينئذ فقام إليه سويد بن نوفلة وهو کالمستهزأ وکان من سادات الخوارج وقال يا أمير المؤمنين أنت الحاضر ما ذکرت والعالم بما أخبرت؟ قال فالتفت إليه الإمام عليه السلام ورمقه رمقة الغضب فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة من عظم ما نزل به فمات من وقته وساعته وتقطع أرباً أرباً وعجل الله بروحه إلي النار، فقال الإمام عليه السلام: أبمثلي يستهزؤون أم عليّ يتعرض المتعرضون؟ أو يليق بمثلي بما لا يعلم ويدّعي ما ليس له بحق؟ هلک والله المبطلون لو شئت ما ترکت علي ظهرها من کافر بالله ومنافق برسوله ولا مکذباً بوصية (قَالَ إِنَّمَا أَشْکُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَي اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) . قال فقامت إليه العلماء والفضلاء يقبلون بواطن قدميه ويسألونه إتمام کلامه الذي انتهي، قالوا يا أمير المؤمنين نقسم عليک بحق ابن عمک رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أن تبين لنا ما يجري في طول الزمان بکلام يفهمه العاقل والجاهل. قال ثم ذکر الله وحمده واثني عليه وقال: أيها الناس أنني مخبرکم بما يکون من بعد موتي إلي خروج القائم بالأمر من ذريتي وهم ذرية ولدي الحسين وإلي ما يکون إلي آخر الزمان حتي تکونون علي حقيقة من البيان. قالوا ومتي يکون ذلک يا أمير المؤمنين؟ قال إذا وقع الموت في الفقهاء ووضعت أمة محمد الصلوات واتبعوا الشهوات وقلت الأمانات وکثرت الخيانات وشربوا القهوات واستشعروا شتم الآباء والأمهات ورفعت الصلاة من المساجد بالخصومات وجعلوها مجلس الطعامات وأکثروا من السيئات وقللوا من الحسنات وعزت الديانات فحينئذ تکون السنة کالشهر والشهر کالأسبوع والأسبوع کاليوم واليوم کالساعة ويکون المطر فيضاً والولد غضباً ويکون أهل ذلک الزمان لهم وجوه جميلة وضمائر ردية من رآهم أعجبوه ومن عاملهم ظلموه، الوجوه ووجوه الآدميين والقلوب قلوب الشياطين فهم أمرُّ من الصبر وأنتن من الجيفة وأنجس من الکلب وأروغ من الثعلب وأطمع من الأشعث والزق من الجرب ولا يتناهون عن منکر فعلوه إن حدثتهم کذبوک وإن ائتمنتهم خانوک وإن وليت عنهم اغتابوک وإن زادک الله مالاً حسدوک وإن بخلت عليهم هلکوک وإن وعظتهم شتموک، سماعون للکذب أکالون للسحت يستحلون الربا والخمر والمقالات والطرب والمعازف، الفقير بينهم ذليل حقير والمؤمن بينهم ضعيف صغير والعالم عندهم وضيع والفاسق عندهم مُکرّم والظالم عندهم مُعظّم والضعيف هالک والقوي عندهم مالک لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن منکر، الغني عندهم دولة والأمانة عندهم خولة والزکاة عندهم مغرماً ويطيع الرجل زوجته ويعصي والديه ويجفو أباه ويسعي في هلاک أخيه وترتفع أصوات الفجار ويحبون الزنا ويتعاملون السحت والربا ويغار علي الغلمان ويکثر بينهم سفک الدماء وقضاتهم يقبلون الرشاة وتزف الرجال للرجال کما تزف المرأة لزوجها وتتزوج المرأة علي المرأة وتزف کما تزف علي بعلها وتظهر دولة الصبيان من کل مکان ويستحل القينان والمعازف وشرب الخمر ويکتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ترکب الفروج السروج فتکون المرأة مستولية علي زوجها في جميع الأشياء وتحج الناس لثلاث وجوه؛ الأغنياء للنزهة والمتوسطون للتجارة والفقراء للمسألة وتبطل الأحکام ويحبط الإسلام وتظهر دولة الأشرار ويحل الظلم في کل الأمصار فعند ذلک يکذب التاجر في تجارته والصانع في صناعته وصاحب کل صنعة في صنعته فتقل المکاسب وتضيق المطالب وتختلف المذاهب ويکثر الفساد ويقل الرشاد فعند ذلک يحکم عليهم کل سلطان جائر کلامهم أمرّ من الصبر وقلوبهم أنتن من الجيفة فإذا کان ذلک ماتت العلماء وقست القلوب وکثرت الذنوب وتُهجر المصاحف وتخرب المساجد وتطول الآمال وتقل الأعمال وتبني الأسوار في بلاد مغصوبة لرفع العظائم النازلات فعندها لو صلي أحد منهم يومه وليلته فلا يکتب له منها شيء ولا يقبل منه صلاة لان نيته وهو قائم يصلي کيف يظلم الناس وکيف يحتال علي أموال المسلمين ويطلبون الرسالة للتفاخر وللمظالم ونقش مساجدهم المواکف ويحکم فيهم المتألف ويجور بعضهم علي بعض ويقتل بعضهم بعضاً عداوة وبغضاً ويفتخرون بشرب الخمر ويضربون في المساجد العيدان والمزامر فلا ينکر عليهم أحد أولادهم العلوج يکونون في ذلک الزمان الأکابر ويرعي القوم سفهائهم ويملک المال من لا يکون أهله لکع من أولاد الکوع وتضع الرؤساء رؤوساً لا تستحقها کمنع ويضيع الذرع ويفسد الزرع وتظهر الفتن، کلامهم فحش وعلمهم وحش وفعلهم خبيث وهم ظلمة غشمة وکبارهم بخلة وفقهائهم يفتون بما يشتهون وقضاتهم يقولون ما لا يعلمون وأکثرهم بالزور يشهدون من کان عنده دراهم کان عندهم موقراً مرفوعاً ومن يعلمون أنه مقل فهو عندهم موضوع، القوي عندهم محبوب مخصوص ويکون الصالح فيها مذلول يکبرون کل نمام کاذب ينکس الله منهم الرؤوس ويصمي منهم الصدور أکلهم سمان الطيور والطياهيج وألبستهم الخز اليماني والحرير يستحلون الربا والشبهات ويتقارضون الشهادة يراؤون بالأعمال قصراء الآجال لا يمضي عندهم إلا من کان نماماً ويجعلون الحلال حراماً فعالهم المنکرات وقلوبهم مختلفات يتدارسون فيما بينهم بالباطل لا ينهون عن منکر فعلوه يخاف خيارهم شرارهم يتوازرون في غير الله يهتکون فيما بينهم المحارم لا يتعاطفون بل يتدابرون أن رأوا صالحاً اتهموه وإن رأوا نماماً استقبلوه ومن أساءهم عظموه ويکثر أولاد الزنا والآباء فرحين بما يرونه من أولادهم من القبائح ويري الرجل من زوجته القبح فلا ينهاها ولا يردها عنه ويأخذ ما تأتي به من کد فرجها ومن مفسد خدرها حتي لو نکحت طولاً وعرضاً لم ينهاها ولا يسمع ما وقع فيها من الکلام الردئ فذاک هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ًولا عدلاً ولا عذراً فأکله حرام ونکحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام وفضيحته بين الأنام ويصلي سعيراً في يوم القيامة وفي ذلک الزمان يعلنون شتم الآباء والأمهات وتذل السادات وتعلوا البنيان ويکثر الاختلاف فما أقل الأخوة في الله تعالي وتقل دراهم الحلال وترجع الناس إلي حال فعندها تدور دول الشياطين وتتواثب علي اضعف المساکين کما يثوب الأسد علي فريسته ويشح الغني بما في يديه ويبيع الفقير آخرته بدنياه فيا ويل الفقير وما يحل عليه من الخسران والذل والهوان في الزمان المستضعف بأهله ويطلبون ما لا يحل لهم فإذا فعلوا ذلک أقبلت عليهم الفتن لا قبل لهم بها إلا وأن أولهم البجر والرفض وآخرهم السفياني الشامي أنتم سبع طبقات أما الطبقة الأولي ففيها زهد وتقوي إلي سبعين سنة من الهجرة الطبقة الثانية فأهل تعاطف وتبادل إلي مائتين وثلاثين سنة الطبقة الثالثة فأهل تزاور وتقاطع إلي خمسمائة وثلاثين سنة الطبقة الرابعة فأهل تکاثر وتحاسد إلي سبعمائة من الهجرة الطبقة الخامسة فأهل تشامخ وبهتان إلي ثمان مائة وعشرين سنة من الهجرة الطبقة السادسة فأهل الفرج والسرج وتکالب وظهورها إلي تسعمائة وعشرين من الهجرة الطبقة السابعة فأهل الحيل والحرب والغدر والمکر والفسق والتدابر والتقاطع والتباغض والملاهي العظام والأمور المشکلات وارتکاب الشهوات وخراب المدائن والدور وانهدام العمارات والقصور وفيها يظهر من الوادي الميشوم وفيها انکشاف الستر والفروج وعلي ذلک إلي أن يظهر قائمنا المهدي.

إن ما يمکن أن نصفه بالعلامات العامة، ورد ذکرها بشکل کبير وواسع لا يمکننا أن نحيط بها کلها ونذکرها جميعاً في هذه العجالة، حيث نختم هذا الجانب (الظواهر والعلامات العامة) ببعض العلامات التي وردت أيضاً في أحاديث وخطب الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم وأهل بيته الأطهار عليهما السلام.

18- سيأتي زمان علي الناس لا يُنال الملک فيه إلاّ بالقتل والتجبر، ولا الغني إلاّ بالغصب والبخل، ولا المحبة إلاّ باستخراج الدين واتباع الهوي...-.

19- وبقي الدين بينکم لفظاً بألسنتکم-.

20- تقسو القلوب وتمتلئ الأرض جوراً ويکثر القتل حتي تحزن ذوات الأولاد وتفرح العواقر، فبين يدي خروجه بلوي وأيّ بلوي للمقيمين علي الباطل، وهو انتقام من الله تعالي-.

21- واستحلوا الکذب.. واتبعوا الأهواء.. واستُعلن الفجور وقول البهتان.. وصُدِّق الکاذب وأئتُمن الخائن.. وشهد شاهد من غير أن يُستشهد وشِهدَ لآخر قضاءً لذمامٍ بغير حق عرفه.. فعند ذلک الوحا الوحا، العجل العجل-.

22- سيأتي بعدي أقوام يأکلون طيّب الطعام وألوانها ويرکبون الدواب ويتزينون بزينة المرأة لزوجها ويتبرجون تبرج النساء وزيّهم مثل زيّ ملوک جبابرة، هم منافقوا هذه الأمة في آخر الزمان، شاربوا القهوات لاعبون بالکعاب راکبون للشهوات تارکون للجماعات راقدون عن العتمات مفرطون بالغدوات مثلهم کمثل الدّفلي زهرتها حسنة وطعمها مرّ، کلامهم الحکمة وأعمالهم داءٌ لا يقبل الدواء-.

23-... ورأيت الرجل معيشته من بخس المکيال والميزان-.

24- إذا کنت في عشرين رجلاً أو أقل فتصفحت وجوههم فلم ترَ فيهم رجلاً يُهاب في الله فاعلم أن الأمر قد قرب-.

25- إذا تقارب الزمان أنتقي الموت خيار أمتي کما ينتقي أحدکم خيار الرطب من الطبق-.

26- إذا صار لأهل الزمان وجوه جميلة وضمائر رديئة فمن راهم أعجبوه ومن عاملهم ظلموه-.

27- لا يأتي عليکم زمان إلاّ الذي بعده شرٌ منه-.

28-...ورأيت أصحاب الآيات يُحتقرون ويُحتقر من يحبهم-

29-... فإذا کان ذلک أقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها-.

30- فإذا استثارت عليکم الروم والترک وجهزت الجيوش.. ويتخالف الترک والروم وتکثر الحروب-

31- يشرع الترک علي الفرات فکأني بذوات المعصفرات يصطفقن علي نهر الفرات-.

32- إذا أقبلت فتنة من المشرق وفتنة من المغرب والتقوا فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها فإن لم تجدوا إلاّ جحر عقرب فادخلوا فيه فإنّه يکون شرّ طويل-.

33- لا يکون هذا الأمر حتي يذهب ثلثا الناس.. أما ترضون أن تکونوا في الثلث الباقي-.

34- يذهب ملک السنين ويصير ملک الشهور والأيام-.

35- وعند ذلک تخرج العجم علي العرب ويملکون البصرة... ألا يا ويل لبصرة مما يحلّ بها من الطاعون ومن الفتن يتبع بعضها بعضاً، ألا يا ويل فلسطين وما يحلّ بها من الفتن التي لا تطاق، ألا يا ويل أهل الدنيا وما يحل بها من الفتن في ذلک الزمان وجميع البلدان: الغرب والشرق والجنوب والشمال ألا وإنّه ترکب الناس بعضاً علي بعض وتتواثب الحروب الدائمة وذلک بما قدمت أيديهم-.

36- تصبح طهران قصورها کقصور الجنة ونسوانها کالحور العين يتلبسن بلباس الکفار ويتزيّن بزيّ الجبابرة يرکبن السروج ولا يتمکنّ لأزواجهن ولا تکفي مکاسب الأزواج لهن، فروا منها إلي قلة الجبال ومن الجحر کالثعلب بأشباله-.

37- تکون الزوراء محل عذاب الله وغضبه تخربها الفتن وتترکها جمّاء فالويل لها ولمن بها، کل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يُجلِبُ في الجزيرة ومن الرايات التي تسير إليها من قريب ومن بعيد...-.

38- لا تقوم الساعة حتي يملک الناس رجل من الموالي يقال له: جهجاه-.

39-... رجل من أهل قم يدعو الناس إلي الحق يجتمع معه قوم کزبر الحديد لا تزلهم الرياح العواصف ولا يملون من الحرب..-.

40- يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السلام عن معاصيهم بنار تظهر في السماء وحمرة تجلل السماء وخسف ببغداد وخسف ببلدة البصرة... وشمول أهل العراق خوف لا يکون معه قرار-.

41- ما يکون هذا الأمر حتي لا يبقي صنف من الناس إلاّ وقد ولَّوا علي الناس حتي لا يقول قائل: إنّا لو وُلّينا لعدلنا، ثم يقوم القائم بالحق والعدل-.

42- لا يقوم القائم عليه السلام إلاّ علي خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلک وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد بين الناس وتشتت في دينهم وتغير في حالهم حتي يتمني المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظم ما يري من کلب الناس وأکل بعضهم بعضاً، وخروجه إذا خرج عند اليأس والقنوط...-.

43- احذرکم سبع فتن تکون بعدي فتنة تقبل من المدينة وفتنة بمکة وفتنة تقبل من اليمن وفتنة تقبل من الشام وفتنة تقبل من المشرق وفتنة من قبل المغرب وفتنة من بطن الشام وهي فتنة السفياني-.

45- يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من کل مئة تسعون أو قال: تسعة وتسعون کلهم يري أنه ينجو- وفي رواية: - ينجلي عراقکم عن جزيرة من ذهب فيقتتلون عليه...-.

46- عن الإمام علي عليه السلام: - وذلک زمان لا ينجو فيه إلاّ مؤمن نُومَةَ إن شهد لم يُعرف وإن غاب لم يفتقد أولئک مصأبيح الهدي وأعلام السري-.

47- وعن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: - سيأتي عليکم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله، وصبر نفسه علي أن يقال إنه أبله لا عقل له-.

48- وقال أمير المؤمنين عليه السلام: - والله لا يکون ما تأملون حتي يهلک المبطلون.. وحتي تکونوا علي الناس أهون من الميتة عند صاحبها فبينا أنتم کذلک إذ جاء نصر الله والفتح-.

49- عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: - يوشک أن تتداعي عليکم الأمم تداعي الأکلة علي قصعتها وأنتم کثير ولکنکم غثاء کغثاء السّيل ولينزعنَ الله من صدورهم المهابة منکم وليقذفنّ في قلوبکم الوهن من حبَ الدنيا وکراهية الموت-.

50- عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: - ستکون بعدي فتن منها فتنة الاحلاس يکون فيها حرب وهرب ثم بعدها فتن أشد منها ثم تکون فتنة کلما قيل انقطعت تمادت حتي لا يبقي بيت إلاّ دخلته ومسلم إلاّ صکّته حتي يخرج رجل من عترتي-

51-... وفتنة لا يکون بيت من العرب إلاّ دخلته وهدنة تکون بينکم وبين بني الأصفر ثم يغدرونکم فيأتونکم تحت ثمانين راية تحت کل راية اثنا عشر ألفاً-. قد تکون هذه الرواية أشارة إلي هجوم أمريکا وأنکلترا والدول المساندة لهما علي العراق في حرب الخليج وفي أحتلالهم الأخير للعراق.

إذن هنالک الکثير من الأحداث والعلامات العامة التي وردت في أحاديث أهل البيت عليهما السلام، بحيث تعطي صورة إجمالية للتطورات والوقائع التي تجري في العالم قبل وفي أثناء عصر الظهور وعلي فترات زمنية غير محددة بعدد من السنين أو العقود، وتلک التطورات والأحداث والتغييرات ترتبط بمختلف نواحي الحياة سواء کانت دولية أو محلية وسواءٌ کانت اقتصادية أو عسکرية أو اجتماعية، وکذا ما يرتبط منها بعلاقات الناس وأخلاقهم وقيمهم ودينهم سواء مع بعضهم البعض أو بين الحاکمين والمحکومين، أو بين الدول والجماعات والفرق... هذه هي العلامات العامة.

إلاّ أن هناک بعض العلامات الهامة التي وردت في أحاديث أهل البيت عليهما السلام، والتي يمکن أن نطلق عليها بالعلامات الخاصة، وذلک لأنها علامات بارزة جداً وورد التأکيد عليها في أحاديثهم عليهما السلام، وإنها تشکل أبرز وأقرب دليل علي قرب ظهور الإمام القائم عجل الله فرجه الشريف، أو لا أقل إنها تعطي إشارات واضحة علي أن العالم يعيش بالفعل سنوات -وربما شهور- حالة المخاض قبيل ظهور الإمام ومن ثم خروجه المبارک عجل الله فرجه الشريف.

وعلي ضوء ذلک نورد فيما يلي بعضاً من تلک العلامات المميزة التي جاءت في لسان الروايات عن أهل البيت عليهما السلام، والتي نري أنها تمثل علامات بارزة وخاصة تدل - متي ما حدثت- بإذن الله تعالي علي قرب ظهور الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف.

1- روي النعماني عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام، قال، قلت له جعلت فداک متي خروج القائم عليه السلام؟ فقال: يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت وقد قال محمد صلي الله عليه و آله و سلم کذب الوقاتون. يا أبا محمد إن قدام هذا الأمر خمس علامات أولهنَّ النداء في شهر رمضان وخروج السفياني وخروج الخراساني وقتل النفس الزکية وخسف بالبيداء. ثم قال: يا أبا محمد لابد أن يکون قدام ذلک الطاعونان؛ الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر. قلت جعلت فداک وأي شيء هما؟ فقال: (أما) الطاعون الأبيض فالموت الجارف وأما الطاعون الأحمر فالسيف، ولا يخرج القائم حتي ينادي باسمه في جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان) ليلة الجمعة. قلت بم ينادي؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا أن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقي شيء خلق الله فيه الروح إلاّ يسمع الصيحة فتوقظ النائم ويخرج إلي صحن داره وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يُسمَع وهي صيحة جبرئيل عليه السلام.

2- وروي الصدوق عن محمد بن مسلم الثقفي عن الإمام الباقر عليه السلام، قال: قلت يا بن رسول الله متي يخرج قائمکم؟ قال: -... وخروج السفياني من الشام واليماني من اليمن وخسف بالبيداء وقتل غلام من آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم بين الرکن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزکية، وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه وفي شيعته فعند ذلک خروج قائمنا...-.

3- وروي الصدوق أيضاً ما يقرب من ذلک عن محمد بن مسلم الثقفي عن الإمام الباقر عليه السلام: -... وإن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام وخروج اليماني (من اليمين) وصيحة من السماء في شهر رمضان ومنادٍ ينادي من السماء باسمه واسم أبيه-.

4- وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: -.. وتعمل القبة الغبراء ذات القلادة الحمراء، وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحة الأقاليم کالقمر المضئ بين الکواکب الدرية. ألا وإن لخروجه علامات عشرة، أولها طلوع الکوکب ذي الذنب، ويقارب من الحادي، ويقع فيه هرج ومرج وشغب، وتلک علامات الخصب، ومن العلامة إلي العلامة عجب، فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاک يظهر منا القمر الأزهر، وتمت کلمة الإخلاص لله علي التوحيد-.

5- وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام: -... ولذلک آيات وعلامات أولهن إحصار الکوفة بالرصد والخندق وتخريق الرايات في سکک الکوفة وتعطيل المساجد أربعين ليلة وکشف الهيکل وخفق رايات ثلاثة حول المسجد الأکبر تهتز، القاتل والمقتول في النار، وقتل سريع وموت ذريع وقتل النفس الزکية بظهر الکوفة في سبعين والمذبوح بين الرکن والمقام..-.

6- وفي خطبة طويلة لأمير المؤمنين عليه السلام جاء في جانب منها: -... فإذا استدار الفلک، قلتم مات أو هلک بأي وادٍ سلک فيومئذ تأويل هذه الآية (ثُمَّ رَدَدْنَا لَکُمُ الْکَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاکُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاکُمْ أَکْثَرَ نَفِيرًا) . ولذلک آيات وعلامات أولهن إحصار الکوفة بالرصد والخندق وتخريق الرايات في سکک الکوفة وتعطيل المساجد أربعين ليلة وکشف الهيکل وخفق رايات حول المسجد الأکبر تهتز، القاتل والمقتول في النار، وقتل سريع وموت ذريع وقتل النفس الزکية بظهر الکوفة في سبعين والمذبوح بين الرکن والمقام وقتل الأسقع صبراً في بيعة الأصنام-.

7- روي الشيخ الطوسي في غيبته عن بشر بن غالب، قال: يقبل السفياني من بلاد الروم منتصراً في عنقه صليب، وهو صاحب القوم-.

8- روي المفيد في الإرشاد عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: - ليس بين قيام القائم عليه السلام وقتل النفس الزکية اکثر من خمسة عشر ليلة-. وروي الصدوق في إکمال الدين عن الإمام الصادق عليه السلام، مثله.

9- وروي عن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: -... يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة. قلت جعلت فداک أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا ولکن يقتله جيش بني فلان فلا يخرج حتي يدخل المدينة، يدري الناس أي شيء دخل فيأخذ الغلام فيقتله فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لم يمهلهم الله عز وجل، فعند ذلک توقعوا الفرج-.

10- روي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: - من يضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم. ثم قال: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده علي أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبکم إن شاء الله ويذهب مُلک السنين ويصير مُلک الشهور والأيام. فقلت يطول ذلک؟ قال: کلا-.

11- وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: - بينا الناس وقوفاً بعرفات إذ أتاهم راکب علي ناقلة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة، عند موته فرج آل محمد عليهما السلام وفرج الناس جميعاً-.

12- وروي عن أبي الطفيل قال: سأل ابن الکواء أمير المؤمنين عليه السلام عن الغضب فقال: - هيهات هيهات الغضب، موتات فيهن موتات، وراکب الذعلبة وما راکب الذعبلة مختلط جوفها بوضينها يخبرهم بخبر فيقتلونه، ثم الغضب عند ذلک-.

والمراد بالغضب هنا هو جيش الغضب وهم أصحاب الإمام المهدي عجل الله فرجه، فقد روي النعماني في غيبته أن أحد الرجال ذکر جيش الغضب، فقال الإمام علي عليه السلام: - أولئک قوم يأتون في آخر الزمان قزع کقزع الخريف... أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومناخ رکابهم...-.

13- روي عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام: - وأنيّ لکم بالسفياني حتي يخرج قبله الشيصباني يخرج من أرض کوفان ينبع کما ينبع الماء فيقتل وفدکم، فتوقعوا بعد ذلک السفياني وخروج القائم عليه السلام -.

14- روي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: - لابد أن يکون قدام القائم سنة تجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فإن ذلک في کتاب الله لبيّن. ثم تلا هذه الآية: (وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوالِ وَالأَنفُسِِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ) .

15- روي عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام: - يا جابر لا يظهر القائم حتي يشمل (الناس ب) الشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه ويکون قتل بين الکوفة والحيرة قتلاهم علي سواء، وينادي مناد من السماء-.

16- وروي عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: - توقعوا الصوت يأتيکم بغتة من قبل دمشق فيه لکم فرج عظيم-.

17- روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: - إذا نادي مناد من السماء أن الحق في آل محمد فعند ذلک يظهر المهدي علي أفواه الناس ويُشربون حبه ولا يکون لهم ذکرٌ غيره-.

18- وعن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: - إذا رأيتم ناراً من (قبل) المشرق شبه الهردي العظيم، تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهما السلام إن شاء الله-.

19- روي الطوسي عن بشر بن حذلم قال: قلت لعلي بن الحسين صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته؟ فقال: يکون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويکون مأواه في تکريت وقتله بمسجد دمشق...-.

20- وروي في مجمع النورين عن إثبات الهداة للحر العاملي، عن الإمام زين العابدين عليه السلام: - إذا علا نجفکم السيل والمطر وظهرت النار في الحجاز والمدن وملکت بغداد الترک (وفي رواية: التتر) فتوقعوا ظهور القائم المنتظر-. قال وفي خبر آخر قال: - العلم من النجف وظهوره في بلدة يقال لها قم والرّي، دليل علي ظهوره-.

21- روي عن الإمام الصادق عليه السلام: - سنة الفتح ينبثق الفرات حتي يدخل في أزقة الکوفة-.

22- وروي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: - إن قدام القائم عليه السلام لسنة غيداقة يفسد فيها الثمار والتمر في النخل فلا تشکوا في ذلک-.

23- وروي عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: - إذا وقعت النار في حجازکم وجري الماء بنجفکم فتوقعوا ظهور قائمکم-.

24- وعن الإمام زين العابدين عليه السلام: - إذا ملأ هذا نجفکم السيل والمطر وظهرت النار في الحجارة والمدر وملکت بغداد التتر فتوقعوا ظهور القائم المنتظر-.

25- وروي عن خالد بن معدان قال: إنه ستبدوا آية عموداً من نار يطلع من قبل المشرق يراه أهل الأرض کلهم فمن أدرک ذلک فليعدَّ لأهله طعام سنة-.

26- روي عن يحيي بن سالم عن الإمام الباقر عليه السلام: - صاحب هذا الأمر أصغرنا سناً وأجملنا شخصاً. قلت متي يکون ذلک؟ قال: إذا سارت الرکبان ببيعة الغلام فعند ذلک يرفع کل ذي صيصية لواء، فانتظروا الفرج-.

27- وعن الإمام الصادق عليه السلام: - خمس قبل قيام القائم عليه السلام؛ اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزکية-.

ومن العلامات البارزة التي تقع قبل خروج القائم عجل الله فرجه الشريف، والتي جاء ذکرها في الروايات، خسوف القمر وکسوف الشمس في فترة قصيرة خلال أيام شهر رمضان المبارک وهي آية عجيبة جداً حسب أحاديث أهل البيت عليهما السلام.

28- وعن الإمام الباقر عليه السلام: - إن بين يدي هذا الأمر انکساف القمر لخمس تبقي والشمس لخمس عشرة وذلک في شهر رمضان، وعنده يسقط حساب المنجمين-.

29- وروي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: - علامة خروج المهدي کسوف الشمس في شهر رمضان في ثالث عشرة أو أربع عشرة منه-.

30- وروي ابن طاووس - قبل خروج المهدي تنکسف الشمس في شهر رمضان مرتين-.

31- وروي أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام قال: - تنکسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم عليه السلام -.

الکسوف والخسوف هما آيتان عظيمتان من جهة وقوعهما في فترة قصيرة في شهر رمضان المبارک والاختلاف في الروايات في زمن وقوعهما من شهر رمضان لا يضر بأهمية وقوع الحادثة في الفترة القصيرة التي قلَّما تحدث في الکون ويمکن أن يکون من اشتباه الرواة وعدم دقة ضبطهم للوقت أو بسبب الاشتباه في النقل للحديث من راوٍ لآخر وهذا أمر ظاهر من کثرة الاختلاف في التوقيت والقدر المتيقن في أهمية الحديث هو وقوع الخسوف والکسوف في شهر رمضان في فترة قصيرة مما يربک حساب المنجمين والفلکيين وهذه من العلامات المهمة الدالة علي قرب خروج الإمام المهدي المنتظر عليه السلام والتي تعطي إشارة واضحة علي أن أمر الخروج لا تتعدي سنوات کثيرة إن شاء الله تعالي...

32- وروي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: - ستکون فتنة لا يهدأ منها جانب إلاّ جاش منها جانب حتي ينادي مناد من السماء أميرکم فلان-.

33- وروي عنه أيضاً صلي الله عليه و آله و سلم: -. منعت العراق قفيزها ودرهمها ومنعت الشام مُدّها ودينارها ومنعت مصر اردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم-.

34- وروي عنه صلي الله عليه و آله و سلم: - يقتتل عند کنزکم ثلاثة کلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلي واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق... فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً علي الثلج فإنه خليفة الله المهدي-.

35- وروي عنه صلي الله عليه و آله و سلم: - في ذي القعدة تَحازُبُ القبائل وعامئذ يُنهب الحاج فتکون ملحمة بمني فيکثر فيها القتلي وتسفک فيها الدماء حتي تسيل دماؤهم علي عقبة الجمرة...-.

36- وروي عن أم سلمة عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: - يغزو جيش البيت حتي إذا کانوا ببيداء من الأرض خسف بهم...-.

37- وروي عنه صلي الله عليه و آله و سلم: -... إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريباً فقد أظلت الساعة-.

38- وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام عن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم: -... اختلاف، وقتل أهل الحرمين، والرايات السود وخروج السفياني وافتتاح الکوفة وخسف بالبيداء...-.

39- روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: -... ألا أخبرکم بآخر ملک بني فلان؟ قلنا: بلي يا أمير المؤمنين. قال: قتل النفس الحرام في يوم الحرام في بلد الحرام من قوم من قريش، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملک بعده غير خمس عشرة ليلة. قلنا: هل قبل هذا أو بعده من شيء؟ فقال: صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها-.

40- وروي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: - إن المهدي لا يخرج حتي تقتل النفس الزکية فإذا قتلت النفس الزکية، غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض فأتي الناس المهدي فزفوه کما تزف العروس إلي زوجها ليلة عرسها...-.

41- وعن أمير المؤمنين عليه السلام: -... ثم يقع التدابر في (و) الاختلاف بين أمراء العرب والعجم فلا يزالون يختلفون إلي أن يصير الأمر إلي رجل من ولد أبي سفيان -إلي أن قال عليه السلام - ثم يظهر أمير الأمرة وقاتل الکفرة السلطان المأمول...-.

42- روي عن الإمام الباقر عليه السلام، في حديث طويل، ومما جاء فيه: - إذا رأيتم ناراً من (قبل) المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهما السلام إن شاء الله عز وجل، إن الله عزيز حکيم. ثم قال: الصيحة لا تکون إلاّ في شهر رمضان... ثم قال عليه السلام: إذا اختلاف بنو فلان فيما بينهم، فعند ذلک فانتظروا الفرج، وليس فرجکم إلا في أختلاف بني فلان، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم عليه السلام إن الله يفعل ما يشاء، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتي تختلف بنو فلان فيما بينهم فإذا کان ذلک طمع الناس فيهم واختلفت الکلمة، وخرج السفياني. وقال: لا بد لبني فلان من أن يملکوا، فإذا ملکوا ثم اختلفوا تفرق ملکهم وتشتت أمرهم حتي يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلي الکوفة... ثم قال عليه السلام: خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد، في يوم واحد نظام کنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً... ثم قال لي: إن ذهاب ملک بني فلان کقطع الفخار وکرجل کانت في يده فخارة وهو يمشي إذا سقطت من يده وهو ساهٍ فأنکسر فقال حين سقطت: هاه -شبه الفزع- فذهاب ملکهم هکذا...-.

43- وروي عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالي: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء:4) قال: - سيفعل الله ذلک بهم. قلت: ومن هم؟ قال بنو أمية وشيعتهم. قلت: وما الآية؟ قال: رکود الشمس ما بين زوال الشمس إلي وقت العصر وخروج صدر ووجهه في عين الشمس يُعرف بحسبه ونسبه، وذلک في زمان السفياني وعندها يکون بواره وبوار قومه-.

44- وروي عن الإمام الباقر عليه السلام عندما سُئل متي يکون خروج الإمام المهدي عليه السلام، فقال: -... أما إنه لم يوقت لنا فيه وقت ولکن إذا حدثناکم بشيء فکان کما نقول فقولوا صدق الله ورسوله، وإن کان بخلاف ذلک فقولوا صدق الله ورسوله تؤجروا مرتين، ولکن إذا اشتدت الحاجة والفاقة وأنکر الناس بعضهم بعضاً فعند ذلک توقعوا هذا الأمر صباحاً ومساءً...-.

45- وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: - العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب... وجه يطلع في القمر ويد بارزة-.

46- روي محمد بن الصامت، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت ما من علامة بين يدي هذا الأمر؟ فقال - بلي. قلت وما هي؟ قال: هلاک العباسي وخروج السفياني وقتل النفس الزکية والخسف بالبيداء..-.

47- وعن الإمام الصادق عليه السلام: -... هلاک الفلاني (اسم رجل من بني العباس) وخروج السفياني وقتل النفس وجيش الخسف والصوت... وبه يعرف صاحب هذا الأمر. ثم قال: الفرج کله هلاک الفلاني (من بني العباس)-.

48- وروي الطوسي عن الإمام الصادق عليه السلام: - لا يخرج القائم حتي يخرج إثنا عشر من بني هاشم کلهم يدعو إلي نفسه-.

49- وروي أن رجلاً سأل الإمام الصادق عليه السلام، متي يظهر قائمکم؟ فقال: - إذا کثرت الغواية وقلت الهداية (إلي أن قال:) فعند ذلک ينادي باسم القائم عليه السلام في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ويقوم في يوم عاشوراء-.

50- وروي الطوسي عن الإمام الرضا عليه السلام: - إن من علامات الفرج حدثا يکون بين الحرمين وقلت: وأي شيء (يکون) الحدث؟ فقال: عصبية تکون بين الحرمين ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر کبشاً-.

51- وعن الإمام الهادي عليه السلام: - إذا رفع عَلمکم من بين أظهرکم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامکم-.

وتذکر الروايات عن أهل البيت عليهما السلام أنه سيکون هناک فتنة وخلافات تکون في صفوف بعض الموالين وامتحان وغربلة وتمحيص شديد، وهي حسب الروايات تُعد من العلائم علي قرب ظهور الإمام القائم عجل الله فرجه الشريف.

52- روي النعماني عن مالک بن ضمرة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال له: - يا مالک بن ضمرة کيف أنت إذا اختلفت الشيعة هکذا وشبک أصابعه وأدخل بعضها في بعض؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلک من خير. قال: الخير کله، عند ذلک. يا مالک عند ذلک يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يکذبون علي الله وعلي رسوله صلي الله عليه و آله و سلم فيقتلهم، ثم يجمع الله علي أمر واحد-.

53- وروي النعماني عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام: -... فو الذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتي يتفل بعضکم في وجوه بعض، وحتي يسمي بعضکم بعضاً کذابين، وحتي لا يبقي منکم إلاّ کالکحل في العين وکالملح في الطعام وسأضرب لکم مثلاً، وهو مثل رجل کان له طعام فنقّاه وطيّبه ثم أدخله

بيتاً وترکه فيه ما شاء الله ثم عاد غليه فإذا هو قد أصابه السوس فأخرجه ونقّاه وطيّبه ثم أعاده إلي البيت فترکه ما شاء الله ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه ونقّاه وطيّبه وأعاده ولم يزل کذلک حتي بقيت منه رزمة کرزمة الأندر لا يضره السوس شيئاً. وکذلک أنتم تُميزون حتي لا يبقي منکم إلاّ عصابة لا تضرها الفتنة شيئاً-.

54- وعن أمير المؤمنين عليه السلام: - کيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هديً ولا عَلم يُري يبرأ بعضکم من بعض-.

55- وعن الإمام الحسين عليه السلام: - لا يکون الأمر الذي تنتظرونه حتي يبرأ بعضکم من بعض ويتفل بعضکم في وجوه بعض ويشهد بعضکم علي بعض بالکفر ويلعن بعضکم بعضاً... الخير کله في ذلک الزمان، يقوم قائمنا ويدفع ذلک کله-. وروي مثله في عقد الدرر.

56- وروي عن الإمام الباقر عليه السلام: - إنما مثل شيعتنا مثل الأندر -يعني بيدراً فيه طعام- فأصابه آکل فنقي حتي بقي منه ما لا يضره الآکل، وکذلک شيعتنا يميزون ويمحصون حتي تبقي منهم عصابة لا يضرها الفتنة-.

57- وعن الإمام الباقر عليه السلام: - هيهات هيهات لا يکون الذي تمدون إليه أعناقکم حتي تمحّصوا، (هيهات) ولا يکون الذي تمدون إليه أعناقکم حتي تميزوا، ولا يکون الذي تمدون إليه أعناقکم حتي تغربلوا، ولا يکون الذي تمدون إليه أعناقکم إلاّ بعد إياس، ولا يکون الذي تمدون إليه أعناقکم حتي يشقي من شقي ويسعد من سعد-.

58- وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً: - إن هذا الأمر لا يأتيکم إلاّ بعد يأس، لا والله (لا يأتيکم) حتي تميزوا، لا والله (لا يأتيکم) حتي تُمحّصوا، ولا والله (لا يأتيکم) حتي يشقي من شقي ويسعد من سعد-.

59- وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال للمفضل بن عمر: - إياکم والتنويه والله ليغيبن سبتاً من الدهر وليحملن حتي يقال مات أو هلک بأي وادٍ سلک ولتفيضن عليه أعين المؤمنين وليکفأن کتکفئ السفينة في أمواج البحر حتي لا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه وکتب الإيمان في قلبه وأيّده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أيّ من أيّ...-.

60- روي عن الإمام الرضا عليه السلام: - لا يکون ما تمدون إليه أعناقکم حتي تميزوا وتُمحصّوا فلا يبقي منکم إلاّ القليل. ثم قرأ: (ألم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَکُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) ...-.

أجل نحن نعيش هذه الأيام في إمتحان عسير والاکثرية في غفلة من الإمتحان الإلهي فکثير من العلامات قد حدثت سواء من العلامات العامة أو الخاصة فهل نحافظ علي ديننا وإسلامنا أم نلهث وراء الدينار والدرهم؟! وهل نعدّ أنفسنا ليوم خروج قائم آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم أم نرکض وراء مصالحنا وأهوائنا؟! وهل نقرأ ونبحث عن إمامنا وسيدنا مولانا المهدي المنتظر وندعوا له من أعماق قلوبنا بالفرج والخروج لنکون من أنصاره وأعوانه أم نعتبر القضية مسألة ثانوية في حياتنا اليومية؟!

في الحقيقة لا نستطيع القول إلا ما قاله النبي يعقوب لأبنائه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الکَافِرُونَ) (يوسف:87).