بازگشت

اخذ الميثاق من الأنبياء للمهدي المنتظر


1- عن الإمام الباقر عليه السلام - إن الله تبارک وتعالي حين خلق الخلق، خلق ماءً عذباً وماءً مالحاً أجاجاً، فامتزج الماءان، فأخذ طيناً من أديم الأرض فعرکه عرکاً شديداً، فقال لأصحاب اليمين وهم فيهم کالذر يدبون إلي الجنة بسلام. وقال لأصحاب الشمال يدبون إلي النار ولا أبالي. ثم قال: ألست بربکم؟ قالوا: بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا کنا عن هذا غافلين.

قال: ثم أخذ الميثاق علي النبيين، فقال: ألست بربکم؟ ثم قال: وأن هذا محمد رسول الله، وأن هذا علي أمير المؤمنين. قالوا: بلي فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق علي أولي العزم ألا إني ربکم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي، وإن المهدي أنتصر به لديني، وأظهر به دولتي، وأنتقم به من أعدائي، وأعبد به طوعاً وکرهاً.

قالوا: أقررنا وشهدنا يا رب. ولم يجحد آدم ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي، ولم يکن لآدم عزم علي الإقرار به. وهو قوله عز وجل: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَي ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (طه:115).

قال: إنما يعني فترک. ثم أمر ناراً فأججت، فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها، وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فکانت عليهم برداً وسلاماً. فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتکم اذهبوا فادخلوها، فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والمعصية والولاية-.

فولاية الإمام المهدي جزء لا يتجزأ من الولاية المفروضة علي العالمين فهو الإمام الذي يصلي خلفه وأحد من الأنبياء العظام من أولي العزم بعد الرسول الأکرم إلا وهو النبي عيسي عليه السلام کما جاءت أحاديث متواترة تتحدث عن هذه المسألة وعن مقامات الإمام(عج) نذکر بعضها:

1- عن الإمام الباقر عليه السلام قال: - يا خيثمة سيأتي علي الناس زمان لا يعرفون الله ما هو والتوحيد حتي يکون خروج الدجال، وحتي ينزل عيسي بن مريم من السماء ويقتل الدجال علي يده ويصلي بهم رجل منّا أهل البيت، ألا تري أن عيسي يصلي خلفنا وهو نبي إلاّ ونحن أفضل منه-.

2- عن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم: - منّا الذي يصلي عيسي بن مريم خلفه-.

3- عن الإمام الصادق عليه السلام: -.. ولو أدرکته لخدمته أيام حياتي-.

4- عن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم: - الجنة تشتاق إلي أربعة من أهلي قد أحبهم الله وأمرني بحبهم: علي بن أبي طالب والحسن والحسين، والمهدي (صلي الله عليهم) الذي يصلي خلفه عيسي بن مريم عليه السلام -.

5- وعنه أيضاً صلي الله عليه و آله و سلم: - المهدي طاووس أهل الجنة-.

6- عن الإمام الصادق عليه السلام: - إن القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوي له الأرض وتظهر له الکنوز کلها ويظهر الله تعالي به دينه علي الدين کله ولو کره المشرکون ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ولا يبقي في الأرض خراب إلاّ عُمرِّ وينزل روح الله عيسي بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه...-.

7- عن الإمام الباقر عليه السلام: -... واخذ الميثاق علي (أولي) العزم، ألا إنّي ربکم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي، وأن المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي وأُعبَد به طوعاً وکرها؟ قالوا: أقررنا وشهدنا يارب، ولم يجحد آدم ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يکن لآدم عزم علي الاقرار به وهو قوله عز وجل: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَي ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) .

8- عن أمير المؤمنين عليه السلام: -... فنحن أنوار السماء وأنوار الأرض، فمنّا النجاء ومنّا مکنون العلم وإلينا مصير الأمور وبمهديّنا تنقطع الحجج، خاتمة الأئمة ومنقذ الأمة وغاية النور ومصدر الأمور...-.

9- عن أمير المؤمنين عليه السلام: -... وليکونن من أهل بيتي رجل يأمر بأمر الله قوي يحکم بحکم الله... ليستخلفن الله خليفة يثبت علي الهدي ولا يأخذ علي حکمه الرشا، إذا دعا بدعوات بعيدات المدي، دامغات المنافقين فارجات عن المؤمنين...-.

10- عن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم: -... يأتي بذخيرة الأنبياء عليهما السلام فيملؤها عدلاً وقسطاً کما ملئت جوراً وظلماً-.

11- وعنه أيضاً صلي الله عليه و آله و سلم: -...تکون الملائکة بين يديه ويُظهر الإسلام-.

12- وعنه أيضاً صلي الله عليه و آله و سلم: -... يَرُدّ الله به الدّين ويفتح له فتوح فلا يبقي علي وجه الأرض إلاّ من يقول: لا إله إلاّ الله-

وأخيراً ولا آخراً نستطيع القول أن شخصية الإمام الکبيرة وجلالة قدره لا تتلخص في نهضته المبارکة وفتحه حصون الکفر والشرک واقامته حکومة إسلامية عالمية، ولا تتجلي فقط في إنقاذ البشرية من الظلم والجور وتحقيق القسط والعدل في أرجاء المعمورة وحسب، بل ان عظمته نابعة من شخصيته الربانية المبارکة ومن نفسه الطيبة الطاهرة وصفاته السامية الفاضلة وشمائل خلقياته الکريمة وروحيته السامية العالية. ولذلک أخذ الميثاق من الأنبياء له وذلک لبيان عظمته وعظمة دوره ومن هنا فالإمام فوق الألقاب والکلمات فلا تحدده الکلمات ولا تجسَّده العبارات، فعظمته الشخصية قبل عظمة إنجازاته الإصلاحية حيث أنه خُلق من نور عظمة الله جل جلاله مما جعل منه شخصية فريدة لدرجة کان الأنبياء يتمنون من الله سبحانه أن يجعل لهم الحظوة بهذه المکانة والمهمة التي ادخرت للإمام المهدي عليه السلام، مثلما تمني ذلک النبي موسي عليه السلام حينما رأي المقام الشامخ لهذه الشخصية، غير أن القرار الإلهي قد حسم الأمر من قبل فجعل هذه الشخصية المبارکة من نسل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم ومن ولد الإمام الحسن العسکري عليه السلام فهنيئاً للإمام هذه العظمة والقدسية وهنيئاً لمقامه الشامخ الذي خصه الله به دون العالمين، ونسأل الله تعالي أن يجعلنا من خيرة أنصاره المخلصين ومن أفضل المستشهدين بين يديه، ويجعلنا الله معه في الدنيا والآخرة، وفي درجاته العالية والمقامات السامية عنده تعالي وعند الرسول الأکرم وأهل بيته الطاهرين، وما ذلک علي الله بعزيز آمين رب العالمين.