الاصلاح قبل الخروج
کثيراً ما وردت کلمة الإصلاح في أمر الإمام المهدي قبل خروجه علي لسان الروايات فما المقصود من هذه الکلمة في أحاديث أهل البيت عليهما السلام؟
عن الإمام الحسين عليه السلام: - في التاسع من ولدي سنة من يوسف وسنة من موسي بن عمران، وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله تعالي أمره في ليلة واحدة-
عن الإمام الباقر عليه السلام: - إذا ظهر قائمنا أهل البيت قال عليهما السلام: (فَفَرَرْتُ مِنکُمْ لَمَّا خِفْتُکُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّ حُکْماً) (الشعراء:21) خفتکم علي نفسي وجئتکم لمّا أذن لي ربي وأصلح أمري-.
عن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم: - المهدي يصلحه الله في ليلة واحدة-.
فما المنظور من کلمة الإصلاح هذه؟!
هل المقصود منها الإصلاح في شخصيته المبارکة؟ أم الإصلاح في أمر خروجه وقيامه؟ أم الإصلاح في العالم لتهيئة الأجواء لنهضته الإصلاحية؟
من المؤکد أن الإمام المهدي عليه السلام ليس فيه عيب في شخصيته المبارکة، فالإمام ليس بناقص الخلقة حتي يتم إصلاحه، فليس هو بأعمي ليتم إصلاح نظره. ولا هو سيئ الخلق - حاشاه - حتي تجري عليه عملية إصلاحه في تحسين أخلاقه وتصرفاته وسلوکياته الاجتماعية.
فالإمام سالم جسدياً وکامل خلقياً بل هو في قمة الفضائل والأخلاقيات. علي ضوء هذا البيان تبين أن المراد من کلمة الإصلاح أمر آخر فهل هو بمعني الإصلاح العالمي في تهيئة الظروف لخروجه عليه السلام أم هو إعطاء الأذن الإلهي له في القيام بنهضته الجبارة ومنحه مفاتيح التصرف في الطبيعة وأيتائه مقاليد الأمور؟
في الحقيقة إن کلمة الإصلاح المراد بها في أحاديث أهل البيت ليس بمعني الإصلاح العالمي لأن الإصلاح في القضايا الخارجية بتعديل الأوضاع وتهيئة الأجواء لقيام الإمام وإن کان هذا الأمر سيحقق نتيجة تردي الأوضاع السيئة في المجتمعات البشرية والصراعات الدولية علي المصالح والمطامع المادية إلا أن ذلک لا يعبر عنه بالإصلاح بل هو التردي في الأوضاع، وحتي لو أطلق بهذا المعني إلا إنه تبقي العبارات الواردة في الأحاديث لا تنطبق عليها لأن کلمة الإصلاح المذکورة في الروايات نسبت إلي شخص الإمام عليه السلام لا إلي نهضته العالمية (يصلحه الله في ليلة) أو (يصلح الله أمره في ليلة)کما في هذه الروايات:
1- عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن محمد بن المفضل عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن يزيد الکناسي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول: - إن صاحب هذا الأمر فيه سنة من يوسف... يصلح الله أمره في ليلة-.
2- وروي عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.
3- عن الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم: - المهدي يصلحه الله في ليلة واحدة-.
4- وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: - صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق لئلا يکون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج, فيصلح الله أمره في ليلة-.
5- عن الإمام الباقر عليه السلام: -... والقائم يا جابر رجل من ولد الحسين يصلح الله أمره في ليلة...-.
6- عن عبد العظيم الحسني قال: دخلت علي سيدي محمد بن علي وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره, فأبتدأني فقال: يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره, وهو الثالث, من ولدي, والذي بعث محمداً بالنبوة و خصنا بالإمامة, إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً, وإن الله تبارک و تعالي يصلح أمره في ليلة, کما أصلح الله أمر کليمه موسي عليه السلام إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبي. ثم قال عليه السلام أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج.
7- وفي کتاب البيان الباب (2) ص312, بسنده عن ياسين بن سيار وعن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة. (ثم قال) هکذا رواه بن ماجة في سننه وأخرج أبو نعيم في مناقب المهدي وأخرجه الطبراني في المعجم الکبير. ثم قال: انضمام هذه الأسانيد بعضها إلي بعض, وإيداع الحفاظ ذلک في کتبهم يوجب القطع بصحتها.
8- أخرج البغوي الحديث في المصابيح و لفظه عن علي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم إنه قال: - المهدي منا أهل البيت, يصلحه الله في ليلة. وهذه الأحاديث المتواترة في مسألة إصلاح شأن الإمام عليه السلام کما في الرواية الشريفة - ليصلح له أمره في ليلة کما أصلح أمر کليمه موسي عليه السلام -.
من خلال التعابير المستخدمة في هذه الأحاديث نعرف معني إصلاح الأمر في ليلة بشکل واضح، خصوصاً مع التوضيح المذکور فيها بشأن مقارنة إصلاح أمر الإمام - عجل الله فرجه- مع إصلاح أمر النبي موسي عليه السلام، فالأمر في الحقيقة يتعلق بأمر التبليغ والإذن بالخروج، وليس بشخصيته عليه السلام المبارکة، لأنها کاملة ليس فيها عيب کما أنه ليس بمعني الإصلاح بتهيئته الظروف في العالم، بل أنحصر کلمة الإصلاح بمعني الإذن بالقيام والتبليغ والثورة العالمية والخروج من الحيرة والغيبة إلي نور الفرج والظهور کما عبر الإمام الصادق عليه السلام: - کن لما لا ترجو أرجي منک لما ترجو فإن موسي بن عمران عليه السلام خرج ليقتبس لأهله ناراً فرجع إليهم وهو رسول نبي فأصلح الله تبارک وتعالي أمر عبده ونبيه موسي عليه السلام في ليلة، وهکذا يفعل الله تبارک وتعالي بالقائم الثاني عشر من الأئمة عليهما السلام يصلح أمره في ليلة کما أصلح أمر نبيه موسي عليه السلام، ويخرجه من الحيرة والغيبة إلي نور الفرج والظهور-.
فکما أن النبي موسي أصلح الله شأنه حينما ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو نبي مرسل فکذلک الإمام عليه السلام. فالنبي موسي عليه السلام علي الرغم من شخصيته المتکاملة إلا أنه لم يکن قد بُلّغ بالنبوة ولم يکن بعد قد أعطي القدرات الإلهية من تحويل العصي حية تسعي ومن جعل النور في يده المبارکة تخرج بيضاء من غير سوء،.وإنما أعطي له کل هذه القدرات والکرامات والمعاجز وأهم من ذلک الأمر والإذن بالتبليغ في تلک الليلة المبارکة. وهکذا يتم الإصلاح للإمام عليه السلام حيث تعطي له الصلاحيات کما يظهر من هذه الرواية وأمثالها بالإذن الإلهي له في التصرف في الأمور والقيام بتبليغ الرسالة النبوية الناصعة الأصيلة.
وقد يکون هناک أمور وقضايا لا تزال محجوبة عن الإمام وإنما يرتفع هذا الحجاب عند الإذن بالخروج وقد تفطن إلي هذه الحقيقة سماحة آية الله الشهيد السيد محمد صادق الصدر فقد ذکر في کتابه القيم (موسوعة الإمام المهدي عليه السلام).
وحينما يعطي الأذن الإلهي للإمام بالخروج ويمنح مقاليد الأمور بإظهار المعاجز والکرامات للدلالة علي صحة مقالته أنه المهدي الموعود حقاً حينئذ لا يجوز لأحد أنکاره ولا يحق لشخص ردّه أو تکذيبه بل في الحقيقة أن المعجزة الإلهية التي تتحقق علي يد الأنبياء أو الأوصياء أو علي يد الإمام الحجة عليه السلام تعتبر نهاية المهلة للناس. فإن آمنوا بها کانوا في أمان الله وإلا فهم يستحقون العذاب الإلهي الشديد, وأي رفض للمعجزة أو محاولة الالتفاف عليها والتمسخر بها أو اعتبارها سحراً و شعوذة يعتبر ظلماً وعدواناً يوجب الغضب الإلهي والعذاب الأبدي. وإلي هذه الحقيقة يذکرنا القرآن الحکيم, ببني إسرائيل حينما طلبوا من النبي عيسي عليه السلام مائدة من السماء کمعجزة لصحة دعواه بالنبوة وعند ما طلب النبي عيسي ذلک من الله: قال الله: (إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْکُمْ فَمَنْ يَکْفُرْ بَعْدُ مِنْکُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ) (المائدة:115)..
فالمعجزة إذاً تعتبر نهاية المطاف للرحمة الإلهية لمن طلبها ثم أنکرها وهي أکبر دلالة علي صحة مقالة الرسل و الأئمة الأطهار، فالذين ينکرون معجزة الإمام المهدي أو يعتبرونها سحراً فإنه لا يکون مصيرهم بأفضل من مصير الذين تحدث عنهم القرآن الحکيم من الأمم السالفة التي استکبرت علي أنبيائها و سخرت بمعاجزهم فأذاقهم الله عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة، (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُکِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأخذنا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا کَانُوا يَفْسُقُونَ) (الأعراف:165).
حيث نشاهد في القرآن الکريم و في سورة الأعراف بالذات ذکر أنواع العذاب والبلايا التي نزلت علي الأمم التي کذبت برُسل الله فأخذهم الطوفان کما في قصة النبي نوح عليه السلام فأغرقهم الله عن بکرة أبيهم، ما عدي الذين کانوا في السفينة مع النبي نوح عليه السلام وعن قوم عاد حينما جاءت العواصف العاتية فقلعتهم من مواقعهم ودکتهم بالجبال الرواسي، حيث سخرها عليهم الله سبحانه وتعالي في قوله تعالي: (وَأما عَادٌ فَأُهْلِکُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَي الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَي کَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) (الحاقة:6-7). وقوم صالح وشعيب أخذتهم الرجفة و الزلزال فأهلکوا جميعاً، وقصة فرعون وقومه حينما أطبقت عليهم المياه الهائلة ودفنتهم في قعر البحر.
إذن؛ فالمعجزة دليل واضح وبرهان قاطع تدعم مقالة الأنبياء والرسل لا يمکن إنکارها والتلاعب بها أو الاستهزاء بها وهي الخط الفاصل بين الإيمان والکفر, والخط النهائي للرحمة الإلهية للمنکرين.
وبعد المعجزة لا يکون إلا العذاب والعقاب الأبدي لمن أنکرها, والرحمة والعناية الربانية لمن آمن بها وبصاحبها. والإمام المهدي کسائر الأئمة والأنبياء تثبت إمامته بالمعجزة ويدل علي أنه هو المنظور في أحاديث الرسول الأکرم وأهل بيته الأطهار، بما يأتي من آيات ومعاجز، فمن أنکر أنه المهدي مع هذه الأدلة والمعاجز فلينتظر العقاب الإلهي الأبدي ولا يقبل منه أي عذر أو اعتذار أو التشبث بأحاديث کاذبة وموضوعة في مجابهة مقالة الإمام المهدي عليه السلام. ومن الطبيعي في هذه الصورة أن يحاول المنکرون للإمام عليه السلام وبالأخص من فئة الذين يدعون العلم المنکرين لإمامته الذين وصفهم الأئمة الأطهار بأنهم ألد أعداء الإمام المهدي عليه السلام حيث يحاول هؤلاء أن يأتوا بالأحاديث الموضوعة في قبال معاجزه وآياته ليلبسوا علي الناس دينهم وليبرروا إنکارهم لإمامة المهدي عليه السلام بالقول أن المنظور بالمهدي الموعود هو غير هذا الفرد وأن الإمام المهدي شخص آخر لم يأتِ بعد وإنما يأتي في وقت آخر کما قالت اليهود والنصاري حينما أنکروا نبوة الرسول الأکرم وادعوا أن النبي الموعود عندهم لم يأتِ بعد وإنما يأتي في آخر الزمان، ورغم کل المعاجز التي أتي بها الرسول الأکرم لهم علي صحة دعواه فلم يؤمنوا به واعتبروا معاجزه شعوذة وسحراً وافتراءات علي الله عز وجل ولکن الله لم يمهلهم إلا أياماً معدودة حيث بدأ هجوم الجيش الإسلامي علي مواقعهم المحصنة بقيادة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ودمر معاقلهم, واحتل حصونهم وأخذهم أسري بين يدي الرسول الأعظم بعد أن قتل الإمام
علي عليه السلام قائدهم مرحب, ومن کان معه من الظلمة بسيفه الصارم. وهذا کان هو الجزاء الطبيعي لکل من ينکر المعجزة ويستهزئ بها, وعلي هذا الأساس سيکون جزاء کل من ينکر معجزة الإمام المهدي عليه السلام أن يقتَّل, أو يعيش ذليلاً صاغراً حسب ما يحکم عليه الإمام سواء کان من علماء السوء أو من الناس العاديين لأن من يقف أمام حکم الله وإرادته وينکر بيناته ومعاجزه التي يؤتيها الحجة عليه السلام لا يکون مصيره بأحسن من ذلک، هذا في عالم الدنيا وأما في الآخرة فيرد إلي أشد العذاب ومأواه جهنم وبئس المهاد...
إذن وعلي ضوء هذا البيان اتضح معني الإصلاح الذي ورد في الأحاديث الشريفة بشأن الإمام الحجة - عجل الله فرجه الشريف-، حيث بدي جلياً أن الإصلاح يعني هذين الأمرين المرتبط أحدهما بالآخر بشکل کامل، ألا وهما الإذن الإلهي للإمام عليه السلام بالخروج وإعلان دعوته ونهضته المبارکة، ومن ثم - وتبعاً لذلک- إعطاء القدرات الخارقة للإمام عليه السلام والإذن له بإظهار المعاجز التي تؤيد دعوته وتؤکد إمامته وولايته الربانية المبارکة.
وهذه المعاجز مذخورة له ليوم الإعلان عن إمامته وولايته ذلک اليوم الذي هو يوم مصيري لمن يدعي أنه مسلم وأنه الموالي وإذا أعلن الإمام عن نفسه وإذا ظهرت المعاجز من الإمام بإحياء الموتي وشفاء المرضي فعلي الجميع الخضوع له وتسليم الأمر إليه فهو الإمام المفترض الطاعة ولا يحق لأحد أن يتشبث بأعذار يعتقد أنها راسخة وهي في الأساس واهية کالقول إنني لازلت أشک في أمره وأنه هل هو حقاً هو ذلک المهدي المبشر به في الأحاديث أو القول أن الشخصية الماثلة أمامه لا تتطابق مع الأحاديث التي ترامت إليه.. لأن هذه التشکيک هو من قبيل ذر الرماد في العيون، فالإمام هو القرآن الناطق والحق المتکلم وکل الأحاديث يجب أن توضع في ميزان الشخصية الربانية التي ظهرت المعاجز علي يديه الکريمتين فهو ميزان الحق وهو الذي يفسر القرآن وهو الذي يبين صحة الأحاديث المروية ويميز الصحيحة عن الموضوعة والمکذوبة.
والميزان الصحيح في ومعرفة الإمام الحقيقي عن المدعي بالإمامة هو في المعاجز التي يُظهرها الإمام عليه السلام کما کان الأنبياء عليهما السلام الذين کانوا يبينون صدق نبوتهم بما يظهرون للناس من المعاجز والکرامات.
ونحن مع هذه الفاصلة الزمنية الکبيرة بيننا وبين النبي الأکرم وأهل بيته الأطهار لا نستطيع أن نعرف بالدقة الکاملة الحديث الصحيح عن الموضوع مئة في المئة خصوصاً مع علمنا أن الأعداء کانوا يضعون الأحاديث علي لسان الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم في حياته، فما بالک بعد مماته، خصوصاً مع تعاقب الحکومات الظالمة التي کانت تصدر الأحاديث يومياً بأعداد کثيرة من هيئة علماء السلاطين لتقوية أرکان حکومتها الجائرة. ومن هنا يتضح ان الإصلاح في أمر الإمام هو الإذن الإلهي له بالخروج وأظهار المعاجز لأن المعجزة تمثل کلمة الفصل في ذلک ومن هنا فالمعاجز التي تظهر علي يد الإمام الحجة(عج). تکون هي کلمة الفصل في الدلالة علي شخصيته الربانية المصطفاة.