بازگشت

المهدي و التوسم


بيّن أهل البيت عليه السلام علي ضوء آيات القرآن الکريم إنّ الإمام المهدي - عجل الله فرجه- وأصحابه، يعرفون العدو من الولي والصالح من الطالح من خلال التوسم.

1- في قول الله تعالي في سورة الحجر: (إِنَّ فِي ذَلِکَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (الحِجرِ:75)، قال الإمام الباقر عليه السلام: - کأني انظر إلي القائم عليه السلام وأصحابه في نجف الکوفة کأن علي رؤوسهم الطير فنيت أزوادهم وخلِقَت ثيابهم (متنکبين قِسيّهمُ) قد أثرّ السجود بجباههم، ليوث بالنهار ورهبان بالليل کأن قلوبهم زبر الحديد يعطي الرجل منهم قوة أربعين رجلاً ويعطيهم صاحبهم التوّسم لا يَقتُل أحد منهم إلاّ کافراً أو منافقاً فقد وصفهم الله بالتوسم في کتابه: (إِنَّ فِي ذَلِکَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) .

2- عن أمير المؤمنين عليه السلام: - فکان رسول الله المتوسم، والأئمة من ذريتي المتوسمون إلي يوم القيامة (وإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ) (الحِجرِ: 76). فذلک السبيل المقيم هو الوصي بعد النبي-.

3- وعن الإمام الصادق عليه السلام: - إذا قام القائم لم يَقُم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلاّ عَرفهُ صالح هو أم طالح، لأن فيه آية للمتوسمين وهي بسبيل مقيم-.

4- وعنه أيضاً عليه السلام: - إذا قام قائم آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم حکم بين الناس بحکم داودً عليه السلام، لا يحتاج إلي بيّنة يلهمه الله تعالي فيحکم بعلمه، ويخبر کل قوم بما استبطنوه، ويعرف وليّه من عدوه بالتوسم، قال الله سبحانه: ( إِنَّ فِي ذَلِکَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ - وإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ) (الحِجرِ:75-76).

5- عن معاوية الدهني عن الإمام الصادق عليه السلام، في قوله تعالي في سورة الرحمن

(يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالاَقْدَامِ) (الرحمنِ:41)،

يقول عليه السلام: - يا معاوية ما يقولون في هذا؟ قلت: يزعمون أن الله تبارک وتعالي يَعرفُ المجرمين بسيماهم يوم القيامة فيأمر بهم فيؤخذون بنواصيهم وأقدامهم ويلقون في النار. فقال عليه السلام: وکيف يحتاج الجبار تبارک وتعالي إلي معرفة خلقٍ أنشأهم وهو خلقهم؟

فقلت: فما ذاک جعلت فداک؟ قال عليه السلام: ذلک لو قد قام قائمنا أعطاه الله السِّيماء، فيأمر بالکافر فيؤخذُ بنواصيهم وأقدامهم، ثم يُخبَط بالسيف خبطاً-.

6- وعنه أيضاً عليه السلام: - الله يعرفهم، ولکن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطاً-.

إن ما أسلفناه من الآيات والأحاديث الشريفة حول ما جاء من ذکر الإمام المهدي عليه السلام في القرآن الکريم، لم يکن إلاّ إلماحةً بسيطة وجزءاً يسيراً من العشرات من الآيات الکريمة والمئات من الأحاديث التي تناولت قضية الإمام المهدي عليه السلام من مختلف الجوانب، فإن ذکر الإمام المهدي - عجل الله فرجه- في القرآن واسع وعميق بيّنه أهل البيت عليه السلام في عددٍ کبير من الأحاديث الشريفة التي تفسر تلک الآيات الکريمة، ومنها کيفية التسليم علي الإمام عليه السلام.

7- عن الإمام الباقر عليه السلام في حديث جاء في جانب منه: - القائم منّا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوي له الأرض وتظهر له الکنوز يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ويُظهر الله عز وجل به دينه علي الدين کله ولو کره المشرکون... واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وأول ما ينطق به هذه الآية: (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَکُمْ إِن کُنتُم مُؤْمِنِينَ) (هود:86). ثم يقول: أنا بقية الله في أرضه وخليفته وحجته عليکم، فلا يسلم عليه مسلم إلاّ قال: السلام عليک يا بقية الله في أرضه...-.

8- عن الإمام الصادق عليه السلام وقد سُئِلَ عن القائم عليه السلام، يُسلَّم عليه بإمرة المؤمنين؟ فقال عليه السلام: - لا، ذلک اسم سَمّي الله به أمير المؤمنين عليه السلام لم يُسَمَّ أحد قبله ولا يتسمي بعده إلاّ کافر قلت: جعلت فداک کيف يُسلم عليه؟ قال: يقولون السلام عليک يا بقية الله. ثم قرأ: (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَکُمْ إِن کُنتُم مُؤْمِنِينَ) .

أجل هذه البقيَّة الطاهرة من الشجرة المبارکة التي تنشر الفضيلة وتحقق العدل علي ربوع الکرة الأرضية هي الخير الحقيقي الذي ادخره الله ليوم عصيب ينذر بهلاک البشرية لولا أن تدارکها الرحمة الإلهية بالقائم المنتظر - عجل الله فرجه- بقية الله في أرضه وحجتّه علي عباده وأمينة علي رسالته ذلک هو الإمام المهدي عليه السلام فسلام عليه يوم ولد ويوم يقوم بالحق والعدل ويوم يموت شهيداً ويوم يبعث حياً ذلک مهدي آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم.