بازگشت

القائم من آل محمد


1- لقائم آل محمد غيبتان، إحداهما أطول من الأخري؟ فقال: نعم ولا يکون ذلک حتي يختلف سيف بني فلان، وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني، ويشتد البلاء، ويشمل الناس موتٌ وقتل يلجأون فيه إلي حرم الله وحرم رسوله صلي الله عليه و آله و سلم -.

2- يقول الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم: - لمّا عُرج بي إلي السماء السابعة ومنها إلي سدرة المنتهي ومن السدرة إلي حجب النور، ناداني ربي جل جلاله: يا محمد أنت عبدي وأنا ربک فلي فاخضع، وإياي فاعبد، وعلي فتوکل، وبي فثق، فإني قد رضيت بک عبداً وحبيباً ورسولاً ونبياً، وبأخيک علي خليفة وباباً، فهو حجتي علي عبادي وإمام لخلقي، به يعرف أوليائي من أعدائي، وبه يميز حزب الشيطان من حزبي، وبه يقام ديني وتحفظ حدودي وتنفذ أحکامي، وبک وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي، وبالقائم منکم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتکبيري وتمجيدي، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل کلمة الذين کفروا بي السفلي وکلمتي العليا، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي، وله (به) أظهر الکنوز والذخائر بمشيتي، وإياه أظهر علي الأسرار والضمائر بإرادتي وأمده بملائکتي لتؤيده علي إنفاذ أمري وإعلان ديني. ذلک وليي حقاً ومهدي عبادي صدقاً-.

إنّ ما سلف من الأحاديث الشريفة ما هو إلاّ جزء قليل من کم هائل من الأحاديث المروية عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، وأهل بيته الأطهار، وهي تؤکد بلا لبس أو غموض أن الإمام المهدي - عجل الله فرجه الشريف- هو من ذرية الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، من أهل بيته الطاهر وعترته المکرّمة، وأنه من نسل أمير المؤمنين، ومن ولد فاطمة الزهراء عليهاالسلام، ومن ولد الإمام الحسين، ومن ولد الإمام العسکري عليه السلام. وسليل الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين. وأنه -عجل الله فرجه- مُنصّب ومختار من الله سبحانه ومذخور لهذا الأمر العظيم، وأن هذا الاصطفاء والاختيار کان من قبل خلق هذه الدنيا وهذا الخلق في هذا العالم، بل وقد أخذ الله تعالي الميثاق علي الأنبياء بالمهدي عليه السلام في عالم الذر، قبل أن يبعثهم في هذه الدنيا.

ولکن هل أن هذا التعريف الواضح والقاطع لنسب ولشخصية الإمام عجل الله فرجه، سيکون دليلاً مقنعاً للجميع حتي يقبلوا منه ويؤمنوا به عند ظهوره؟

والجواب: إن هناک أحاديث شريفة عن أهل البيت عليهما السلام - وسوف نشير لبعضها في مباحث أخري من الکتاب - تبين أن هناک من يرفض الإذعان له عجل الله فرجه، فيخرجون عليه، وبعضهم يقول له: ارجع لا حاجة لنا بک، أو لاحاجة لنا في آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم، وبعضهم يقول: لو کان هذا من آل محمد لرحمنا، ولو کان من ولد فاطمة لرحمنا... وذلک لما يرونه من سيرته بالعدل والحق وشدته علي أعدائه وأعداء الله من الظالمين والمشرکين. ليس هذا فحسب، بل إن البعض ينکر ويشکک في نسب الإمام المهدي عليه السلام بکل صراحة ووقاحة إذ يقول له لسنا نعرفک، ولست من ولد فاطمة عليهاالسلام.

إن هذه الأحاديث الدالة علي نسب ومکانة الإمام الحجة عجل الله فرجه علي الرغم من کثرتها وتواترها إلاّ أنه يجحده الجاحدون، وينکره المنکرون ويخرجون علي الإمام وبذلک سيکون عقابهم شديداً علي يد الإمام المهدي عجل الله فرجه وأصحابه الکرام، وسيکون أشد وأقسي عند الله سبحانه يوم القيامة، فإنکارهم للإمام المهدي عليه السلام هو في الحقيقة إنکار لجميع الأئمة الطاهرين وللرسول صلي الله عليه و آله و سلم.

جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: - من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي کان کمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمداً صلي الله عليه و آله و سلم نبوته. فقيل له: يا ابن رسول الله، فمن المهدي من ولدک؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنکم شخصه ولا يحل لکم تسميته-.

إن هذه الأحاديث المتواترة لا تدع لأحد أدني مجال لأن يشک أو يرتاب في شخصية الإمام المهدي عليه السلام أنه رجل مصطفي، من قبل الله عز وجل وأنه من أهل بيت الرسول الأکرم وأن شخصيته فريدة أختارها الله عز وجل لإصلاح العالم ولا يستطيع أحد أن يرقي إلي علو مرتبته وعظيم درجته وتحقيق مهامه. لما خصه الله بالأصطفاء والکرامة والعلم والمعرفة فهل يحسدونه علي ما آتاه الله؟!

(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْکًا عَظِيمًا)