بازگشت

جواب شبهات المخالفين


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي خاتم المرسلين وخير الخلق أجمعين محمد وآله المعصومين، ولا سيما إمام زماننا خاتم الوصيين، ولعنة الله علي أعدائهم وظالميهم إلي يوم الدين.

أما بعد، فيقول غريق بحار السيّئات والأماني (محمد تقي بن عبد الرزاق الموسوي الاصفهاني) - عفي الله تعالي عنهما - لإخوانه في الإيمان:

هذا هو الجزء الثاني من کتاب (وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام (ع)) الذي جمعت فيه جملة من الأعمال التي يجب علي أهل الإيمان - في زمن غيبة إمام العصر يعني (الحجة بن الحسن العسکري) عجل الله فرجه الشريف المواظبة عليها، وأن يجعلوها دستوراً لاعمالهم - وکل ما جمعت فيه إلي الآن - من کتب الإمامية المعتبرة - يزيد علي خمسين أمراً، وذکرت في الجزء الأول من الکتاب خمس وعشرين وظيفة، وأذکر الباقي في هذا الجزء بعون الله جل جلاله، فأقول:

السادس والعشرون: أن يظهر العلماء عملهم ويرشدوا الجاهلين إلي جواب شبهات المخالفين کي لا يضلّوا وينقذوهم من الحيرة إن وقعوا فيها، وهذا الأمر مهمّ جداً في هذا الزمان وهو واجب علي العلماء، فقد ورد في «تفسير الإمام الحسن العسکري (ع)» أنّ الإمام محمد التقي (ع) قال:

إنّ من تکفل بأيتام آل محمد صلي الله عليه وآله، المنقطعين عن إمامهم، المتحيرين في جهلهم، الأُسراء في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم، وأخرجهم من حيرتهم، وقهر الشياطين بردْ وساوسهم، وقهر الناصبين بحجج ربّهم، ودليل أئمتهم، ليفضلون عند الله علي العباد بأفضل المواقع، بأکثر من فضل السماء علي الأرض والعرض والکرسي والحجب، وفضلهم علي هذا العابد کفضل القمر ليلة البدر علي أخفي کوکب في السماء. [1] .

وروي عن الإمام علي النقي (ع) أنّه قال:

«لولا من يبقي بعد غيبة قائمکم من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباک إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلاّ ارتد عن دين الله، ولکنهم الذين يمسکون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة کما يمسک صاحب السفينة سکّانها، أولئک هم الأفضلون عند الله عز وجل». [2] .

وفي (أصول الکافي) عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (ع): رجل راوية لحديثکم يبث ذلک في الناس ويشدده في قلوبهم وقلوب شيعتکم، ولعلَ عابداً من شيعتکم ليست له هذه الرواية، أيَهما أفضل؟قال:

«الرواية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد». [3] .

إذن علي ضوء هذه الأحاديث وغيرها يجب علي کل عالم أن يظهر علمه بقدر ما يستطيع، خصوصاً في هذا الزمان الذي ظهرت فيه البدع، وقد ورد في (أصول الکافي) عن رسول الله صلي الله عليه وآله أنه قال:

«إذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله». [4] .

وروي في کتاب (الفتن) من (البحار) عن رسول الله صلي الله عليه وآله أنه قال لأمير المؤمنين (ع):

«يا علي، لو هدي الله بک رجلاً واحداً خير لک ممّا طلعت عليه الشمس». [5] .

السابع والعشرون: الاهتمام بأداء حقوق صاحب الزمان (ع) کل بقدر استطاعته، وعدم التقصير في خدمته.

فقد ورد في (البحار) عن الصادق (ع) أنه سئل: هل ولد القائم؟

قال:

«لا، ولو أدرکته لخدمته أيام حياتي». [6] .

أقول: تأمّل أيّها المؤمن کيف يجل الإمام الصادق (ع) قدره، فإن لم تکن خادماً له فلا أقلّ أن لا تحزن قلبه ليلاً ونهاراً بسيئاتک، فإن لم تَجُد بالعسل فلا تعط السمّ.

الثامن والعشرون: أن يبدأ الداعي بالدعاء له (ع) طالباً من الله تعالي تعجيل ظهوره، ثم يدعو لنفسه.

وهذا الأمر واضح في دعاء يوم عرفة من الصحيفة السجادية المبارکة، إضافة إلي اقتضاء حبّه وأداء حقوقه ذلک، ويستفاد هذا الأمر أيضاً من بعض الأحاديث، کل هذا مع تحصيل أکثر من ثمانين فائدة من الفوائد الدنيوية والأخروية المترتّبة علي الدعاء له (ع) بتعجيل فرجه وظهوره، وقد ذکرت هذه الفوائد مع مصادرها وأدلّتها في کتاب (أبواب الجنات) وکتاب (مکيال المکارم) [7] وبعضها تقدم في هذا الکتاب.

ومن الطبيعي أنّ الشخص العاقل يؤْثر تحصيل تلک الفوائد علي دعاء لا يعلم يستجاب أم لا، بل تقديم الدعاء له (ع) يکون وسيلة لاستجابة دعائه إن شاء الله تعالي، کما هو شأن تقديم الصلاة علي محمد وآل محمد في الدعاء، حيث يکون موجباً لاستجابة ما بعده من دعاء.

کما ورد في الحديث. [8] .

التاسع والعشرون: إظهار المحبة والولاء له (ع).

فقد ورد في (غاية المرام) عن رسول الله صلي الله عليه وآله أنه قال في حديث المعراج إن الله تعالي قال له: يا محمد، أتحبّ أن تراهم؟

فقال: تقدّم أمامک، فتقدّمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسي بن جعفر، وعلي بن موسي، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة القائم کأنه الکوکب الدرّي في وسطهم.

فقلت: يارب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أئمة الحق، وهذا القائم، محلّل حلالي، ومحرّم حرامي، [9] وينتقم أعدائي، يا محمد أحببه فإنّي أحبّه، وأحب من يحبّه. [10] .

أقول: يتضح من الأمر بمحبته - مع أنّ محبة جميع الأئمة واجبة - أنّ في محبّته خصوصية معينة کانت وراء أمر الله تعالي هذا، وأنّ في وجوده المبارک صفات وشؤون تقتضي هذا التخصيص.

الثلاثون: الدعاء لأنصاره وخدّامه.

کما ورد ذلک في دعاء يونس بن عبد الرحمن المتقدّم. [11] .

الواحد والثلاثون: لعن أعدائه(ع).

کما هو ظاهر من أخبار کثيرة ومن الدعاء الوارد عنه (ع) [12] .

الثاني والثلاثون: التوسّل بالله تعالي أن يجعلنا من أنصاره.

کما ورد ذلک في دعاء العهد وغيره. [13] .

الثالث والثلاثون: رفع الصوت في الدعاء له (ع) وخصوصاً في المجالس والمحافل العامة.

فهو إضافة إلي انّه تعظيم لشعائر الله تعالي، فقد ظهر استحباب ذلک في بعض فقرات دعاء الندبة المروي عن الصادق (ع). [14] .

الرابع والثلاثون: الصلاة علي أنصاره وأعوانه (ع).

وهو نوع من الدعاء لهم، وقد ورد ذلک في دعاء عرفة من الصحيفة السجادية المبارکة وبعض الأدعية الأخري.

الخامس والثلاثون: الطواف حول الکعبة المشرفة نيابة عنه (ع)، وقد أوردت الدليل علي ذلک في کتاب (مکيال المکارم)، [15] وأعرضت عن ذکره هنا طلباً للاختصار.

السادس والثلاثون: الحجّ نيابة عنه (ع).

السابع والثلاثون: إرسال النائب عنه للحجّ.

ودليله ودليل الذي قبله الحديث المروي في (الخرائج) [16] وقد ذکرته في (مکيال المکارم) [17] ومذکور أيضاً في (النجم الثاقب). [18] .

الثامن والثلاثون: تجديد العهد والبيعة له (ع) في کل يوم أو في کل وقت ممکن.

واعلم أن معني البيعة علي قول أهل اللغة: العهد والاتّفاق علي أمر، والمراد من البيعة والعهد معه (ع) هو أن يقر المؤمن بلسانه ويعزم بقلبه أن يطيعه کل الطاعة، وينصره في أي وقت ظهر فيه، وهذا الأمر يحصل بقراءة دعاء العهد الصغير الذي تقدم ص 40، أو الکبير: الذي يأتي ص 108.

وأما وضع اليد في يد شخصٍ ما بعنوان أنّ هذه البيعة هي بيعة مع الإمام (ع) فهو من البدع المضلّة فلم ترد في القرآن أو الروايات، نعم لقد کان متعارفاً عند العرب أن يضع الرجل يده بيد رجل آخر لإظهار البيعة والعهد بصورة جليّة، وقد ورد في بعض الأحاديث أنّ رسول الله صلي الله عليه وآله قد صافح في مقام البيعة ثم وضع يده المبارکة في إناء ماء ثم أخرجها وأمر نساء المسلمين أن يضعن أيديهنّ في ذلک الماء في مقام البيعة له صلي الله عليه وآله، وهذا لا يصلح أن يکون دليلاً علي أنّ هذا الشکل من البيعة جائز في کل زمان حتي زمان غيبة الإمام (ع)، بل يظهر من بعض الأحاديث وجوب الاکتفاء بالإقرار اللساني والعزم القلبي في عدم إمکان بيعة شخص الإمام أو النبي صلي الله عليه وآله، وهذا الحديث مفصّل في ذکر هذا الأمر وقد أورده جمع من العلماء في کتبهم.

ومن جملتها ماورد في تفسير (البرهان) عن الإمام محمد الباقر (ع) أنّ رسول الله صلي الله عليه وآله بعد أن نصب الأمير (ع) خليفة له أوضح جملة من فضائله، ثم قال:

«معاشر الناس إنّکم أکثر من أن تصافقوني بکفّ واحدة، وأمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتکم الإقرار بما عقدت لعلي (ع) بإمرة المؤمنين ومن جاء بعده من الأئمّة منّي ومنه علي ما أعلمتکم أنّ ذرّيّتي من صلبه، فقولوا بأجمعکم: إنّا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت من أمر ربّنا وربّک في أمر علي أمير المؤمنين وأمر ولده من صلبه من الأئمّة - إلي آخر الحديث». [19] .

فإن کان جائزاً وضع اليد في يد غير الإمام بعنوان البيعة مع الإمام (ع) لکان قد أمر الناس أن تضع کلّ طائفة يدها في يد أحد کبار الصحابة مثل سلمان وأبي ذر وغيرهم، فإذن لايصحّ هذا العمل إلاّ مع شخص النبي صلي الله عليه وآله وشخص الإمام (ع) في زمان ظهوره، کالجهاد المختص بزمان حضور الإمام (ع)، وعلاوة علي ذلک لم يرد أيّ حديث في أي کتاب روائي يقول أن في زمان الأئمّة عليهم السلام بايع أحد المسلمين أحد الصحابة الأئمّة عليهم السلام الکبار بعنوان أن نفس الأئمّة عليهم السلام جعلوهم مراجع نستعينهم في هذا الأمر.

التاسع والثلاثون: ذکر بعض الفقهاء، مثل المحدّث الحر العاملي رحمه الله في الوسائل، حيث قال: يستحب زيارة قبور الأئمّة الأطهار عليهم السلام نيابة عن الإمام عجل الله تعالي فرجه. [20] .

الأربعون: روي في (أصول الکافي) عن المفضل أنّه قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول:

«لصاحب هذا الأمر غيبتان، إحداهما يرجع منها إلي أهله، والأُخري يقال: هلک، في أيّ واد سلک؟! قلت: کيف نصنع إذا کان کذلک؟! قال: إذا ادّعاها مدّع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله». [21] .

أقول: يعني اسألوه عن أمور لا يصل إليها علم الناس، مثل الإخبار عن الجنين في رحم أُمّه، أذکر هو أم أُنثي؟ وفي أيّ وقت يولد؟ ومثل الإخبار عمّا أضمرتموه في قلوبکم ممّا لا يعلم به إلاّ الله تعالي، والتکلّم مع الحيوانات، والجمادات، وشهادتهما علي صدقه وحقِّه في هذا الأمر کما حصل أمثالها مع الأئمّة الطاهرين عليهم السلام مکرراً، وقد ذکرت مفصّلة في الکتب.

الحادي والأربعون: تکذيب من يدّعي النيابة الخاصة عنه (ع) في الغيبة الکبري، کما ورد ذلک في التوقيع الشريف المذکور في (کمال الدين) [22] و(الاحتجاج). [23] .

الثاني والأربعون: عدم تعيين وقت لظهوره (ع)، وتکذيب من يعيّن ذلک وتسميته کذّاباً.

وقد ورد في الحديث الصحيح عن الصادق (ع) أنّه قال لمحمد بن مسلم:

«من وقّت لک من الناس شيئاً فلا تهابنّ أن تکذّبه، فلسنا نوقّت لأحد وقتاً». [24] .

وفي حديث آخر عن الفضيل أنّه قال:

«سألت أبا جعفر (ع): هل لهذا الأمر وقت؟ فقال: «کذب الوقّاتون، کذب الوقّاتون، کذب الوقّاتون». [25] .

وفي (کمال الدين) عن الرضا (ع) أنه قال:

حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام أنّ النبي صلي الله عليه وآله قيل له: يا رسول الله، متي يخرج القائم من ذرّيّتک؟

فقال (ع): «مثله مثل الساعة التي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالأَْرْضِ لا تَأْتِيکُمْ إِلاَّ بَغْتَةً». [26] .

والأحاديث في هذا الباب کثيرة جداً.

الثالث والأربعون: التقيَّة من الأعداء.

وأما معني التقية الواجبة فهو أن يتوقَّف المؤمن عن إظهار الحقّ إذا وجد خوفاً عقلاءياً من الضرر في نفسه أو ماله أو کرامته فلا يظهر الحقّ، بل إذا اضطرّ لحفظ نفسه أو ماله أو کرامته أَن يوافق المخالفين بلسانه فليفعل، إلاّ أنّ قلبه يجب أن يکون مخالفاً للسانه، فقد ورد في (کمال الدين) عن الإمام الرضا (ع) أنّه قال:

«لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقيّة له، إنَّ أکرمکم عند الله أعملکم بالتقيّة» فقيل له: يا ابن رسول الله، إلي متي؟ قال: «إلي يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت، فمن ترک التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا». [27] .

والأخبار في وجوب التقيّة کثيرة جداً، وما عرضته من معني التَّقيّة الواجبة هو نفس معني الحديث المذکور في هذا الباب في کتاب (الاحتجاج) عن أمير المؤمنين (ع)، وقد أکَّد الإمام (ع) في ذلک الحديث بقوله وترک التقية فإن في ذلک إذلالکم وسفک دمائکم ودماء المؤمنين... إلي آخر الحديث. [28] .

وفي (خصال) الشيخ الصدوق (رحمه الله) بسند صحيح عن الإمام محمد الباقر (ع) أن أمير المؤمنين (ع) قال:

«قوام الدين بأربعة: [29] بعالم ناطق مستعمل له، وبغنيّ لا يبخل بفضله علي أهل دين الله، وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه، وبجاهل لا يتکبر عن طلب العلم، فاذا کتم العالم علمه، وبخل الغني بماله وباع الفقير آخرته بدنياه، واستکبر الجاهل عن طلب العلم، رجعت الدنيا إلي ورائها القهقري فلا تغرَّنکم کثرة المساجد وأجساد القوم مختلفة، قيل: يا أمير المؤمنين، کيف العيش في ذلک الزمان؟ فقال: خالطوهم بالبرانية - يعني في الظاهر - خالفوهم في الباطن، للمرء ما اکتسب وهو مع من أحبّ، وانتظروا مع ذلک الفرج من الله عز وجل». [30] .

والأخبار في هذا الباب کثيرة جداً وقد ذکرت جملة منها في (مکيال المکارم). [31] .

الرابع والأربعون: التوبة الحقيقية من الذنوب.

وإن کانت التوبة من الأعمال المحرمة واجبة في کل زمان إلا أن أهميتها في هذا الزمان من جهة أن أحد أسباب غيبة صاحب الأمر عجل الله تعالي فرجه وطولها هو ذنوبنا العظيمة والکثيرة, فأصبحت سبباً لامتناعه عن الظهور, کما ورد ذلک في (البحار) عن أمير المؤمنين (ع)، وکذلک في التوقيع الشريف المروي في (الاحتجاج) حيث يقول:

«فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتّصل بنا ممّا نکرهه ولا نؤثره منهم». [32] .

ومعني التوبة هو الندم علي الذنوب السابقة والعزم علي ترکها في المستقبل، وعلامة ذلک إبراء الذمّة من الواجبات التي ترکت، وأداء حقوق الناس الباقية في ذمّته، وإذابة اللحم الذي نشأ في بدنک من المعاصي، وتحمّل مشاق العبادة بما ينسيک ما اکتسبته من لذّة المعصية.

وبهذه الأمور الستّة تتحقّق التوبة کاملاً، وتکون کما ورد عن أمير المؤمنين (ع) في کتب متعددة.

فانتبه إلي نفسک، ولا تقول: وعلي فرض أنّي أتوب ولکن الناس لا يتوبون فيستمر الإمام (ع) في غيبته، فذنوب الجميع تؤدي إلي غيبته وتأخّر ظهوره!

فأقول: إن کان جميع الخلق سبباً لتأخير ظهوره (ع) فالتفت إلي نفسک فلا تکون شريکاً معهم في ذلک، فأخشي أن يصبح حالک تدريجاً کحال هارون الرشيد في حبسه للإمام موسي الکاظم (ع)، وحبس المأمون للرضا (ع) في (سرخس)، أو حبس المتوکّل للإمام علي النقي (ع) في (سامراء)!

الخامس والأربعون: ما روي في (روضة الکافي) عن الصادق (ع) أنه قال:

«إذا تمنّي أحدکم القائم فليتمنّه في عافية، فإنّ الله بعث محمداً صلي الله عليه وآله رحمة ويبعث القائم نقمة». [33] .

أقول: يعني اسألوا الله تعالي أن تلاقوه (ع) وأنتم مؤمنون ومعافون من ضلالات آخر الزمان کي لا تکونوا محلاَّ لإنتقامه.

السادس والأربعون: أن يدعو المؤمن الناس إلي محبته (ع) ببيان إحسانه (ع) إليهم وبرکات ومنافع وجوده المقدّس لهم وحبّه (ع) لهم، وأمثالها، ويتحبب إليه بما يکسب به حبّه (ع) له.

السابع والأربعون: أن لا يقسو قلبک بسبب طول زمان الغيبة، بل يبقي طريّاً بذکر مولاه (ع)، وقد قال ربّ العالمين جلّ شأنه في القرآن المجيد في سورة الحديد: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِکْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَکُونُوا کَالَّذِينَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ). [34] .

وقد روي في (البرهان) عن الصادق (ع) أنه قال:

«نزلت هذه الآية - (وَلا يَکُونُوا کَالَّذِينَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) - من أهل زمان الغيبة، ثم قال: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)». [35] .

وعن الإمام الباقر (ع) أنه قال في معني موت الأرض:

«کفر أهلها والکافر ميت، يحييها الله بالقائم (ع) فيعدل فيها، فيحيي الأرض ويحيي أهلها بعد موتهم». [36] .

وفي (کمال الدين) بسند صحيح عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال:

«للقائم منّا غيبة أمدها طويل، کأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعي فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم علي دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة». [37] .

أقول: أيها المؤمنون المنتظرون إمام زمانکم، لتسرّ قلوبکم وتقرّ عيونکم بهذه البشارة العظمي التي هي أعظم البشارات، واسعوا أن تکون قلوبکم رقيقة غير قاسية في زمان غيبة إمام زمانکم.

فإن قلتم: إنّ رقّة القلب وقساوته خارجان عن اختيارنا، أقول: صحيح ما تقولون ولکن مقدمات ومسببات ذلک باختيارکم، أي تستطيعون القيام بأعمال تجعلون بها قلوبکم نقية، وتستطيعون القيام بأعمال تُقسي قلوبکم، فإن کنتم تخشون قساوة القلب فاترکوا ما يسبب ذلک، وواظبوا علي الأعمال التي تنقي وترقّق القلب، کما ورد في (مجمع البيان) في تفسير الآية المذکورة، حيث قال: فغلظت قلوبهم وزال خشوعها ومرنوا علي المعاصي. [38] .

وري عن الإمام محمد الباقر (ع): إنّ الله لا يعاقب علي ذنب کما يعاقب علي قساوة القلب. [39] .

وسأشير هنا إلي بعض منها کما قد رأيتها في کتب الحديث مذکّراً بذلک نفسي وإخواني في البلدان ومن الله التوفيق.

أمّا ما يرقّق وينقي القلب فأمور:

1 - الحضور في مجالس ذکر بقية الله عجل الله تعالي فرجه الشريف وشرح صفاته وخصائصه وشؤونه ومجالس الوعظ علي ضوء نصائح أهل البيت عليهم السلام ومجالس قراءة القرآن بشرط التأمّل والتفکّر في معاني الآيات القرآنية.

2 - زيارة القبور.

3 - کثرة ذکر الموت.

4 - مسح رؤوس اليتامي، والحبّ والإحسان إليهم.

وأمّا ما يسبّب قساوة القلب، فمنها:

1 - ترک ذکر الله جلّ شأنه.

2 - أکل الطعام المحرم.

3 - مجالسة أهل الدنيا، وکثرة زيارتهم.

4 - الأکل علي الشبع.

5 - کثرة الضحک.

6 - کثرة التفکير بالأکل والشرب.

7 - کثرة الحديث فيما لاينفع في الآخرة.

8 - طول الأمل.

9 - عدم أداء الصلاة في أوّل الوقت.

10 - مجالسة ومصاحبة أهل المعاصي والفسق.

11 - الإستماع للکلام غير النافع في الآخرة.

12 - الذهاب إلي الصيد للهو واللعب.

13 - تولّي الرئاسة في أمور الدنيا.

14 - الذهاب إلي المواطن الدنيئة المخجلة.

15 - کثرة مجالسة النساء.

16 - کثرة أموال الدنيا.

17 - ترک التوبة.

18 - الإستماع إلي الموسيقي.

19 - شرب مسکر وکل شراب حرام.

20 - ترک مجالس أهل العلم.

أي ترک الحضور في المجالس التي ترقّق وتنقي القلب والحاوية علي ذکر أحکام الدين، وأحاديث ومواعظ الأئمة الطاهرين، وشؤون صاحب الزمان(ع)، وآيات القرآن الکريم، وخصوصاً إذا کان المتحدّث مطابق عمله قوله بما يجعل لقوله تأثير خاص في قلب المستمع، فقد ورد عن الرضا (ع) أنه قال:

«من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب». [40] .

والخلاصة: رقّقوا قلوبکم من قساوة القلب علي حذر، فأخشي أن يصل الأمر بحيث لا تؤثر الموعظة بعده في القلوب ويحرم من رحمة الله جل شأنه.

الثامن والأربعون: الاتّفاق والاجتماع علي نصرة صاحب الزمان (ع):

أي تتّفق قلوب المؤمنين مع بعضها وتتعاهد لنصرته (ع) والوفاء بعهده، وقد ورد في التوقيع الشريف عن الناحية المقدسة إلي الشيخ المفيد (رحمه الله تعالي) وهو آخر توقيع أورده الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي (رحمه الله) في کتاب (الاحتجاج)، وجاء فيه: «ولو أنّ أشياعنا وفّقهم الله لطاعته علي اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا». [41] .

التاسع والأربعون: الاهتمام في أداء الحقوق المالية المتعلّقة بذمتهم من قبيل الزکاة والخمس وسهم الإمام (ع).

وهذا الأمر واجب في کل زمان، إلاّ أنّ له أثراً خاصاً في زمان غيبة الإمام (ع) فاهتم به وجاءت التوصية والأمر به، فيقول الإمام (ع) في نفس ذلک التوقيع:

«ونحن نعهد إليک... إنّه من اتّقي ربّه من إخوانک في الدين، وأخرج ممّا عليه إلي مستحقّيه کان آمناً من الفتنة المبطلة، ومحنها المظلمة المضلّة، ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته علي من أمره بصلته فإنّه يکون خاسراً بذلک لأولاه وآخرته». [42] .

تنبيه: واعلم أن من جملة الحقوق المالية المترتّبة علي الشخص أن يوصل في کل سنة مبلغاً من المال إلي إمام زمانه (ع)، وهذا غير سهم الإمام الواجب، لأنّ سهم الإمام مفروض في أشياء خاصة في ظروف خاصة ورد ذکرها في الکتب الفقهية، وهذا الأمر أي إهداء مبلغ من المال سنوياً للإمام (ع) ليس له شرط خاص، بل هو تکليف علي الجميع سواء کان الشخص فقيراً أو غنياً، ففي کل الأحوال يجب أن يخرج مقداراً من ماله سنوياً ويقدّمه هدية لإمام زمانه (ع).

وقد روي في (البحار) وفي (البرهان) عن المفضل أنّه قال:

دخلت علي أبي عبد الله (ع) يوماً ومعي شيء، فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ فقلت: هذه صلة مواليک وعبيدک. قال: فقال (ع) لي: يا مفضل، إنّي لأقبل ذلک وما أقبل من حاجة بي إليه، وما أقبله إلاّ ليزکوا به، ثم قال: سمعت أبي يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله، قل أو کثر، لم ينظر الله إليه يوم القيامة إلاّ أن يعفو الله عنه.

ثم قال: يا مفضل إنّها فريضة فرضها الله تعالي علي شيعتنا في کتابه إذ يقول: (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّي تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ). [43] .

وفي حديث آخر عنه (ع) في تفسير الآية الشريفة: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (إلي أن قال:

«هو صلة الإمام في کل سنة ممّا قلّ أو کثر، ثم قال (ع): وما أُريد بذلک إلاّ تزکيتکم». [44] .

وفي حديث آخر عنه (ع) أنه قال:

«لا تدعوا صلة آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين من أموالکم، من کان غنياً فعلي قدر غناه، ومن کان فقيراً فعلي قدر فقره، ومن أراد أن يقضي الله الحوائج إليه فليصل آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين وشيعتهم بأحوج ما يکون إليه من ماله». [45] .

وفي (الفقيه) عن الإمام الصادق (ع) أيضاً أنه قال:

«درهم يوصل به الإمام أفضل من ألف ألف درهم في غيره في سبيل الله». [46] .

أقول: ومن الرؤيا الصادقة أني رأيت في ليلة في عالم الرؤيا شخصاً جليلاً قال: المؤمن الذي يخرج شيئاً من ماله صلة لإمامه في زمان غيبته ثوابه ألف مرة ومرة مقابل الذي يقدم ذلک إلي إمامه في زمان ظهوره وحضوره.

وسيأتي في الوظيفة الحادية والخمسين حديثاً يؤيد ذلک.

ولا يخفي أن في هذا الزمان الّذي کان إمامنا (ع) غائباً يجب أن يصرف ذلک المال الذي يقدّمه المؤمن هدية له (ع) في ما يرضاه، کأن يصرف في طبع الکتب المتعلّقة به (ع)، أو في المجالس التي تذکر فيها فضائله وأخلاقه، أو يعطي إلي أحبائه بعنوان هدية عنه (ع)، وهکذا مع تقديم الأهمّ فالأهمّ، والله العالم.

ومن جملة الحقوق المالية صلة الرحم، ومساعدة الجار حتي في إعارتهم لوازم المنزل مثلاً کالأواني والمصابيح وغيرها، وإن احتاجوا إلي أمور زهيدة الثمن کالملح والتوابل ونحوها فتهدي إليهم.

الخمسون: المرابطة.

واعلم أنّ المرابطة علي قسمين:

الأول: ما ذکره الفقهاء في کتاب الجهاد، وهو أن يقيم المؤمن في ثغر من الثغور ويربط دابّته قريباً من بلاد الکفار لأجل أن يخبر المسلمين إن أراد الکفار الهجوم عليهم، أو يدافع عن المسلمين في حال تعرّضهم لاعتداءات الکفرة إن لزم الأمر، وهذا العمل سواء کان في زمان حضور الإمام (ع) أو في غيبته مستحبّ مؤکّد، کما ذکر ذلک العلامة رحمه الله في (الإرشاد)، والشهيد رحمه الله في (الروضة)، وقد روي عن رسول الله صلي الله عليه وآله أنه قال:

«کل ميت يختم علي عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنّه ينمو له عمله إلي يوم القيامة ويؤمن من فتّان القبر». [47] .

وفي حديث آخر ورد في (الجواهر) عن (المنتهي) أنّه صلي الله عليه وآله قال:

«رباط الخيل ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه». [48] .

ولهذا القسم من المرابطة شرطان:

1 - أن يکون الوقوف في منطقة حدودية لحفظ بلاد الإسلام وشرع خير الأنام صلي الله عليه وآله من اعتداءات الأجانب، ولذلک قالوا: إن لم يستطع الرجل البقاء في ذلک المکان فعليه أن يجعل فيه شخصاً آخر نيابة عنه.

2 - أن يکون أقلّ زمان المرابطة هناک ثلاثة أيام کما ذکر ذلک في (الإرشاد) وغيره، وأکثره أربعون يوماً، فإن بقي أکثر من أربعين يوماً فانّه يحسب من المجاهدين وله ثواب المجاهد في سبيل الله.

الثاني: المرابطة بأن يُعِدّ المؤمن فرسه وسيفه تهيؤاً واستعداداً لظهور الإمام (ع) لنصرته، وهذا القسم من المرابطة ليس له زمان أو مکان معين، وقد ورد في (روضة الکافي) عن أبي عبد الله الجعفي أنّه قال:

«قال لي أبو جعفر بن علي (ع): کم الرباط عندکم؟ قلت: أربعون، قال (ع): لکن رباطنا رباط الدهر، ومن ارتبط فينا دابّة کان له وزنها ووزن وزنها ما کانت عنده، ومن ارتبط فينا سلاحاً کان له وزنه ما کان عنده، لا تجزعوا من مرّة ولا من مرّتين ولا من ثلاث ولا من أربع، فانّما مثلنا ومثلکم مثل نبي کان في بني إسرائيل، فأوحي الله عز وجل إليه أن ادع قومک للقتال فانّي سأنصرک، فجمعهم من رؤوس الجبال، ومن غير ذلک، ثم توجّه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتي انهزموا، ثم أوحي الله إليه أن ادع قومک إلي القتال فاني سأنصرک، فدعاهم فقالوا: وعدتنا النصر فما نصرنا، فأوحي الله تعالي إليه: إما أن يختاروا القتال أو النار، فقال: يا ربّ، القتال أحبّ إليّ من النار.

فدعاهم، فأجابه منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر عدّة أهل بدر، فتوجه بهم، فما ضربوا بسيف ولاطعنوا برمح حتي فتح الله لهم عز وجل لهم». [49] .

وقال المجلسي رحمه الله في شرح قوله: رباطنا رباط الدهر: أي يجب علي الشيعة أن يربطوا أنفسهم علي طاعة إمام الحقّ وانتظار فرجه ويتهيّؤوا لنصرته.

وقال رحمه الله في شرح قوله (ع): کان له وزنها... الخ، أي: کان له ثواب التصدّق بضعفي وزنها ذهباً وفضّة کلّ يوم... أو من الثواب مثلي وزن الدابّة، [50] (والله تعالي هو العالم).

وقد وردت أخبار أخري في هذا الخصوص، وقد ذکرتها في کتاب (مکيال المکارم) في آخر الجزء الثاني منه.

الحادي والخمسون: الإهتمام في اکتساب الصفات الحميدة والأخلاق الکريمة، وأداء الطاعات والعبادات الشرعية، واجتناب المعاصي والذنوب التي نهي عنها في الشرع المقدّس، لأنّ مراعاة هذه الأمور في زمان غيبة الإمام أعسر من مراعاتها في زمان ظهوره (ع) بلحاظ ازدياد الفتن ولکثرة الملحدين والمشکّکين والمتصدّين لإضلال المؤمنين.

ولهذا ورد في الحديث النبوي الشريف أنّه قال لأمير المؤمنين (ع):

«يا علي، واعلم أن أعجب الناس إيماناً وأعظمهم يقيناً قوم يکونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي وحجب عنهم، فآمنوا بسواد علي بياض». [51] .

وروي في (البحار) عن الصادق (ع) أنّه قال:

«من سرّه أن يکون من أصحاب القائم فلينتظر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم (ع) بعده کان له من الأجر مثل أجر من أدرکه». [52] .

وروي في (الکافي) عنه (ع) أنّه قال:

«ومن صلّي منکم صلاة فريضة وحده مستتراً بها من عدوّه في وقتها فأتمّها کتب الله عزَّ وجل بها له خمساً وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلّي منکم صلاة نافلة لوقتها فأتمّها کتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منکم حسنة کتب الله عز وجل له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله عزَّ وجل حسنات المؤمن منکم إذا أحسن أعماله ودان بالتقية علي دينه وإمامه ونفسه وأمسک من لسانه أضعافاً مضاعفة، إنّ الله عز وجل کريم». [53] .

وإن قلت: إنّ في زماننا هذا حيث إمامنا غائب کيف يجب أن نحفظه بالتقية؟!

أقول: کثيراً ما يحصل في المواقع التي تجب فيها التقية فلا تراعي أن يظهر الأعداء سوء الأدب نحوه (ع) فيذکرونه بکلام بذيء فيقولون ما يجب أن لا يقولوه، فيکون المخالف للتقية هذا سبباً في عدم حفظ الإمام (ع)، کما قال الله جلّ شأنه في القرآن المجيد:

(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ(. [54] .

والأخبار في هذا الباب کثيرة جداً.

الثاني والخمسون: قراءة دعاء الندبة المتعلّق به (ع) في يوم الجمعة، وعيد الغدير، وعيد الفطر، وعيد الأضحي، بتوجّه وخشوع.

کما ورد في (زاد المعاد). [55] .

الثالث والخمسون: اعتبار أنفسنا ضيوفاً عنده (ع) في أيام الجمعة المخصّصة له (ع) فنـزوره بهذه الزيارة التي ذکرها السيد ابن طاووس رحمه الله في کتاب (جمال الأسبوع):

السَّلاَمُ عَلَيْکَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، السَّلاَمُ عَلَيْکَ يَا عَيْنَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ، السَّلاَمُ عَلَيْکَ يَا نُورَ اللَّهِ الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ الْمُهْتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلاَمُ عَلَيْکَ أَيُّهَا الْمُهَذَّبُ الْخَائِفُ السَّلاَمُ عَلَيْکَ أَيُّهَا الْوَلِيُّ النَّاصِحُ، السَّلاَمُ عَلَيْکَ يَا سَفِينَةَ النَّجَاةِ السَّلاَمُ عَلَيْکَ يَا عَيْنَ الْحَيَاةِ.

السَّلاَمُ عَلَيْکَ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْکَ وَعَلَي آلِ بَيْتِکَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

السَّلاَمُ عَلَيْکَ عَجَّلَ اللَّهُ لَکَ مَا وَعَدَکَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الْأَمْرِ.

السَّلاَمُ عَلَيْکَ يَا مَوْلاَيَ أَنَا مَوْلاَکَ عَارِفٌ بِأُولاَکَ وَأُخْرَاکَ.

أَتَقَرَّبُ إِلَي اللَّهِ تَعَالَي بِکَ وَبِآلِ بَيْتِکَ وَأَنْتَظِرُ ظُهُورَکَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلَي يَدَيْکَ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ لَکَ وَالتَّابِعِينَ وَالنَّاصِرِينَ لَکَ عَلَي أَعْدَائِکَ وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْکَ فِي جُمْلَةِ أَوْلِيَائِکَ .

يَا مَوْلاَيَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْکَ وَعَلَي آلِ بَيْتِکَ هَذَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُکَ الْمُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُکَ وَالْفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَي يَدَيْکَ وَقَتْلُ الْکَافِرِينَ بِسَيْفِکَ وَأَنَا يَا مَوْلاَيَ فِيهِ ضَيْفُکَ وَجَارُکَ وَأَنْتَ يَا مَوْلاَيَ کَرِيمٌ مِنْ أَوْلاَدِ الْکِرَامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيَافَةِ وَالْإِجَارَةِ فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْکَ وَعَلَي أَهْلِ بَيْتِکَ الطَّاهِرِينَ . [56] .

الرابع والخمسون: روي في (کمال الدين) و(جمال الأسبوع) بأسانيد صحيحة ومعتبرة عن الشيخ الثقة الجليل القدر عثمان بن سعيد العمري أنّه أمر بقراءة هذا الدعاء وقال: يجب علي الشيعة أن يقرأوا هذا الدعاء في زمان غيبة الإمام (ع).

أقول: إنّ هذا الشيخ الجليل کان النائب الأول من النوّاب الأربعة في عصر الغيبة الصغري، فإنَّ کلَّ ما يأمر به صادر عن صاحب الأمر روحي له الفداء وعلي هذا فکلما ملکت حسن التوجه فاقرأ هذا الدعاء الشريف ولا تقصّر في ذلک وخصوصاً بعد صلاة العصر من يوم الجمعة، فقد قال السيد الجليل علي بن طاووس في کتاب (جمال الأسبوع):

إن کان لک عذر عن جميع ما ذکرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة، فاياک أن تهمل الدعاء به فاننا عرفنا ذلک من فضل الله جل جلاله الذي خصّنا به، فاعتمد عليه.

ويفهم من هذا العبارة أن أمراً بهذا الشأن صدر من حضرة صاحب الأمر عجل الله تعالي فرجه إلي السيد رحمه الله وهذا غير بعيد عن مقام السيد.

وهذا الدعاء هو:

اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَکَ فَإِنَّکَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَکَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَکَ .

اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَکَ فَإِنَّکَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَکَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَکَ.

اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَکَ فَإِنَّکَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَکَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي.

اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْنِي مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَلاَ تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي.

اللَّهُمَّ فَکَمَا هَدَيْتَنِي لِوِلاَيَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طَاعَتَهُ مِنْ وِلاَيَةِ وُلاَةِ أَمْرِکَ بَعْدَ رَسُولِکَ صَلَوَاتُکَ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتَّي وَالَيْتُ وُلاَةَ أَمْرِکَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسَي وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً وَعَلِيّاً وَالْحَسَنَ وَالْحُجَّةَ الْقَائِمَ الْمَهْدِيَّ صَلَوَاتُکَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

اللَّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلَي دِينِکَ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِکَ وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِکَ وَعَافِنِي مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَکَ وَثَبِّتْنِي عَلَي طَاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِکَ الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِکَ وَبِإِذْنِکَ غَابَ عَنْ بَرِيَّتِکَ وَأَمْرَکَ يَنْتَظِرُ وَأَنْتَ الْعَالِمُ غَيْرُ الْمُعَلَّمِ بِالْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلاَحُ أَمْرِ وَلِيِّکَ فِي الْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهَارِ أَمْرِهِ وَکَشْفِ سِتْرِهِ فَصَبِّرْنِي عَلَي ذَلِکَ حَتَّي لاَ أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلاَ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ وَلاَ کَشْفَ مَا سَتَرْتَ وَلاَ الْبَحْثَ عَمَّا کَتَمْتَ وَلاَ أُنَازِعَکَ فِي تَدْبِيرِکَ وَلاَ أَقُولَ لِمَ وَکَيْفَ وَمَا بَالُ وَلِيِّ الْأَمْرِ لاَ يَظْهَرُ وَقَدِ امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ وَأُفَوِّضُ أُمُورِي کُلَّهَا إِلَيْکَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُکَ أَنْ تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمْرِکَ ظَاهِراً نَافِذَ الْأَمْرِ مَعَ عِلْمِي بِأَنَّ لَکَ السُّلْطَانَ وَالْقُدْرَةَ وَالْبُرْهَانَ وَالْحُجَّةَ وَالْمَشِيَّةَ وَالْحَوْلَ وَالْقُوَّةَ فَافْعَلْ ذَلِکَ بِي وَبِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّي نَنْظُرَ إِلَي وَلِيِّ أَمْرِکَ صَلَوَاتُکَ عَلَيْهِ ظَاهِرَ الْمَقَالَةِ وَاضِحَ الدَّلاَلَةِ هَادِياً مِنَ الضَّلاَلَةِ شَافِياً مِنَ الْجَهَالَةِ أَبْرِزْ يَا رَبِّ مُشَاهَدَتَهُ وَثَبِّتْ قَوَاعِدَهُ وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ تَقَرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ وَأَقِمْنَا بِخِدْمَتِهِ وَتَوَفَّنَا عَلَي مِلَّتِهِ وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ.

اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ مَا خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ (وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ)بِحِفْظِکَ الَّذِي لاَ يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَکَ وَوَصِيَّ رَسُولِکَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلاَمُ.

اللَّهُمَّ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ وَزِدْ فِي أَجَلِهِ وَأَعِنْهُ عَلَي مَا وَلَّيْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ وَزِدْ فِي کَرَامَتِکَ لَهُ فَإِنَّهُ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ وَالْقَائِمُ الْمُهْتَدِي وَالطَّاهِرُ التَّقِيُّ الزَّکِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الْمَرْضِيُّ الصَّابِرُ الشَّکُورُ الْمُجْتَهِدُ.

اللَّهُمَّ وَلاَ تَسْلُبْنَا الْيَقِينَ لِطُولِ الْأَمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَانْقِطَاعِ خَبَرِهِ عَنَّا وَلاَ تُنْسِنَا ذِکْرَهُ وَانْتِظَارَهُ وَالْإِيمَانَ بِهِ وَقُوَّةَ الْيَقِينِ فِي ظُهُورِهِ وَالدُّعَاءَ لَهُ وَالصَّلاَةَ عَلَيْهِ حَتَّي لاَ يُقَنِّطَنَا طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ قِيَامِهِ وَيَکُونَ يَقِينُنَا فِي ذَلِکَ کَيَقِينِنَا فِي قِيَامِ رَسُولِکَ صَلَوَاتُکَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِکَ وَتَنْزِيلِکَ فَقَوِّ قُلُوبَنَا عَلَي الْإِيمَانِ بِهِ حَتَّي تَسْلُکَ بِنَا عَلَي يَدَيْهِ مِنْهَاجَ الْهُدَي وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمَي وَالطَّرِيقَةَ الْوُسْطَي وَقَوِّنَا عَلَي طَاعَتِهِ وَثَبِّتْنَا عَلَي مُتَابَعَتِهِ (مُشَايَعَتِهِ) وَاجْعَلْنَا فِي حِزْبِهِ وَأَعْوَانِهِ وَأَنْصَارِهِ وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ وَلاَ تَسْلُبْنَا ذَلِکَ فِي حَيَاتِنَا وَلاَ عِنْدَ وَفَاتِنَا حَتَّي تَتَوَفَّانَا وَنَحْنُ عَلَي ذَلِکَ لاَ شَاکِّينَ وَلاَ نَاکِثِينَ وَلاَ مُرْتَابِينَ وَلاَ مُکَذِّبِينَ.

اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ نَاصِرِيهِ وَاخْذُلْ خَاذِلِيهِ وَدَمْدِمْ عَلَي مَنْ نَصَبَ لَهُ وَکَذَّبَ بِهِ وَأَظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبَادَکَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الذُّلِ وَانْعَشْ بِهِ الْبِلاَدَ وَاقْتُلْ بِهِ جَبَابِرَةَ الْکُفْرِ وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلاَلَةِ وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارِينَ وَالْکَافِرِينَ وَأَبِرْ بِهِ الْمُنَافِقِينَ وَالنَّاکِثِينَ وَجَمِيعَ الْمُخَالِفِينَ وَالْمُلْحِدِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا حَتَّي لاَ تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً وَلاَ تُبْقِيَ لَهُمْ آثَاراً طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلاَدَکَ وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبَادِکَ وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحَي مِنْ دِينِکَ وَأَصْلِحْ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ حُکْمِکَ وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِکَ حَتَّي يَعُودَ دِينُکَ بِهِ وَعَلَي يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً لاَ عِوَجَ فِيهِ وَلاَ بِدْعَةَ مَعَهُ حَتَّي تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِيرَانَ الْکَافِرِينَ فَإِنَّهُ عَبْدُکَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِکَ وَارْتَضَيْتَهُ لِنَصْرِ دِينِکَ وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِکَ وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ وَأَطْلَعْتَهُ عَلَي الْغُيُوبِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ .

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَي آبَائِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ وَعَلَي شِيعَتِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمَالِهِمْ مَا يَأْمُلُونَ وَاجْعَلْ ذَلِکَ مِنَّا خَالِصاً مِنْ کُلِّ شَکٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ حَتَّي لاَ نُرِيدَ بِهِ غَيْرَکَ وَلاَ نَطْلُبَ بِهِ إِلاَّ وَجْهَکَ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْکُو إِلَيْکَ فَقْدَ نَبِيِّنَا وَغَيْبَةَ إِمَامِنَا (وَلِيِّنَا) وَشِدَّةَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنَا وَتَظَاهُرَ الْأَعْدَاءِ عَلَيْنَا وَکَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَقِلَّةَ عَدَدِنَا.

اللَّهُمَّ ففرج (فَافْرُجْ) ذَلِکَ عَنَّا بِفَتْحٍ مِنْکَ تُعَجِّلُهُ وَنَصْرٍ مِنْکَ تُعِزُّهُ وَإِمَامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ إِلَهَ الْحَقِّ آمِينَ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُکَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّکَ فِي إِظْهَارِ عَدْلِکَ فِي عِبَادِکَ وَقَتْلِ أَعْدَائِکَ فِي بِلاَدِکَ حَتَّي لاَ تَدَعَ لِلْجَوْرِ يَا رَبِّ دِعَامَةً إِلاَّ قَصَمْتَهَا وَلاَ بَقِيَّةً إِلاَّ أَفْنَيْتَهَا وَلاَ قُوَّةً إِلاَّ أَوْهَنْتَهَا وَلاَ رُکْناً إِلاَّ هَدَمْتَهُ وَلاَ حَدّاً إِلاَّ فَلَلْتَهُ وَلاَ سِلاَحاً إِلاَّ أَکْلَلْتَهُ وَلاَ رَايَةً إِلاَّ نَکَّسْتَهَا وَلاَ شُجَاعاً إِلاَّ قَتَلْتَهُ وَلاَ جَيْشاً إِلاَّ خَذَلْتَهُ وَارْمِهِمْ يَا رَبِّ بِحَجَرِکَ الدَّامِغِ وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِکَ الْقَاطِعِ وَبَأْسِکَ الَّذِي لاَ تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ وَعَذِّبْ أَعْدَاءَکَ وَأَعْدَاءَ وَلِيِّکَ وَأَعْدَاءَ رَسُولِکَ صَلَوَاتُکَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِيَدِ وَلِيِّکَ وَأَيْدِي عِبَادِکَ الْمُؤْمِنِينَ .

اللَّهُمَّ اکْفِ وَلِيَّکَ وَحُجَّتَکَ فِي أَرْضِکَ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَکَيْدَ مَنْ أَرَادَهُ (کَادَهُ) وَامْکُرْ بِمَنْ مَکَرَ بِهِ وَاجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَي مَنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً وَاقْطَعْ عَنْهُ مَادَّتَهُمْ وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ وَزَلْزِلْ أَقْدَامَهُمْ وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبَغْتَةً وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذَابَکَ وَأَخْزِهِمْ فِي عِبَادِکَ وَالْعَنْهُمْ فِي بِلاَدِکَ وَأَسْکِنْهُمْ أَسْفَلَ نَارِکَ وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذَابِکَ وَأَصْلِهِمْ نَاراً وَاحْشُ قُبُورَ مَوْتَاهُمْ نَاراً وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِکَ فَإِنَّهُمْ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ وَأَضَلُّوا عِبَادَکَ وَأَخْرَبُوا بِلاَدَکَ.

اللَّهُمَّ وَأَحْيِ بِوَلِيِّکَ الْقُرْآنَ وَأَرِنَا نُورَهُ سَرْمَداً لاَ لَيْلَ فِيهِ وَأَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ [57] وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْوَاءَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلَي الْحَقِ وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَالْأَحْکَامَ الْمُهْمَلَةَ حَتَّي لاَ يَبْقَي حَقٌّ إِلاَّ ظَهَرَ وَلاَ عَدْلٌ إِلاَّ زَهَرَ وَاجْعَلْنَا يَا رَبِّ مِنْ أَعْوَانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطَانِهِ وَالْمُؤْتَمِرِينَ لِأَمْرِهِ وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ وَالْمُسَلِّمِينَ لِأَحْکَامِهِ وَمِمَّنْ لاَ حَاجَةَ بِهِ إِلَي التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِکَ .

وَأَنْتَ يَا رَبِّ الَّذِي تَکْشِفُ الضُّرَّ وَتُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاکَ وَتُنْجِي مِنَ الْکَرْبِ الْعَظِيمِ فَاکْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّکَ وَاجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِکَ کَمَا ضَمِنْتَ لَهُ .

اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنِي مِنْ خُصَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ وَلاَ تَجْعَلْنِي مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ وَلاَ تَجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الْحَنَقِ وَالْغَيْظِ عَلَي آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ فَإِنِّي أَعُوذُ بِکَ مِنْ ذَلِکَ فَأَعِذْنِي وَأَسْتَجِيرُ بِکَ فَأَجِرْنِي.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي بِهِمْ فَائِزاً عِنْدَکَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . [58] .


پاورقي

[1] تفسير الإمام العسکري (ع): 116.

[2] تفسير الإمام العسکري (ع): 116.

[3] الکافي: 1/33.

[4] الکافي: 1/ 54.

[5] البحار: 8، ط حجر/ 484.

[6] البحار: 51/ 148 ح،22 عن غيبة النعماني: 245 ح 46.

[7] مکيال المکارم: ج 1، ص 377، الباب الخامس.

[8] الکافي: ج 2، ص 491، باب الصلاة علي النبي محمد وأهل بيته، ح 1، نص الحديث: «عن أبي عبد الله (ع) قال: لا يزال الدعاء محجوباً حتي يصلي علي محمد وآل محمد».

[9] أي يظهر جميع أحکام الدين حتي يعمل بها بلا تقية. (المؤلف).

[10] غاية المرام: 189 ح 105 وص 256 ح 24.

[11] ص 29، من هذا الکتاب وص 313 من کتاب جمال الأسبوع.

[12] الاحتجاج: 2/ 316.

[13] ص 40.

[14] والعبارة هي: إلي متي أجار فيک يا مولاي وإلي متي. وفي القاموس: جأر يعني رفع الصوت بالدعاء والاستغاثة (المؤلف).

[15] مکيال المکارم: 2/ 216.

[16] الخرائج والجرائح: 73.

[17] مکيال المکارم: 2/ 215.

[18] النجم الثاقب: ص 774 - فارسي -.

[19] البرهان: 1/ 442.

[20] الوسائل: 10/ 464 ح1.

[21] الکافي: 1/340.

[22] کمال الدين: 516 ح 44 نص الحديث «... وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن أدعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو کاذب مفتر...».

[23] الاحتجاج: 2/ 478.

[24] الغيبة للشيخ الطوسي: 262، وعنه في البحار: 52/ 104 ح 8.

[25] الغيبة للشيخ الطوسي: 262.

[26] کمال الدين: 2/ 373، والآية من سورة الأعراف: 187.

[27] کمال الدين: 2/ 371.

[28] عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال:... إياک ثم إياک أن تترک التقية التي أمرتک بها، فإنک شائط بدمک ودم إخوانک... راجع کتاب الاحتجاج للطبرسي، ج 1: 355.

[29] أي إقامة أحکام الدين الإسلامي متوقفة علي وجود هؤلاء الأربعة.

[30] الخصال: 197ح 5.

[31] مکيال المکارم: 2/ 284.

[32] الاحتجاج: 2/ 325 وعنه في البحار: 53/ 177.

[33] الکافي: 8/ 233 ح 306.

[34] سورة الحديد: 16.

[35] البرهان: 4/ 291 ح1.

[36] البرهان: 4/ 291 ح 4.

[37] کمال الدين: 1/ 303 ح 14.

[38] مجمع البيان: 9/ 238.

[39] تحف العقول: 296، ولفظ الحديث: عن الباقر (ع): «... وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب».

[40] أمالي الصدوق: 68/ المجلس 17 ح 4، وعنه في البحار: 44/ 278 ح1.

[41] الاحتجاج: 2/ 325.

[42] البحار: 96/ 216، والبرهان: 1/ 297، والآية من سورة آل عمران: 92.

[43] البحار: 96/ 216، والبرهان: 1/ 297، والآية من سورة آل عمران: 92.

[44] البحار: 96/ 216 ح5، والبرهان: 2/ 289، والآية من سورة الرعد: 21.

[45] البحار: 96/ 216 ح6.

[46] الفقيه: 2/ 72.

[47] المنتهي: 2/ 902.

[48] جواهر الکلام: مجلد الحج والجهاد ص 555، والمنتهي: 2/ 902.

[49] روضة الکافي: ص 381.

[50] مکيال المکارم: 2 / 397.

[51] کمال الدين: 1/ 288 ح8.

[52] البحار: 52 / 140.

[53] الکافي: 1/ 333.

[54] سورة الأنعام: 108.

[55] زاد المعاد: 438.

[56] جمال الأسبوع: 37.

[57] أي يا إلهي اشف بظهور حضرة صاحب الأمر (ع) صدور المؤمنين التي تقطعت علي فراقه.

[58] جمال الأسبوع: 522، کمال الدين: 512، ح 43.