وهو في استثاره يحرک أتباعه ليزيلوا المظالم
وهذا النقد أيضا ً يجب أن نضعه في القائمة السابقة التي افتريت علي الشيعة، وبعد فهل صدقت معي أن الشيعة مظلومون حتي في نواحي التأريخ؛ لا تقول الشيعة أن الإمام يحرک أتباعه ليزيلوا المظالم، وهو يمدهم من وراء الغيب، ولو صح هذا لم يجرأ الدکتور أن يلصق بهم أمثال هذه التهم، ولکن الشيعة تقول وتبرهن علي ما تقول أنه سيخرج عند أول فرصة ممکنة للخروج فيزيل المظالم؛ ويقيم العدل، ويطبق الشريعة بالمعني الصحيح من التطبيق.
والدکتور يفترض عالما ً غير عالمنا المحسوس، وناسا ً غير ناسنا الموجودين فيقول:
إنما الطريق الطبيعي هو ظهور مصلح اجتماعي يشعر الناس بالألم من الظلم، والطموح إلي
العدل، فيضطهد ويعذب، ولا يزال أتباعه يکثرون، وکلما عذب أمام الناس ازدادت دعوته قبولا ً حتي يقوي فيزيل المظلمة أو المظالم التي دعا إلي إزالتها؛ ويحل الصالح محل الفاسد.
ولکن الأستاذ فإنه أن الأقوياء قد تستعمل مع المصلح طريقا ً أقصر من التعذيب فهل في استطاعة الدکتور أن يضمن للمصلح حياته من الأقوياء حتي يکثر أتباعه وينتشرون ويملأ الأرض قسطا ً وعدلا ً.
لست أظن أن الدکتور يجرأ علي هذا الضمان.
هذه هي النقود التي يوجهها إلي فکرة المهدي. أما بقية الأشياء التي يعلقها علي هذه الفکرة فلا أتعرض لها بشيء لأني لا أودّ أن أحطّ من قيمة أستاذ کبير.