بازگشت

لمحة إجمالية في أدلة انقطاع النيابة الخاصة في الغيبة الکبري


لمحة إجمالية في أدلة انقطاع النيابة الخاصّة في الغيبة الکبري واستمرار الانقطاع حتّي الصيحة والسفياني

وقد بسط علماء الإماميّة الحديث عن الانقطاع مطوّلاً في الکتب المؤلّفة في غيبته عجل الله فرجه من الجيل المعاصر للأئمّة السابقين عليهم السلام مروراً بالذين عاصروا غيبته الصغري، والتقوا بالنوّاب الأربعة، کالکليني وعليّ بن بابويه وسعد بن عبد الله الأشعري والنوبختي وغيرهم إلي الجيل الأوّل من الغيبة الکبري، کالصدوق وابن قولويه والنعماني ومحمّد بن الحسن الخزّاز وغيرهم، ثمّ المفيد والمرتضي والطوسي والکراجکي، وتتابع طبقات العلماء في کتبهم الکلاميّة والحديثيّة الروائيّة، وقد أودعوا في ذلک من طوائف الروايات المرويّة عن رسول الله صلي الله عليه وآله، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي بقيّة الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

ونشير إلي جملة من تلک الأدلّة:

الدليل الاول:

التوقيع المبارک الصادر من الناحية المقدّسة منه عجل الله فرجه علي يد النائب الرابع عليّ بن محمّد السمري قبل وفاة النائب بستّة أيام: «يا عليّ بن محمّد السمري، اسمع! أعظم الله أجر إخوانک فيک، فإنّک ميّت ما بينک وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرک، ولا توص إلي أحد يقوم مقامک بعد وفاتک، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالي ذکره، وذلک بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو کذّاب مفتر، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم»، قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلمّا کان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: مَن وصيّک من بعدک؟ فقال: لله أمر هو بالغه وقضي، فهذا آخر کلام سمع منه رضي الله عنه وأرضاه.

وقد روي التوقيع کلّ من الصدوق في إکمال الدين [1] والطوسي في الغيبة، [2] والنعماني في کتابه الغيبة، [3] والطبرسي في الاحتجاج، [4] والراوندي في الخرائج والجرائح [5] رواه عن الصدوق أيضاً.

وقد رواه الشيخ الطوسي، قال: أخبرنا جماعة ـ يعني جماعة مشايخه ـ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه: (الصدوق)، قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن أحمد المکتب.

وقد رواه الصدوق في إکمال الدين عن أبي محمّد الحسن بن أحمد المکتب، وهو من مشايخ الصدوق، وقد ترحّم عليه في کتابه إکمال الدين، هذا وقد ذکر الشيخ الطوسي في (الغيبة) ـ عند تعرّضه لترجمة وبيان حال النوّاب والنائب الرابع (السمري) ـ خمس روايات لانقطاع السفارة بخمسة طرق منها: قوله: وأخبرني محمّد بن محمّد بن النعمان (المفيد)، والحسين بن عبيد الله (الغضائري)، عن أبي عبد الله محمّد بن أحمد الصفواني (شيخ الطائفة تلميذ الکليني) ومعاصر للنائب الرابع، وذکر حضور الشيعة عند النائب الرابع، وأنّه لم يوص إلي أحد بعده. وهذا الطريق صحيح أعلائي، بل هو قطعي الصدور.

ودلالة التوقيع الشريف علي الانقطاع في موضعين:

الموضع الأوّل: قوله عجل الله فرجه: «فاجمع أمرک، ولا توص إلي أحد يقوم مقامک بعد وفاتک، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالي ذکره» فنهاه عن الوصيّة إلي أحد بعده، فلا يقوم أحد مقام النائب الرابع، وکذلک قوله عجل الله فرجه، فقد وقعت الغيبة التامّة دلالة علي أنّ فترة النوّاب الأربعة لم تکن غيبة تامّة، وإنّما هي صغري لا تامّة کبري، حيث إنّ النوّاب الأربعة کانوا حلقة وصل بينه وبين شيعته، ممّا يدلّ علي أنّ معني الغيبة التامّة، وهي الکبري التي وقعت بعد الصغري، هي أن ينقطع فيها مقام النيابة الخاصّة، وأنها ممتدّة، فلا ظهور حتّي الصيحة وخروج السفياني.

الموضع الثاني: قوله عجل الله فرجه: «سيأتي من شيعتي مَن يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو کذّاب مفتر»، والظاهر من ادّعاء المشاهدة هو السفارة والنيابة بقرينة السياق والصدور علي يد النائب الرابع، حيث أمره بعدم الوصيّة لأحد أن يقوم مقامه في النيابة، ولا سيّما وأنّ ادّعاء ذلک هو وسيلة لأجل ادّعاء الوساطة بين الإمام عجل الله فرجه والناس، والتحايل علي الآخرين بإمکانه القيام بحلقة وصل بين الإمام وبينهم، وهو معني السفارة والنيابة الخاصّة.

ثمّ إنّ صريح هذا التوقيع الشريف الذي تطابقت عليه الطائفة أنّ انقطاع النيابة الخاصة والسفارة يمتدّ إلي الصيحة من السماء بصوت جبرئيل التي هي من علامات الظهور الحتميّة الواقعة في نفس سنة الظهور، وهي: «ألا إنّ الحقّ في عليّ وشيعته، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار: ألا إنّ الحقّ في عثمان وشيعته، فعند ذلک يرتاب المبطلون»، کما جاء في الروايات عنهم عليهم السلام، [6] وفي بعضها أنّ النداء هو في شهر رمضان، وفي بعض الروايات [7] أنّه في رجب، والظاهر أنّها نداءآت متعدّدة بمضامين متعدّدة.

ومقتضي دلالة هذا التوقيع الشريف هو نفي النيابة الخاصّة والسفارة إلي حدّ سماع الصيحة من السماء في سنة الظهور، وأي مدّعٍ للنيابة والاتّصال والارتباط مع الحجّة عجل الله فرجه قبل الصيحة فهو کذّاب ومفتر أيّاً کان هذا المدّعي، ولو تقمّص بأي اسم وعنوان، سواء ادّعي أنّه سيظهر من اليمن أو من خراسان أو من غيرهما.

وکذلک وقّت الحدّ والأمد مضافاً إلي الصيحة إلي خروج السفياني، والمراد من خروجه ليس مجرّد وجوده، بل قيام السفياني بتأسيس دولته في الشام، وخوضه في الحروب لتوسعة دولته.

الدليل الثاني:

الروايات المتواترة التي رواها الصدوق في إکمال الدين، والطوسي في الغيبة، والنعماني في الغيبة، والکليني في الکافي، والتي مفادها وقوع غيبتين للإمام عجل الله فرجه، وهذه الروايات قد رويت عن الرسول صلي الله عليه وآله، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعن بقيّة الأئمّة عليهم السلام. فقد روي الشيخ الطوسي بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) ـ في حديث ـ: «أما أنّ لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين: واحدة قصيرة، والاُخري طويلة». [8] .

وروي النعماني في الغيبة بسنده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين: إحداهما تطول حتّي يقول بعضهم: مات، وبعضهم يقول: قُتل، وبعضهم يقول: ذهب، فلا يبقي علي أمره من أصحابه إلاّ نفر يسير، لا يطلع علي موضعه أحد من وليّ ولا غيره، إلاّ المولي الذي يلي أمره». [9] .

وتقريب دلالة هذه الطائفة علي انقطاع السفارة هو ما ذکره النعماني، قال: «هذه الأحاديث التي يذکر فيها أنّ للقائم (عليه السلام) غيبتين أحاديث قد صحّت عندنا ـ بحمد الله ـ وأوضح الله قول الأئمّة عليهم السلام، وأظهر برهان صدقهم فيها، فأمّا الغيبة الاُولي فهي الغيبة التي کانت السفراء فيها بين الإمام (عليه السلام) وبين الخلق قياماً منصوبين ظاهرين موجودي الأشخاص والأعيان، يخرج علي أيديهم غوامض العلم، وعويص الحکم والأجوبة عن کلّ ما کان يسأل عنه من المعضلات والمشکلات، وهي الغيبة القصيرة التي انقضت أيّامها، وتصرّمت مدّتها، والغيبة الثانية هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط للأمر الذي يريده الله تعالي، والتدبير الذي يمضيه في الخلق، ولوقوع التمحيص والامتحان والبليّة والغربلة والتصفية علي مَن يدّعي هذا الأمر، کما قال الله عزّ وجلّ: (ما کانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلي ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّي يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما کانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَکُمْ عَلَي الْغَيْبِ)، [10] وهذا زمان ذلک قد حضر، جعلنا الله فيه من الثابتين علي الحقّ، وممّن لا يخرج في غربال الفتنة، فهذا معني قولنا: «له غيبتان»، ونحن في الأخيرة نسأل الله أن يقرّب فرج أوليائه منها». [11] .

ودلالة تثنية الغيبة علي اختلاف الغيبتين القصيرة عن الطويلة بيّنة واضحة، وإلاّ لکانت معاً غيبة واحدة لا غيبتان، واختلاف الغيبتين ليس إلاّ بوجود السفراء والنوّاب الأربعة في الاُولي دون الثانية.

ومن هذا القبيل ما في صحيح عبد الله بن سنان، قال: دخلت أنا وأبي علي أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال: «کيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدي ولا علماً يري، فلا ينجو من تلک الحيرة إلاّ من دعا بدعاء الغريق»، فقال أبي: هذا والله البلاء، فکيف نصنع جعلت فداک حينئذٍ؟ قال: «إذا کان ذلک ـ ولن تدرکه ـ فتمسّکوا بما في أيديکم حتّي يتّضح لکم الأمر». [12] .

وقال النعماني في ذيل الفصل الذي أورد الحديث فيه «وفي قوله في الحديث الرابع من هذا الفصل ـ حديث عبد الله بن سنان ـ: «کيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدي ولا علماً يري» دلالة علي ما جري، وشهادة بما حدث من أمر السفراء الذين کانوا بين الإمام (عليه السلام) وبين الشيعة من ارتفاع أعيانهم، وانقطاع نظامهم؛ لأنّ السفير بين الإمام في حال غيبته وبين شيعته هو العلم، فلمّا تمّت المحنة علي الخلق ارتفعت الأعلام، ولا تري حتّي يظهر صاحب الحقّ (عليه السلام)، ووقعت الحيرة التي ذکرت وآذننا بها أولياء الله، وصحّ أمر الغيبة الثانية التي يأتي شرحها وتأويلها فيما يأتي من الأحاديث بعد هذا الفصل». [13] .

الدليل الثالث:

الروايات المستفيضة الآمرة بالانتظار وبالصبر والمرابطة، وعدم الانزلاق مع کلّ منادٍ لشعار إقامة الحقّ والعدل، وکذلک بروايات التمحيص والامتحان، ومقتضاها انقطاع السفارة والاتّصال، کما سنبيّن.

مثل: ما رواه النعماني في کتابه (الغيبة) بسنده عن عبد الرحمن بن کثير، قال: کنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) يوماً وعنده مهزم الأسدي فقال: جعلني الله فداک، متي هذا الأمر الذي تنتظرونه، فقد طال علينا؟ فقال: «يا مهزم، کذّب المتمنّون، وهلک المستعجلون، ونجا المسلِّمون، وإلينا يصيرون». [14] .

وروي عن أبي المرهف أيضاً قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «هلکت المحاضير»، قال: قلت: وما المحاضير؟ قال: «المستعجلون، ونجا المقرّون»، [15] ومفادها ظاهراً وقوع المستعجلين لأمر ظهوره (عليه السلام) في الهلکة والضلال، وکذلک الذين يعيشون عالم التمنّي لتوقيت ظهوره ممّا يحدو بهم إلي العفويّة في الانسياق وراء کلّ ناعق. وهذه الحيرة والاضطراب ليست إلاّ للانقطاع وفقد الاتّصال، وهو مقتضي الصبر والانتظار والترقّب؛ لأنّه في مورد فقد الاتّصال وانقطاع الخبر وعدم وسيلة للارتباط. وکذلک مفاد روايات التمحيص والامتحان بسبب شدّة المحنة في غيبته بفقد واسطة الارتباط، فتزداد الريبة بوجوده حتّي يرجع أکثر القائلين بإمامته عن هذا الاعتقاد، لا سيّما مع کثرة الفتن والمحن والبلاء.

فقد روي النعماني بسنده عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام): «إنّما مثل شيعتنا مثل أندر ـ يعني: بيدراً ـ فيه طعام فأصابه آکِل ـ أي السوس ـ فَنُقّي، ثمّ أصابه آکِل ـ أي السوس ـ فَنُقِّي حتّي بقي منه ما لا يضرّه الآکِل، وکذلک شيعتنا يميزون ويمحّصون حتّي تبقي منهم عصابة لا تضرّها الفتنة». [16] .

وفي رواية اُخري عن منصور الصيقل، قال: دخلت علي أبي جعفر الباقر (عليه السلام) وعنده جماعة، فبينا نحن نتحدّث وهو علي بعض أصحابه مقبل؛ إذ التفت إلينا وقال: «في أي شيء أنتم، هيهات هيهات، لا يکون الذي تمدّون إليه أعناقکم حتّي تمحّصوا. هيهات، ولا يکون الذي تمدّون إليه أعناقکم حتّي تميّزوا، ولا يکون الذي تمدّون إليه أعناقکم حتّي تغربلوا، ولا يکون الذي تمدّون إليه أعناقکم إلاّ بعد إياس، ولا يکون الذي تمدّون إليه أعناقکم حتّي يشقي من شقي، ويسعد من سعد»، [17] ويستفاد منها الحذر من الخفّة والانجرار وراء کلّ مدّعي وذلک بسبب قلّة الصبر والضعف عن الثبات في الفتن لقلّة البصيرة.

الدليل الرابع:

قيام الضرورة لدي الطائفة الإماميّة وتسالمهم علي انقطاع النيابة الخاصّة والسفارة، فهو من ضرورة المذهب، حتّي إنّ علماء الطائفة حکموا بضلال المدّعين للسفارة ولعنهم والتبرّي منهم، والطرد لهم عن الطائفة، وهذا الموقف تبعاً لما صدر من التوقيعات من الناحية المقدّسة حول بعضهم. وإليک بعض أقوالهم:

الأوّل: قال الشيخ سعد بن عبد الله الأشعري القمّي ـ وقد کان معاصراً للإمام العسکري، وکان شيخ الطائفة وفقيهها ـ في کتابه المقالات والفِرق بعد أنّ بيّن لزوم الاعتقاد بغيبة الإمام عجل الله فرجه، وانقطاع الارتباط به: «فهذه سبيل الإمامة، وهذا المنهج الواضح، والغرض الواجب اللازم الذي لم يزل عليه الإجماع من الشيعة الإماميّة المهتدية رحمة الله عليها، وعلي ذلک إجماعنا إلي يوم مضي الحسن بن عليّ رضوان الله عليه». [18] .

وقريب من هذه العبارة ذکر متکلّم الطائفة وفيلسوفها الحسن بن موسي النوبختي. [19] .

الثاني: وحکي الشيخ الطوسي في کتاب الغيبة عن الشيخ أبي القاسم بن محمّد بن قولويه ـ صاحب کتاب کامل الزيارات، وهو اُستاذ الشيخ المفيد، وکان زعيم الطائفة في وقته معاصراً للصدوق في أوائل الغيبة الکبري ـ قال: «إنّ عندنا أنّ کلّ من ادّعي الأمر بعد السمري ـ وهو النائب الرابع ـ فهو کافر منمس، ضالّ مضلّ». [20] .

الثالث: الشيخ الصدوق في کتابه (إکمال الدين) في الباب الثاني والأربعين ـ ما روي في ميلاد القائم ـ وبعد ما ذکر نوّابه الأربعة، قال «فالغيبة التامّة هي التي وقعت بعد مضيّ السمري رضي الله عنه». [21] .

ثمّ روي في الباب اللاحق توقيع الناحية بانقطاع السفارة والنيابة الخاصّة. وقد صرّح في أوّل کتابه أنّ الذي دعاه إلي تأليف الکتاب هو حيرة بعض الشيعة بسبب الغيبة، ووجدهم قد عدلوا عن طريق التسليم والتمسّک بالأخبار الواردة إلي الآراء والمقاييس.

وقد صرّح الشيخ النعماني صاحب کتاب الغيبة ـ وهو معاصر للصدوق وتلميذ الکليني ـ في عدّة مواضع منه بانقطاع السفارة في الغيبة الکبري، وقد تقدّم نبذة من کلماته واستدلاله بالروايات». [22] .

الرابع: وقال الشيخ المفيد في کتاب الإرشاد في باب ذکر القائم عجل الله فرجه: «وله قبل قيامه غيبتان: إحداهما أطول من الاُخري، کما جاءت بذلک الأخبار، فأمّا القصري منهما منذ وقت مولده إلي انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة. وأمّا الطولي فهي بعد الاُولي وفي آخرها يقوم بالسيف»، [23] ونظير هذا التعبير صرّح به الطوسي في الغيبة. [24] .

وقد تظافرت کلمات علماء الإماميّة في کتبهم ممّا يجدها المتتبّع في مظانّها.

بل إنّ علماء سنة الخلافة وجماعة السلطان قد اشتهر بينهم عن الإماميّة ذلک، وأخذوا يصيغون الإشکالات بإنعدام الإمام عجل الله فرجه مع انقطاعه عن شيعته في أکثر کتبهم الکلاميّة والمؤلّفة في الملل والمذاهب.

وهذه الضرورة القائمة عند الطائفة الإماميّة توالت عليها أجيالها قرناً بعد قرن، ودأبت الطائفة في إقصاء وطرد جماعات الانحراف أدعياء السفارة کلّما ظهر لهم راية.

هذا ومقتضي الأدلّة السابقة هو بطلان مدّعي النيابة الخاصّة وأدعياء السفارة، ومن يزعم أي صفة رسميّة خاصّة للتمثيل عن الإمام المنتظر (عليه السلام) إلي سماع النداء والصيحة من السماء، واستيلاء السفياني علي الشام، فيقع الکلام حينئذٍ فيما يتوهّم أنّه ينافي إبطال السفارة في خصوص بعض الأسماء الواردة في الروايات لسنة الظهور:


پاورقي

[1] إکمال الدين / الصدوق: 2/516.

[2] الغيبة/ الطوسي: 395.

[3] لم نجده فيه.

[4] الاحتجاج: 2/478. إعلام الوري/ الطبرسي: 445.

[5] الخرائج والجرائح: 3/128 و129.

[6] الغيبة/ الطوسي: 435، ح 425، وبحار الأنوار: 52/290.

[7] الغيبة/ النعماني: 181/ ح 28.

[8] الغيبة/ الطوسي: 162، ح 123.

[9] الغيبة/ النعماني: 171 و172، الباب العاشر/ ح 5.

[10] سورة آل عمران: الآية 188.

[11] الغيبة/ النعماني: 173 و174/ ح 9.

[12] الغيبة/ النعماني: 159/ ح 4.

[13] الغيبة/ النعماني: 161.

[14] الغيبة/ النعماني: 198/ باب 11/ ح 8.

[15] المصدر المتقدّم: 196/ باب 11/ ح 5.

[16] الغيبة/ النعماني: 211/ باب 11/ ح 18.

[17] الغيبة/ النعماني: 208/ باب 11/ ح 16.

[18] المقالات والفرق/ الأشعري.

[19] کتاب فِرق الشيعة: 109.

[20] الغيبة/ الطوسي: 412، ح 385.

[21] کمال الدين/ الصدوق: 423 - 433.

[22] الغيبة/ النعماني: 158 - 161.

[23] الإرشاد/ المفيد، ج 2: 340.

[24] الغيبة/ الطوسي: 61، ح 60.