المهدي من بني هاشم
«المهديّ من بني هاشم»
1ـ حدَّثنا عليُّ بن أحمد قال: حدَّثني عبيد اللّه بن موسي العلوي، عن أبي محمّد موسي بن هارون بن عيسي المعبدي قال: حدَّثنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدَّثنا جعفر بن محمَّد (عليهما السلام) عن أبيه، عن جدِّه، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال جاء رجلٌ إلي أمير الموَمنين (عليه السلام) فقال له: يا أمير الموَمنين! نَبِّئنا بمهديکم هذا؟
فقال: «إذا دَرَجَ الدَّارجُون [1] وقَلَّ الموَْمِنُونَ، وَذَهَبَ المجْلِبُونَ [2] فَهُناکَ هُنَاکَ»، فقال: يا أمير الموَمنين مِمَّن الرَجُلُ؟ فَقَالَ: «مِنْ بَني هاشم مِنْ ذِرْوَةِ طَوْدِ [3] العَرَبِ،
[ صفحه 48]
وَبَحْرِ مَغِيضَـها [4] إِذَا وَرَدَتْ، وَمَخْفَرِ أهْلِهَا [5] إِذَا أَتيَتْ، وَمَعْدِنِ صَفْوَتِهَا إِذَا اکْتَدَرَتْ. لا يَجْبَنُ إِذَا المَنايَا هَکَعَتْ [6] ولا يَخُورُ [7] إِذَا المَنُونُ [8] اکْتَنَعَتْ، وَلا يَنْکَلُ إِذَا الکُمَاةُ [9] اصْطَرَعَتْ، مُشَمِّرٌ مُغْلَوْلِبٌ ظَفِرٌ [10] ضِرْغامَةٌ [11] حَصِدٌ [12] مُخَدِّشٌ [13] ذکَرٌ [14] سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ، رأسٌ قُثْمٌ [15] نُشُوٌّ [16] رَأسِهِ فِي باذِخِ [17] السُّوَْدَدِ وَغَارِزُ مَجْدِهِ [18] فِي أَکرَمِ المَحْتِدِ [19] فَلا يَصْـرِفَنّکَ عَنْ بَيْعَتِهِ صَارِفٌ عَارِضٌ يَنوصُ [20] إِلَـي الفِتْنَةِ کُلَّ
[ صفحه 49]
مَنَاصٍ [21] مع إِنْ قَالَ فَشـرُ قَائِلٍ وَإِنْ سَکَتَ فَذُو دَعَاير [22] [23] الحديث.
2ـ حدَّثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن عليٍّ قال: «تَخْرُجُ رَايَاتٌ سُودٌ تُقَاتِلُ السُّفْيَانيَّ، فِيهِمْ شَابٌ مِنْ بَنْي هَاشِمٍ، فِي کَتفِهِ اليُسْـرَي خَالٌ، وَعَلَـي مُقدِّمَتِهِ رَجُلٌ مِنْ بَني تَمِيمٍ، يُدْعي شُعَيْبُ بن صالحٍ، فَيَهْزِمُ أصْحَابَهُ». [24] .
[ صفحه 53]
پاورقي
[1] قال الفيروز آباديُّ: درج دروجاً ودرجاناً مشي والقوم انقرضوا وفلان لم يخلف نسلاً، أو مضي لسبيله انتهي.
والغرض انقراض قرون کثيرة.
[2] قوله (عليه السلام): «وذهب المجلبون» ـ أي المجتمعون علي الحقّ ـ والمعينون للدين أو الاَعمّ.
قال الجزريُّ: يقال: أجلبوا عليه إذا تجمّعوا وتألّبوا، وأجلبه أي أعانه، وأجلب عليه إذا صاح به واستحثّه.
[3] و «الطود» ـ بالفتح ـ الجبل العظيم، وفي بعض النّسخ ـ بالرّاءـ وهو ـ بالضمّ ـ أيضاً الجبل، والاَوَّل أصوب.
[4] و «المغيض» ـ الموضع الذي يدخل فيه الماء فيغيب، ولعلّ المعني أنَّه بحر العلوم والخيرات فهي کامنة فيه، أو شبّهه ببحر في أطرافه مغايض، فإنَّ شيعتهم مغايض علومهم.
[5] و «مجفوِّ أهلها» ـ أي إذا أتاه أهله ـ يجفونه ولا يطيعونه.
[6] قوله (عليه السلام): «هلعت» ـ أي صارت حريصة علي إهلاک الناس.
[7] قوله (عليه السلام): «ولا يحور»ـ في بعض النسخ «ولا يخور» ـ إذا المنون اکسفت، و «الخور» ـ الجبن.
[8] و «المنون» ـ الموت.
[9] و «الکماة» ـ بالضمِّ ـ جمع الکميِّ، وهو الشجاع أو لابس السلاح.
[10] ويقال: «ظفر بعدوِّه» ـ فهو ظفر.
[11] و «الضرغامة» ـ بالکسرـ الاَسد.
[12] قوله (عليه السلام): «حصد» ـ أي يحصد النّاس بالقتل.
[13] قوله (عليه السلام): «مخدش» ـ أي يخدش الکفّار ويجرحهم.
[14] و «الذکر» من الرجال ـ بالکسر ـ القويُّ الشجاع الاَبيُّ.
ذکره الفيروز آبادي، وقال: أعلا کلِّ شيء، وسيّد القوم.
[15] و «القثم» کزفر الکثير العطاء.
[16] وقال الجزريُّ: رجل «نشق» إذا کان يدخل في أُمور لا يکاد يخلص منها، وفي بعض النسخ ـ باللاّم والباء ـ يقال: رجل لبق ککنف ـ أي حاذق بما عمل، وفي بعضها: شقَّ رأسه ـ أي جانبه.
[17] و «الباذخ» ـ العالي المرتفع.
[18] قوله (عليه السلام): و«غارز مجده» ـ أي مجده الغارز الثابت، من غرز الشيء في الشيء ـ أي أدخله وأثبته.
[19] و «المحتد» ـ بکسر التاء ـ الاَصل.
[20] وقوله (عليه السلام): «ينوص» ـ صفة للصّارف.
[21] وقال الفيروز آباديُّ: المناص الملجأ، وناص مناصاً تحرَّک وعنه تنحّي وإليه نهض.
[22] قوله (عليه السلام): «فذو دعاير» ـ من الدعارةـ وهو الخبث والفساد، ولا يُبعد أن يکون تصحيف «الدغايل» ـ جمع الدغيلة ـ وهي الدغل والحقد، أو ـ بالمهملة ـ من الدعل بمعني الختل.
[23] غيبة النعماني: 212ـ 214، البحار: 51: 115، عن غيبة النعماني، وفيه: العبدي بدل المعبدي... عبد اللّه بن مسلم بدل عبد اللّه بن مسلمة... هلال بدل بلال... «فهناک بدل من فهناک هناک... ومجفوِّ بدل ومخفرِ... أتت بدل أُتِيتْ... هلعت بدل هَکَعَتْ... يحور بدل يَخُورُ... المنُون بدل الموَمنون... اکتنفت بدل اکْتَنَعَتْ...نشق بدل نُشُوُّ... تبعته بدل بيعته... يا أمير الموَمنين عليکَ السلام بدل يا أمير الموَمنين»، إثبات الهداة: 3: 537، عن غيبة النعماني، منتخب الاَثر: 309، عن غيبة النعماني.
[24] ابن حمّاد: 85، برهان المتَّقي: 152، ولم يرد فيه: «فَيَهْزِمُ أصْحابَهُ» کنز العمال: 14: 588، حديث (39666) وفيه: «مقابل بدل تُقاتِلُ... کفّه بدل کَتفِهِ... هاشم بدل تميم» عن ابن حمّاد، عرف السيوطي، الحاوي: 2: 69، عن ابن حمّاد، وفيه «في کَفّهِ»، جمع الجوامع: 2: 103، عن ابن حمّاد وفيه: «... في کفِّهِ... هاشم بدل تميم».