بازگشت

موسوعة أحاديث أميرالمؤمنين


نظرة سريعة إلي موسوعة أحاديث أمير الموَمنين (عليه السلام): کانت مسألة جمع أحاديث أمير الموَمنين (عليه السلام) ضرورة علمية لابدَّ منها، سيَّما وقد وردت في حقِّ أمير الموَمنين (عليه السلام) مِنَ الاَحاديث التي لا يمکن ضمُّها وجمعها في أسفار ومجلَّدات ودورات،وإن تصدي البعض مِنَ الحفَّاظ والرواة إلي جمعها وتدوينها عبر التاريخ، بيد أنَّهم لَم يأتوا بها بصورة کاملة ومستوعبة وجامعة مِنْ کافة النواحي.

لذلک نجد في کلِّ کتابٍ وسفرٍ شطراً منْ مناقبه، ونتفاً مِنْ فضائله الجمَّة، وبعض من کلماته القيمة، وهذا إن دلّ علي شيء فإنّما يدلُّ علي أنَّ أئمَّة الحديث لم يتمکنوا من استيعاب حميع مناقب الاِمام أمير الموَمنين (عليه السلام) وخطبه ورسائله، وأنَّ جمعها وتدوينها في الواقع خارج عن حدود إمکانياتهم العلمية، وعنْ صعيد البحث والتحقيق والتتبع.

فَبَعْدَ أنْ خاض رئيس اللجنة العليا للتحقيق في ـ بنياد نهج البلاغة ـ لجج الجوامع الکبيرة لاَُمهات الکتب، فأرَّقه عدم وجود کتاب جامع مانع يغني عن جميع الاَُصول، فيکون المرجع لکلِّ عِلْمٍ وفَنٍّ، وشاملاً لکلِّ باب وموضوع، وأن يکون شافياً کافياً، يستقصي جميع الروايات والاَخبار، بجميع أسانيدها التي وردت عن أمير الموَمنين عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام).

فأصبحت ضالَّته المنشودة البحث والتنقيب في المراجع والمصادر والاَُصول، والجوامع الاَخيرة، أمثال: «الوافي» و «الوسائل» و «البحار»، ثُمَّ نَظَرَ لاَغلب الاَُصول، ناقداً ممحِّصاً، وباحثاً فاحصاً، فوفقه اللّه لجمعها، بَعْدَ صرف الاَوقات العزيزة في تحقيقها واتِّحاد أخبارها، مَعَ المصادر والجوامع، وإفراد کامل أسانيدها.



[ صفحه 15]



لهذا السبب کانت الحاجة إلي عمل أساسي يُسهل علي الباحث والقاريَ أن يرجع إلي النص في أيّ موضوع شاء، فيري بغية ما أورده، ونهاية ما أراده، أکثر ممَّا يُقدِّمه له الکاتب... وذلک هو الهدف مِنْ جامع أحاديث الاِمام عليٍّ ـ عليه السلام ـ وموضوعاتها.

وَمِنْ حسنات هذا العصر الزاهر، أن يتوجَّه جماعة إلي حسب مناهج علمية خاصة تيسّـر للمطالع فهمها والاستفادة منها.

وَکَانَ مِنْ حسن حظ «بنياد نهج البلاغة» أن يَسْلُکَ هذه الطريق فيمَنْ سَلَک، ويقع اختياره علي تقديم هذا الکتاب بکلِّ فخرٍ واعتزاز.

کلمة حول موضوع الکتاب:

1ـ تَمَّ هذا العمل تحت إشراف اللجنة العليا للتحقيق في «بنياد نهج البلاغة».

2ـ أوکلت الهيئة العلمية في ـ بنياد نهج البلاغة ـ إلي حجَّة الاِسلام السيِّد يحيي العلوي بجمع الاَحاديث مِنْ بعض المصادر، فقامَ مشکوراً بهذه المهمَّة، ملتمساً رحمة اللّه، وطلب رضاه، فقد أجهد نفسه طويلاً، خدمةً للاِسلام ورعاية للمسلمين، وهذا ما ينفعه في دنياه وأُخراه، مستحضراً قول الرسول الاَعظم (صلَّـي اللّه عليه وآله) القدوة الحسنة: «إذا مات الاِنسان انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [1] .

3ـ أُحيل تکميل الموضوع إلي لجنة التحقيق في ـ بنياد نهج البلاغةـ فقامت هي الاَُخري مشکورة بتنظير الاَحاديث ومقابلتها مَعَ النسخ الاَصلية المعتمدة، وکتابة عناوين ومقدَّمات للفصول، وما رأته ضرورياً ونافعاً.



[ صفحه 16]



4ـ جُمِعَت هذه الاَحاديث مِنْ مصادر وکتب ثابتة معروفة مِنَ الفريقين.

5ـ طريقنا في التحقيق کانت إبراز متن صحيح وکامل مِنْ غير أغلاط، وقد أَشرنا إلي اختلاف الحديث، والاختلاف اليسير فيه في الهامش، مَعَ ذکر الزيادة أو النقيصة في ـ المتن ـ تتميماً للفائدة.

6ـ تقطيع ـ المتن ـ بأحسن وجه، يحفظ له المعني، ويسهِّل علي القاريَ تقبّله، ويضيف عليه جمالية في الاِخراج.

7ـ شرح بعض الکلمات المذکورة في ـ المتن ـ التي تبدو غير واضحة المعني شرحاً موجزاً، باعتماد أهم معاجم اللغة.

8ـ ترجمة مختصرة لبعض الرواة الواردة أسماوَهم في الحديث.

9ـ التعليق المقتضب عند الضرورة.

10ـ والشيء الذي يلفت النظر في الکتاب: هو أنَّنا لم نصطدم بالمشدِّدين في نقد الحديث، ولا ننساق مع العاطفة، کي لا تفقدنا الغاية التي أُلِّف الکتاب مِن أجلها، معتمدين علي أحاديث آل البيت (عليهم السلام)، ومستندين علي رواة لهم وزنهم في مجال الرواية، لَمْ يخدش ساحة عظمتهم برٌّ ولا فاجرٌ.

11ـ ممَّا تقتضيه الاَمانة العلمية نقلنا کلَّ ما وَرَدَ في أسانيد الحديث ونصِّه: مِنْ تعبيرات الصَّلاة علي النبيِّ (صلي الله عليه وآله وسلم)؛ وتعبيرات التسليم والترضي علي الاَئمَّة مِن أهل البيت، والصحابة، والرواة (رضي اللّه عنهم)، کما ذکرتها المصادر حرفياً.

12ـ ومِنْ ثمَّ تأتي مرحلة ترتيب هوامش الکتاب وفقاً للمعلومات والملاحظات المثبتة في الفقرات المتقدَّمة.

13ـ وأخيراً قمنا بإعداد الفهارس الفنيَّة الشاملة لمحتويات هذا الکتاب: مِن الآيات والاَحاديث والرواة وأسماء الکتب وأسماء الاَمکنة وغيرها، ممَّا يجدها



[ صفحه 17]



القاريَ کلاّ ً في محلِّه.

14ـ ثُمَّ إنَّ جميع ما أُثبت بين المعقوفات فهو زيادات منَّا، أضفناها إمَّا تجميلاً للفظ وتحبيراً للکلام، وإمَّا تصحيحاً للقول وتصويباً للبيان.

15ـ کتابنا هذا هو ـ المجلَّد الاَوّل ـ مِنْ موسوعة أحاديث أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ، وسوف نواصل بإذن اللّه تعالي تقديم المجلَّدات الاَُخري.



[ صفحه 21]




پاورقي

[1] رواه مسلم.