بازگشت

فضل مسجد الکوفة


«فضل مسجد الکوفة»

1ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدَّثنا عليُّ بن الحسن التيملي، قال: حدَّثنا الحسن ومحمّد ـ ابنا عليّ بن يوسف ـ، عن سعدان بن مسلم، عن صباح المزني، [1] عن الحارث بن حصيرة [2] عن حبّة العرني [3] قال:

قال أمير الموَمنين (عليه السلام): «کَأَنّي أنْظُرُ إلي شِيعَتِنا بِمَسْجِدِ الکُوفَةِ، قَدْ ضَـرَبُوا الفَسَاطِيطَ، يُعَلِّمُونَ النَّاسَ القُرآنَ کَمَـا أُنْزِلَ [4] أَمَا إنَّ قائِمَنَا إذا قامَ کَسَـرَهُ وَسَوَّي



[ صفحه 346]



قِبْلَتَهُ» [5] .

2ـ عنه (الفضل بن شاذان)، عن عليِّ بن الحکم، عن الرَّبيع بن محمّد المسليّ، عن سعد بن ظريف، عن الاَصبغ بن نباتة (قال):

قال أمير الموَمنين (عليه السلام) ـ في حديث له حتّي انتهي إلي مسجد الکوفة، وکان مبنياً بخزف ودنان وطين ـ [6] فقال: «وَيْلٌ لِمَنْ هَدَمَکَ، وَوَيْلٌ لِمَنْ سَهَّلَ هَدْمَکَ، وَوَيْلٌ لِبَانِيکَ بِالمَطبوخِ المغيِّـرِ قِبْلَةَ نُوحٍ، طُوبَي لمنْ شَهِدَ هَدْمَکَ مَعَ قَائِمِ أَهْلِ بَيْتي، أُولَئِکَ خِيَارُ الاَُمّة مَعَ أبْرارِ العِتْرَةِ» [7] .

3ـ حدَّثنا محمد بن علي بن فضل الکوفي قال: حدَّثنا محمّد بن جعفر المعروف ـ بابن التبّان ـ قال: حدَّثنا إبراهيم بن خالد المقري الکسائي قال: حدَّثنا عبد اللّه بن داهِر الرازي، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة، قال: بَيْنا نحن ذات يوم حول أمير الموَمنين (عليه السلام) في مسجد الکوفة إذ قال:



[ صفحه 347]



«يا أَهْلَ الکُوفَةِ! لَقَدْ حَبَاکُمْ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَـا لَمْ يَحْبُ بِهِ أَحَداً، فَفَضَّلَ مُصَلاَّکُمْ وَهُوَ بَيْتُ آدَمَ وَبَيْتُ نُوحٍ وَبَيْتُ إدْرِيس، وَمُصَلَّـي إبْراهِيمَ الخَلِيلِ وَمُصلَّـي أخي الخِضْـر وَمُصَلاَّيَ.

وَإنَّ مَسْجِدَکُمْ هذَا أَحَدُ الاَربَعَةِ المسَاجِدِ الَّتي اخْتَارَهَا اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ لاَهْلِهَا، وَکَأَنِّي بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ في ثَوبَيْـنِ أَبْيَضَيْـنِ شبيهٌ بِالمُحْرِمِ يَشْفَعُ لاَهْلِهِ وَلِمَنْ صَلَّـي فِيه فَلاَ تُرَدُّ شَفَاعَتُهُ، وَلا تَذْهَبُ الاَيَّامُ حَتَّي يُنْصَبَ فِيهِ الحَجَرُ الاَسْودُ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ زَمانٌ يَکُونُ مُصلَّـي المهْدِيّ مِنْ وُلْدي، وَمُصَلَّـي کُلِّ مُوَْمِنٍ، وَلا يَبْقَي عَلَـي الاَرْضِ مُوَمِنٌ إلاَّ کانَ بِهِ أوْ حَنَّ قَلبُهُ إليهِ.

فَلا تَهْجُروهُ وَتَقَرَّبُوا إلي اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالصَّلاةِ فيهِ، وَارْغَبُوا إليهِ في قَضَاءِ حَوائِجکُمْ، فَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فيهِ مِنَ البَـرَکَةِ لاَتوهُ مِنْ أقْطَارِ الاَرْضِ، وَلَوْ حَبْواً علي الثَّلْجِ» [8] .



[ صفحه 348]



4ـ عنه (محمّد بن أحمد بن يحيي) عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن حبّة العرني، قال: خرجَ أمير الموَمنين (عليه السلام) إلي الحيرة فقال:

«لَتَصِلَنَّ هَذِهِ بِهذِهِ ـ وأَوْمَأَ بِيَدِهِ إلي الکُوفَةِ والحيرَةِ ـحَتَّي يُبَاعُ الذِّراعُ فيما بَيْنَهما بِدَنانيرَ، وَلَيُبْنَيَـنّ بِالحِيرَةِ مَسْجدٌ لَهُ خَمْسُمائَةِ بابٍ يُصَلِّـي فِيهِ خَليفَةُ القائِمِ عَجَّلَ اللّهُ تَعالي فَرَجَهُ، لاَنَّ مسْجِدَ الکوفَةِ لَيَضِيقُ عَنْهُمْ، وَلَيُصَلِّيَنَّ فيهِ اثنا عَشَـر إماماً عَدْلاً، قُلْت: يا أمير الموَمنينَ، وَيَسَعُ مَسْجِدُ الکُوفَةِ هذا الَّذي تَصِفُ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ؟ قال: تُبْني لَهُ أرْبَعُ مَسَاجِدَ مَسْجِدُ الکُوفَةِ أصْغَرُها وهذا وَمَسْجِدانِ في طَرَفي الکُوفَةِ مِنْ هذا الجانِب وهذا الجانِبِ ـ وأوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ البَصْـريّين والغريّيْـن» [9] .

5ـ أحمد بن محمّد، عـن يعقـوب بن عبـد اللّه، عن إسماعيل بن زيد ـ مولي الکاهليِّـ عنه، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:

«قال أميرُ الموَمنين (عليه السلام) في وصف مسجد الکوفة: في وسطه عين مِنْ دهن، وعين مِنْ لبن، وعين مِنْ ماء، شراب للموَمنين، وعين من ماء طهور للموَمنين». [10] .



[ صفحه 351]




پاورقي

[1] هو صباح بن يحيي المزني يکنّي أبا محمّد، کوفي ثقة عند النجاشي، وضعيف عند استاذه ابن الغضائري، کما في الجامع.

[2] الحارث بن حصيرة معنون في أصحاب الصادق (عليه السلام) وقال العلاّمة المامقاني: إمامي مجهول.

[3] حبَّة بن جوين العرني من أصحاب أمير الموَمنين والحسن بن عليّ (عليهما السلام)، وقال العلاّمة المامقاني: حسن.

[4] الظاهر أنَّه يقصد (عليه السلام) أنَّهم يعلمونهم القرآن علي حدوده کاملة، وقد ورد أنَّ القرآن الذي بخط عليٍّ ويتوارثه الاَئمّة (عليهم السلام) يتفاوت مع القرآن في ترتيب سوره وربّما آياته، لا في الزيادة والنقصان، کما جاء في رواية أبي ذرّ الغفاري (رضي اللّه عنه) أنَّه قال: لما توفّـي رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم) جمع عليٌّ (عليه السلام) القرآن، وجاء به إلي المهاجرين والاَنصار وعرضه عليهم، لما قد أوصاه بذلک رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم)... فلما استُخلف عمر، سأل عليّاً أن يدفع إليهم القرآن... فقال: يا أبا الحسن! إن جئت بالقرآن الذي کنت قد جئت به إلي أبي بکر حتي نجتمع عليه.

فقال (عليه السلام): «هَيْهَاتَ لَيْسَ إلي ذَلِکَ سَبيلٌ، إنّما جئتُ بِهِ إلي أبي بکر لِتَقُومَ الحُجَّةُ عَلَيْکُمْ، ولا تَقُولُوا يَوْمَ القِيامَةِ: إنَّا کُنَّا عَنْ هَذا غَافِلينَ، أو تَقُولوا: مَا جِئْتَنَا بِهِ.

إنَّ القرآنَ الّذي عِنْدي لا يَمَسَّهُ إلاّ المُطَهَّرونَ والاَوصياءُ مِنْ ولدِي».

قَالَ عمرُ: فَهَلْ لاظْهَارِِ وَقْتٌ مَعْلُومٌ.

فَقَالَ: «نَعَمْ، إذَا قَامَ القَائِم مِنْ وُلْدي يُظْهِرُهُ وَيَحْمِلُ النَّاسَ عَلَيهِ، فَتَجري السُّنَّةُ بِهِ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِ».

راجع: احتجاج الطبرسي: 1: 155، نور الثقلين: 5: 226، البحار: 92: 42.

[5] النعماني: 317ـ 318، عنه البحار: 52: 364.

[6] قال في الاَقرب: الدن ـ بالفتح ـ الراقود العظيم، لا يقعد إلاّ أن يحفر له، والجمع دنان ـ والمراد بناء حيطانه من الخزف وکسرات الدنان بدلاً من الآجر المطبوخ.

[7] غيبة الطوسي: 283، البحار: 52: 332ـ 333، وفي سنده: طريف بدل ظريف، إثبات الهداة: 7: 35، وفي سنده: طريف بدل ظريف، وليس فيه: ... وکان مبنياً بخزف ودنان وطين... «ويل لمن هدمک، ويل لمن سهّل هدمک، وويل لبانيک بالمطبوخ المغيّـر قبلة نوح».

[8] أمالي الصدوق: 189، مجلس (40)، إثبات الهداة: 3: 452، ـبعضهـ عن الفقيه، وأمالي الصدوق، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10: 13ـ14، قال: ومن عجيب ما وقفت عليه من ذلک قوله في الخطبة التي يذکر فيها الملاحم، وهو يشير إلي القرامطة: يَنْتَحِلُونَ لَنَا الحُبَّ والهَوَي ويَضْمِرُونَ لَنَا البُغْض والقِلَي، وَآيةُ ذَلِکَ قَتْلُهُمْ وُرَّاثَنَا وَهَجْرُهُمْ أَحْدَاثَنَا، وصح ما أخبر به لاَنّ القرامطة قتلت من آل أبي طالب (عليه السلام) کثيراً... وفي هذه الخطبة قال وهو يشير إلي السارية التي کان يسند إليها في مسجد الکوفة: کَأَنِّي بِالحَجَرِ الاَسودِ مَنْصُوباً هاهُنَا، ويْحَهُمْ إِنَّ فَضِيلَتَهُ لَيْسَتْ في نَفْسِهِ بَلْ في مَوْضِعِهِ وَأُسِّه، يَمْکُثُ هاهُنَا برْهَةً ثُمَّ هاهُنَا برْهَةً ـ وَأَشَارَ إلي البَحْرَيْن ـ ثُمَّ يَعُودُ إلي مأْواهُ، وَأُمِّ مثْوَاهُ ووقع الاَمر في الحجر الاَسود بموجب ما أَخبر به ـ عليه السلام ـ، الفقيه: 1: 231 ـ کما في أمالي الصدوق ـ بتفاوت يسير وقال: وروي عن الاَصبغ بن نباتة (طريقه إلي الاَصبغ کما في مشيخة الفقيه: 4: 445 ـ عن محمّد بن علي ماجيلويه ـ رضي اللّه عنهـ، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الهيثم بن عبد اللّه النهدي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة) أنّه قال: وفيه: «مِنْ فَضْلِ، مُصَلاّکُمْ بيت آدَمَ... قَدْ أُتِـيَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ»، البحار: 100: 389 ـ عن أمالي الصدوق، روضة الواعظين: 2: 337ـ کما في أمالي الصدوق بتفاوت يسير، مرسلاً عن الاَصبغ. وسائل الشيعة: 3: 526 عن الفقيه، وأمالي الصدوق.

[9] التهذيب: 3: 253ـ254، ملاذ الاَخيار: 5: 478ـ479، عن التهذيب.

[10] البحار: 52: 374، راجع التهذيب: 1: 325ـ باب فضل المساجد.