بازگشت

علائم الظهور


«علائم الظهور»

1ـ حدَّثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن عليٍّ (رضي اللّه عنه) قال:

«بَعْدَ الخَسْفِ، يُنَادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ: إنَّ الحَقَّ في آلِ مُحَمَّدٍ في أَوَّلِ النَّهارِ، ثُمَّ يُنادِي مُنادٍ في آخِرِ النَّهارِ: إنَّ الحَقَّ في وُلْدِ عيسي، وَذَلِکَ نَخْوَةٌ مِنَ الشَّيطان». [1] .

2ـ حدَّثنا عبد اللّه بن مروان، عن سعيد بن يزيد التنوخي، عن الزهري قال:

«إذا التَقَي السُّفْيَانيُّ والمهدِيُّ لِلْقِتالِ، يَوْمَئِذٍ يُسْمَعُ صَوْتٌ مِنَ السَّماءِ، ألا إنَّ أوْلياءَ اللّهِ أصْحابُ فُلانٍ يَعْني المهديَّ» [2] .



[ صفحه 304]



3ـ حدَّثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيلٍ، عن أبي رومان، عن عليٍّ (رضي اللّه عنه) قال:

«إذَا نَادَي مُنْادٍ مِنَ السَّماءِ: إنَّ الحَقَّ في آلِ مُحَمَّدٍ، فَعِنْدَ ذَلِکَ يَظْهَرُ المهْدِيُّ عَلَـي أَفْواهِ النَّاسِ، وَيُشْـرَبُونَ حُبَّهُ، ولا يَکُونُ لَهُمْ ذِکرٌ غَيْـرُهُ» [3] .

4ـ عن «عجائب البلدان» مرسلاً، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام): «أنَّ عليَّاً (عليه السلام) قال: إِذَا وَقَعَتِ النَّارُ في حِجازِکُمْ، وَجَرَي الماءُ بِنَجَفِکُمْ، فَتَوقَّعُوا ظُهُورَ قَائِمِکُمْ» [4] .

5ـ أخرج أبو محمّد الفضل بن شاذان النيسابوري المتوفّي في حياة أبي محمّد العسکري ـ والد الحجة ـ (عليه السلام) في کتابه في الغيبة: حدَّثنا الحسن بن رباب، قال: حدَّثنا أبو عبد اللّه (عليه السلام) حديثاً طويلاً، عن أمير الموَمنينـ عليه السلام ـ أنّه قال في آخره:

«ثُمَّ يَقَعُ التَّدَابُرُ في (و) الاخْتِلافُ بَيْـنَ أُمَراء العَرَبِ والعَجَمِ، فَلا يَزَالونَ يَخْتَلِفُونَ إلي أنّ يَصِـيرَ الاَمْرُ إلي رَجُلٍ مِنْ ولدِ أبي سفيان ـ إلي أن قال ـ عليه السلام ـ: ـ ثُمَّ يَظْهَرُ أَميرُ



[ صفحه 305]



الاَمرَةِ وَقَاتِلُ الکَفَرَةِ السُّلطانُ المأمُولُ، الَّذِي تَـحِيرُ في غَيْبَتِهِ العُقُول، وَهُوَ التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِکَ يا حُسَيْـنُ، يَظْهَرُ بَيْـنَ الرُّکْنَيْـنِ، يَظْهَرُ عَلَـي الثَّقَلَيْـنِ وَلا يَتْرِکُ في الاَرْضِ الاَدْنَيْـنَ (دَمَيْـنِ)، طُوبي لِلْمُوَْمِنينَ الَّذِينَ أَدْرَکُوا زَمَانَهُ وَلَـحِقُوا أَوانَهُ، وَشَهِدُوا أَيَّامَهُ، وَلاقَوا أَقْوامَهُ» [5] .

6ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدَّثنا عليُّ بن الحسن التيمليُّ من کتابه في رجب سنة سبع وسبعين ومائتين قال: حدَّثنا محمّد بن عمر بن يزيد بيّاع السابريِّ ومحمّد بن الوليد بن خالد الخزَّاز جميعاً قالا: حدَّثنا حمّاد بن عثمان، عن عبد اللّه بن سنان، قال: حدَّثني محمّد بن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: حدَّثنا أبي، عن أبيه، عن الاَصبغ بن نباتة، قال: سمعت عليَّاً (عليه السلام) يقول:

«إنَّ بَيْـنَ يَدَي القَائِمِ سِنِينَ خَدَّاعَةً، يُکَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فيها الکَاذِبُ، وَيُقَرَّبُ فِيهَا الماحِلُ ـ وفي حديثٍ: وَيَنْطِقُ فيها الرُّويْبضَة».

فقلتُ: ومَا الرويْبضَةُ وَمَا الماحِلُ؟ [6] .

قال: «أَوَ مَا تَقْرَوَُونَ القرآنَ قَوْلَهُ: - وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ- [7] قَالَ: يُريدُ المَکْرَ».

فقلتُ: وَما الماحِلُ؟

قالَ: «يُريدُ المکَّارَ» [8] .



[ صفحه 306]



7ـ حدَّثنا عمر بن عبد الوهاب، قال: حدَّثنا أبو بکر محمّد بن عبد الموَمن، قال: حدثنا أحمد بن محمَّد بن غالب، قال: حدَّثنا الخليل بن سالم البزاز، قال: حدَّثني عمّي العلاء بن رشيد، قال: حدَّثنا عبد الواحد بن زيد، عن الحسن، عمّن أخبره: أنَّ عليَّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال لابن عبّاس:

«يا ابْنَ عبَّاسٍ قَدْ سَمِعْت أَشْياءَ مُخْتَلِفَةً، وَلَکِنْ حَدِّثْ أَنْتَ رَضِـيَ اللّهُ عَنکَ، قَالَ: نَعَمْ، قالَ: أوَّلُ فِتْنَةٍ مِنْ المائَتَيْنِ إمَارةُ الصِّبْيانِ، وَتِجارَاتٌ کَثِيرةٌ ورِبْحٌ قَليلٌ، ثُمَّ مَوْتُ العُلَماءِ والصَّالِحينَ، ثُمَّ قَحْطٌ شَدِيدٌ، ثُمَّ الجَوْرُ وَقَتلُ أَهْلِ بيتي الظمَاءِ بالزَّوراءِ، الشِّقَاقُ وَنِفَاقُ الملوکِ وَمُلْکُ العَجَمِ، فَإِذَا مَلَکَتْکُمُ التُّرْکَ فَعَلَيْکُمْ بِأَطْرافِ البِلادِ وَسَواحِلِ البِحَارِ، وَالهَرَبَ الهَرَبَ، ثُمَّ تَکُونُ في سَنَةِ خمسِينَ وَمائَتْينِ وَخمسٍ وَثَلاثٍ فَتنُ البِلادِ فِتْنَةٌ بِِمِصْـرَ، أَلْوَيْلُ لِمِصْـرَ، والثانِيَةُ بِالکُوفَةِ، والثَّالِثَةُ بِالبَصْـرَةِ، وَهَلاکُ البَصْـرَةِ مِنْ رَجِلٍ يَنْتَدِبُ لَها لا أَصْلَ لَه ولا فَرْعَ، فَيَصِـيرُ النَّاسُ فِرْقَتيْـنِ، فِرْقَةٌ مَعَهُ وَفِرْقَةٌ عَلَيْهِ، فَيَمْکُثُ فَيَدُومُ عَلَيْهِمْ سِنينَ، ثُمَّ يُولَّي عَلَيْکُمْ خَلِيفَةٌ فَظٌّ غَليظٌ، يُسَمَّي في السَّمَاءِ القَتَّالُ، وفي الاَرْضِ الجَبَّارُ، فَيَسْفِکُ الدِّمَاءَ ثُمَّ يَمْزُجُ الدِّمَاءَ بِالماءِ، فَلا يَقْدِرُ علي شُـرْبِهِ، وَيَهْجُمُ عليْهِمُ الاَعْرابُ، وَعِنْدَ هُجُومِ الاَعْرابَ يُقْتَلُ الخَلِيفَة، فَيَفْشُو الجَوْرُ والفُجُورُ بَيْـنَ النَّاسِ، وَتَجيئُکُمْ رَاياتٌ مُتَتَابِعَاتٌ کَأَنَّهنَّ نِظَامُ مَنْظومَاتٍ انْقَطَعْنَ فَتَتَابَعْنَ، فَإِذَا قُتِلَ الخَلِيفَةُ الَّذي عَلَيْکُمْ فَتَوَقَّعُوا خُرُوجَ آلِ أبي سُفْيانِ، وإِمارَتُهُ عِنْدِ هِلالِ مِصْـرَ، وَعِنْدَ هِلالِ مِصْـرَ خَسْفٌ بالبَصْـرَةِ، خَسْفٌ بِکلاهَا وَبِأَرْجاهَا، وخَسْفانِ آخَرانِ بِسُوقِها وَمَسْجِدِهَا مَعَهَا، ثُمَّ بَعَدَ ذَلِکَ طُوفَانُ الماءِ، فَمَنْ نَجَا مِنَ السَّيْفِ لَمْ يَنْجُ مِنَ الماءِ، إلاَّ مَنْ سَکَنَ ضواحِيهَا وَتَرَکَ باطِنَها.

وبِمِصْـرَ ثَلاثة خُسوفٍ، وَسِتُّ زَلازِلَ وَقَذْفٌ مِنَ السَّماءِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِکَ الکُوفَةُ، ويَکُونُ السُّفيانيُّ بالشَّامِ، فَإِذَا صَـارَ جَيْشُهُ بِالکُوفَةِ، تَوقَّعْ لِخَـيرِ آلِ مُحَمَّدٍ (صلي الله عليه وآله وسلم) تَحْتَ الکَعْبَةِ، فَيَتَمَنَّي الاَحياءُ عِنْدَ ذَلِکَ أَنَّ أَمواتَهُمْ في الحَياةِ، يَمْلوَها عَدْلاً کَمَـا مُلِئَتْ جَوْرَاً» [9] .



[ صفحه 307]



8ـ وقفت علي کتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين (عليه السلام) وعليه خطُّ السيّد رضيِّ الدِّين علي بن موسي بن طاووس ما صورته: هذا الکتاب ذکر کاتبه رجلين بعد الصادق (عليه السلام) فيمکن أن يکون تاريخ کتابته بعد المائتين من الهجرة لاَنّه (عليه السلام) انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة وقد (روي بعض ما فيه عن أبي روح فرج ابنفروة عن مسعدة بن صدقة)، عن جعفر بن محمّد وبعض ما فيه عن غيرهما ذکر في الکتاب المشار إليه خطبة لاَمير الموَمنين (عليه السلام) تسمّي «المخزون» وهي:

الحمد للّه الاَحد المحمود الّذي توحّد بملکه، وعلا بقدرته، أحمده علي ما عرَّف من سبيله، وألهم من طاعته، وعلّم من مکنون حکمته، فإنّه محمود بکلِّ ما يولي مشکور بکلِّ ما يبلي، وأشهد أنَّ قوله عدل، وحکمه فصل، ولم ينطق فيه ناطق بکان إلاّ کان قبل کان.

وأشهد أنّ محمّداً عبد اللّه وسيّد عباده، خير مَنْ أهلَّ أوَّلاً وخير مَنْ أهلَّ آخراً، فکلّمـا نسج اللّه الخلق فريقين جعله في خير الفريقين، لم يسهم فيه عائر ولانکاح جاهلية.

ثمَّ إنَّ اللّه قد بعث إليکم رسولاً من أنفسکم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليکم بالموَمنين روَوف رحيم، فاتّبعوا ما أُنزل إليکم من ربّکم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذکّرون، فإنّ اللّه جعل للخير أهلاً، وللحقِّ دعائم، وللطاعة عصماً يعصم بهم، ويقيم من حقّه فيهم، علي ارتضاء من ذلک، وجعل لها رُعاةً وحفظة يحفظونها بقوَّة ويعينون عليها، أولياء ذلک بما ولّوا من حقِّ اللّه فيها.

أمّا بعد، فإنَّ روح البصر روح الحياة الّذي لا ينفع إيمان إلاّ به، مع کلمة اللّه والتصديق بها، فالکلمة من الرُّوح والرُّوح من النّور، والنور نور السماوات فبأيديکم سبب وصل إليکم منه إيثار واختيار، نعمة اللّه لا تبلغوا شکرها، خصّصکم بها، واختصّکم لها، وتلک الاَمثال نضربها للناس وما يعقلها إلاّ العالمون.

فابشروا بنصر من اللّه عاجل، وفتح يسير يقرُّ اللّه به أعينکم، ويذهب بحزنکم کفّوا ما تناهي الناس عنکم، فإنَّ ذلک لا يخفي عليکم، إنَّ لکم عند کلِّ طاعة عوناً من



[ صفحه 308]



اللّه، يقول علي الاَلسن، ويثبت علي الاَفئدة، وذلک عون اللّه لاَوليائه يظهر في خفيِّ نعمته لطيفاً، وقد أثمرت لاَهل التقوي أغصان شجرة الحياة، وإنَّ فرقاناً من اللّه بين أوليائه وأعدائه، فيه شفاء للصّدور وظهور للنور، يعزُّ اللّه به أهل طاعته، ويذلُّ به أهل معصيته.

فليعد امريَ لذلک عُدَّته، ولا عُدَّة له إلاّ بسبب بصيرة وصدق نيّة وتسليم سلامة أهل الخفّة في الطاعة، ثقل الميزان، والميزان بالحکمة، والحکمة فضاء للبصر، والشکُّ والمعصية في النار، وليسا منّا ولا لنا ولاإلينا، قلوب الموَمنين مطويّة علي الاِيمان إذا أراد اللّه إظهار ما فيها فتحها بالوحي، وزرع فيها الحکمة، وإنَّ لکلِّ شيء إنيً يبلغه لا يعجل اللّه بشيء حتّي يبلغ إناه ومنتهاه.

فاستبشروا ببشري ما بُشّـرتم، واعترفوا بقربان ما قرِّب لکم، وتنجّزوا ما وعدکم، إنَّ منّا دعوة خالصة يظهر اللّه بها حجّته البالغة، ويتمَّ بها نعمه السابغة ويعطي بها الکرامة الفاضلة، من استمسک بها أخذ بحکمة، منها آتاکم اللّه رحمته ومن رحمته نوَّر القلوب، ووضع عنکم أوزار الذُّنوب، وعجّل شفاء صدورکم وصلاح أُمورکم، وسلام منّا دائماً عليکم، تعلمون به في دول الاَيّام، وقرار الاَرحام، فإنَّ اللّه اختار لدينه أقواماً انتخبهم للقيام عليه، والنصرة له، بهم ظهرت کلمة الاِسلام، وأرجاء مفترض القرآن، والعمل بالطاعة في مشارق الاَرض ومغاربها.

ثمَّ إنَّ اللّه خصَّصکم بالاِسلام، واستخلصکم له، لاَنّه اسم سلامة، وجمّاع کرامة اصطفاه اللّه فنهجه، وبيّـن حججه، وأرَّف أُرفه وحدَّه ووصفه وجعله رضي کما وصفه، ووصف أخلاقه وبيّـن أطباقه، ووکّد ميثاقه، من ظهر وبطن ذي حلاوة وأمن، فمن ظفر بظاهره، رأي عجائب مناظره في موارده ومصادره، ومن فطن بما بطن، رأي مکنون الفطن، وعجائب الاَمثال والسنن.

فظاهره أنيق، وباطنه عميق، لا تنقضي عجائبه ولا تفني غرائبه، فيه ينابيع النعم، ومصابيح الظلم، لا تفتح الخيرات إلاّ بمفاتيحه، ولا تنکشف الظلم إلاّ بمصابيحه، فيه



[ صفحه 309]



تفصيل وتوصيل، وبيان الاسمين الاَعلين اللَّذين جمعا فاجتمعا لا يصلحان إلاّ معاً يسمّيان فيعرَّفان ويوصفان فيجتمعان قيامهما في تمام أحدهما في منازلهما، جري بهما ولهما نجوم، وعلي نجومهما نجوم سواهما، تحمي حماه وترعي مراعيه وفي القرآن بيانه وحدوده وأرکانه ومواضع تقادير ما خزن بخزائنه ووزن بميزانه ميزان العدل، وحکم الفصل.

إنَّ رعاة الدين فرَّقوا بين الشکِّ واليقين، وجاءوا بالحقِّ المبين، قد بيّنوا الاِسلام تبياناً وأسّسوا له أساساً وأرکاناً، وجاءوا علي ذلک شهوداً وبرهاناً، من علامات وأمارات، فيها کفاء لمکتف، وشفاء لمشتف، يحمون حماه، ويرعون مرعاه، ويصونون مصونه، ويهجرون مهجوره، ويحبّون محبوبه، بحکم اللّه وبرِّه، وبعظيم أمره، وذکره بما يجب أن يذکر به، يتواصلون بالولاية، ويتلاقون بحسن اللّهجة ويتساقون بکأس الرَّوية، ويتراعون بحسن الرعاية، بصدور بريّة، وأخلاق سنيّة... وبسلام رضيّة لا يشرب فيه الدنيّة، ولا تشرع فيه الغيبة.

فمن استبطن من ذلک شيئاً استبطن خُلقاً سنيّاً وقطع أصله واستبدل منزله بنقصه مبرماً، واستحلاله مجرماً، من عهد معهود إليه، وعقد معقود عليه، بالبرِّ والتقوي، وإيثار سبيل الهدي، علي ذلک عقد خلقهم، وآخا أُلفتهم، فعليه يتحابّون وبه يتواصلون، فکانوا کالزرع، وتفاضله يبقي، فيوَخذ منه ويفني، وبيعته التخصيص، ويبلغ منه التخليص، فانتظر أمره في قصر أيّامه، وقلّة مقامه في منزله حتّي يستبدل منزلاً ليضع منحوله، ومعارف منقلبه.

فطوبي لذي قلب سليم أطاع من يهديه، وتجنّب ما يرديه، فيدخل مدخل الکرامة فأصاب سبيل السلامة سيبصر ببصره، وأطاع هادي أمره، دُلَّ أفضل الدلالة وکشف غطاء الجهالة المضلّة الملهية، فمن أراد تفکّراً أو تذکّراً فليذکر رأيه وليبرز بالهدي، ما لم تغلق أبوابه وتفتح أسبابه، وقبل نصيحة من نصح بخضوع وحسن خشوع، بسلامة الاِسلام ودعاء التمام، وسلام بسلام، تحيّة دائمة لخاضع متواضع يتنافس بالاِيمان، ويتعارف عدل الميزان، فليقبل أمره وإکرامه بقبول وليحذر قارعة قبل حلولها.



[ صفحه 310]



إنَّ أمرنا صعب مستعصب لا يحتمله إلاّ ملک مقرَّب أو نبيَّ مرسل أو عبد امتحن اللّه قلبه للاِيمان، لا يعي حديثنا إلاّ حصون حصينة، أو صدور أمينة أو أحلام رزينة، يا عجبا کلُّ العجب بين جمادي ورجب.

فقال رجل من شرطة الخميس: ما هذا العجب يا أمير الموَمنين؟ قال: ومالي لا أعجب وسبق القضاء فيکم وما تفقهون الحديث، ألا صوتات بينهنّ موتات، حصد نبات ونشر أموات، واعجبا کلُّ العجب بين جمادي ورجب.

قال أيضاً رجل يا أمير الموَمنين: ما هذا العجب الّذي لا تزال تعجب منه قال: ثکلت الآخر أُمّه وأيُّ عجب يکون أعجب منه أموات يضربون هام الاَحياء قال: أنّي يکون ذلک يا أمير الموَمنين؟

قال: والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، کأنّي أنظر قد تخلّلوا سکک الکوفة وقد شهروا سيوفهم علي مناکبهم، يضربون کلَّ عدوّ للّه ولرسوله وللموَمنين وذلک قول اللّه تعالي: - يا أيّها الّذين آمنوا لا تتولّوا قوماً غضب اللّه عليهم قد يئسوا من الآخرة کما يئس الکفّار من أصحاب القبور- [10] .

ألا يا أيّها الناس! سلوني قبل أن تفقدوني إنّي بطرق السماء أعلم من العالم بطرق الاَرض، أنا يعسوب الدين وغاية السابقين ولسان المتقين، وخاتم الوصيّين، ووارث النبيّين، وخليفة ربِّ العالمين، أنا قسيم النار، وخازن الجنان، وصاحب الحوض، وصاحب الاَعراف، وليس منّا أهل البيت إمام إلاّ عارف بجميع أهل ولايته، وذلک قول اللّه تبارک وتعالي: - إنّما أنت منذر ولکلِّ قوم هاد- [11] .

ألا يا أيّها النّاس سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها بعد موت وحياة أو تشبَّ نار بالحطب الجزل غربيَّ الاَرض، رافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها.



[ صفحه 311]



فإذا استدار الفلک، قلت: مات أو هلک بأيِّ واد سلک، فيومئذ تأويل هذه الآية: - ثمَّ رددنا لکم الکرَّة عليهم وأمددناکم بأموال وبنين وجعلناکم أکثر نفيراً-. [12] .

ولذلک آيات وعلامات، أوَّلهنَّ إحصار الکوفة بالرَّصد والخندق، وتخريق الزوايا في سکک الکوفة وتعطيل المساجد أربعين ليلة، وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الاَکبر، يشبهن بالهدي، القاتل والمقتول في النار، وقتل کثير وموت ذريع، وقتل النفس الزکيّة بظهر الکوفة في سبعين، والمذبوح بين الرُّکن والمقام وقتل الاَسبغ المظفّر صبراً في بيعة الاَصنام، مع کثير من شياطين الانس.

وخروج السفياني براية خضراء، وصليب من ذهب، أميرها رجل من کلب واثني عشر ألف عنان من يحمل السفياني متوجّهاً إلي مکّة والمدينة، أميرها أحد من بني أُميّة يقال له: خزيمة أطمس العين الشمال علي عينه طرفة يميل بالدُّنيا فلا تردُّ له راية حتّي ينزل المدينة فيجمع رجالاً ونساء من آل محمد صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم، فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها: دار أبي الحسن الاَُمويِّ.

ويبعث خيلاً في طلب رجل من آل محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم) قد اجتمع عليه رجال من المستضعفين بمکّة أميرهم رجل من غطفان، حتّي إذا توسّطوا الصفائح الاَبيض بالبيداء، يخسف بهم، فلا ينجو منهم أحد إلاّ رجل واحد يحوِّل اللّه وجهه في قفاه لينذرهم، وليکون آية لمن خلفه، فيومئذ تأويل هذه الآية: - ولو تري إذ فزعوا فلا فوت وأُخذوا من مکان قريب- [13] ويبعث السفياني مائة وثلاثين ألفاً إلي الکوفة فينزلون بالرَّوحاء والفاروق، وموضع مريم وعيسي (عليهما السلام) بالقادسيّة، ويسير منهم ثمانون ألفاً حتّي ينزلوا الکوفة موضع قبر هود (عليه السلام) بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة وأمير الناس جبّار عنيد يقال له: الکاهن الساحر فيخرج من مدينة يقال لها: الزَّوراء في خمسة آلاف من الکهنة، ويقتل علي جسرها سبعين ألفاً حتّي يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيّام



[ صفحه 312]



من الدِّماء ونتن الاَجساد، ويسبي من الکوفة أبکاراً لا يکشف عنها کفٌّ ولا قناع، حتّي يوضعن في المحامل يزلف بهنَّ الثويّة وهي الغريّين.

ثمَّ يخرج من الکوفة مائة ألف بين مشرک ومنافق، حتّي يضربون دمشق لا يصدُّهم عنها صادٌّ، وهي إرم ذات العماد، وتقبل رايات شرقي الاَرض ليست بقطن ولا کتّان ولا حرير، مختّمة في روَوس القنا بخاتم السيّد الاَکبر، يسوقها رجل من آل محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم) يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب، کالمسک الاَذفر، يسير الرُّعب أمامها شهراً.

ويخلف أبناء سعد السقّاء بالکوفة طالبين بدماء آبائهم، وهم أبناء الفسقة حتّي يهجم عليهم خيل الحسين (عليه السلام) يستبقان کأنّهما فرسا رهان، شُعثٌ غُبـرٌ أصحاب بواکي وقوارح إذ يضرب أحدهم برجله باکية، يقول: لا خير في مجلس بعد يومنا هذا، اللّهمّ فإنّا التائبون الخاشعون الراکعون الساجدون، فهم الاَبدال الّذين وصفهم اللّه عزَّوجلَّ: - إنَّ اللّه يحبُّ التوّابين ويحبُُّّ المتطهّرين- [14] والمطهّرون نظراوَهم من آل محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم).

ويخرج رجل من أهل نجران راهب يستجيب الاِمام، فيکون أوّل النصاري إجابة، ويهدم صومعته ويدقُّ صليبها، ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل فيسيرون إلي النخيلة بأعلام هدي، فيکون مجمع الناس جميعاً من الاَرض کلّها بالفاروق وهي محجّة أمير الموَمنين وهي ما بين البرس والفرات، فيقتل يومئذ فيما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصاري، فيقتل بعضهم بعضاً فيومئذ تأويل هذه الآية - فما زالت تلک دعواهم حتّي جعلناهم حصيداً خامدين- [15] بالسيف وتحت ظلِّ السيف.

ويخلف من بني أشهب الزاجر اللّحظ في أُناس من غير أبيه هراباً حتّي يأتون سبطري عوذاً بالشجر فيومئذ تأويل هذه الآية - فلمّـا أحسّوا بأسنا إذا هم منها



[ صفحه 313]



يرکضون لا ترکضوا وارجعوا إلي ما أُترفتم فيه ومساکنکم لعلّکم تسئلون- [16] ومساکنهم الکنوز التي غنموا من أموال المسلمين ويأتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسح، فيومئذ تأويل هذه الآية - ما هي من الظالمين ببعيد- [17] .

وينادي مناد في [شهر] رمضان من ناحية المشرق، عند طلوع الشمس: يا أهل الهدي اجتمعوا، وينادي من ناحية المغرب بعد ما تغيب الشمس: يا أهل الهدي اجتمعوا، ومن الغد عند الظهر بعد تکوُّر الشمس، فتکون سوداء مظلمة، واليوم الثالث يفرق بين الحقِّ والباطل، بخروج دابة الاَرض وتقبل الروم إلي قرية بساحل البحر، عند کهف الفتية، ويبعث اللّه الفتية من کهفهم إليهم، [منهم] رجل يقال له: مليخا والآخر کمسلمينا وهما الشاهدان والمسلمان للقائم.

فيبعث أحد الفتية إلي الرُّوم، فيرجع بغير حاجة، ويبعث بالآخر، فيرجع بالفتح فيومئذ تأويل هذه الآية - وله أسلم مَنْ في السموات والاَرض طوعاً وکرهاً-. [18] .

ثمَّ يبعث اللّه من کلِّ أُمّة فوجاً ليريهم ما کانوا يوعدون فيومئذ تأويل هذه الآية - ويوم نبعث من کلِّ أُمّة فوجاً ممّن يکذِّب بآياتنا فهم يوزعون- [19] والوزع خفقان أفئدتهم.

ويسير الصدِّيق الاَکبر براية الهدي، والسيف ذي الفقار، والمِخصرة حتّي ينزل أرض الهجرة مرَّتين وهي الکوفة، فيهدم مسجدها ويبنيه علي بنائه الاَوّل: ويهدم ما دونه من دور الجبابرة، ويسير إلي البصرة حتّي يشرف علي بحرها، ومعه التابوت، وعصي موسي، فيعزم عليه فيزفر في البصرة زفرة فتصير بحراً لُـجيّاً لا يبقي فيها غير مسجدها کجوَجوَ السفينة علي ظهر الماء.



[ صفحه 314]



ثمَّ يسير إلي حرورا حتّي يحرقها ويسير من باب بني أسد حتّي يزفر زفرة في ثقيف، وهم زرع فرعون، ثمَّ يسير إلي مصر فيصعد منبره، فيخطب الناس فتستبشر الاَرض بالعدل، وتعطي السماء قطرها، والشجر ثمرها، والاَرض نباتها، وتتزيّن لاَهلها، وتأمن الوحوش حتي ترتعي في طرق الاَرض کأنعامهم، ويقذف في قلوب الموَمنين العلم فلا يحتاج موَمن إلي ما عند أخيه من علم، فيومئذ تأويل هذه الآية: - يغني اللّه کلاّ ً من سعته- [20] .

وتخرج لهم الاَرض کنوزها، ويقول القائم: کلوا هنيئاً بما أسلفتم في الاَيّام الخالية، فالمسلمون يومئذ أهل صواب للدِّين، أُذن لهم في الکلام فيومئذ تأويل هذه الآية - وجاء ربُّک والملک صفّاً صفّاً- [21] فلا يقبل اللّه يومئذ إلاّ دينه الحقّ ألا للّه الدِّين الخالص، فيومئذ تأويل هذه الآية - أو لم يروا أنّا نسوق الماء إلي الاَرض الجرز فنخرج به زرعاً تأکل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون - ويقولون متي هذا الفتح إن کنتم صادقين - قل يوم الفتح لا ينفع الّذين کفروا إيمانهم ولا هم ينصرون - فأعرض عنهم وانتظر إنّهم منتظرون- [22] .

فيمکث فيما بين خروجه إلي يوم موته ثلاثمائة سنة ونيّف، وعدَّة أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر منهم تسعة من بني إسرائيل وسبعون من الجنِّ ومائتان وأربعة وثلاثون منهم سبعون الّذين غضبوا للنبيِّ (صلي الله عليه وآله وسلم) إذ هجمته مشرکوا قريش فطلبوا إلي نبيِّ اللّه أن يأذن لهم في إجابتهم فأذن لهم حيث نزلت هذه الآية - إلاّ الّذين آمَنُوا وعَملوا الصَّالِحاتِ وذکروا اللّه کثيراً وانتصروا من بعد ما ظُلموا وسيعلم الّذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون- [23] وعشرون من أهل اليمن منهم المقداد بن الاَسود ومائتان وأربعة عشر الّذين کانوا



[ صفحه 315]



بساحل البحر ممّا يلي عدن، فبعث إليهم نبيُّ اللّه برسالة فأتوا مسلمين.

ومن أفناء الناس ألفان وثمانمائة وسبعة عشر ومن الملائکة أربعون ألفاً، من ذلک من المسوَّمين ثلاثة آلاف، ومن المردفين خمسة آلاف.

فجميع أصحابه (عليه السلام) سبعة وأربعون ألفاً ومائة وثلاثون من ذلک تسعة روَوس مع کلِّ رأس من الملائکة أربعة آلاف من الجنِّ والانس، عدَّة يوم بدر، فبهم يقاتل وإيّاهم ينصر اللّه، وبهم ينتصر وبهم يقدم النّصر ومنهم نضرة الاَرض.

کتبتها کما وجدتها وفيها نقص حروف [24] .



[ صفحه 316]



8ـ وبإسناده، عن إسحاق، يرفعه إلي الاَصبغ بن نباتة، قال: سمعت أمير الموَمنين (عليه السلام) يقول للنّاس:

«سلوني قبل أن تفقدوني، لاَنّي بطرق السماء أعلم من العلماء، وبطرق الاَرض أعلم من العالم.

أنا يعسوبُ الدِّين، أنا يعسوب الموَمنين، وإمام المتّقين،وديّان الناس يوم الدِّين، أنا قاسم النّار، وخازن الجنان، وصاحب الحوض والميزان، وصاحب الاَعراف.

فليس منّا إمام إلاّ وهو عارف بجميع أهل ولايته، وذلک قوله عزَّ وجلَّ: - إنَّما



[ صفحه 317]



أنت منذر ولکلِّ قوم هاد- [25] .

ألا أيُّها النّاس! سلوني قبل أنْ تفقدوني [فإنَّ بين جوانحي علماً جمّاً، فسلوني قبل أن] [26] تشغر برجلها ـفتنة شرقيةـ، وتطأ في خطامها بعد موتها وحياتها، وتشبُّ نار بالحطب الجزل من غربيِّ الاَرض، رافعة ذيلها، تدعو: يا ويلها لرحله.

ومثلها، فإذا استدار الفلک، قلتم: مات أو هلک، بأيِّ واد سلک، فيومئذٍ تأويل هذه الآية: - ثمَّ رددنا لکم الکرَّة عليهم وأمددناکم بأموال وبنين وجعلناکم أکثر نفيراً- [27] .

ولذلک آيات وعلامات: أوَّلهنَّ ـ إحصار الکوفة بالرَّصد والخندق، وتخريق الروايا في سکک الکوفة، وتعطيل المساجد أربعين ليلة، وکشف الهيکل، وخفق رايات حول المسجد الاَکبر تهتزُّ، القاتل والمقتول في النّار، وقتل سريع، وموت ذريع، وقتل النفس الزکيّة بظهر الکوفة في سبعين، والمذبوح بين الرُّکن والمقام، وقتل الاَسقع صبراً في بيعة الاَصنام.

وخروج السُّفياني براية حمراء، أميرها رجل من ـ بني کلب ـ واثني عشر ألف عنان من خيل السُّفيانيِّ، يتوجّه إلي مکّة والمدينة أميرها رجل من ـ بني أُميّةـ، يقال له: «خزيمة»، أطمس العين الشمال، علي عينه ظفرة غليظة [28] يتمثّل بالرِّجال، لا تردُّ له راية، حتّي ينزل المدينة في دار، يقال لها: «دار أبي الحسن الاَُمويِّ».



[ صفحه 318]



ويبعث خيلاً في طلب رجل من ـ آلِ محمّدـ وقد اجتمع إليه ناسٌ من «الشيعة» يعود إلي مکّة أميرها رجل من ـ غطفانـ، إذا توسّط القاع الاَبيض خسف بهم، فلا ينجو إلاّ رجل يحوِّل اللّه وجهه إلي قفاه لينذرهم، ويکون آية لمن خلفهم، ويومئذٍ تأويل هذه الآية: - ولو تري إذ فزعوا فلا فوت وأُخذوا من مکان قريب-. [29] .

ويبعث مائة وثلاثين ألفاً إلي الکوفة، وينزلون الرَّوحاء والفارق، فيسير منها ستّون ألفاً حتّي ينزلوا الکوفة ـ موضع قبر هود (عليه السلام) بالنخيلة ـ فيهجمون إليهم يوم الزِّينة، وأمير النّاس جبّار عنيد، يقال له: «الکاهن السّاحر» فيخرج من مدينة «الزوراء» إليهم أمير في خمسة آلاف من الکهنة، ويقتل علي جسرها سبعين ألفاً، حتّي تحمي النّاس من الفرات ثلاثة أيّام من الدِّماء ونتن الاَجساد، ويسبي من الکوفة سبعون ألف بکر، لا يکشف عنها کفٌ ولا قناع، حتّي يوضعن في المحامل، ويذهب بهنَّ إلي ـ الثويّة ـ وهي الغريّ.

ثمَّ يخرج من الکوفة مائة ألف ما بين مشرک ومنافق، حتّي يقدموا «دمشق» لا يصدُّهم عنها صادٌّ، وهي إرم ذات العماد، وتقبل رايات من شرقيِّ الاَرض غير معلمة، ليست بقطن ولا کتّان ولا حرير.

مختوم في رأس القناة بخاتم ـ السيّد الاَکبرـ يسوقها رجل مِن ـ آل محمّدـ تظهر بالمشرق، وتوجد ريحها بالمغرب کالمسک الاَذفر، يسير الرُّعب أمامها بشهر، حتّي ينزلوا الکوفة طالبين بدماء آبائهم.

فبينما هُم علي ذلک، إذ أقبلت خيل «اليمانيِّ» و «الخراسانيِّ» يستبقان کأنّهما فَرَسيّ رهان، شُعث غُبر جُرد أصلاب نواطي وأقداح.

إذا نظرت أحدهم برجله باطنه [30] فيقول: لا خير في مجلسنا بعد يومنا هذا، اللّهمَّ فانّا التّائبون، وهم الاَبدال الّذين وصفهم اللّه في کتابه العزيز: - إنَّ اللّه يحبُّ



[ صفحه 319]



التوابين ويحبُّ المتطهّرين- [31] ونظراوَهم من آلِ محمّد.

ويخرج رجل من أهل ـ نجران ـ يستجيب للاِمام، فيکون أوَّل النصاري إجابة، فيهدم بيعته، ويدقُّ صليبه، فيخرج بالموالي وضعفاء النّاس، فيسيرون إلي ـ النخيلة ـ بأعلام هدي، فيکون مجمع النّاس جميعاً في الاَرض کلّها ـ بالفاروق ـ فيقتل يومئذٍ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف، يقتل بعضهم بعضاً، فيومئذٍ تأويل هذه الآية: - فما زالت تلک دعواهم حتّي جعلناهم حصيداً خامدين- [32] بالسيف.

وينادي منادٍ في ـ شهر رمضان ـ من ناحية المشرق عند الفجر: يا أهل الهدي اجتمعوا! وينادي منادٍ من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق: يا أهل الباطل اجتمعوا!.

وَمِنَ الغد عند الظهر تتلوَّن الشمس وتصفرُّ فتصير سوداء مظلمة، ويوم الثالث يفرِّق اللّه بين الحقِّ والباطل، وتخرج دابّة الاَرض، وتقبل الرُّوم إلي ساحل البحر، عند کهف الفتية.

فيبعث اللّه الفتية من کهفهم مع کلبهم، منهم رجل، يقال له: «مليخا» وآخر «خملاها» وهما الشاهدان المسلّمان للقائم (عليه السلام)» [33] .

11ـ عن علي قال: ستکون فتنةٌ يحصل الناسُ منها کما يحصلُ الذهبُ في المعدن، فلا تَسبّوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم، فإنّ فيهم الاَبدالَ، وسيرسلُ اللّه سيباً من السماء فيفرّقُهم حتي لو قاتلهم الثعالبُ غلبتهم، ثم يبعثُ اللّه عند ذلک رجلاً من عترة الرسول في اثني عشر ألفاً إن قلّوا، وخمسة عشر ألفاً إِن کثُروا، أمارتُهم أي علامتهم: «أمت أمت» علي ثلاثِ راياتٍ تقاتلهم أهلُ سبعِ راياتٍ، ليس من صاحب رايةٍ إلاّ وهو يطمع بالملکِ، فيُقتلون ويهزمون، ثم يظهر الهاشمي فيردُّ اللّهُ إلي الناس ألفتهم ونعمتهم، فيکونُ حتي يخرج الدجالُ» [34] .



[ صفحه 320]



12ـ وعن عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: «يهرب ناسٌ من المدينة إلي مکّة حين يبلُغُهم جيشُ السُّفياني منهم ثلاثة نفرٍ من قُريشٍ منظُور إليهم» [35] .

13ـ قال ابن عبّاس: يا أمير الموَمنين! ما أقربُ الحوادث الدالّة علي ظهوره؟ فدمعت عيناه وقال: «إذا فتق بثق في الفرات، فبلغ أزقة الکوفة فليتهيأ شيعتنا للقاء القائم». [36] .

14ـ وأسند الصادق إلي آبائه (عليهم السلام) أنّ عليّاً (عليه السلام) قال: «إذا وقعت النار في حجازکم وجري الماء بنجفکم، فتوقَّعوا ظهور قائمکم» [37] .

15ـ عن عليٍّ قال: «يأتي علي الناس زمان عضوض يعضّ الموَمن علي يده». [38] .

16ـ قال أبو قتيل: قال أبو رومان: قال عليّ بن أبي طالب: «إذا نادي مناد من السماء أنّ الحقّ في آل محمّد فعند ذلک يظهر المهديّ علي أفواه النّاس يشربون ذکره فلا يکون لهم ذکر غيره» [39] .

17ـ قال أمير الموَمنين (عليه السلام): «ألا وإنّ لخروجه علامات عشر، أوّلها: تخريق الرايات في أزقة الکوفة، وتعطيل المساجد، وانقطاع الحاج، وخسف، وقذف بخراسان، وطلوع الکوکب المذنب، واقتران النجوم، وهرج ومرج، وقتل ونهب، فتلک علامات عشر، ومن العلامة إلي العلامة عجب، فإذا تمّت العلامات قام قائمنا» [40] .



[ صفحه 321]



18ـ عن علي قال: «إذا نادي منادٍ من السماء «إنّ الحقَّ في آلِ محمدٍ» فعند ذلک يظهرُ المهدي علي أفواه الناس ويشربون حبّه فلا يکونُ لهم ذکرٌ غيره» [41] .

19ـ وفي کتاب «الشفا» عن أمير الموَمنين (عليه السلام): «قال النبيُّ صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم: عشرة قبل الساعة لابدَّ منها: السفيانيُّ، والدجّال، والدُّخان، والدابّة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسي، وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق النّاس إلي المحشر» [42] .

20ـ روي أبو العلاء الهمداني ـ من أفضل علماء الجمهور ـ وقد أثني عليه الحافظ محمّد بن النّجار في «تذييله علي تاريخ الخطيب»، حتي قال: تعذَّر وجود مثله في أعصار کثيرة، ذکر في کتاب «أخبار المهديّ» أحاديث في ذلک، عن أبي رومان: قال عليٌّ (عليه السلام): «بعد الخسف ينادي مناد من السّماء أوّل النهار: إنَّ الحقَّ في آلِ محمّد، وفي آخر النهار: الحقّ في ولد عيسي، وذلک ونحوه من الشيطان، ويظهر المهديُّ علي أفواه النّاس، ويشربون حبّه» [43] .

21ـ عن عليٍّ قال: «سيخرج في آخر الزمان قومٌ أحداث الاَسنان سفهاء الاَحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين کما يمرُقُ السهمُ من الرميَّة، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم! فإنّ في قتلهم أجراً لمن قتلَهم عند اللّه يوم القيامة» [44] .

22ـ وعن أمير الموَمنين عليُّ بن أبي طلبٍ (عليه السلام) في ذِکرِ أشراط السَّاعَة، قال: «ألا وتکونُ الناسُ بعدَ طُلُوعِ الشمسِ من مغربها کيَوْمِهم هذا، يطْلُبون النَّسْلَ والوَلَدَ، يَلْقي الرجلُ الرجلَ فيقول: متي وُلِدتَ. فيقولُ: مِنْ طُلوعِ الشمسِ من المغربِ. وتُرْفَعُ



[ صفحه 322]



التَّوبةُ، فلا تنفعُ نَفْساً إيمانُها، لم تکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبلُ، أو کَسَبَتْ في إيمانِها خيراً، هو التوبةُ». [45] .

23ـ وعن أمير الموَمنين عليِّ بن أبي طالبٍ (عليه السلام) في قصَّة الدَّجالِ، ونُزولِ عيسي بن مريم (عليه السلام) قال: «ويأجوجُ ومأجوجُ في وقت عيسي ابن مريم (عليه السلام)».

قالوا: يا أَميرَ الموَمنين، صِفْ لنا يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.

قال: «هُمْ أُمَمٌ، کُلُّ أُمَّةٍ منهم أربعُمائَةِ ألْفِ أَلْف نفسٍ، لا يموتُ الرجلُ منهم حتي يري من ظَهْرهِ ألفَ عَيْـنٍ تَطْرِفُ، صِنْفٌ منهم کشَجَرِ الاَرْزِ الطِّوالِ مائة ذِرَاعٍ بلا غِلَظٍ، والصِّنْفُ الثاني طُولُهُ مائةُ ذِراع، وعرضُهُ خمسون ذِرَاعاً والصِّنفُ الثالثُ منهم، وهم أکثرُ عدداً، قِصَـارُ يَلْتَحِفُ أحدُهم بإحدَي أُذُنيْهِ، ويفتَرُشُ الاَُخْرَي مُقدِّمَتُهم بالشامِ، وآخِرُهم وساقَتُهم بخُراسَانَ، لا يُشْـرِفُونَ علي ماءٍ إلاّ نَشِفَ يَلْحَسُونَهُ، وإنَّ بُحَيْـرَة ضَبَـرِيَّة يشْـرَبُونها حتّي لا يکون فيها وَزنُ درهم ماء» [46] .

24ـ فيما نذکره من خطبة مولانا علي بن أبي طالب (عليه السلام) المعروفة باللوَلوَة. ذکر السليلي أنّه خطب بها قبل خروجه من البصرة بخمسة عشر يوماً يذکر فيها ملوک بني العباس وما بعدهم نقتصر منها علي بعدهم وفيه ذکر المهدي، فقال فيها بعد تسمية ملوک بني العباس: «وتمت الفتنة الغبراء والقلادة الحمراء، وفي عنقها قائم الحق ثمّ يسفر عن وجه بيّـن أصبحت الاَقاليم کالقمر المضيء بين الکواکب الدراري، ألا وإنّ لخروجه علامات عشر، فأوّلهن: طلوع الکوکب المذنَّب ويقارب من المجاري وأي قرب ويتبع به هرج وشغب فتلک أوّل علامات المغيِّب، ومن العلامة إلي العلامة عجب فإذا انقضت العلامات العشر فيها القمر الاَزهر وتمت کلمة الاِخلاص باللّه رب العالمين هذا آخر ما ذکره منها» [47] .



[ صفحه 323]



25ـ (مسند علي) عن زيد بن واقد، عن مکحول، عن علي، قال: قال رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم): «من اقتراب الساعة إذا رأيتم الناس أضاعوا الصلاة، وأضاعوا الاَمانة، واستحلّوا الکبائر وأکلوا الربا، وأخذوا الرشي، وشيّدوا البناء، واتبعوا الهوي، وباعوا الدين بالدنيا، واتخذوا القرآن مزامير، واتخذوا جلود السباع صفافاً، والمساجد طرقاً، والحرير لباساً، وکثُرَ الجور، وفشا الزنا، وتهاونوا بالطلاق، وأئتُمِنَ الخائِنُ، وخُوِّن الاَمين، وصار المطرُ قيظاً، والولدُ غيظاً، وأُمراء فجرةً، ووزراءُ کذبةً، وأُمناء خونة، وعرفاء ظلمة، وقلَّت العلماء، وکثرت القرّاء، وقلّت الفقهاء وحليت المصاحفُ وزخرفت المساجد، وطولت المنابرُ، وفسدت القلوب، واتخذوا القينات، واستُحلّت المعازفُ، وشربتِ الخُمورُ، وعطلتِ الحدودُ، ونقصت الشهور، ونقضت المواثيقُ، وشارکَت المرأةُ زوجها في التجارة، ورکب النساء البراذين، وتشبّهت النساء بالرجال والرجال بالنساء، ويُحلفُ بغير اللّه، ويشهد الرجلُ من غير أن يُستشهدَ، وکانت الزکاة مغرماً، والاَمانة مغنماً، وأطاع الرجل امرأته، وعقَّ أُمّه وأقصي أباه، وصارتِ الاِماراتُ مواريثَ، وسبَّ آخرُ هذه الاَُمّة أوّلها، وأُکِرمَ الرَجلُ اتقاء شرّه، وکثرت الشرُّطُ، وصعدتِ الجهالُ المنابرَ، ولبس الرجالُ التيجان، وضُيقت الطرقاتُ، وشيدَ البناء واستغني الرجالُ بالرجالِ والنساءُ بالنساءِ، وکثر خطباء منابرکم، ورکن علماوَکم إلي ولاتکم، فأحلّوا لهم الحرام وحرَّموا عليهم الحلال، وأفتوهم بما يشتهون، وتعلّم علماوَکم العلم ليجلبوا به دنانيرکم ودراهمکم واتخذتم القرآن تجارةً، وضيّعتم حقَّ اللّه في أموالِکم، وصارت أموالکم عند شرارکم،وقطعتم أرحامکم، وشربتم الخمور في ناديکم، ولعبتم بالميسـر وضربتم بالکَبَـرِ [48] والمعزفةِ والمزاميرِ، ومنعتم محاويجکم زکاتکم ورأيتموها مغرماً. وقُتلَ البريءُ ليغيظ العامّة بقتله، واختلفت أهواوَکم، وصار العطاء في العبيد والسقاطِ، وطُفِّفَ المکائيلُ والموازينُ، ووليت أُمورکم السفهاء» [49] .



[ صفحه 327]




پاورقي

[1] ابن حمّاد: 93، ملاحم ابن طاووس: 61ـ62، إثبات الهداة: 3: 615، الصراط المستقيم: 2: 259، عن «أخبار المهدي»، وفيه: «... وَفي آخِرِ النَّهارِ الحقُّ في وُلِد عِيسَـي، وَذَلِکَ وَنَحْوهُ مِنَ الشَّيطانِ، وَيَظْهَرُ المهديُّ علي أفواهِ الناسِ، وَيشْـرَبُونَ حُبَّهُ».

[2] فتن ابن حمّاد: 93، وقال: قال الزهري: وقالت أسماء بنت عميس: إنَّ إمارةَ ذَلِکَ اليَوْم أنَّ کفّاً من السَّماء مُدَلاّةٍ يَنْظرُ إليها النَّاسُ»، الصراط المستقيم: 2: 259 ـ عن «أخبار المهدي» لاَبي العلاء الهمداني، مرسلاً عن أبي رومان، قال عليُّ (عليه السلام): «إذا التقَي فُلانٌ المهدِيَّ، يُسْمَعُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ»، إثبات الهداة: 3: 615، وفيه: «... والمهدِيُّ»، عقد الدرر: 106.

[3] ابن حمَّاد: 92، عرف السيوطي، الحاوي: 2: 68، منتخب الاَثر: 163 و 443، ملاحم ابن طاووس: 59، وفيه: «...يُسـرُّونَ»، عقد الدرر: 52، وقال: أخرجه الاِمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي في کتاب «الملاحم»، وأخرجه الحافظ أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد في کتاب «الفتن» انتهي حديثه عند قوله: فَتِلْکَ إمَارَةُ خُرُوجِ السُّفْياني، وأخرجه الاِمام أبو عمرو الداني في «سننه» في حديث عمّـار بن ياسر بمعناه، وفيه: «... وَيُشْـرَبُونَ ذِکْرَهُ»، وفي: 106ـ مرسلاً عنه ـ عليه السلام ـ إلي قوله: «يظهر المهدي» وفي: 136 ـ إلي قوله: «يظهر المهدي» أيضاً، وقال: أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في «معجمه»، والحافظ أبو نعيم الاَصبهاني في «مناقب المهدي»، ورواه الحافظ أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد في کتاب «الفتن»، کشف النوري: 174، برهان المتقي: 73، بشارة الاِسلام: 76، بيان الشافعي: 512، قال: أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل ـ بحلبـ، أخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا عبد الرحمان، أخبرنا نعيم، ثم بقية سند ابن حمّاد، إلي قوله: «يظهر المهدي»، وقال: قلت: رواه الحافظ الطبراني في «المعجم» وأخرجه أبو نعيم في «مناقب المهدي ـ عليه السلام ـ»، جمع الجوامع: 2: 103.

[4] الصراط المستقيم: 2: 258، عنه إثبات الهداة: 3: 578.

[5] کشف النوري: 221 ـ 222، منتخب الاَثر: 466ـ عن کشف النوري، وفيه: حدَّثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رباب.

[6] في الخبر هنا سقط، سقط جوابه (عليه السلام) عن معني الرويبضة، وفي نهاية الجزري: في حديث أشراط الساعة «وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة، قيل: وما الرويبضة يا رسول اللّه؟ فقال: الرجل التافة ينطق في أمر العامة» الرويبضة تصغير الرابضة، وهو العاجز الذي رَبضَ عن معالي الاَُمور وقعد عن طلبها، والتاء فيه للمبالغة. والتافه: الخسيس الحقير.

[7] الرّعد: 13، والمحال ـ بکسر الميم ـ: الکيد، والنکال، والمکر، والماحل: الذي يرفع عن الانسان قولاً أو فعلاً إلي الحاکم فيوقع الانسان في مکروه.

[8] غيبة النعماني: 278، البحار: 52: 245 ـ عن غيبة النعماني، اثبات الهداة: 3: 738 ـ عن غيبة النعماني بتفاوت، وفيه: «إنَّ قَبْلَ قِيام القائم...».

[9] ملاحم ابن طاووس: 124، عن فتن السليلي بإسناده.

[10] الممتحنة: 13.

[11] الرعد: 8.

[12] الاِسراء: 6.

[13] سبأ: 51.

[14] البقرة: 222.

[15] الاَنبياء: 15.

[16] الاَنبياء: 11.

[17] هود: 81.

[18] آل عمران: 83.

[19] النمل: 83.

[20] النساء: 119.

[21] الفجر: 21.

[22] السجدة: 27ـ 30.

[23] الشعراء: 117.

[24] البحار: 53: 78 ـ 88. وفيه بيان: «لم ينطق فيه ناطق بکان» أي کلّما عبّـر عنه بکان فهو لضرورة العبارة إذ کان يدلُّ علي الزَّمان، وهو معرَّي عنه. موجود قبل حدوثه.

قوله (عليه السلام): «من أهل» أي جعله أهلاً للنبوَّة والخلافة، قوله (عليه السلام): «کلّما نسج اللّه» أي جمعهم مجازاً، قوله (عليه السلام): «لم يسهم» أي لم يشرک فيه، والعائر من السهام الذي لا يدري راميه، کناية عن الزِّنا واختلاط النسب، ويحتمل أن يکون مأخوذاً من العار وکأنّه تصحيف عاهر.

قوله (عليه السلام): «فإنّ روح البصر» لعلَّ خبر إنَّ «مع کلمة اللّه» وروح الحياة بدل من روح البصر أي روح الاِيمان الذي يکون مع الموَمن، وبه يکون بصيراً وحيّاً حقيقة، لا يکون إلاّ مع کلمة اللّه، أي إمام الهدي، فالکلمة من الرُّوح: أي معه أو هو أيضاً آخذ من الرُّوح ـ أي روح القدس ـ والرُّوح يأخذ من النّور والنّور هو اللّه تعالي کما قال: (اللّه نور السّموات والاَرض) فبأيديکم سبب من کلمة اللّه وصل إليکم من اللّه ذلک السبب آثرکم واختارکم وخصّصکم به وهو نعمة من اللّه خصّصکم بها لا يمکنکم أن توَدّوا شکرها.

قوله (عليه السلام): «يظهر» أي العون أو هو تعالي، قوله (عليه السلام): «وإنّ فرقاناً» خبر «إنَّ» إمّا محذوف أي بيّـن ظاهر، أو هو قوله: «يعز اللّه» أو قوله: فليعدَّ بتأويل مقولٌ في حقّه، والمراد بالفرقان القرآن، وقوله: «سلامة» مبتدأ وثقل الميزان خبره، أي سلامة من يخفُّ في الطاعة ولا يکسل فيها، إنّما يظهر عند ثقل الميزان في القيامة أو هو سبب لثقله، ويحتمل أن يکون التسليم مضافاً إلي السلامة أي التسليم الموجب للسلامة «وأهل» مبتدأ «وثقّل» بالتشديد علي صيغة الجمع خبره.

قوله: «والميزان بالحکمة» أي ثقل الميزان بالعمل إنّما يکون إذا کان مقروناً بالحکمة فإنّ عمل الجاهل لا وزن له، فتقديره: الميزان يثقل بالحکمة. والحکمة فضاء للبصر، أي بصر القلب يجول فيها، قوله: «إنيً» بالکسر والقصر أي وقتاً، قوله: «واعترفوا بقربان ما قرِّب لکم» أي اعترفوا وصدِّقوا بقرب ما أخبرکم أنّه قريب منکم، قوله (عليه السلام): «وأرَّف أُرفه» الاَُرف کصرد جمع الآرفة وهي الحدُّ أي حدَّد حدوده وبيّنها، ثمّ الظاهر أنّه قد سقط کلام مشتمل علي ذکر القرآن قبل قوله: «من ظهر وبطن» فإنّما ذکر بعده أوصاف القرآن وما ذکر قبله أوصاف الاِسلام، وإن أمکن أن يستفاد ذکر القرآن من الوصف والتبيين والتحديد المذکورة في وصف الاِسلام لکنَّ الظاهر علي هذا السياق أن يکون جميع ذلک أوصاف الاِسلام.

والمراد بالاسمين الاَعلين محمّد وعليُّ ـ صلوات اللّه عليهما ـ «ولهما نجوم» أي سائر أئمة الهدي، «وعلي نجومهما نجوم» أي علي کلّ من تلک النجوم دلائل وبراهين من الکتاب والسنّة والمعجزات الدالّة علي حقّيّتهم، ويحتمل أن يکون المراد بالاسمين الکتاب والعترة.

قوله: «تحمي» علي بناء المعلوم، والفاعل النجوم، أو علي المجهول، وعلي التقديرين الضمير في «حماه ومراعيه» راجع إلي الاِسلام، وکذا الضمائر بعدهما وکان في الاَصل بعد قوله وأخلاق سنيّة بياض.

و «الطرفة» ـ بالفتح ـ: نقطة حمراء من الدَّم تحدث في العين من ضربة ونحوها.

أقول: هکذا وجدتها في الاَصل سقيمة محرَّفة، وقد صحّحت بعض أجزائها من بعض موَلّفات بعض أصحابنا، ومن الاَخبار الاَُخر، وقد اعترف صاحب الکتاب بسقمها، ومع ذلک يمکن تصحيحها بها، وقد سبق کثير من فقراتها في باب علامات ظهوره (عليه السلام).

[25] الرعد: 7.

[26] ما بين العلامتين ساقط من الاَصل المطبوع، راجع: 51: 57 ما نقله المصنف عن تفسير العياشي.

[27] الاِسراء: 5.

[28] الطمس: ذهاب ضوء العين، والظفرة: جليدة تغشي العين نابتة من الجانب الذي يلي الاَنف علي بياض العين إلي سوادها، حتّي تمنع الابصار، هي کالظفر صلابة وبياضاً، وقد روي شبه ذلک مسلم في ـ حديث الدجّال ـ أنّه ممسوح العين، عليها ظفرة غليظة.

راجع: مشکاة المصابيح: 473.

[29] سبأ: 51.

[30] فيه تصحيف ولم يتيسّـر لنا أصل نصحّحه عليه.

[31] البقرة: 222.

[32] الاَنبياء: 15.

[33] البحار: 52: 372ـ375.

[34] کنز العمال: 5: 98 حديث (39681)، عن ابن حمّاد.

[35] عقد الدرر: 66.

[36] الصراط المستقيم: 2: 255.

[37] المصدر نفسه: 258.

[38] کنز العمال: 11: 192.

[39] عقد الدرر: 36، وقال: أخرجه الاِمام أبو الحسن أحمد بن جعفر المناوي في کتاب الملاحم وأخرجه الاِمام الحافظ أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد في کتاب الفتن.

[40] أئمّتنا لدخيل: 10.

[41] کنز العمال 13: 588، ح (39665)، عن ابن حمّاد وابن المنادي في «الملاحم».

[42] الصراط المستقيم: 2: .

[43] کنز العمال: 7: 260، الصراط المستقيم: 2: .

[44] المصدر نفسه: 11: 140 حديث (30949).

[45] عقد الدرر: 326.

[46] المصدر نفسه: 310.

[47] ملاحم ابن طاووس: 136، القسم الثاني، الباب الثامن والخمسون.

[48] بالکبر: الکبر ـ بفتحتين ـ: الطبل ذو الرأسين، وقيل: الطبل الذي له وجه واحد. النهاية: 4: 14.

[49] کنز العمال: 14: 573ـ574 حديث (39639)، وفيه: أبو الشيخ في الفتن وعويس في جزئه والديلمي.