بازگشت

الفتن قبل المهدي


«الفتن قبل المهديِّ»

1ـ حدَّثنا عليُّ بن أحمد البندينجيُّ، عن عبيد اللّه بن موسي العلويِّ، قال: حدَّثنا محمّد بن موسي، عن أحمد بن أبي أحمد الورَّاق الجرجانيِّ، عن محمّد بن عليٍّ، عن عليِّ بن الحکم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي الطفيل، قال: سأل ابن الکوَّاء أمير الموَمنين عليَّ بن أبي طالب (عليه السلام) عن الغضب.

فقال: «هيهات الغضب، هيهات موتات بينهنَّ موتات، وراکب الذِّعلبة [1] وما راکب الذِّعلبة، مختلط جوفها بوضينها [2] يخبرهم بخبر فيقتلونه، ثمَّ الغضب عند ذلک». [3] .

2ـ عن أمير الموَمنين عليٍّ (عليه السلام) قال:

«وَيُنَادِي مُنَادِي الجَرْحَي عَلي القَتْلَي ودَفْنِ الرِّجَالِ، وَغَلَبَةُ الهِنْدِ عَلَـي السِّنْدِ،



[ صفحه 276]



وَغَلَبَةُ القَفْصِ علي السَّعِيرِ، وَغَلَبَةُ القِبْطِ علي أَطْرافِ مِصْـرَ، وَغَلَبَةُ أنْدَلُسَ علي أطْرَافِ أَفْرِيقِيَة. وَغَلَبَةُ الحَبَشَةِ علي اليمنِ. وَغَلَبَةُ التُّـرْکِ عَلَـي خَراسَانَ. وَغَلَبَةُ الرُّوْمِ علي الشَّام. وَغَلَبَةُ أَهْلِ أَرْمِينيَةَ. وَصَـرَخَ الصَّارِخُ بِالعِراق: هُتِکَ الحِجَابُ وَافْتُضَّتِ العَذْرَاءُ، وَظَهَرَ عَلَمُ اللَّعينِ الدَّجَّالِ. ثمَّ ذَکَرَ خُرُوجَ القائِمِ (عليه السلام)». [4] .

3ـ أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن طارق، عن منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة، عن علي قال:

«جُعِلَتْ في هذهِ الاَُمّةِ خَمْسُ فِتَنٍ: فِتْنَةٌ عامّةٌ ثمَّ فِتْنَةٌ خاصَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ عامَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ خاصَّةٌ، ثُمَّ تَأتي الفِتْنَةُ العَمْياءُ الصَّمّاءُ المُطْبِقَةُ التي يَصيرُ النّاس فيها کالاَنْعامِ». [5] .

4ـ أخبرنا عليُّ بن أحمد قال: حدَّثنا عبيد اللّه بن موسي العلويُّ، قال: حدَّثناعبداللّه بن حماد الاَنصاريُّ، قال: حدَّثنا إبراهيم بن عبيد اللّه بن



[ صفحه 277]



العلاء، [6] قال: حدَّثني أبي، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد

أمير الموَمنين (عليه السلام) حدَّث عن أشياء تکون بعده إلي قيام القائم، فقال الحسين: يا أمير الموَمنين متي يطهّر اللّه الاَرض من الظالمين؟ فقال أمير الموَمنين (عليه السلام): لا يُطهّرُ اللّهُ الاَرضَ مِنَ الظَّالِمينَ حتَّي يُسْفَک الدَّمُ الحرَامُ ـ ثُمَّ ذَکَرَ أَمرَ بَني أُميَّة وبني العبّاس في حديثٍ طويلٍـ ثُمَّ قال: إذا قام القائم بِخُراسَانَ، وَغَلَبَ علي أَرْضِ کوفانَ ومُلتانَ، وجَازَ جَزيرَةَ بني کاوانَ [7] وقامَ منَّا قائمٌ بِجيلانَ وأجابَتْهُ الآبرُ والدَّيْلَمـ[ـانُ] [8] وَظَهَرَتْ لِولَدِي رَايَاتُ التُّرْکِ مُتَفَرِّقاتٍ في الاَقْطَارِ والجَنَباتِ [9] وَکَانوا بَيْـنَ هَنَاتٍ وَهَناتٍ [10] إذَا خَرِِبَتْ البَصْـرَةُ، وَقَامَ أميرُ الاِمْرَةِ بِمَصْـرَ ـ فَحَکَي (عليه السلام) حِکايةً طَويلةًـ ثُمَّ قال: إِذا جُهِّزَتِ الاَُلُوفُ، وَصُفَّتُ الصُّفُوفُ، وَقَتَلَ الکَبْشُ الخَروفَ [11] هُناکَ يَقُومُ الآخِرُ، وَيَثُورُ الثَّائِرُ، وَيَهْلِکُ الکَافِرُ، ثُمَّ يَقومُ القائِمُ المأمُولُ، والاِمامُ المَجْهُولُ، لَهُ الشَّـرَفُ وَالفَضْـلُ، وَهُوَ مِنْ وُلْدِکَ يا حُسَيْـنُ، لا ابْنَ مِثْلُهُ [12] يَظْهَرُ بَيْنَ الرُّکنَينِ، في



[ صفحه 278]



دَرِيسَيْـنِ بالِيَيْـنِ [13] يَظْهَرُ علي الثَّقَلَيْـنِ، ولا يَتْرِکُ في الاَرْضِ دَميْـنِ [14] طُوبي لِمَنْ أَدْرَکَ زَمَانَهُ، وَلحِقَ أَوَانَهُ، وَشَهِدَ أَيَّامَهُ» [15] .

5ـ حدثنا أبو معاوية، وأبو أُسامة، ويحيي بن اليمان، عن الاَعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن علي ـ رضي اللّه عنه ـ قال: «يُنْقَضُ الدِّينُ حَتَّي لا يَقُولَ أَحَدٌ لا إِلهَ إلاَّ اللّهُ ـ وقال بعضُهُمْـحَتَّي لا يُقَالَ: اللّهُ اللّهُ، ثُمَّ يَضرِبُ يَعسُوبُ الدَّينِ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللّهُ قَوماً قَزعُ (کذا) کَقَزَعِ الخَريفِ، إِنِّي لاَعْرِفُ اسْمَ أَمْيرِهْم وَمُنَاخَ رِکَابِهِمْ» [16] .



[ صفحه 279]



6ـ أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي بن محمّد أبي الفهم التنوخي بقراءتي عليه قال: حدَّثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر بن العطّار البزار قراءةً عليه قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن الحسيني الخثعمي قال: حدّثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا عمر بن شبيب المسلي، عن محمّد بن سلمة، عن کهيل، عن أبيه، عن أبي إدريس، عن مسبب بن خيثمة عن علي (عليه السلام) قال في حديث:

«... واللّهِ لَيظْهَرَنَّ عَلَيْکُمْ هَوَلاءِ باجْتِماعِهِمْ علي باطِلِهمْ، وَتَخاذُلِکُمْ عَنْ حَقِّکُمْ، حَتَّي يَسْتعْبدُونَکُمْ (کذا) کَما يسْتَعْبِدُ الرَّجُلُ عَبْداً، إذا شَهِدَ جَزَمَهُ، وإذا غابَ سَبَّهُ، حَتَّي يَقُومَ الباکيانِ، الباکِي لِدينهِ والباکِي لِدُنْياهُ، وَأَيْمُ اللّهِ لَوْ فَرَّقُوکُمْ تَحْتَ کُلِّ حَجرٍ لَجَمَعَکُمْ لِشَـرِّ يَوْمٍ لَهُمْ، وَالّذِي خَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرأَ النَّسْمَةَ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنيا إلاّ يَوْمٌ لَطَّولَ اللّهُ ذَلِکَ اليَوْمَ حَتَّي يَمْلِکُ الاَرْضَ رَجُلٌ مِنِّي يَمْلوَ الاَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً کَمَـا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، فإذا کانَ ذَلِکَ لَـمْ تَظُنُّوا (تَطْعَنُوا) فِيهِ بِرُمْحٍ وَلَمْ تَضْـرِبِوا فِيهِِ بِسَيْفٍ وَلَـمْ تَرْمُوا فِيهِ بِسَهْمٍ وَلَـمْ تَرْمُوا فيِهِ بِحَجَرٍ، فَاحْمَدُوا اللّهَ، فَإِذَا کانَ ذَلِکَ وَرَأَيْتُمْ الرَّجُلَ مِنْ بَني أُميّة غَرِقَ في البَحْرِ فَطأوهُ علي رَأْسِهِ فَوَالَّذِي خَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرأَ النَّسْمَةَ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إلاّ رَجُلٌ واحِدٌ لَبَغَي لِدِينِ اللّهِ عَزَّ وَجَّلَ شَـرّاً». [17] .



[ صفحه 280]



7ـ عن علي قال: «تُملاَ الاَرْضَ ظُلماً وجوراً حتي يدخِلَ کلَّ بَيتٍ خوفٌ وحزنٌ، يسألون درهمين وجريبين فلا يعطونه فيکون قتالٌ بِقتالٍ ويسارٌ بيسارٍ حتي يحيط اللّه بهم في مصرِه، ثم تملاَ الاَرضُ عدلاً وقسطاً» [18] .

8ـ حدَّثنا وکيع ويزيد بن هارون قالا: أخبرنا عمران بن حدير، عن رفيع أبي کبيرة قالا: سمعت أبا الحسن عليّاً يقول:

«تَمْتَلِيءُ الاَرْضُ ظُلْماً وَجَوْراً حَتَّي يَدْخُلَ کُلَّ بَيْتٍ خَوْفٌ وَحَربٌ، يَسْأَلُونَ دِرْهَمَيْـنِ وَجَريبَيْـنِ فَلا يُعْطَوْنَهُ فَيَکُونُ تِقْتَالُ بِتِقْتَالٍ، وَتَسْيَارُ بِتَسْيَارٍ حَتَّي يُحِيطَ اللّهُ بِهِمْ في قَصْـرِهِ، ثُمَّ تُمْلاَُ الاَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً» [19] .

9ـ أخبرنا عليُّ بن الحسين قال: أخبرنا محمّد بن يحيي، عن محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن عليٍّ الکوفي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عليّ بن محمّد بن الاَعلم الاَزدي [20] عن أبيه عن جدِّه.

قال: قال أمير الموَمنين (عليه السلام): «بَيْـنَ يدي القائم موتٌ أحمرٌ، وموتٌ أبيضٌ، وَجَرادٌ في حينه، وجَرادٌ في غير حينه، أحمرٌ کالدم، فأمّا الموتُ الاَحمر فبالسيف، وأمّا الموتُ الاَبيض فالطاعون» [21] .



[ صفحه 281]



10ـ وجدت بخط المحدّث الاَخباريّ محمّد بن المشهدي باسناده عن محمّد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد، عن مشايخه، عن سليمان الاَعمش، عن جابر بن عبد اللّه الاَنصاري قال: حدّثني أنس بن مالک، وکان خادم رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم) قال:

«لمَّا رَجَعَ أميرُ الموَْمنينَ عليُّ بن أبي طالب (عليه السلام) مِنْ قِتَالِ أهْلِ النَّهْرَوانِ نَزَلَ بُراثَا وَکَانَ بِهَا راهبٌ في قِلاّيَتِهِ وَکَانَ اسْمُهُ الحَبَّابَ، فَلَمَّـا سَمِعَ الرَّاهِبُ الصَّيْحَةَ والعَسْکَرَ أَشْرَفَ مِنْ قِلاّيَتِه إلي الاَرضِ فَنَظَرَ إلي عَسْکَرِ أَميرِ الموَمنين (عليه السلام) فَاسْتَفْظَعَ ذَلِکَ ونَزَلَ مُبادِراً قَالَ: مَنْ هذَا، وَمَن رَئِيسُ هذا العَسْکَرِ؟ فَقِيلَ لَهُ: هذَا أميرُ الموَمنين وقَدْ رَجِعَ مِنْ قِتَالِ أهْلِ النَهرَاونِ. فَجَاءَ الحَبَّابُ مُبادِراً يَتَخَطَّي النَاسَّ حَتَّي وَقَفَ علي أَميرِ الموَمنين (عليه السلام) فَقَالَ: السَلامُ عَلَيکَ يا أَميرَ الموَمنينَ حَقّاً حَقّاً، فَقالَ لَهُ: «وَما أَعْلَمَکَ بِأَنِّي أَميرُ الموَْمِنينَ حَقّاً حَقّاً؟» قَالَ لَهُ: بِذَلِکَ أَخْبَـرَنَا عُلَماوَُنَا وَأَحَبَارُنَا. فَقَالَ لَهُ: «يا حَبَّابُ» فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: وَمَا عِلْمُکَ بِاسْمي؟! فَقَالَ: «أعلمني بِذَلِکَ حَبيبي رَسُولُ اللّه صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم»، فَقَالَ لَهُ حَبَّابُ: مُدَّ يَدَکَ فَأَنا أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلاَّ اللّهُ، وَأَنَّ مُحمَّداً رَسُولُ اللّهِ، وَأَنَّکَ عليُّ بن أبي طالبٍ وصيُّهُ، فَقَالَ لَهُ أَميْـرُ الموَمنين (عليه السلام): «وأينَ تَأوي»؟ فَقَالَ: أَکُونُ في قِلاَّيَةٍ لي ها هُنَا، فَقَال لَهُ أميرُ الموَمنين ـ عليه السلام ـ: «بَعْدَ يَوْمِکَ



[ صفحه 282]



هذَا لا تَسْکُنْ فِيهَا، وَلکِنْ ابْنِ هاهُنا مَسْجِداً وَسَمِّهِ بِاسْمِ بانِيهِ» فَبَناهُ رَجُلٌ اسْمهُ بُراثَا فَسَمَّي المَسْجِد بِبُراثَا بِاسْمِ البانِـي لَهُ ثُمَّ قَالَ: «وَمِنْ أَينَ تَشْـرَبُ يَا حبَّابُ»؟ فَقَالَ: يَا أَميرُ الموَمنين مِنْ دِجْلَةَ ها هُنَا. قَالَ: «فَلِمَ لا تَحْفِرُ ها هُنَا عَيْناً أو بِئْراً؟» فَقَالَ لَهُ: يا أَميرَ الموَمنينَ کُلَّما حَفَرْنَا بِئْراً وَجَدْنَاهَا مَالِحَةً غَيْـرَ عَذْبَةٍ. فَقَالَ لَهُ أَميرُ الموَمنين (عليه السلام): «احْفِرْ ها هُنَا بِئْراً» فَحَفَر، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ لَمْ يَسْتَطِيعُوا قَلْعَهَا، فَقَلَعَهَا أَمِيرُ الموَْمِنينَ (عليه السلام) فَانْقَلَعَتْ عَنْ عَيْـنٍ أَحْلي مِنَ الشَّهْْدِ، وَأَلذَّ مِنَ الزّبدِ، فَقَالَ لَهُ: «يا حَبَّابُ! سَتُبْني إلي جَنْبِ مَسْجِدِکَ هَذا مَدِينَةٌ وَتَکْثُرُ الجَبَابِرَةُ فيها، وَيَعظَمُ البَلاءُ، حَتَّي أنَّهُ لَيُرْکَبُ فِيهَا کُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ سَبْعُونَ أَلْف فَرْجٍ حَرَامٍ، فَإِذا عَظُمَ بَلاوَُهُم سَدُّوا علي مَسْجِدِکَ بِفطوة ثُمَّ (وابْنِهِ بَنين ثُمّ وابْنِهِ لا يَهْدِمُهُ إلاّ کافِرٌ ثُمَّ بَيْتا) فَإِذا فَعَلُوا ذَلِکَ مُنِعُوا الحَجّ ثَلاثَ سِنينَ، وَاحْترَقَتْ خُضَـرُهُمْ وَسَلّطَ اللّهُ عَلَيْهِم رَجُلاً مِنْ أَهْلِ السَّفَحِ لا يَدْخُلُ بَلَداً إلاّ أهْلَکَهُ وَأَهْلَکَ أَهْلَهُ. ثُمَّ لِيعد عَلَيْهِمْ مَرَّة أُخري، ثمَّ يَأْخُذُهُم القَحْطُ والغَلا ثَلاثَ سِنينَ حَتَّي يَبْلُغَ بِهِمُ الجَهْدُ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يدْخُلُ البَصْـرَةَ فَلاَ يَدَعُ فِيهَا قَائِمَةً إلاَّ سَخَطَهَا وَأَهْلَکَهَا وَأَهْلَکَ أَهْلَهَا، وَذَلِکَ إِذَا عَمَرت الخَرِبَةُ وَبُنِيَ فِيهَا مَسْجِدٌ جَامِعٌ، فَعِنْدَ ذَلِکَ يَکُونُ هَلاَکُ أَهْلِ البَصْـرَةِ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَدِينَةً بَنَاهَا الحَجَّاجُ يُقَالُ لَهَا واسِطُ، فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِکَ، ثُمَّ يَتَوَجَّهُ (نَحْوَ بَغْدَادَ) فَيَدْخُلُها عَفْواً، ثُمَّ يَلْتَجيءُ النَّاسُ إلي الکُوفَةِ، وَلا يَکُونُ بَلَدٌ مِنَ الکُوفَةِ إلاّ تَشَوَّشَ لَهُ الاَمْرُ، ثُمَّ يخرُجُ هُوَ والَّذِي أَدْخَلَهُ بَغْدَادَ نَحْوَ قَبْـرِي لِيَنْبُشَهُ فَيَلْقَاهُمَا السُّفْيَانِـيُّ فَيَهْزِمُهُمَا ثُمَّ يَقْتُلُهُمَا، وَيَتَوَجَّهُ جَيْشٌ نَحْوَ الکُوفَةِ فَيَسْتَعْبِدُ بَعْضَ أَهْلِهَا، وَيَجِيءُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الکُوفَةِ فَيُلْجِئُهُمْ إلي سُورٍ فَمَنْ لجَأ إِلَيْهَا أَمِنَ، وَيَدْخُلُ جَيْشُ السُّفْيَانيِّ إلي الکُوفَةِ فَلا يَدَعُونَ أَحَداً إلاَّ قَتَلُوهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيَمُرُّ بِالدُّرَّةِ المَطْرُوحَةِ العَظِيمَةِ فَلا يَتَعَرَّضَ لَهَا، وَيَرَي الصَّبِيَّ الصَّغِيرَ فَيَلْحَقُهُ فَيََقْتُلُهُ.

فَعِندَ ذَلِکَ يَا حَبَّابُ يُتَوَقَّعُ بَعْدَهَا هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أُمورٌ عِظَامٌ، وَفِتَنٌ کَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِم. فَاحْفَظْ عَنّي ما أَقُولُ لَکَ يا حَبَّابُ» [22] .



[ صفحه 283]



11ـ أخبرنا الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن الحسن الحسني البطحائي ـ بقراءتي عليه بالکوفةـ قال: أخبرنا محمّد بن جعفر التميميُّ ـ قراءة عليه ـ قال: أخبرنا محمّد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرني الحسن بن علي بريع قال: حدَّثنا القاسم بن عبد اللّه العبدي قال: حدَّثنا أبي قال: سمعت عبد الرحيم بن نصر البارقي قال: سمعت الاِمام أبا الحسين زيد بن عليٍّ (عليهما السلام) يقول: قال عليُّ بن أبي طالب (عليه السلام):

«إِذَا کانَ زَعِيمُ القَوْمِ فَاسِقَهُمْ، وَأُکْرِمَ الرَّجُلُ اتّقاءَ شَـرِّهِ، وعُظِّمَ أَرْبَابُ الدُّنْيَا، واسْتُخِفَّ بِحَمَلَةِ کِتابِ اللّهِ، وَکَانَتْ تِجارَتُـهُمْ الربَا، وَمَأْکَلُهُمْ أَمْوالَ اليَتَامي، وَعُطِّلَتِ المَسَاجِدُ، وَأَکْرَمَ الرَّجُلُ صَدِيقَهُ وَعَقَّ أَبَاهُ، وَتَواصَلُوا علي الباطِلِ، وَعَطَّلُوا الاَرْحَامَ، واتّـخَذُوا کِتَابَ اللّهِ مَزامِيرَ، وَتُفُقِّهَ لِغَيْـرِ الدِّينِ، وَأَکَلَ الرَّجُلُ أَمانَتَهُ، وَاوَتُمنَ الخَائِنُ، وَخُوِّنَ الاَُمَنَاءُ، وَاسْتُعْمِلَتْ کَلِمَةُ السُّفَهَاءِ، وَزُخْرِفَتِ المَسَاجِدُ، وَزُخْرِفَتِ الکَنَائِسُ، وَرُفِعَتِ الاَصوَاتُ في المَسَاجِدِ، وَاتُّخِذَتْ طَاعَةُ اللّهِ بِضَاعَةً، وَکَثُـرَ القُرَّاءُ، وَقَلَّ الفُقَهاءُ، وَاشْتَدّ سَبُّ الاَتْقِياءِ، فَعِنْدَ ذَلِکَ تَوَقَّعُوا ريحاً حَمْراءَ، وَخَسْفاً وَمَسْخَاً وَقَذْفاً وَزَلازِلَ وَأُمُوراً عِظَاماً» [23] .

12ـ عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن موسي بن عمر الصيقل، عن أبي شعيب المحاملي، عن عبد اللّه بن سليمان عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) (قال):

قَالَ أَميرُ الموَمنين (عليه السلام): لَيَأْتِينَّ عَلَـي النَّاسِ زَمَانٌ يُظَرَّفُ فِيهِ الفَاجِرُ وَيُقَرَّبُ فيهِ الماجِنُ، وَيُضَعَّفُ فيهِ المُنصِفُ.

قال: فقيل له: متي ذاک يا أميرَ الموَمنينَ؟

فقال: إذا اتُخِذَت الاَمَانَةُ مَغْنَماً، والزَّکاةُ مَغْرَماً، وَالعِبادَةُ اسْتِطالَةً، والصِّلَةُ مَنّاً.

قال: فقيل: متي ذلک يا أمير الموَمنينَ؟



[ صفحه 284]



فقال: إذا تَسَلْطَنَ النِّسَاءُ، وَسَلَّطْنَ الاِمَاءَ، وَأُمِّرَ الصِّبْيَانُ» [24] .

13ـ عن عليٍّ (عليه السلام) قال: «يأتي علي النّاسِ زمانٌ همّتهم بطونهم، وشرفهُم متاعُهم، وقبلتُهم نساوَُهم، ودينُهم دراهمُهم ودنانيرُهم، أُولَئِکَ شِـرارُ الخلق، لا خلاق لهم عند اللّه» [25] .

14ـ عن عليٍّ (عليه السلام) قال:

«يأتي علي النّاسِ زمانٌ لا يُتبعُ فيه العالمُ، ولا يُستحيي فيه من الحليم، ولا يوقّر فيه الکبيرُ، ولا يُرحَمُ فيه الصغيرُ، يقتُل بعضهم بعضاً علي الدُّنيا.

قلوبُهم قلوبُ الاَعاجم، وألسنتهم ألسنة العرب، لا يعرفون معروفاً، ولا ينکرون مُنکراً.

يمشي الصالحُ فيهم مستخفياً، أُولَئِکَ شِـرار خلق اللّه، لا ينظرُ اللّهُ إليهم يوم القيامة». [26] .



[ صفحه 285]



15ـ حدّثني محمّد بن عليّ ماجيلويه ـ رحمه اللّه ـ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ القرشي، عن سفيان الجريري، عن عليّ بن الحزوّر عن الاَصبغ بن نباتة قال: لمّا أقبل أمير الموَمنين (عليه السلام) من البصرة تلقّاه أشراف الناس فهنّوَوه وقالوا: إنّا نرجو أن يکون هذا الاَمر فيکم ولا ينازعکم فيه أحد بداً فقال: «هيهات ـ في کلام له ـ أنّي ذلکَ ولمّا تَرمون بالصّلعاء» قالوا: يا أمير الموَمنين وما الصّلعاء؟ قال: «توَخذ أموالکم قسراً فلا تمنعون» [27] .

16ـ حدَّثني محمّد بن عليّ ماجيلويه ـ رحمه اللّهـ عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ القرشيّ، عن الحسين بن سفيان الجريري، عن سلام بن أبي عمرة الاَزديّ، عن معروف بن خربوز، عن أبي الطفيل أنّه سمع أمير الموَمنين (عليه السلام) يقول: «إنّ بعدي فتناً مظلمة عمياء مشکّکة لا يبقي فيها، إلاّ النُّومَة» قيل: وما النُّومة يا أمير الموَمنين؟ قال: «الّذي لا يدري النّاس ما في نفسه». [28] .

17ـ وروي الاَصبغ بن نباتة عن أمير الموَمنين (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شر الاَزمنة نسوة کاشفات عاريات، متبرّجات من الدين، داخلات في الفتن، مائلات إلي الشهوات، مسرعات إلي اللذات، مستحلاّت للمحرمات، في جهنّم خالدات» [29] .

18ـ عن علي قال: «ستَليکم أئمّة شَـرُّ أئمّةٍ! فإذا افترَقوا علي ثلاث راياتٍ فاعلموا أنّه هلاکُهم» [30] .



[ صفحه 286]



19ـ بهذا الاِسناد، عن الحسين، عن ابن سيابة، عن عمران بن ميثم، عن عباية ابن ربعيِّ قال: دخلت علي أمير الموَمنين (عليه السلام) وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سنّاً فسمعته يقول: «حدَّثني أخي رسول اللّه صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم أنّه قال: إنّي خاتم ألف نبيُّ وإنّک خاتم ألف وصيُّ، وکلّفت ما لم يکلّفوا».

فقلت: ما أنصفک القوم [يا أمير الموَمنين] فقال: «ليس حيث تذهب يا ابن أخ، واللّه [إنّي] لاَعلم ألف کلمة لا يعلمها غيري وغير محمّد صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم وإنّهم ليقروَون منها آية في کتاب اللّه عزَّ وجلَّ وهي - وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الاَرض تکلّمهم أنَّ النّاس کانوا بآياتنا لا يوقنون- (النمل ـ 82) وما يَتدبّرونها حقَّ تَدبُّرها.

ألا أُخبرکم بآخر ملک بني فلان»؟ قلنا: بلي يا أمير الموَمنين، قال: «قتل نفس حرام، في يوم حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما لهم ملک بعده غير خمسة عشر ليلة» قلنا: هل قبل هذا من شيء أو بعده؟ فقال: «صيحة في شهر رمضان، تفزع اليقظان، وتوقظ النائم، وتخرج الفتاة من خدرها». [31] .

20ـ روي مسعدة بن صدقة، قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد ـ عليهما السلام ـ، يقول: «خطب الناس أمير الموَمنين (عليه السلام) ـ بالکوفة ـ فحمد اللّه وأثني عليه.

ثمَّ قال: «أنا سيّد الشيب، وفي سنّة من أيوب، وسيجمع اللّه لي أهلي، کما جمع ليعقوب شمله، وذلک إذا استدار الفلک، وقلتم: ضلَّ أو هلک.

ألا فاستشعروا قبلها بالصبر، وبووَا إلي اللّه بالذّنب، فقد نبذتم قدسکم، وأطفأتم مصابيحکم، وقلّدتم هدايتکم مَنْ لا يملک لنفسه ولا لکم سمعاً ولا بصراً.

ضعف واللّه الطالب والمطلوب هذا، ولو لم تتواکلوا أمرکم، ولم تتخاذلوا عن نصرة الحقِّ بينکم، ولم تهنوا عن توهين الباطل، لم يتشجّع عليکم مَنْ ليس مثلکم، ولم يقوَ مِنْ قوي عليکم، وعلي هضم الطاعة، وإزوائها عن أهلها فيکم.



[ صفحه 287]



تهتم کما تاهت ـ بنو إسرائيل ـ علي عهد موسي ـ، وبحقّ أقول: ليضعّفنَّ عليکم التيه من بعدي، باضطهادکم ولدي، ضعف ما تاهت ـ بنوإسرائيلـ.

فلو قد استکملتم نهلاً، وامتلاَتم عللاً، عن سلطان (الشجرة الملعونة في القرآن).

لقد اجتمعتم علي ناعق ضلال، ولاَجبتم الباطل رکضاً، ثمَّ لغادرتم داعي الحقِّ، وقطعتم الاَدني من أهل ـ بدر ـ، ووصلتم الاَبعد من أبناء الحرب.

ألا ولو ذاب ما في أيديهم، لقد دني التمحيص للجزاء، وکشف الغطاء، وانقضت المدَّة، وأزف الوعد، وبدا لکم النجم من قبل المشرق، وأشرق لکم قمرکم، کمل شهره وکليلة تمَّ.

فإذا استبان ذلک، فراجعوا التوبة، وخالعوا الحوبة.

واعلموا أنَّکم إن أطعتم طالع المشرق سلک بکم منهاج رسول اللّه صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم، فتداريتم من الصّمم، واستشفيتم من البکم، وکفيتم موَنة التعسّف والطلب، ونبذتم الثقل الفادح عن الاَعناق.

فلا يبعد اللّه إلاّ مَنْ أبي الرحمة، وفارق العصمة، - وسيعلم الّذينَ ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون-» [32] .



[ صفحه 288]



21ـ عليُّ بن أحمد المعروف بـ ـ ابن الحماميِّ ـ، عن محمّد بن جعفر القاري، عن محمَّد بن إسماعيل بن يوسف، عن سعيد بن أبي مريم، عن محمَّد بن جعفر بن کثير، عن موسي بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليِّ (عليه السلام) أنَّه قال: «لتُمْلاَنَّ الاَرْضَ ظُلْماً وَجوْراً حَتَّي لا يَقُولَ أَحَدٌ: «اللّه» إلاَّ مُسْتَخْفِياً، ثُمَّ يَأْتِـي اللّهُ بِقَوْمٍ صَالِحِينَ يَمْلَوَُونَهَا قِسْطاً وَعَدْلاً کَمَـا مُلِئَتْ ظُلْمَاً وجوراً» [33] .

22ـ عن أبي وائل قال: خطبَ عليٌّ الناس بالکوفة فسمعته يقول في خطبته: «أيُّها الناس! إنّه من يتفقّرُ افتقرَ، ومن يُعَمّـر يُبْتَلي، ومن لا يستعدُّ للبلاءِ إذا ابتلي لا يصيرُ، ومن ملک استأثر، ومن لا يستشيرُ يندمُ! وکان يقول من وراء هذا الکلام: يوشک أن لا يبقي من الاِسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه. وکان يقول: ألا! لا يستحي الرجل أن يتعلّم، ومن يسأل عمّـا لا يعلم أن يقول: لا أعلم، مساجدکم يومئذٍ عامرةٌ، وقلوبکم وأبدانکم خربةٌ من الهدي، شرُّ من تحت ظلِّ السمَّـاءِ فقهاوَکم، منهم تبدو الفتنة وفيهم تعودُ» فقام رجلٌ فقال: ففيم يا أمير الموَمنين؟! قال: «إذا کان الفقه في رذّالکم، والفاحشة في خيارکم، والملک في صغارکم، فعند ذلک تقوم الساعة» [34] .

23ـ عن کتاب عبد اللّه بن بشار رضيع الحسين (عليه السلام):

«إذَا أَرادَ اللّهُ أنْ يُظْهِرَ آلَ مُحَمَّدٍ، بدَأ الحَرْبَ مِنْ صَفَر إلي صَفَرٍ، وَذَلِکَ أَوَانُ خُرُوجِ المهدِي (عليه السلام)».

قال ابن عبّاسٍ: يا أمير الموَمنين! ما أقْرَبُ الحوادِثِ الدّالَّةِ علي ظُهُورِهِ؟

فَدَمَعَتْ عَيْناهُ وقَالَ: «إذَا فُتِقَ بَثْقٌ في الفُراتِ، فَبَلَغَ أَزِقَّةَ الکُوفَةِ، فَلْيَتَهَيَّأ شِيعَتُنَا لِلِقَاءِ القَائمِ» [35] .



[ صفحه 289]



24ـ حدَّثنا يحيي بن اليمان، عن کيسان الرواشي القصار ـ وکان ثقة ـ قال: حدَّثني مولاي قال: سمعت عليّاً (رضي اللّه عنه) يقول: «لا يَـخْرُجُ المَهْدِيُّ حتّي يُقْتَلَ ثُلْثٌ، وَيَمْوتَ ثُلْثٌ، وَيَبْقَي ثُلْثٌ» [36] .

25ـ أحمد بن محمّد الکوفيُّ، عن جعفر بن عبد اللّه المحمّديّ، عن أبي روح فرج ابن قرَّة، عن جعفر بن عبد اللّه، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد اللّه ـ عليه السلام ـ قال: «خطب أمير الموَمنين (عليه السلام) فحمد اللّه وأثني عليه وصلّـي علي النبيِّ وآله، ثمّ قال: أمّا بعد فإنَّ اللّه تبارک وتعالي لم يقصم جباري دهر إلاّ من بعد تمهيل ورخاء، ولم يجبر کسر عظم [من] الاَُمم إلاّ بعد أزل وبلاء.

أيّها النّاس! في دون ما استقبلتم من عطب واستدبرتم من خطب معتبر، وما کلُّ ذي قلب بلبيب، ولا کلُّ ذي سمع بسميع، ولا کلُّ ذي ناظر عين ببصير، عباد اللّه! أحسنوا فيما يعنيکم النظر فيه، ثمَّ انظروا إلي عرصات من قد أقاده اللّه بعلمه کانوا علي سنّة من آل فرعون أهل جنّات وعيون، وزروع ومقام کريم، ثمَّ انظروا بما ختم اللّه لهم بعد النضرة والسرور والاَمر والنهي ولمن صبر منکم العاقبة في الجنان واللّه مخلّدون وللّه عاقبة الاَُمور.

فيا عجباً ومالي لا أعجب من خطاء هذه الفرق علي اختلاف حججها في دينها لا يقتفون أثر نبيّ، ولا يعتدُّون بعمل وصي، ولا يوَمنون بغيب، ولا يعفون عن عيب، المعروف فيهم ما عرفوا، والمنکر عندهم ما أنکروا، وکلُّ امريَ منهم إمام نفسه آخذ منها فيما يري بعري وثيقات وأسباب محکمات، فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلاّ خطاء، لا



[ صفحه 290]



ينالون تقرُّباً ولن يزدادوا إلاّ بعداً من اللّه عزَّ وجلَّ، أُنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض، کلُّ ذلک وحشةً ممّا ورَّث النبيُّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ونفوراً ممّا أدّي إليهم من أخبار فاطر السموات والاَرض.

أهل حسرات، وکهوف شبهات، وأهل عشوات، وضلالة وريبة، من وکله اللّه إلي نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله غير المتّهم عند من لا يعرفه، فما أشبه هوَلاء بأنعام قد غاب عنها رعاوَها.

وواأسفاً من فعلات شيعتنا من بعد قرب مودَّتها اليوم، کيف يستذلُّ بعدي بعضها بعضاً، وکيف يقتل بعضها بعضاً؟ المتشتّة غداً عن الاَصل، النازلة بالفرع، الموَمّلة الفتح من غير جهته کلُّ حزب منهم آخذ منه بغصن أينما مال الغصن مال معه، مع أنَّ اللّه وله الحمد سيجمع هوَلاء لشرِّ يوم ـ لبني أُميّةـ کما يجمع قزع الخريف. يوَلّف اللّه بينهم، ثمَّ يجعلهم رکاماً کرکام السحاب، ثمَّ يفتح لهم أبواباً يسيلون من مستثارهم کسيل الجنّتين سيل العرم حيث نقب عليه فارة فلم تثبت عليه أکمة، ولم يردَّ سننه رصُّ طود، يذعذهم اللّه في بطون أودية، ثمَّ يسلکهم ينابيع في الاَرض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، ويمکّن بهم قوماً في ديار قوم، تشريداً ـ لبني أُميّة ـ ولکي لا يغتصبوا ما غصبوا، يضعضع اللّه بهم رکناً، وينقض بهم طيَّ الجنادل من إرم، ويملاَ منهم بطنان الزيتون.

فو الّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ليکوننَّ ذلک، وکأنّي أسمع صهيل خيلهم وطمطمة رجالهم، وأيم اللّه ليذوبنَّ ما في أيديهم بعد العلوِّ والتمکين في البلاد کما تذوب الاَلية علي النار، من مات منهم مات ضالاّ ً وإلي اللّه عزَّ وَجلَّ يفضي منهم من درج، ويتوب اللّه عزَّ وجلَّ علي من تاب، ولعلَّ اللّه يجمع شيعتي بعد التشتّت لشرِّ يوم لهوَلاء، وليس لاَحد علي اللّه عزَّ ذکره الخيرة، بل للّه الخيرة والاَمر جميعاً.

أيّها النّاس! إنَّ المنتحلين للاِمامة من غير أهلها کثير، ولو لم تتخاذلوا عن مرِّ الحقِّ، ولم تهنوا عن توهين الباطل، لم يتشجّع عليکم من ليس مثلکم ولم يقوَ من قوي عليکم، وعلي هضم الطاعة وإزوائها عن أهلها، لکن تهتم کما تاهت بنو إسرائيل علي



[ صفحه 291]



عهد موسي (عليه السلام).

ولعمري، ليضاعفنَّ عليکم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنو إسرائيل، ولعمري أن لو قد استکملتم من بعدي مدّة سلطان ـ بني أُميّة ـ لقد اجتمعتم علي سلطان الداعي إلي الضلالة، وأحييتم الباطل وأخلفتم الحقَّ وراءَ ظهورکم، وقطعتم الاَدني من ـ أهل بدر ـ ووصلتم الاَبعد من أبناء الحرب لرسول اللّه صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم.

ولعمري، أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء، وقرب الوعد وانقضت المدَّة، وبدا لکم النجم ذو الذَّنب من قبل المشرق، ولاح لکم القمر المنير، فإذا کان ذلک فراجعوا التوبة.

واعلموا أنّکم إن اتّبعتم طالع المشرق سلک بکم منهاج الرسول صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم فتداويتم من العمي والصمم والبکم، وکفيتم موَنة الطلب والتعسّف، ونبذتم الثقل الفادح عن الاَعناق، ولا يبّعد اللّه إلاّ من أبي وظلم واعتسف وأخذ ما ليس له - وسيعلم الّذينَ ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون- [37] .



[ صفحه 292]



26ـ وَبِهِ عَنِ الحُصَيْـنِ بن عبد الرَّحمان عن أبيه، عن جدِّه عمرو بن سعدٍ، قال: قالَ أمير الموَمنين (عليه السلام): «لا تَقُومُ القِيامَةُ حَتَّي تُفْقأ عَيْـنُ الدُّنيا، وتَظْهَرَ الحُمْرَةُ في



[ صفحه 293]



السَّماءِ، وَتِلْکَ دُموعُ حَمَلَةِ العَرْشِ علي أهْلِ الاَرضِ حَتّي يَظْهَرَ فيهِم عِصابَةٌ لا خَلاقَ



[ صفحه 294]



لَهُمْ يَدْعُونَ لِوَلَدِي وَهُمْ بُرآءُ مِنْ وَلَدِي، تِلْکَ عِصابَةٌ رَديئَةٌ لا خَلاقَ لَهُمْ، عَلَـي الاَشْـرارِ



[ صفحه 295]



مُسَلَّطَةٌ، وَلِلجَبابِرَةِ مُفْتِنَةٌ، وَلِلْملُوکِ مُبِيرَةٌ، تَظْهَرُ في سَوادِ الکُوفَةِ، يَقْدُمُهُمْ رَجُلٌ أَسْود



[ صفحه 296]



اللَّونِ والقَلْبِ، رَثُ الدِّينِ، لا خَلاقَ لَهُ مُهَجْنٌ زَنِيمٌ عُتُلٌّ، تَداوَلَتْهُ أَيْدِي العَواهِرِ مِنَ الاَُمّهاتِ، «مِنْ شَـرِّ نَسْلٍ لا سَقاهَا اللّهُ المَطَرَ» في سَنَةِ إِظْهارِ غَيْبَةِ المتغِّيبِ منْ وُلْدِي صاحب الرَّايةِ الحَمراءِ، والعَلَمِ الاَخضَـر أيُّ يَومٍ للمخيَّبينَ، بَيْـنَ الاَنْبارِ وَهِيتَ، ذَلِکَ يَوْمٌ فيهِ صَيْلَمُ الاَکْرادِ والشُّراةِ، وَخَرابُ دارِ الفَراعِنَةِ وَمَسْکَنِ الجَبابِرَةِ، وَمَأوي الولاةِ الظَّلَمَةِ، وَأُمِّ البلاد وأُخْتِ العادِ، تِلْکَ وَرَبِّ عليٍّ يا عَمْرو بن سعدٍ بغدادُ، ألا لعنَةُ اللّهِ علي العُصاةِ من بَني أُميَّةِ وبني العبّاسِ الخوَنَةِ الّذينَ يقْتُلُونَ الطيِّبينَ مِنْ ولدي ولا يُراقِبُونَ فيهم ذمّتي، ولا يَخافُونَ اللّهَ فيما يَفْعَلُونَهُ بِحُرمَتي، إنَّ لِبَني العبّاسِ يَوْماً کَيَوْمِ الطَّموحِ ولَهُمْ فيهِ صَـرخَةً کَصَرْخَةِ الحُبْلي، الويلُ لشِيعَةِ وُلْدِ العبّاسِ مِنَ الحَرْبِ التي سَنَحَ بَيْـنَ نَهاوَنْد والدَّيْنَور، تِلْکَ حَرْبُ صَعاليکِ شِيعةِ عليٍّ، يَقْدُمُهُمْ رَجُلٌ مِنْ هَمْدانَ اسْمُهُ [عَلـي] اسمِ النَّبي صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم.



[ صفحه 297]



مَنْعُوتٌ مَوْصوفٌ بِاعْتِدالِ الخَلْقِ، وحُسْنِ الخُلْقِ، وَنَضَارَةِ اللَّونِ، لَهُ في صَوْتِهِ ضَجاجٌ، وفي أشْفارِهِ وَطَفٌ، وفي عُنُقِهِ سَطْعٌ، [أَ] فَرَقُ الشَّعْرِ، مُفَلّجُ الثَّنايا، عَلَـي فَرَسِهِ کَبَدْرٍ تَمامٍ إذا تَجَلّـي عِنْدَ الظَّلامِ، يَسِيرُ بِعِصابَةٍ خَيْـرِ عِصابَةٍ آوَتْ وَتَقَرَّبَتْ وَدانَتْ للّهِ بِدِينِ تِلْکَ الاَبْطالِ مِنَ العَرَبِ الَّذِينَ يَلْحَقُونَ حَرْبَ الکَريهَةِ والدَّبرةُ، يَوْمَئِذٍ علي الاَعداءِ، إنَّ لِلْعَدُوِّ يَومَ ذَاکَ الصَّيْلَمَ والاستِئصالَ» [38] .

27ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدَّثنا حميد بن زياد الکوفيُّ قال: حدَّثني عليّ بن الصباح المعروف بابن الضحّاک، قال: حدَّثنا أبو عليِّ الحسن بن محمّد الحضرميُّ، قال: حدَّثنا جعفر بن محمّد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة، عن عليٍّ (عليه السلام) أنّه قال: «يأتيکم بعد الخمسين والمائة أُمراء کفرة، وأمناء خونة، وعرفاء فسقة، فتکثر التجّار وتقلُّ الاَرباح، ويفشو الرِّبا، وتکثرأولاد الزِّنا، وتغمر السفاح [39] وتتناکر المعارف، وتعظم الاَهلّة [40] وتکتفي النساء بالنساء، والرِّجال بالرِّجال.

فحدث رجلُ عن عليٍّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قام إليه رجلٌ حين تحدَّث بهذا الحديث فقال له: يا أمير الموَمنين وکيف نصنع في ذلک الزَّمان؟ فقال: «الهرب الهرب فإنّه لا يزال عدل اللّه مبسوطاً علي هذه الاَُمّة ما لم يمل قرَّاوَهم إلي أُمرائهم وما لم يزل



[ صفحه 288]



أبرارهم ينهي فجّارهم، فإن لم يفعلوا [41] ثمَّ استنفروا فقالوا: لا إله إلاّ اللّه، قال اللّه في عرشه: کذبتم لستم بها صادقين» [42] .

28ـ حدَّثنا محمّد بن همّام في منزله ببغداد في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة قال: حدَّثني أحمد بن مابنداذ سنة سبع وثمانين ومائتين، قال: حدَّثنا أحمد بن هلال، قال: حدثني الحسن بن عليِّ بن فضّال، قال: حدَّثنا سفيان بن إبراهيم الجريري، عن أبيه [43] عن أبي صادق، عن أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ أنّه قال: «ملک بني العبّاس يسر لا عسر فيه، لو اجتمع عليهم الترک والدَّيلم والسند والهند والبربر والطيلسان [44] لن يزيلوه، ولا يزالون في غضارة من ملکهم حتّي يشذَّ عنهم مواليهم وأصحاب دولتهم [45] ويسلّط اللّه عليهم علجاً يخرج من حيث بدأ ملکهم، لا يمر بمدينة إلاّ فتحها، ولا ترفع له راية إلاّ هدَّها، ولا نعمة إلاّ أزالها، الويل لمن ناواه [46] فلا يزال کذلک حتّي يظفر ويدفع بظفره إلي رجل من عترتي، يقول [بـ] الحقّ ويعمل به» [47] .



[ صفحه 299]



29ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدَّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس، قال: حدّثنا الحسن بن عليِّ بن فضّال، قال: حدَّثنا ثعلبة بن ميمون عن معمر بن يحيي، عن داود الدُّجاجيِّ [48] عن أبي جعفر محمّد بن علي ـ عليهما السلام ـ قال: «سئل أمير الموَمنين (عليه السلام) عن قوله تعالي: - فاختلف الاَحزاب من بينهم- [49] فقال: انتظروا الفرج من ثلاث. فقيل: يا أمير الموَمنين وما هنَّ؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرَّايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان. فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال: أوما سمعتم قول اللّه عزَّ وجلَّ في القرآن: - إن نشأ ننزِّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين- [50] هي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتو. [51] .

30ـ ومن خطبة له (عليه السلام) تسمّي التطنجية، ظاهرها أنيق، وباطنها عميق، فليحذر قارئها من سوء ظنّه، فإنّ فيها من تنزيه الخالق ما لا يطيقه أحد من الخلائق، خطبها أمير الموَمنين (عليه السلام) بين الکوفة والمدينة، فقال:

«... يَا جابِرُ إِذَا صَاحَ النَّاقُوسُ، وَکَبَسَ الکَابُوسُ، وَتَکَلَّمَ الجَامُوسُ، فَعِنْدَ ذَلِکَ عَجَائِبُ وَأَيُّ عَجَائِبٍ إذَا أَنَارَتِ النَّارُ بِبُصْـري، وَظَهَرَتِ الرَّايَةُ العُثْمانِيَّةُ بِوَادِي سَوْدَاءَ، واضْطَرَبَتِ البَصْـرَةُ وَغَلَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَصَبَا کُلُّ قَوْمٍ إلي قَوْمٍ، وَتَحَرَّکَتْ عَسَاکِر خُراسَانُ، وَنَبَعَ شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِيميُّ مِنْ بَطْنِ الطَّالَقَانِ، وَبُويِعَ لِسَعِيدِ السَّوسِيِّ بِخُوزِسْتَانَ، وَعُقِدَتْ الرَّايَةُ لِعَمَالِيقَ کُرْدَانَ، وَتَغلَّبَتْ العَرَبُ عَلَـي بِلادالاَرْمَنِ



[ صفحه 300]



والسِّقْلابِ، وَأَذْعَنَ هِرْقَلُ بِقُسْطَنْطِينَةَ لِبَطَارِقَةِ سِينَانَ، فَتَوَقَّعُوا ظُهُورَ مُکَلِّمِ مُوسَـي مِنَ الشَّجَرَةِ عَلَـي الطُّورِ، فَيَظْهَرُ هذَا ظِاهِرٌ مَکْشُوفٌ، وَمُعايَنٌ مَوْصوفٌ... ثُمَّ بَکَي صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَالَ: واهاً لِلاَُمَمِ، إِمَّا شَاهَدَتْ رَايَاتِ بَنِـي عُتْبَةَ مَعَ بَني کَنَامِ السَّائِرينَ أَثْلاثَاً، المُرْتَکِبينَ جَبَلاً جَبَلاً مَعَ خَوْفٍ شَدْيدٍ وَبُوَْسٍ عَتِيدٍ، ألا وَهُوَ الوَقْتُ الَّذِي وُعِدْتُمْ بِهِ، لاَحْمِلَنَّهُمْ عَلَـي نَجَائِبَ، تُحَفُّهُمْ مَرَاکِبُ الاَفْلاکِ، کَأَنِّي بِالمُنافِقينَ يَقُولُونَ نَصَّ عَليٌّ علي نَفْسِهِ بِالرَّبَّانِيَّةِ، ألا فَاْشْهَدُوا شَهَادَةً أسْأَلَکُمْ بِهَا عِنْدَ الحَاجَةِ إليْهَا، أنَّ عليَاً نُورٌ مخلُوقٌ وعَبْدٌ مَرْزُوقٌ، وَمَنْ قَالَ غَيْـرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللّهِ ولَعْنَةُ اللاَّعِنينَ، ثُمَّ نَزَلَ وَهُوَ يَقُولُ: تَحَصَّنْتُ بِذِي الملکِ والمَلَکُوتْ، واعْتَصَمْتُ بذي العِزَّةِ والجَبَرُوتِ، وَامْتَنَعْتُ بِذي القُدْرَةِ والمَلَکُوتِ، مِنْ کُلِّ مَا أَخافُ وَأَحْذَرُ، أيُّها النَّاسُ مَا ذَکَرَ أَحَدُکُمْ هذِهِ الکَلِماتِ عِنْدَ نَازِلَةٍ أَوْ شِدَّةٍ إلاَّ وَأَزاحَهَا اللّهُ عَنْهُ» [52] .



[ صفحه 303]




پاورقي

[1] الذِّعلبة ـ بالکسرـ: الناقة السريعة.

[2] الوضين: بطان منسوج بعضه علي بعض يشد به الرحل علي البعير کالحزام علي السرج، وقال في «النهاية»: منه الحديث: «اليک تغدو قلقاً وضينها» ـ أراد أنَّها هزلت ودقت للسير عليها، وقال العلاّمة المجلسي ـ رحمه اللّه ـ بعد نقل ذلک عن الجزري: يحتمل أن يکون ما في الخبر کناية عن السمن أو الهزال أو کثرة سير الراکب عليها واسراعه.

[3] غيبة النعماني: 267ـ 268.

[4] مناقب ابن شهر آشوب: 2: 274ـ مرسلاً عن عليّ (عليه السلام)، البحار: 41: 319 ـ عن مناقب ابن شهر آشوب، وفيه: «... وَغَلَبة أَهْل أرمينية علي أرمينية».

[5] عبد الرزاق: 11: 356ـ 357، جمع الجوامع: 2: 30 ـ کما في ابن أبي شيبة بتفاوت يسير، وقال ابن أبي شيبة، ونعيم، وابن راهويه، وابن المنادي، مستدرک الصحيحين: 4: 437 ـ کما في عبد الرزاق بسنده إليه، وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وفي: 4: 504 ـ 505ـ کما في عبد الرزاق بتفاوت بسند آخر، عن عليٍّ (عليه السلام): ـ وفيه: «تکون في... ثمَّ تکون فتنةٌ سوداء مظلمة يکون النّاس فيها کالبهائم» وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، ابن أبي شيبة: 15: 24، حدَّثنا أبو أُسامة، عن منذر، عن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّ، قال: «کما في عبد الرزاق بتفاوت يسير ـ وفيه: وضع اللّه في هذه الاَُمّة... ثمَّ فتنة تموج کموج البحر يصبح النّاس فيها کالبهائم»، المطالب العالية: 4: 277 ـ کما في عبد الرزاق بتفاوت يسير، عن ابن راهويه، وقال: وأقرَّ به أبو أُسامة فقال: نعم، وفيه: «جعل اللّه... ثمّ تجيءُ فتنة سوداء مظلمة... کالبهائم» ملاحم ابن المنادي: 75 ـ بسند آخر، عن أبي القاسم محمَّد بن عليّ بن الحنفية بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ أنَّه قال: «يکون خمس فتن: فتنة عامّة، وفتنة خاصّة، وفتنة سوداء مظلمة يکون الناس فيها کالبهائم ما ذکر الرابعة ولا الخامسة».

[6] في بعض النسخ: إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء، وظنّي أنّ کليهما تصحيف، والصواب إبراهيم بن عبد الحميد بن أبي العلاء، واللّه أعلم.

[7] کوفان اسم للکوفة، وفي بعض النسخ «کرمان». وملتان بضم الميم ـ: مدينة من الهند قرب غزنة، قال في المراصد: أهلها مسلمون منذ قديم، وفي المراصد أيضاً: جزيرة کاوان ويقال: جزيرة بني کاوان، جزيرة عظيمة يقال لها: جزيرة لافت في بحر فارس بين عمان والبحرين، کان بها قري ومزارع، وهي الآن خراب ـ ا هـ.

[8] الابر: قرية قرب الاَسترآباد. وفي جل النسخ «الديلم» والديلمان جمع الديلم بلغة الفرس من قري أصبهان بناحية جرجان، کما في المراصد.

[9] في بعض النسخ: «والحرمات».

[10] هنات وهنوات جمع هنيئة بمعني سـاعة يسـيرة، أو من قولهم: «في فـلان هنـات» أي خصـلاتشر.

[11] الخروف ـ کصبور ـ: الذکر من أولاد الضأن.

[12] في بعض النسخ: «لا، أين مثله؟».

[13] الدريس: البالي من الثياب، والبالي: الخلقان من الثياب.

[14] کذا في جل النسخ وفي بعضها «الاَذنين» کما في البحار، وفي نسخة «لا يترک في الاَرض شراً» وکأنّ الکلمة في الاَصل غير مقروءة فکتبها کلّ علي حسب اجتهاده، مع تصرف، ويحتمل کونه «ولا يترک في الاَرض دينين» أو «لا يترک في الاَرض المين» بفتح الميم بمعني الکذب، والاَصوب عندي أنّ الجملة في الاَصل کانت «ولا يترک الاَرض بلامين» فصحفّت، يعني لا يترک الاَرض بلا حرب ولا زراعة، ففي اللغة: مان الاَرض ميناً، شقّها وحرثها للزراعة. وهو موَيد بروايات أُخر لا مجال لنا هنا لذکرها.

[15] غيبة النعماني: 274ـ 276، عنه البحار: 52: 235ـ237.

[16] ابن حمّاد: 108، غيبة الطوسي: 284 عنه (الفضل بن شاذان)، عن محمّد بن علي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) (يقول): «کان أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ يقول: ـ وفيه: لا يزالُ الناسُ يُنقصون حَتّي لا يُقالَ (اللّهُ) فإِذا کانَ ذَلِکَ ضَـرَبَ... فَيَبْعَثُ اللّهُ قَوْمَاً مِنْ أَطْرافِهَا يَجِيئُونَ قَزَعاً... لاَعْرِفُهُمْ اسْمَاءَهُمْ وَقَبائِلَهُمْ وَاسْمَ أميرِهم، وَهُمْ قَومٌ يَحْمِلُهُمْ اللّهُ کَيْفَ شَاءَ منَ القَبيلَةِ الرَّجُلَ والرَّجُلَينِ حَتَّي بَلَغَ تِسْعَةً فَيَتَوَافَوْنَ مِنَ الآفاقِ ثَلاثَمائَةِ وثَلاثَةَ عَشَـرَ رَجُلاً عِدَّةُ أَهْلِ بَدرٍ، وَهُوَ قَوْلُ اللّهِ (أَيْنَما تَکُونُوا يَأْتِ بِکُمُ اللّهُ جَمْيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَـي کُلِّ شَـيْءٍ قَدير) حَتّي أنَّ الرَّجُلَ لَيَحْتَبي فَلا يَحِلُّ حَبْوَتَهُ حَتّي يُبَلِّغهُ اللّهُ ذَلِکَ»، البحار: 51: 113ـ عن ابن أبي الحديد، وفي: 52: 334ـ عن غيبة الطوسي، لسان العرب: 8: 271 ـ بعضه ـ مرسلاً عن عليٍّ، غريب الحديث لابن الجوزي 2: 241 ـ بعضه ـ مرسلاً عن عليّ، البحار: 51: 113ـ عن ابن أبي الحديد، وفي: 52: 334ـ عن غيبة الطوسي، ينابيع المودّة: 437 ـ عن نهج البلاغة، ملاحم ابن طاووس: 80 ـ عن ابن حمّاد بتفاوت يسير، وفيه: «تنْقَضُّ الفِتَنُ حَتَّي» وفي: 176ـ کما في ابن أبي شيبة بتفاوت يسير، وقال: فيما ذکره زکريا في ترجمة أخيار جوامع، عن مولانا علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الاِشارة إلي المهدي (عليه السلام)، قال: حدَّثنا علي بن الحسن الذهلي... ثمّ بقية سند ابن أبي شيبة، منتخب الاَثر: 161 ـ 162 ـ عن نهج البلاغة، وفي: 476 ـ عن غيبة الطوسي، نهج البلاغة لصبحي صالح: 517 ـ عبده: 4: 57 ـ کما في ابن أبي الحديد، ابن أبي شيبة: 15: 23 ـ حدثنا أبو معاوية عن الاَعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارس بن سويد، عن علي قال: وفيه: «يُنْقَصُ الاِسْلامُ حَتّي لا يُقَالَ... فَإِذَا فُعِلَ ذَلِکَ ضَـرَبَ يعْسُوبُ... فَإِذا فُعِلَ ذَلِکَ بُعِثَ قَوْمٌ يجتَمِعُونَ کَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الخَرِيفِ... وَاللّهِ إنّي لاَعْرِفُ»، النهاية: 2: 170، ابن أبي الحديد: 19: 104ـ کما في ابن أبي شيبة بتفاوت... وفيه: «فإذا کَانَ ذَلِکَ ضَـرَبَ يَعْسُوبُ الدينِ بِذَنَبِهِ، فَيَجْتَمِعُونَ إِليْهِ کَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الخَرِيفِ» وَقالَ: «وَهذا الخبر من أخبار الملاحم التي کان يخبر بها (عليه السلام)، وهو يذکر فيه المهدي الذي يوجد عند أصحابنا في آخر الزمان... فإن قلت: فهذا يشيّد مذهب الاِمامية في أنّ المهدي خائف مستتر، ينتقل في الاَرض، وأنّه يظهر آخر الزمان، ويثبت ويقيم في دار ملکه. قلت: لا يبعد علي مذهبنا أن يکون الاِمام المهدي يظهر في آخر الزمان، مضطرب الاَمر، منتشر الملک في أوّل أمره لمصلحة يعلمها اللّه تعالي، ثم بعد ذلک يثبت ملکه وتنتظم أُموره».

[17] آمالي الشجري: 2: 84.

[18] کنز العمال: 14: 586 حديث (39659).

[19] ابن أبي شيبة: 15: 89، وقال: قال وکيع: «حَتَّي يُحيط اللّهُ بهم في قصرِهِ»، کنز العمال: 14: 586 حديث (39659) ـ عن ابن أبي شيبة، وفيه: «... في مِصْـرِهِ»، المغربي: 578 ـ کما في کنز العمال، عن ابن أبي شيبة، وفيه: «... يَسْأَلُونَ الحقَّ»، جمع الجوامع: 2: 170ـ عن ابن أبي شيبة، وفيه: «... تُمْلاَ... خَوْفٌ وَحزنٌ... قتال بقتالٍ وَيَسَارٌ بِيسارٍ... في قَصْـرِهِمْ».

[20] الاَعلم الاَزدي کان من أولياء أمير الموَمنين (عليه السلام) کما في رجال البرقي، وضبطه في اختصاص المفيد «العلم الاَزدي».

[21] غيبة النعماني: 277ـ 278، عقد الدرر: 65 ـ کما في الاِرشاد بتفاوت يسير، مرسلاً عن عليّ بن محمّد الاَودي، عن أبيه، عن جدِّه، وفيه: «بَيْـنَ يدي المهدي»، منتخب الاَنوار المضيئة: 30 ـ عن الخرائج، منتخب الاَثر: 441 ـ عن الاِرشاد، البحار: 52: 211 ـ عن غيبة الطوسي، والنعماني، والاِرشاد، مستجاد الحلّـي: 548 ـ 549 ـ عن الاِرشاد، إعلام الوري: 427 ـ کما في غيبة الطوسي بسند الاِرشاد، إثباة الهداة: 7: 406 ـ عن غيبة الطوسي بتقديم وتأخير، وفي: 3: 738 ـ عن غيبة النعماني بتفاوت يسير، وفي سنده أحمد بن أنس بدل محمَّد بن حسّان الرازي، وفيه: «... کألوان الدم»، کشف النوري: 175ـ عن عقد الدرر، وفيه: «بَيْـنَ يَدي المهديِّ»، الاِرشاد: 359 ـ کما في غيبة النعماني بتفاوت يسير، مرسلاً عن محمّد بن أبي البلاد، عن عليّ بن محمّد الاَزدي، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال أمير الموَمنين (عليه السلام): وفيه «... کألوان الدم...فالسيف»، کشف الغمة: 3: 248 ـ عن الاِرشاد بتفاوت يسير، غيبة الطوسي: 267 ـ کما في الاِرشاد بتفاوت يسير، عن الفضل بن شاذان، وقال: (روي) الفضل، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن أبي البلاد، عن عليِّ بن محمّد الاَودي، عن أبيه، عن جدّه (قال): قال أمير الموَمنين (عليه السلام): ، الخرائج: 3: 1152 ـ کما في غيبة النعماني، مرسلاً عن أمير الموَمنين (عليه السلام)، الفصول المهمة: 301 ـ عن الاِرشاد ظاهراً بتفاوت يسير، وفيه: علي بن يزيد الاَزدي، بشارة الاِسلام: 48 ـ عن غيبة النعماني، وغيبة الطوسي، وفيه: محمّد بن الحسن الرازي... «بَيْـنَ يدي المهديِّ»، الصراط المستقيم: 2: 242 ـ عن الاِرشاد (مختصراً).

[22] البحار: 52: 217، عن اليقين، اليقين: 156ـ157.

[23] أمالي الشجري: 2: 260، وَقَالَ: وَکَانَ عَليُّ بنُ الحسين (عليهما السلام) إذَا ذَکَرَ هَذَا الحديث بکي بکاءً شديداً، ويقول: «قد رأيتُ أسباب ذلک واللّهُ المُسْتعانُ».

[24] الکافي: 8: 69، عنه البحار: 41: 331 و 52: 265، تاريخ اليعقوبي: 2: 209ـ مرسلاً عن أمير الموَمنين، منتخب الاَثر: 437، محاضرات الراغب: 1: 89، الکامل للمبرد: 1: 177، وفيه: «يَأتِي علي النَّاسِ زَمَانٌ، لا يُعَزُّ فِيهِ إلاّ الماحِلُ، ولا يُسْتظْرَفُ إلاّ الفاجِرُ، ولا يُضَعَّفُ إلاّ المُنْصِفُ، يَتَّخِذُونَ الفَيءَ مَغْنَماً، والصَّدَقَةَ مَغْرَماً، والعِبادَةَ اسْتطالَةً علي النَّاسِ، وَصِلَةَ الرَّحْمِ مَنّاً، والعلْمَ مَتْجَراً، فَعِنْدَ ذَلِکَ يَکُونُ سُلطَانُ النِّسَاءِ، وَمَشُورَةُ الاِمَاءِ، وَإَمارَةُ الصِّبيَانِ»، نهج البلاغة لصبحي الصالح: 485. خطبة (102) ـ مرسلاً، وفيه: «لا يُقَرَّبُ فيه إلاّ الماحِلُ، ولا يُظرَّفُ فِيهِ إلاّ الفَاجِرُ، ولا يُضَعَّفُ فِيهِ إلاْ المُنْصِفُ... يَعُدُّونَ الصَّدقَةَ فِيهِ غُرْماً، وَصِلَةِ الرَّحْمِ مَنّاً، والعِبادَةَ اسْتِطالَةً علي النَّاسِ... فَعِنْدَ ذَلِکَ يَکُونُ السُّلطانُ بِمَشُورَةِ النّساءِ، وإِمارَةِ الصِّبيانِ، وَتَدْبيرِ الخِصْيَانِ» مطالب السوَول: 1: 150ـ مرسلاً، وفيه: «... لا يُعْرَفُ فيهِ إلاّ الماحِلُ، ولا يُظرفُ فيهِ إلاّ الفَاجِرُ، ولا يُوَْتَمَنُ فيهِ إلاّ الخائِنُ، ولا يَخوَّنُ إلاّ الموَْمِنُ... وَصِلَةَ الرَّحْمِ مَنّاً، والعِبادَةَ اسْتِطالَةً علي النَّاسِ وَتَعدِّياً، وَذَلِکَ يَکُونُ»، شرح ابن ميثم البحراني: 5: 291.

[25] کنز العمال: 11: 192، عن السلمي.

[26] المصدر نفسه: 11: 192، عن ارشاد القلوب للديلمي.

[27] معاني الاَخبار: 168.

[28] معاني الاَخبار: 166.

[29] من لا يحضره الفقيه: 3: 247.

[30] کنز العمال: 11: 282 حديث (31532) عن ابن حمّاد.

[31] البحار: 52: 234، غيبة النعماني: 258.

[32] البحار: 51: 111ـ 112 وفيه:

بيان: «الشيّب» ـ بالکسر وبضمّتين ـ جمع الاَشيب، وهو من ابيضَّ شعره، و «استدارة الفلک» ـ کناية عن طول مرور الاَزمان، أو تغيّـر أحوال الزمان، وسيأتي خبر في ـ باب أشراط السّاعة ـ يوَيّد الثاني.

قوله: «هذا» ــ فصل بين الکلامين ـ أي خذوا هذا.

و «النهل» ـ محرَّکة ـ أوَّل الشرب، و «العلل» ـ محرَّکة ـ الشربة الثانية، والشرب بعد الشرب تباعاً.

قوله (عليه السلام): «کمل شهره» ـ أي کما يملاَ في شهره في الليلة الرابع عشر، فيکون ما بعده تأکيداً، أو کما إذا فرض أنَّه يکون نامياً متزايداً إلي آخر الشهر.

وسيأتي تفسير بعض الفقرات في شرح الخطبة المنقولة من «الکافي»، وهي کالشرح لهذه، ويظهر منها ما وقع في هذا الموضع من التحريفات والاختصارات المخلّة بالمعني.

[33] البحار: 51: 117، أمالي الطوسي: 1: 391، منتخب الاَثر: 484، بشارة الاِسلام: 39.

[34] کنز العمال: 11: 378 حديث (44217).

[35] الصراط المستقيم: 2: 258، عنه اثبات الهداة: 3: 578.

[36] برهان المتقي: 111، کنز العمال: 14: 587 حديث (39663)، منتخب الاَثر: 453، ملاحم ابن طاووس: 58، وفي سنده: الرقّاشي القصَّاب، وفيه: «ثلاثاً بدل ثُلْثٍ»، جمع الجوامع: 2: 103، عقد الدرر: 63، وقال: أخرجه الاِمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري في «سننه»، ورواه الحافظ أبو عبد اللّه نعيم بن حماد في کتاب «الفتن»، بشارة الاِسلام: 77 وفيه: «... ثَلاثٌ وَيَموتَ وَيَبْقي ثَلاثٌ»، عرف السيوطي، الحاوي: 2: 68، کشف النوري: 175.

[37] راجع: روضة الکافي: 8: 63، البحار: 51: 122ـ130، عن روضة الکافي، وفيه:

بيان: الاَزل «الضيق» والشدّة، و «الخطب» الشأن والاَمر ويحتمل أن يکون المراد بما استدبروه ماوقع في زمن الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) من استيلاء الکفرة أوّلاً وغلبة الحقِّ وأهله ثانياً وبما استقبلوه ما ورد عليهم بعد الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) من أشباهها ونظائرها من استيلاء المنافقين علي أمير الموَمنين (عليه السلام) ثمَّ رجوع الدولة إليه بعد ذلک فإنّ الحالتين متطابقتان، ويحتمل أن يکون المراد بهما شيئاً واحداً وإنّما يستقبل قبل وروده يستدبر بعد مضيّه والمقصود التفکر في انقلاب أحوال الدُّنيا وسرعة زوالها وکثرة الفتن فيها فتدعو إلي ترکها والزهد فيها، ويحتمل علي بُعد أن يکون المراد بما يستقبلونه ما هو أمامهم من أحوال البرزخ وأهوال القيامة وعذاب الآخرة وبما استدبروه ما مضي من أيّام عمرهم وما ظهر لهم ممّا هو محلّ للعبرة فيها.

«بلبيب» أي عاقل «بسميع» أي يفهم الحقَّ ويوَثر فيه «ببصير» أي يبصر الحقَّ ويعتبر بما يري وينتفع بما يشاهد «فيما يعنيکم» أي يهمّکم وينفعکم وفي بعض النسخ يغنيکم ج والنظر فيهج الظاهر أنّه بدل اشتمال لقوله فيما يعنيکم ويحتمل أن يکون فاعلاً لقوله يعنيکم بتقدير النظر قبل الظرف أيضاً.

«من قد أقاده اللّه» يقال: أقاده خيلاً أي أعطاه ليقودها ولعلّ المعني من مکّنه اللّه من الملک بأن خلّي بينه وبين اختياره ولم يمسک يده عمّـا أراده «بعلمه» أي بما يقتضيه علمه وحکمته من عدم إجبارهم علي الطاعات، ويحتمل أن يکون من القود والقصاص ويوَيّده أنَّ في بعض النسخ بعمله فالضمير راجع إلي الموصول «علي سنّة» أي طريقة وحالة مشبهة ومأخوذة «من آل فرعون» من الظلم والکفر والطغيان أو من الرفاهية والنعمة کما قال «أهل جنّات» فعلي الاَوّّل حال وعلي الثاني بدل من قوله علي سنّة أو عطف بيان له «بما ختم اللّه» الباء بمعني في أو إلي أو زائدة و«النضرة» الحسن والرونق.

وقوله (عليه السلام): «مخلّدون» خبر لمبتدأ محذوف والجملة مبيّنة وموَکّدة للسابقة أي هم واللّه مخلّدون في الجنان «وللّه عاقبة الاَُمور» أي مرجعها إلي حکمه کما قيل أو عاقبة الملک والدولة والعزِّ للّه ولمن طلب رضاه کما هو الاَنسب بالمقام «فيا عجبا» بغير تنوين وأصله يا عجبي ثمَّ قلبوا الياء ألفاً فإن وقفت قلت: يا عجباه أي يا عجبي أقبل هذا أوانک أو بالتنوين أي يا قوم اعجبوا عجباً أو أعجب عجباً والاَوَّل أشهر وأظهر. «في دينها» الظرف متعلّق بالاختلاف أو بالخطاء أو بهما علي التنازع. «بغيب» أي بأمر غائب عن الحسِّ ممّا أخبر به النبي صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم من الجنّة والنار وغيرهما. «ولا يعفّون» بکسر العين وتشديد الفاء من العفّة والکفِّ أو بسکون العين وتخفيف الفاء من العفو أي عن عيوب الناس«المعروف الخ» أي المعروف والخير عندهم ما يعدُّونه معروفاً ويستحسنونه بعقولهم الناقصة وإن کان منکراً في نفس الاَمر أو المعني أنَّ المعروف والمنکر تابعان لارادتهم وميول طبائعهم وشهواتهم فما اشتهته أنفسهم وإن أنکرته الشريعة فهو المعروف عندهم «بعري وثيقات» أي يظنّون أنّهم تمسّکوا بدلائل وبراهين فيما يدَّعون من الاَُمور الباطلة.

«وأسباب محکمات» أي يزعمون أنّهم تعلّقوا بوسائل محکمة فيمن يتوسّلون بهم من أئمّة الجور «انس بعضهم» علي الفعل أو المصدر والثاني أظهر «وحشة» أي يفعلون کلّ ذلک لوحشتهم ونفورهم عن العلوم التي ورَّثها النبيُّ (صلي الله عليه وآله وسلم) أهل بيته «أهل حسرات» بعد الموت وفي القيامة وفي النّار و «کهوف شبهات» أي تأوي إليهم الشبهات لاَنّهم يقبلون إليها ويفتتنون بها وفي بعض النسخ «وکفر وشبهات» فيکونان معطوفين علي حسرات.

وقال الجوهريّ: العشوة أن يرکب أمراً علي غير بيان ويقال: أخذت عليهم بالعشوة أي بالسواد من الليل «فهو مأمون» خبر للموصول، والمعني أنَّ حسن ظنِّ النّاس والعوامِّ بهم إنّما هو لجهلهم بضلالتهم وجهالتهم ويحتمل أن يکون المراد بالموصول أئمّة من قد ذمّهم سابقاً لا أنفسهم «من فعلات شيعتي» أي من يتّبعني اليوم ظاهراً و «اليوم» ظرف للقرب «المتشتّة» أي هم الذين يتفرَّقون عن أئمّة الحقِّ ولا ينصرونهم ويتعلّقون بالفروع التي لا ينفع التعلّق بها بدون التشبّث بالاَصل کاتّباعهم المختار وأبا مسلم وزيداً وأضرابهم بعد تفرُّقهم عن الاَئمّة (عليهم السلام) «من غير جهته» أي من غيرالجهة التي يرجي منها الفتح أو من غير الجهة التي أُمروا بالاستفتاح منها فإنَّ خروجهم بغير إذن الاِمام کان معصية.

«لشرِّ يوم» إشارة إلي اجتماعهم علي أبي مسلم لدفع بني أُميّة وقد فعلوا لکن سلّطوا علي أئمّة الحقِّ من هو شرُّ منهم وقال الجزريُّ وفي حديث عليُّ: فيجتمعون إليه کما يجتمع قزع الخريف أي قطع السّحاب المتفرِّقة وإنَّما خصَّ الخريف لاَنّه أوَّل الشّتاء والسّحاب يکون فيه متفرِّقاً غير متراکم ولا مطبق ثمَّ يجتمع بعضه إلي بعض بعد ذلک وقال: الرکام، السحاب المتراکم بعضه فوق بعض.

أقول: نسبة الجمع إليه تعالي مجاز لعدم منعهم عنه وتمکينهم من أسبابه وترکهم واختيارهم «ثمَّ يفتح لهم» فتح الاَبواب کناية عمّـا هيّيَ لهم من أسبابهم وإصابة تدبيراتهم واجتماعهم وعدم تخاذلهم.

و «المستشار» موضع ثورانهم وهيجانهم ثمّ شبّه (عليه السلام) تسليط هذا الجيش عليهم بسوء أعمالهم بما سلّط اللّه علي أهل سبأ بعد إتمام النعمة عليهم لکفرانهم، وإنّما سمّي ذلک بسيل العرم لصعوبته أي سيل الاَمر العرم أي الصعب أو المراد بالعرم المطر الشديد أو الجرذ أضاف إليه لاَنّه نقب عليهم سدّاً ضربت لهم بلقيس وقيل اسم لذلک السد وقد مرَّت القصَّة في کتاب النبوَّة.

والضمير في «عليه» إمّا راجعٌ إلي السيل فعلي تعليليّة أو إلي العرم إذا فسّـر بالسدِّ. وفي بعض النسخ «بعث» وفي بعضها «نقب» بالنون والقاف والباء الموحّدة فقوله «فارة» مرفوع بالفاعليّة وفي النهج «کسيل الجنّتين حيث لم تسلم عليه قارة ولم تثبت له أکمة» والقارة الجبل الصغير والاَکمة هي الموضع الذي يکون أشدَّ ارتفاعاً ممّا حوله وهو غليظ لا يبلغ أن يکون حجراً والحاصل بيان شدِّة السيل المشبّه به بأنّه أحاط بالجبال وذهب بالتلال ولم يمنعه شيء. والسنن الطريق و«الرصُّ» التصاق الاَجزاء بعضها ببعض و«الطود» الجبل أي لم يردَّ طريقه طود مرصوص هوَلاء ليس إلاّ تفريق بني أُميّة ودفع ظلمهم.

وقال الفيروز آباديُّ: ضعضعه هدمه حتّي الاَرض و «الجنادل» جمع جندل وهو ما يقلّه الرجل من الحجارة أي يهدم اللّه بهم رکناً وثيقاً هو أساس دولة بني أُميّة و ينقض بهم الاَبنية التي طويت وبنيت بالجنادل والاَحجار من بلاد إرم وهي دمشق والشام إذ کان مستقر ملکهم في أکثر زمانهم تلک البلاد لاسيّما في زمانه صلوات اللّه عليه.

وقال الجزريُّ: فيه ينادي مناد من بطنان العرش أي من وسطه وقيل من أصله، وقيل البطنان جمع بطن وهو الغامض من الاَرض يريد من دواخل العرش.

وقال الفيروز آباديُّ: الزيتون مسجد دمشق أو جبال الشام وبلد بالصين، والمعني أنَّ اللّه يملاَ منهم وسط مسجد دمشق أو دواخل جبال الشام والغرض بيان استيلاء هوَلاء القوم علي بني أُميّة في وسط ديارهم والظفر عليهم في محلِّ استقرارهم وأنّه لا ينفعهم بناء ولا حصن في التحرُّز عنهم.

و «طمطمة رجالهم» الطمطمة اللغة العجميّة ورجل طمطميّ في لسانه عجمة، وأشار ـ عليه السلام ـ بذلک إلي أنّ أکثر عسکرهم من العجم لاَنّ عسکر أبي مسلم کان من خراسان «وأيم اللّه ليذوبنَّ» الظاهر أنَّ هذا أيضاً من تتمّة بيان انقراض ملک بني أُميّة وسرعة زواله ويحتمل أن يکون إشارة إلي انقراض هوَلاء الغالبين من بني العبّاس «وإلي اللّه عزَّ وجلَّ يقضي» من القضاء بمعني المحاکمة أو الاِنهاء والاِيصال کما في قوله تعالي: (وقضينا إليه ذلک الاَمر) وفي بعض النسخ «يفضي» بالفاء أي يوصل «ودرج الرجل» أي مشي، ودرج أيضاً بمعني مات، ويقال درج القوم أي انقرضوا، والظاهر أنَّ المراد به هُنا الموت أي من مات مات ضالاً وأمره إلي اللّه يعذِّبه کيف يشاء ويحتمل أن يکون بمعني المشي أي من بقي منهم فعاقبته الفناء واللّه يقضي فيه بعلمه «ولعلّ اللّه يجمع» إشارة إلي زمن القائم (عليه السلام).

«وليس لاَحد علي اللّه عزَّ ذکره الخيرة» أي ليس لاَحد من الخلق أن يشير بأمر علي اللّه أنَّ هذا خير ينبغي أن تفعله بل له أن يختار من الاَُمور ما يشاء بعلمه وله الاَمر يأمر بما يشاء في جميع الاَشياء «عن مرِّ الحقِّ» أي الحقُّ الذي هو مرُّ أو خالص الحقِّ فانّه مرُّ واتّباعه صعب، وفي النهج عن نصر الحقِّ و«الهضم» الکسر وزوي الشيء عنه أي صرفه ونحّاه ولم أطلع علي الاِزواء فيما عندي من کتب اللغة وکفي بالخطبة شاهداً علي أنّه ورد بهذا المعني.

«کما تاهت بنو إسرائيل» أي خارج المصر أربعين سنة ليس لهم مخرج بسبب عصيانهم وترکهم الجهاد فکذا أصحابه ـ صلوات اللّه عليه ـ تحيّـروا في أديانهم وأعمالهم لما لم ينصروه ولم يعينوه علي عدوِّه کما روي عن النبيِّ (صلي الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: لترکبنَّ سنن من کان قبلکم حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة حتي لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه.

«أضعاف ما تاهت» يحتمل أن يکون المراد بالمشبّه به هنا تحيّـر قوم موسي بعده في دينهم ويحتمل أن يکون المراد التحيّـر السابق، وعلي التقديرين إمّا المراد المضاعفة بحسب الشدَّة وکثرة الحيرة أو بحسب الزمان فإنّ حيرتهم کان إلي أربعين سنة وهذه الاَُمّة إلي الآن متحيّـرون تائهون في أديانهم وأحکامهم «الداعي إلي الضلالة» أي الداعي إلي بني العباس «وقطعتم الاَدني من أهل بدر» أي الاَدنين إلي النبيِّ (صلي الله عليه وآله وسلم) نسباً الناصرين له في غزوة بدر وهي أعزُّ غزوات الاِسلام يعني نفسه وأولاده ـ صلوات اللّه عليهم ـ «ووصلتم الاَبعد» أي أولاد يأبي عنه إلاّ بتکلّف، وقد ظهر في زماننا في سنة خمس وسبعين وألف ذوذوَابة ما بين القبلة والمشرق، وکان له طلوع وغروب، وکانت له حرکة خاصّة سريعة عجيبة علي التوالي لکن لا علي نسق ونظام معلوم، ثمَّ غاب بعد شهرين تقريباً کان يظهر أوّل الليل من جانب المشرق، وقد ضعف حتّي انمحي بعد شهر تقريباً، وتطبيقه علي هذا يحتاج إلي تکلّفين کما لا يخفي «ولاح لکم القمر المنير» الظاهر أنّه استعارة للقائم (عليه السلام) ويوَيّده ما مرَّ بسند آخر «وأشرق لکمقمرکم» ويحتمل أن يکون من علامات قيامه (عليه السلام) ظهور قمر آخر أو شيء شبيه بالقمر.

«إن اتّبعتم طالع المشرق» أي القائم (عليه السلام) وذکر المشرق إمّا لترشيح الاستعارة السابقة أو لاَنَّ ظهوره (عليه السلام) من مکّة وهي شرقيّة بالنسبة [إلي المدينة] أو لاَنَّ اجتماع العساکر عليه وتوجّهه (عليه السلام) إلي فتح البلاد إنّما يکون من الکوفة وهي شرقيّة بالنسبة إلي الحرمين وکونه إشارة إلي السلطان إسماعيل أنار اللّه برهانه بعيد «والتعسّف» أي لا تحتاجون في زمانه ـ عليه السلام ـ إلي طلب الرزق والظلم علي النّاس لاَخذ أموالهم «ونبذتم الثقل الفادح» أي الديون المثقلة ومظالم العباد أو إطاعة أهل الجور وظلمهم «ولا يبعّد اللّه» أي في ذلک الزمان أو مطلقاً «إلاّ من أبي» [أي] عن طاعته (عليه السلام) أو طاعة اللّه و «ظلم» أي نفسه أو النّاس «واعتسف» أي مال عن طريق الحقِّ أو ظلم غيره.

[38] غيبة النعماني: 93ـ 94 وفيه: وَفي هذَين الحدِيثين مِنْ ذِکْرِ الغيبَةِ وصاحِبها ما فيه کفاية وشفاءٌ للطالِب المُرتادِ، وحُجَّة علي أهْلِ [الجَحْدِ وَ] العِنادِ، وفي الحَديثِ الثاني إشارَةٌ إلي ذِکْرِ عِصابَةً لَمْ تَکُنْ تُعْرَفُ فيما تَقَدَّمَ، وَإِنَّما يُبْعَثُ في سَنَةِ سِتِّينَ ومائَتينِ وَنَحْوها وهي کما قَالَ أمير الموَمنينَ (عليه السلام) سَنَةُ إِظْهارِ غَيْبَةِ المُتغَيِّبِ وَهِيَ کَما وَصَفَها وَنَعَتَها وَنَعَتَ الظاهِرَ برايَتِها، وَإِذا تَأَمَّلَ اللَّبيبُ الذي لَهُ قَلبٌ ـ کما قال اللّه تعالي: (أَوْ أَلْقَي السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) ـ هذا التَّلويح اکتفي بهِ عن التصريح، نسْألُ اللّه الرحيم توفيقاً للصوابِ برحمَتِهِ.

[39] «تغمر» أي تکثر، والسفاح: مراودة الرجل المرأة بدون نکاح، والزنا، أو اراقة الدم، وفي الحديث «أوّله سفاح وآخره نکاح» أراد به أنّ المرأة تسافح الرجل مدّة ثمّ يتزوّجها.

[40] کذا، ولعلّه جمع هلال بمعني الغلام الجميل، ويمکن أن يکون الاَصل «تغطّي الاَهلة» أي ستر عن الناس هلال کل شهر، والاَوّل بالسياق أنسب.

[41] قوله: «فإن لم يفعلوا» أي فإن مال أهل العلم ـ والقراء کناية عنهم ـ إلي الاَُمراء، وترک الاَبرار النهي عن المنکرات ثم أظهروا النفرة وتباعدوا عن أهل المعاصي واستظهروا بکلمة «لا إله إلاّ اللّه» يعني أظهروا التوحيد، فقال اللّه تعالي: کذبتم ما کنتم بأهله، أعني، لم يقبل اللّه منهم.

[42] غيبة النعماني: 248ـ 249.

[43] إبراهيم بن مرثد ـ أو مزيد ـ الجريري الاَزدي من أصحاب أبي جعفر الباقر (عليه السلام) کوفي، يروي عن أخيه عبد خير المکنّي بأبي الصادق الاَزدي وهو من أصحاب أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ.

[44] الطيلسان ـبفتح أوّله وسکون ثانيه ولام مفتوحة وسين مهملة وآخره نون ـ: اقليم واسع کثير البلدان والسکان من نواحي الديلم والخزر، والخزر بلاد الترک خلف باب الاَبواب وهم صنف من الترک.

[45] في بعض النسخ «أصحاب ألويتهم» جمع لواء.

[46] ناواه مناواة ومناوأة ونواء أي عارضه وعاداه.

[47] غيبة النعماني: 249ـ 250 ـ الباب الرابع عشر، وفيه: قال أبو عليّ [يعني محمد بن همام بن سهيل]: «يقول أهل اللغة: العِلج: الکافر، والعلج: الجافي في الخلقة، والعلج: اللئيم. والعلج: الجَلِدُ الشديد في أمره، وقال أمير الموَمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) لرجلين کانا عنده: «إنّکما تعالجان عن دينکما وکانا من العرب». قال ذلک لکون العلج ـ بکسر العين ـ قد يطلق في لسان أهل اللغة علي الکفار من العجم دون العرب. وسيأتي الکلام في المراد بالعلج في ذيل الحديث الثامن عشر من الباب إن شاء اللّه تعالي.

[48] هو داود بن أبي داود الدجاجي المعنون في منهج المقال لميرزا محمد الاسترآبادي کان من أصحاب أبي جعفر الباقر (عليه السلام) يروي عنه معمّر بن يحيي العجلي الکوفي وهو ثقة عند أبي داود والعلاّمة والنجاشي.

[49] مريم: 37.

[50] الشعراء: 4.

[51] غيبة النعماني: 251 ـ 252، الباب الرابع عشر.

[52] مشارق البرسي: 166 ـ 170ـ مرسلاً عنه (عليه السلام)، عنه الاِيقاظ من الهجعة: 375 ـ بعضها ـ.