بازگشت

الدجال


«الدّجَّال»

1ـ وعن أمير الموَمنين عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام) في قصَّة الدّجّال، قال:

«ألا وإنَّ أکثر أتباعِهِ أولادُ الزِّنا، لابِسُو التِّيجانِ ألا وهم اليهودُ، عَلَيْهِم لَعْنَةُ اللّهِ، يَأکُلُ وَيَشْـرَبُ، لَهُ حِمَارٌ أَحمَرٌ، طُولُهُ ستُّونَ خُطْوَةً مَدُّ بَصَـرِهِ، أَعْوَرُ اليَمِينِ، وَإِنَّ رَبَّکُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، صَمَدٌ لا يَطْعَمُ، فَيشْمَلُ البِلادَ البَلاءُ، وَيُقِيمُ الدَّجَّالُ أَرْبَعينَ يَوْماً، أوَّلُ يَوْمٍ کَسَنَةٍ، والثَّاني کَأَقَلَّ، فلا تَزالُ تَصْـغرُ وَتَقْصرُ حَتَّي تَکُونَ آخِرُ أيَّامِهِ کَلَيْلَةِ يَوْمٍ من أيَّامِکُمْ هذِه، يَطَأُ الاَرضَ کُلَّها إلاَّ مَکَّةَ والمدِينةَ وبَيْتَ المقْدِسِ.

وَيَدْخُلُ المهدِيُّ (عليه السلام)، بَيْتَ المَقْدِسِ، وَيُصَلِّـي بالنَّاسِ إِماماً، فَإِذَا کانَ يَوْمُ الجُمْعَةِ، وَقَد أُقِيْمَتِ الصَّلاةُ، نَزَلَ عِيسي بنُ مريمَ (عليه السلام) بِثَوبَيْـنِ مُشـرِقَيْنِ حُمْرٍ کَأَنَّما يَقْطُرُ مِنْ رَأْسِهِ الدُّهْنُ، رَجْلُ الشَّعْرِ، صَبِيحُ الوَجْهِ، أَشْبَهُ خَلْقِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَبِيکُمْ إِبْرَاهِيمَ خَليلِ الرَّحْمنِ (عليه السلام)، فَيَلْتَفِتُ المَهْدِيُّ، فَيَنْظُرُ عِيسَـي (عليه السلام)، فَيَقُولُ لِعِيسي: يا ابن البَتُولِ صَلِّ بالناسِ. فَيَقُولُ: لَکَ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَتَقَدَّمُ المهديُّ (عليه السلام)، فَيُصَلِّي بالنَّاسِ، وَيُصَلَّـي عِيسي (عليه السلام) خَلْفَهُ، ويُبايِعُهُ.

وَيَخْرُجُ عِيسي (عليه السلام) فَيَلْتَقِي الدَّجَّالَ، فَيْطعَنُهُ، فَيَذُوبُ کَمَـا يَذُوبُ الرَّصاصُ، ولا تَقْبلُ الاَرْضُ مِنْهُمْ أَحَداً، لا يَزالُ الحَجَرُ والشَّجَرُ يَقُولُ، يا موَْمِنُ! تَحْتِي



[ صفحه 234]



کافِرٌ اقْتُلْهُ.

ثُمَّ إنَّ عِيسي (عليه السلام)، يَتَزَوَّجُ امْرَأَةً مِنْ «غَسَّانَ»، وَيُولَدُ لَهُ مِنْها مَوْلُودٌ، وَيَخْرُجُ حَاجَّاً، فَيَقْبِضُ اللّهُ تعالي رُوحَهُ في طَرِيقِهِ قَبْلَ وُصُولِهِ إلي مَکَّة» [1] .

2ـ حدَّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ـ رضي اللّه عنه ـ قال: حدَّثنا عبد العزيز ابن يحيي الجلوديّ بالبصرة قال: حدَّثنا الحسين بن معاذ قال: حدَّثنا قيس بن حفص قال: حدَّثنا يونس بن أرقم، عن أبي سيّار الشيباني، عن الضحّاک بن مزاحم، عن النَّزال ابن سبرة قال: خطبنا أمير الموَمنين عليُّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ فحمدَ اللّهَ عزَّ وجلَّ وأثني عليه وصلّـي علي مُحمدٍ وآلهِ، ثمَّ قال: سَلُوني أيُّها النَّاسُ قَبْلَ أن تَفقِدُوني ـ ثلاثاً ـ فقامَ إليه صعصَعَةُ بن صُوحانَ فقال: يا أمير الموَمنين متي يخرجُ الدَّجّالُ؟ فقال لهُ علي (عليه السلام):

«اقْعُدْ فَقَدْ سَمِعَ اللّهُ کَلامََکَ وَعَلِمَ مَا أَرَدْتَ، وَاللّهِ ما المسْوَولُ عَنْهُ بِأَعلَمَ مِنَ السائِلِ، ولَکِنْ لِذَلکَ عَلامَاتٌ وَهَيئَاتٌ يَتْبَعُ بَعْضُها بَعضْاً کَحَذْوِ النَّعْلِ بالنَّعْلِ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُکَ بِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ يا أَميرَ الموَمنين.

فَقالَ (عليه السلام): احْفَظْ فَإِنَّ عَلاَمَةَ ذَلِکَ، إَذَا أَمَاتَ النَّاسُ الصَّلاة، وَأَضَاعُوا الاَمانَةَ وَاسْتَحَلّوا الکَذِبَ، وَأَکَلُوا الرِّبا، وَأَخَذُوا الرشا، وَشَيَّدُوا البُنْيانَ، وَبَاعُوا الدِّينَ بِالدُّنيا، واسْتَعمَلُوا السُّفَهَاءَ، وَشَاوَرُوا النِّسَاءَ، وَقَطَعُوا الاَرْحامَ، وَاتَّبَعوا الاَهْوَاءَ واسْتَخَفُّوا بِالدِّمَاءِ، وَکَانَ الحِلْمُ ضَعْفَاً، والظّلْمُ فَخْراً، وکانت الاَُمراءُ فَجَرَةً، والوزَراءُ ظَلَمَةً، والعُرَفاءُ خَوَنَةً، والقُرَّاءُ فَسَقَةً، وظَهَرَت شَهادَةُ الزُّورِ، واستُعْلِنَ الفُجُورُ، وقوْلُ البُهْتانِ، والاِثمُ والطُّغْيانُ، وحُلِّيَتِ المَصاحِفُ، وَزُخْرِفَتُ المَسَاجِدُ، وَطُوِّلَتِ المَنارَاتُ، وأُکْرِمَتِ الاَشْـرَارُ، وازْدَحمتْ الصُّفُوفُ، واخْتَلَفَتِ القُلُوبُ، وَنُقِضَتِ العُهُودُ، وَاقْتَرَبَ المَوعُودُ، وَشَارَکَ النِّساءُ أَزْواجَهُنَّ في التِّجارَةِ حِرصاً علي الدُّنيا، وَعَلَتْ أصْواتُ الفُسَّاقِ واسْتُمِعَ



[ صفحه 235]



مِنْهُم، وَکَانَ زَعِيمُ القَوْمِ أرْذَلَهُمْ، واتُّقِيَ الفَاجِرُ مَخافَةَ شَـرِّهِ، وَصُدِّقَ الکَاذِبُ، وائْتُمِنَ الخائِنُ. واتُّخِذَتِ القِيَانُ والمَعَازِفُ، وَلَعَنَ آخِرُ هذِهِ الاَُمّةِ أَوَّلها، وَرَکَبَ ذَوَاتُ الفُرُوجِ السُّـرُوجَ، وَتَشَبَّهَ النِّساءُ بِالرِّجَالِ، والرِّجَالُ بِالنِساءِ، وَشَهِدَ الشَّاهِدُ مِنْ غَيـرِ أنْ يُسْتَشْهَدَ، وَشَهِدَ الآخَرُ قَضَاءً لِذِمَامٍ بِغَيْـرِ حَقٍّ، عَرَفَهُ وَتُفقّهَ لِغَيْـرِ الدِّينِ، وَآثَرُوا عَمَلَ الدُّنيا علي الآخِرَةِ، وَلَبِسُوا جُلُودَ الضَّأنِ عَلَـي قُلُوبِ الذِّئَابِ وَقُلُوبُـهُمْ أَنْتَنُ مِنَ الجِيَفِ وَأَمَرُّ مِنَ الصَـبْرِ، فَعِنْدَ ذَلِکَ، الوَحَا الوَحَا، ثُمَّ العَجَلَ العَجَلَ، خَيْـرُ المَسَاکِنِ يَوْمَئِذٍ بَيْتُ المَقدِسِ، وَلَيَأْتِينَّ عَلَـي النَّاسِ زَمانٌ يَتَمَنَّي أَحَدُهُمْ أنَّهُ مِنْ سُکّانِهِ.

فَقَامَ إِليهِ الاَصْبَغُ بنُ نَباتَةَ فَقَالَ: يا أَميرَ الموَمنينَ مَنَ الدَّجَّالُ؟ فقالَ: ألا إنَّ الدَّجَّالَ صَائِدُ بنُ الصَّيْدِ، فَالشَّقيُّ مَن صَدَّقَهُ، والسَّعِيْدُ مَنْ کَذَّبَهُ، يَخْرِجُ مِنْ بَلْدَةٍ يُقالُ لَها أصفَهَانُ، مِنْ قَرْيَةٍ تُعْرَفُ باليَهُودِيّةِ، عَيْنَهُ اليُمْني ممسُوحَةٌ، والعَينُ الاَُخْري في جَبْهَتِهِ تُضِـيءُ کَأَنَّهَا کَوْکَبُ الصُّبْحِ، فِيهَا عَلَقةٌ کَأَنَّها مَمْزُوجَةٌ بِالدَّمِ، بَيْـنَ عَيْنَيْهِ مَکْتُوبٌ کافِر، يَقرَوَُهُ کُلُّ کاتِبٍ وَأُمّي، يَخوضُ البِحَارَ وَتَسيرُ مَعَهُ الشَّمْسُ، بَيْنَ يَدَيْهِ جَبَلٌ مِنْ دُخان، وَخَلْفَهُ جَبَلٌ أبْيَضُ يُرِي النّاسَ أنَّهُ طَعامٌ، يَخْرُجُ حِينَ يَخْرُجُ في قَحْطٍ شَدِيدٍ تَحْتَهُ حِمارٌ أقمَرُ، خُطْوَةُ حِمارِهِ ميلٌ، تُطْوَي لَهُ الاَرْضُ مَنْهَلاً مَنْهَلاً، لا يَمُرُّ بِماءٍ إلاّ غارَ إلي يَومِ القِيامَةِ، يُنادي بِأَعْلَي صَوتِهِ يُسْمعُ ما بَيْـنَ الخافِقَينِ مِنَ الجِنِّ والاِنْسِ والشَّياطينِ يَقُولُ: إليَّ أوليائي «أنا الّذي خَلَقَ فَسَوّي وَقَدَّرَ فَهَدي، أنا رَبُّکُمُ الاَعلي» وَکَذَبَ عَدُوُّ اللّهِ، إنَّهُ أَعْوَرُ يَطْعَمُ الطَّعامَ وَيَمْشي في الاَسواقِ، وإنَّ رَبَّکُمْ عزَّ وَجلَّ لَيْسَ بِأَعوَرَ، ولا يَطْعَمُ ولا يَمْشي ولا يَزولُ. تعالي اللّهُ عن ذلِکَ عُلُوّاً کبيراً.

ألا وإنَّ أکْثَرَ أتْباعِهِ يَوْمَئِذٍ أَوْلادُ الزّنا، وَأصحْابُ الطَّيالسَةِ الخُضـرِ، يَقْتلُهُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالشَامِ علي عَقَبةٍ تُعْرَفُ بِعَقَبَةِ أفْيَق لِثَلاثِ ساعاتٍ مَضَت مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ علي يَدِ مَنْ يُصَلِّـي المَسيحُ عِيسي بنُ مَريَمَ (عليه السلام) خَلْفَهُ ألا إنَّ بَعْدَ ذَلِکَ الطَّامَّةِ الکُبْري.

قُلْنا: وَمَا ذَلِکَ يَا أَميرَ المُوَمِنينَ؟ قَالَ: خُرُوجُ دابَّةٍ (مِنَ) الاَرْضِ مِنْ عِنْدِ الصَّفا مَعَها خاتَمُ سُلَّيمان بن داود، وَعَصي مُوسي (عليهم السلام)، يُضَعُ الخَاتَمَ علَـي وجْهِ کُلِّ



[ صفحه 236]



مُوَْمِنٍ فَيْنطَبعُ فيهِ: هذا موَمِنٌ حَقّاً، وَيَضَعُهُ علي وَجْهِ کُلِّ کافِرٍ فَيَنْکَتِبُ هذا کافِرٌ حَقَّاً، حتَّي أنَّ المُوَمِنُ لَيُنادي: الوَيْلُ لَکَ يا کَافِرُ،وأَنَّ الکافِرَ يُنادي طُوبي لَکَ يا مُوَمِنُ، وَدَدْتُ أنّي اليوم کُنْتُ مِثلَکَ فَأفُوزَ فَوزاً عَظيماً.

ثُمَّ تَرْفَعُ الدَّابَّةُ رَأْسَها فَيَراهَا مَنْ بَيْـنَ الخَافِقَينِ بِإِذْنِ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ وَذَلِکَ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغرِبِها فَعِنْدَ ذَلِکَ تُرْفَعُ التَّوبَةُ، فلا تَوبَةَ تُقْبَلُ وَلا عَمَلَ يُرفَعُ و - لا يَنْفَعُ نَفساً إيمانُها لم تَکُن آمَنَتْ مِنْ قَبلُ أو کَسَبَتْ في إيمانها خيراً-.

ثمَّ قالَ (عليه السلام): لا تَسْأَلُوني عَمَّـا يَکُونُ بَعْدَ هذا فَإِنَّهُ عَهْدٌ عَهِدَهُ إليَّ حَبيبي رَسُولُ اللّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) أن لا أُخْبِرَ بِهِ غَيرَ عِترَتي.

قَالَ النّزالُ بنُ سَبرَة: فقلْتُ لِصَعصَعَةَ بن صُوْحانَ: يَا صَعْصَعَةُ ما عَني أميرُ الموَمنين (عليه السلام) بهذا؟ فقال صَعصَعَةُ: يا ابن سبرةِ إنَّ الَّذي يُصَلِّـي خَلْفَهُ عيسي بنُ مَريَمَ (عليه السلام) هُوَ الثاني عَشَـرَ من العِتْرَةِ، التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِ الحُسينِ بن علي (عليه السلام)، وهوَ الشَّمْسُ الطَّالِعَةُ مِنْ مَغرِبِها يَظْهَرُ عِنْدَ الرُّکْنِ والمَقامِ فَيُطَهِّرُ الاَرْضَ وَيَضَعُ مِيزانَ العَدْلِ فَلا يَظْلِمُ أحْدٌ أحَداً.

فَأخْبَـرَ أميرُ الموَمنين (عليه السلام) أنَّ حبيبَهُ رَسُولُ اللّهِ صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم عَهِدَ إليهِ أنْ لا يُخْبِرَ بِما يَکُونُ بَعْدَ ذَلِکَ غَيرَ عِتْرَتِهِ الاَئمّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم أجمَعِين» [2] .



[ صفحه 237]



3ـ عن عليٍّ (عليه السلام):

«يا أَهْلَ المُوَْتَفِکَةِ ائْتَفَکَتْ بِأَهْلِهَا ثَلاثاً وَعَلي اللّهِ تَمام الرَّابِعَةِ يَا جُنْدَ المَرْأَةِ وَأَعْوانَ البَهِيمَةِ رَغَا فَأَجَبْتُمْ وَعُقِرَ فَانْـهَزَمْتُمْ أَخلاقُکُمْ دِقَاقٌ وَمَاوَُکُمْ زُعاقٌ، بِلادُکُمْ أَنْتَنُ بِلادِ اللّهِ تُرْبَةً وَأَبْعَدُ مِنَ السَّماءِ بِها تسْعَةِ أَعشْـارِ الشَّـرِّ، المُحتَبِس فيها بِذَنْبِهِ، والخَارِجُ مِنْها بِعَفْوِ اللّهِ کَأَنَّي أنْظُرُ إلي قَرْيَتِکُمْ هذِهِ وَقَدْ طَبَّقَها المَاءُ حَتَّي ما يُري مِنْهَا إلاَّ شُرَفُ المَسْجِدِ، کَأَنَّهُ جُوَجُوَُ طيْـرٍ في لُجَّةِ بَحْرٍ.

فقامَ إليهِ الاَحنَف بن قيس فقالَ: يا أميرَ الموَمنين ومتي يکُونُ ذَلِکَ؟

قال: يا أبا بحرٍ إنَّکَ لَنْ تُدْرِکَ ذَلِکَ الزَّمانَ وإنَّ بَيْنَکَ وَبَيْنَهُ لَقُروناً وَلکِنْ لِيُبَلِّغَ الشَّاهِدُ مِنْکُمُ الغائِبَ عَنْکُمْ لِکَي يُبَلِّغُوا إِخوانَهُمْ إذا هُمْ رَأَوا البَصْـرَةَ قَدْ تَحَوَّلَتْ أخْصاصُهَا دُوراً وآجامُها قُصوراً، فَالهَربَ الهَرَبَ فَإنَّهُ لا بصِيرَةَ لَکُمْ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ التَفَتَ عنْ



[ صفحه 238]



يَمينِهِ فَقَالَ: کَمْ بَيْنَکُمْ وَبَينَ الاَبُلَّةِ. فَقَالَ لَهُ المُنْذِرُ بْنُ الجَارُودِ: فِداکَ أبي وأُمّي أربَعَةُ فَرَاسِخَ. قَالَ لَهُ: صَدَقْتَ فَوالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً وَأَکْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَخَصَّهُ بِالرِسَالَةِ وَعَجَّلَ بِرُوحِهِ إلي الجَنَّةِ لَقَدْ سَمِعتُ مِنهُ کَمَـا تَسْمَعُونَ منِّي أن قالَ: يا عَليُّ هَلْ عَلِمْتَ أنَّ بَيْـنَ التي تُسَمَّي البَصرَةَ والَّتي تُسمَّي الاَبُلَّةَ أربَعَةَ فَرَاسِخَ وَقَدْ يَکُونُ في الَّتي تُسمَّي الاَبُلَّةَ موضِعُ أصْحَابِ العُشُورِ يُقْتَلُ في ذَلِکَ المَوْضِعِ مِنْ أُمّتي سَبْعُونَ أَلفاً شِهِيدُهُمْ يَوْمَئِذٍ بِمَنْزِلَةِ شُهداءِ بَدرٍ. فقالَ لَهُ المُنْذِرُ: يا أَميرَ المُوَمنين وَمَنْ يَقتلهُمْ فِدَاکَ أَبي وأُمّي؟ قَالَ: يَقْتُلُهُمْ إخْوانُ الجِنِّ وَهُمْ أجِيلٌ کَأَنَّهُمْ الشَّياطينُ سُودٌ أَلوانُهُمْ، مُنْتَنة أرْواحُهُمْ، شَدِيدٌ کَلَبُهُمْ، قَلِيلٌ سَلَبُهُمْ، طُوبي لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَطُوبي لِمَنْ قَتَلُوهُ، يَنْفِرُ لِجِهادِهِمْ في ذَلِکَ الزَّمانِ قَوْمٌ هُمْ أَذِلَّةٌ عِنْدَ المُتَکَبِّرِينَ مِنْ أَهْلِ ذَلِکَ الزَّمانِ مَجْهُولُونَ في الاَرْضِ مَعْروفونَ في السَّماءِ تَبْکي السَّماءُ عَلَيْهِمْ وَسُکَّانُها والاَرْضُ وَسُکَّانُها ـ ثُمَّ هَـمَلَتْ عَيناهُ بالبُکاءِ، ثُمَّ قال: ـ وَيْحَکِ يا بَصْـرَةُ وَيْلَکِ يا بَصْـرَةُ مِنْ جَيْشٍ لا رَهَجَ لَهُ ولا حسَّ. قَالَ لَهُ المُنذِرُ: يا أميرَ الموَمنين! وما الَّذي يُصيبُهُمْ مِنْ قَبلِ الغَرَقِ مِمَّا ذَکَرْتَ، وَمَا الوَيْحُ، وَمَا الوَيْلُ؟ فَقَالَ: هُما بَابَانِ فَالوَيْحُ بَابُ الرَّحْمَةِ، والوَيْلُ بَابُ العَذَابِ يا ابنُ الجارُودِ نَعَمْ ثاراتٌ عَظيمَةٌ مِنْها عُصْبَةٌ يَقْتُلُ بَعْضها بَعْضاً، وَمِنْها فِتْنَةٌ تَکُونُ بِها خرابُ مَنازِلَ وَخَرابُ دِيارٍ وَانْتِهَاکُ أَمْوالٍ وَقَتْلُ رِجالٍ وَسَبْيُ نِساءٍ يُذَبَّحْنَ ذَبْحاً يَا وَيْلَ أَمْرِهِنَّ حَدِيثُ عَجَبٌ مِنهَا أنْ يَسْتَحِلَّ بِهَا الدَّجَّالُ الاَکْبَـرُ الاَعْوَرُ المَمْسُوحُ العَيْـنِ اليُمْني والاَُخري کَأَنَّها مَمْزُوجَةٌ بِالدمِ لَکَأَنَّها في الحُمْرَةِ عَلْقَةٌ تَأتِـي الحَدَقَةَ کَهَيْئَةِ حَبَّةِ العِنَبِ الطَّافِيَةِ عَلَـي المَاءِ فَيَتَّبِعُهُ مِنْ أَهْلِهَا عِدَّةُ مَنْ قتلَ بالاَبُلَّةِ مِنَ الشُهَدَاءِ أَنَاجِيلُهُمْ في صُدُورِهِمْ يُقْتَلُ مَنْ يُقْتَلُ وَيَهـْرَبُ مَنْ يَهْرَبُ ثُمَّ رَجْفٌ ثُمَّ قَذْفٌ ثُمَّ خَسْفٌ ثُمَّ مَسْخٌ ثُمَّ الجوعُ الاَغْبَـرُ ثُمَّ المَوتُ الاَحْمَـرُ وَهُوَ الغَرَقُ. يا مُنْذِرُ إنَّ لِلبَصْـرَةِ ثَلاثَةَ أسْمَاء سِوَي البَصْـرَةِ في الزُّبُرِ الاَُوَلِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ العُلَماءُ مِنْها الخَرِيبَةُ، وَمِنهَا تَدْمُرُ، وَمِنْها المُوَْتَفِکَةُ يا مُنْذُرُ والَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَيءَ النَّسَمَةَ لَوْ أَشَاءُ لاَخْبَـرْتُکُمْ بِخَرَابِ العَرَصاتِ عَرْصَةً عَرْصَةً وَمَتَي تَخْرَبُ وَمَتَي تَعْمُرُ بَعْدَ خَرابِها إلي يَوْمِ القيامَةِ، وإنَّ عَنْدي مِنْ ذَلِکَ عِلْماً جَمّاً وَإِنْ تَسْأَلوني تَجِدوني بِهِ عَالِماً لا



[ صفحه 239]



أُخطِيءُ مِنهُ عِلْماً ولا وافياً، وَلَقَدْ اسْتَودِعْتُ عِلْمَ القُرونِ الاَُولي وَمَا کائِنٌ إلي يَوْمِ القِيامَةِ. قَالَ: فقامَ إليهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يا أميرَ الموَمنين أَخْبرني من أهلُ الجَماعَةِ وَمَنْ أهْلُ الفِرْقَةِ وَمَنْ أَهْلُ السُّنَّةِ وَمَن أهْلُ البِدعَةِ؟ فَقَالَ: وَيحَکَ إذَا سَأَلْتَني فَافْهَم عَنَّي ولا عَلَيْکَ أنْ لا تَسْأَلَ أحَداً بَعْدي: أمَّا أهلُ الجَماعَةِ فَأَنا وَمَنْ اتَّبعَني وَإِنْ قَلّوا وَذَلِکَ الحَقُّ عَنْ أمْرِ اللّهِ وَأَمرِ رَسُولِهِ، وَأَمَّا أهْلُ الفِرْقَةِ فَالمُخالِفُونَ لي وَلِمَن اتَّبَعَني وإنْ کَثُرُوا، وَأمَّا أهْلُ السُّنَّةِ فَالمتَمَسِّکُونَ بِمَا سَنَّهُ اللّهُ وَرَسُولُهُ لا العَامِلُونَ بِرَأيهِم وأَهوائِهم وإن کَثروا» [3] .



[ صفحه 243]




پاورقي

[1] عقد الدرر: 274 ـ 275.

[2] کمال الدين: 2: 525ـ 528، ورواه أيضاً بسند آخر عن ابن عمر، عن النبي صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم، عقد الدرر: 291ـ بعضه، وقال: أخرجه الاِمام أبو عمر الداني في سُنَنِهِ، ورواه الاِمام أبو الحسين أحمد بن المنادي في کتاب الملاحم، الخرائج: 3: 1133ـ کما في کمال الدين بتفاوت يسير وتقديم وتأخير، بسنده إلي الصدوق، ثم بسنده، وفيه: «... المنارةَ... وکان رئيس... واتخذت القينات... صائد ابن الصائد... فينطبع»، نور الثقلين: 1: 781 ـ بعضه، عن کمال الدين، وفي: 4: 97 ـ عنه أيضاً، وفي: 5: 506 بعضه عنه أيضاً، مختصر بصائر الدرجات: 30ـ32ـ کما في کمال الدين بتفاوت، بسنده إلي الصدوق، وفي سندهِ: الحسن بن معاذ، بدل الحسين بن معاذ، وفيه: «...وَإِماراتٌ وَهَناتٌ... وَکَانَ العِلْمُ ضَعيفاً... وَتَشَبَّهَ النِّساءُ بالرِّجالِ... والاَُخري في جهته»، البحار: 52: 192 ـ 195ـ عن کمال الدين، إثبات الهداة: 3: 522 ـ عن مختصر بصائر الدرجات، ملخصاً، الداني: 135ـ136 ـ أخبرنا عبد اللّه بن موهب المکتب قال: حدّثنا عتاب ابن هارون، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن الفضل قال: حدّثنا محمّد بن الفضل الهمداني، قال: حدّثنا أبو نعيم محمّد بن يحيي الطوسي قال: حدّثنا إبراهيم بن موسي الفراء الرازي قال: حدّثنا زيد بن الحباب قال: حدّثنا عيسي بن الاَشعث، عن جويبر، عن النزال بن سبرة قال: خطبنا علي بن أبي طالب ـ رضي اللّه عنه ـ علي المنبر فحمد اللّه وأثني عليه ثُمَّ قال: بعضه، کما في کمال الدين بتفاوت، مستدرک النوري: 12: 326ـ327 ـ عن مختصر بصائر الدرجات، ملاحم ابن المنادي: 64ـ حدثني الحسين بن ا الحباب بن مخلد، قال: نبأ أبو هشام محمد بن زيد الرفاعي، ثمّ حدّثني أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن صدقة قال: نبأ علي بن المنذر الطريقي قال: نبأ محمّد بن الفضل قال: نبأ عمارة بن القعقاع يقولها ثلاث مرات، فقام إليه صعصعة بن صوحان العبدي فقال: يا أمير الموَمنين متي يخرج الدجّال؟ فقال: ـ کما في کمال الدين بتفاوت يسير، الايقاظ من الهجعة: 322ـ بعضه، عن کمال الدين، وفيه: «... يَقْتُلُهُ اللّهُ بِالشَّامِ عَلَـي يَدَيْ مَنْ يُصَلِّـي...» إلي قوله: «فَعِنْدَ ذَلِکَ تُرْفَعُ التَّوبَةُ»، وقال: ورواه الراوندي في العلامات الدالة علي صاحب الزمان ـ عليه السلام ـ عن الاَصبغ بن نباتة عن أمير الموَمنين مثله، بشارة الاِسلام: 41ـ43ـ عن کمال الدين، منتخب الاَثر: 427ـ عن الخرائج، کنز العمال: 14: 612 ـ614 حديث (39709).

[3] شرح نهج البلاغة: للبحراني: 1: 289ـ 290، مرسلاً عن علي (عليه السلام) من خطبة خطبها ـ عليه السلام ـ بالبصرة بعد ما فتحها روي أنّه لمّا فرغَ من حرب أهل الجمل أمر منادياً ينادي في أهل البصرة أنّ الصلاة الجامعة لثلاثة أيام من غد إن شاء اللّه ولا عذر لمن تخلّف إلاّ من حجّة أو علّة فلا تجعلوا علي أنفسکم سبيلاً، فلما کان في اليوم الذي اجتمعوا فيه خرجَ فصلّـي في الناس الغداة في المسجد الجامع، فلمّـا قضي صلاته قام فأسند ظهره إلي حائط القبلة عن يمين المصلّـي فخطب الناس فحمد اللّه وأثني عليه بما هو أهله وصلّـي علي النبي صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم واستغفر للموَمنين والموَمنات والمسلمين والمسلمات ثم قال: ... إلي جوَجوَ طير في لجة بحر، وتتمتها في: 3: 15ـ16، البحار: 32: 253ـ258، عن شرح نهج البلاغة للبحراني.