انصار المهدي
«أنصارُ المهديِّ»
1ـ أخبرنا علي بن الحسين قال: حدَّثنا محمد بن يحيي العطّار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الصيرفي، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم، عن عمرو ابن أبي المقدام، عن عمران (بن ضبيان) عن أبي يحيي حکيم بن سعد، قال: سمعت عليّاً (عليه السلام) يقول:
«إنَّ أصْحابَ القائمِ شبابٌ لا کُهولَ فِيهم إلاّ کالکُحلِ في العَيْـنِ أو کالمِلحِ في الزَّادِ، وَأَقَلَّ الزَّادِ المِلْحُ» [1] .
[ صفحه 196]
2ـ وروي ابن أعثم الکوفيّ في کتاب «الفتوح»، عن أمير الموَمنين (عليه السلام) أنّه قال:
«ويحاً للطّالقان فإنَّ للّه عزَّ وجلَّ بها کنوزاً ليست من ذهب ولا فضّة، ولکن بها رجال موَمنون عرفوا اللّه حقَّ معرفته، وهم أيضاً أنصار المهديِّ في آخر الزَّمان». [2] .
3ـ وعن عليٍّ (رضي اللّه عنه) قال: «إذا قامَ قائمُ آلِ محمَّدٍ صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم جَـمَعَ اللّهُ لَهُ أهْلَ المَشْـرِقِ وَأَهْلَ المَغْرِبِ، فَيَجْتَمِعُونَ کَمَـا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الخَريفِ، فَأَمَّا الرُّفَقَاءُ فَمِنْ أَهْلِ الکُوفَةِ، وَأمَّا الاَبْدالُ فَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ» [3] .
[ صفحه 197]
4ـ حدَّثنا محمَّد بن همام، ومحمَّد بن الحسن بن محمَّد بن جمهور جميعاً، عن الحسن ابن محمَّد بن جمهور، عن أبيه، عن سماعة بن مهران، عن أبي الجارود، عن القاسم بن الوليد الهمداني، عن الحارث الاَعور الهمداني، قال: قال أمير الموَمنين (عليه السلام) علي المِنْبَـرِ:
«إذا هَلَکَ الخَاطِبُ، وَزَاغَ صَاحِبُ العَصْـرِ، وَبَقِيَتْ قُلُوبٌ تَتَقَلَّبُ (فَـ) مِنْ مُخْصبٍ وَمـُجْدِبٍ، هَلَکَ المُتَمَنّونَ، واضْمَحَلَّ المُضْمَحِلُّونَ، وَبَقِيَ المُوَْمِنُونَ، وَقَليلٌ مَا يَکُونونَ، ثلاثُمائَةٍ أو يَزِيدُونَ، تُجاهِدُ مَعَهُمْ عِصَابَةٌ جَاهَدَتْ مَعَ رَسُولِ اللّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) ـ يَوْمَ بَدْرٍ ـ لَمْ تُقْتَلْ وَلَمْ تَمُتْ» [4] .
[ صفحه 198]
5ـ حدَّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفّان العامري، ثنا عمرو بن محمّد العنقزي، ثنا يونس بن أبي إسحاق، أخبرني عمّـار الدهني، عن أبي الطفيل، عن محمّد بن الحنفية قال: کنّا عند عليٍّ (رضي اللّه عنه)، فسأله رجل عن المهديِّ.
فقال علي (رضي اللّه عنه): «هَيْهَاتَ ـ ثُمَّ عَقَدَ بيَدِهِ سَبْعاً ـ فقال: ذَاکَ يَخْرِجُ في آخِرِ الزَّمان، إذا قالَ الرَّجُلُ: اللّهُ اللّهُ قُتِلَ، فَيَجْمَعُ اللّهُ تعالي لَهُ قَوْماً قَزَعٌ کَقَزَعِ السَّحاب، يُوَلِّفُ اللّهُ بَيْـنَ قُلُوبِهِمْ، لا يَسْتَوْحِشُونَ إلي أحَدٍ، ولا يَفْرَحُونَ بِأَحَدٍ يَدْخُلُ فِيهم، علي عِدَّةِ أصحابِ بَدْرٍ، لَمْ يَسْبِقهُمُ الاَوَّلُونَ ولا يُدْرِکُهُمْ الآخِرُونَ، وَعَلَي عَدَدِ أصْحابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهرَ» [5] .
[ صفحه 199]
6ـ وحدَّثنا صباح المزني، عن الحرث بن حصيرة، عن الاَصبغ بن نباتة، قال: خرجنا مع أمير الموَمنين (عليه السلام) وهو يطوف في السوق يوفي الکيل والميزان، حتَّي إذا انتصف النهار مرَّ برجلٍ جالس، فقام إليه فقال: يا أمير الموَمنين! سر معي إلي أن تدخل بيتي وتتغدّي عندي، وتدعو اللّه لي، وما أحسبک اليوم تغدّيت.
قال عليّ (عليه السلام): «عليَّ أنْ أشْـرُطَ عَلَيْکَ».
قَالَ: لکَ شَرْطُکَ.
قال (عليه السلام): «عليَّ أن لا تَدَّخِرَ ما في بَيْتِکَ، ولا تَتَکَلَّفَ ما وَرَاءَ بَابِکَ».
قال: لَکَ شَـرْطُکَ، فَدَخَلَ وَدَخَلْنَاهُ، وَأَکَلْنَا خَلاّ ً وَزَيْتاً وَتَمْراً، ثمَّ خَرَجَ يَمشي حَتَّي انتهي إلي بابِ ـ قصرِ الاِمارةِ ـ بِالکوفَةِ، فَرَکَضَ رِجْلَهُ فَتَزَلْزَلَتِ الاَرْضُ.
ثُمَّ قال: «أمَا واللّهِ، لَقَدْ عَلِمْتُ مَا هَهُنا، أَمَا واللّهِ، لَوْ قَدْ قامَ قَائِمُنا لاَخْرَجَ مِنْ هذا الموضِعِ اثني عَشَـرَ أَلْفَ دِرعٍ، واثني عَشَـرَ أَلْفَ بَيْضَةٍ لها وجهانِ، ثمَّ ألْبسها اثني عَشَـرَ رَجُلاً من وُلْدِ العجَمِ، ثمَّ لَيَتأمَّرُ بهِمْ لَيَقْتُلَنَّ کُلَّ مَنْ کانَ علي خِلافِ ما هُمْ علَيه، وإنِّي أعْلَمُ ذَلِکَ وَأَراهُ کَمَـا أَعْلَمُ هذا اليَومَ» [6] .
7ـ عن عليٍّ (عليه السلام): «الاَبْدالُ بِالشَّامِ، والنُجباءُ بِمِصْـرَ، والعَصَائِبُ بِالعِرَاقِ». [7] .
[ صفحه 200]
8ـ فيما رأيت من عدة أصحاب القائم (عليه السلام) وتعيين مواضعهم من کتاب يعقوب بن نعيم قرقارة الکاتب لاَبي يوسف.
قال النجاشي ـ الذي زکّاه محمد بن النجار ـ: إنَّ يعقوب بن نعيم المذکور روي عن الرضا (عليه السلام) وکان جليلاً في أصحابنا ثقة، ورأينا ما ننقله في نسخة عتيقة لعلّها کُتِبتْ في حياته وعليه خط السعيد فضل اللّه الراوندي ـ قدّس اللّه روحه ـ.
فقال ما هذا لفظه: حدَّثني أحمد بن محمد الاَسدي، عن سعيد بن جناح، عن مسعدة: أنَّ أبا بصير قال: لجعفر بن محمّد (عليه السلام): هل کان أمير الموَمنين (عليه السلام) يعلم مواضيع أصحاب القائم (عليه السلام) کما کان يعلم عدتهم؟ فقال جعفر بن محمد (عليه السلام): «أي واللّه يعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم رجلاً فرجلاً ومواضع منازلهم».
فقال: جعلت فداک فکلّما عرفه أمير الموَمنين (عليه السلام) عرفه الحسن (عليه السلام) وکلّما عرفه الحسن فقد صار علمه إلي الحسين، وکلّما عرفه الحسين فقد صار علمه إليکم فأخبرني جعلت فداک؟ فقال جعفر (عليه السلام): «إذا کان يوم الجمعة بعد الصلاة فأتني» فأتيته فقال: «أين صاحبک الذي يکتب لک»؟ فقلت: شغله شاغل وکرهت أن أتأخر عن وقت حاجتي.
فقال (عليه السلام) لرجل: «اکتب له: بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما أملاه رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم) علي أمير الموَمنين (عليه السلام) وأودعه إياه من تسمية أصحاب القائم (عليه السلام) وعدَّة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم والسائرين إلي مکّة في ليلة واحدة وذلک عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر اللّه عزَّ وجلَّ وهم النجباء والفقهاء والحکّام علي النّاس. المرابط السياح من طواس الشرقي رجل، ومن أهل الشام رجلان، ومن فرغانة رجل، ومن مرو الروذ رجلان، ومن الترمذ رجلان، ومن الصامغان رجلان، ومن النيزبان أربعة رجال، ومن أفنون تسعة رجال، ومن طوس خمسة رجال، ومن فاراب رجلان، ومن الطالقان أربعة وعشرون رجلاً، ومن مرو اثنا عشر رجلاً، ومن جبال الغور ثمانية رجال، ومن نيسابور سبعة عشر رجلاً، ومن سجستان ثلاثة رجال، ومن بوشنج
[ صفحه 201]
أربعة رجال، ومن الري سبعة رجال، ومن هراة اثنا عشر رجلاً، ومن طبرستان أربعة رجال، ومن تل مورن رجلان، ومن الرها رجل واحد، ومن قم ثمانية عشر رجلاً، ومن قوميس رجلان، ومن جرجان اثنا عشر رجلاً، ومن فلسطين رجلاً، ومن... ثلاثة رجال ومن الطبرية رجل، ومن همدان أربعة رجال، ومن بابل رجل واحد، ومن کيدر رجلان، ومن سبزوار ثلاثة رجال، ومن کشمير رجل، ومن سنجار أربعة رجال، ومن قالي قلا رجل، ومن شمشاط رجل، ومن حرَّان رجل، ومن الرقة ثلاثة رجال، ومن الرافقة رجلان، ومن حلب أربعة رجال، ومن قبرص رجلان، ومن بتليس رجل، ومن دمياط رجل، ومن أسوان رجل، ومن سلمية خمسة رجال، ومن دمشق ثلاثة رجال، ومن بعلبک رجل، ومن تل شيزر رجل، ومن الفسطاط أربعة رجال، ومن القلزم رجلان، ومن تستر رجل، ومن برذغة رجل، ومن فارس رجل، ومن تفليس رجل، ومن صنعاء رجلان، ومن مأزن رجل، ومن طرابلس رجل، ومن القيروان رجلان، ومن إيلة رجل، ومن وادي القري رجل، ومن خيبر رجل، ومن بدر رجل، ومن الحان رجل، ومن أهل المدينة رجل، ومن الربذة رجل، ومن الکوفة أربعة عشر رجلاً، ومن الحيرة رجل، ومن کوثي رجل، ومن طي رجل، ومن زبيدة رجل، ومن برقة رجلان، ومن الاَهواز رجلان، ومن اصطخر رجلان، ومن ببداميل رجل، ومن الليان رجل، ومن... رجل، ومن واسط رجل، ومن حلوان رجلان، ومن البصرة ثلاثة رجال، ومن أصحاب الکهف سبعة رجال، والتاجران الخارجان من عانة إلي انطاکية، والمستأمنة إلي الروم وهم أحد عشر رجلاً، والنازلون بسرانديب، ومن السمندر أربعة رجال، والمفقود من مرکبه بسلاهط رجل، ومَنْ هرب من الشعب إلي سندانية رجلان، والمتخلّـي بسقلية والطواف لطلب الحق من يخشب رجل، والهارب من عشيرته من بلخ رجل، والمحتج بالکتاب من سرخس علي النصاب، فهوَلاء ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، يجمعهم اللّه عزَّ وجلَّ بمکّة في ليلة واحدة، وهي ليلة الجمعة فيصبحون بمکة في بيت اللّه الحرام لا يتخلّف منهم رجل واحد فينتشرون بمکة في أزقتها ويطلبون منازل يسکنونها، فينکرهم أهل مکّة، وذلک لم يعلموا بقافلة قد دخلت من
[ صفحه 202]
بلدة من البلدان لحج ولا لعمرة ولا تجارة، فيقول من يقول من أهل مکة بعضهم لبعض، ما ترون قوماً من الغرباء في يومنا هذا لم يکونوا قبل هذا ليس هم من أهل بلدة واحدة ولا هم من قبيلة واحدة ولا معهم أهل ولا دواب، فبينا هم کذلک إذ أقبل رجل من بني مخزوم فيتخطّي رقاب الناس ويقول: رأيت في ليلتي هذه روَيا عجيبة وأنا لها خائف وقلبي منها وجل، فيقولون سر بنا إلي فلان الثقفي فاقصص عليه روَياک، فيأتون الثقفي فيقول المخزومي: رأيت سحابة انقضت من عنان السماء فلم تزل حتي انقضت علي الکعبة ما شاء اللّه، وإذا فيها جراد ذو أجنحة خضر، ثمّ تطايرت يميناً وشمالاً لا تمر ببلد إلاّ أحرقته ولا بحصن إلا حطّمته، فيقول الثقفي لقد طرقکم في هذه الليلة جند من جنود اللّه جلّ وعزّ لا قوّة لکم به، فيقولون أما واللّه لقد رأينا عجباً ويحدّثونه بأمر القوم، ثمّ ينهضون من عنده فيهتمّون بالوثوب بالقوم وقد ملاَ اللّه قلوبهم رعباً وخوفاً، فيقول بعضهم لبعض وهم يأتمرون بذلک، يا قوم لا تعجلوا علي القوم، ولم يأتوکم بمنکر ولا شهروا السلاح ولا أظهروا الخلاف ولعلّه أن يکون في القوم رجل من قبيلتکم فإن بدا لکم من القوم أمر تنکرونه فأخرجوهم، أما القوم فمتمسّکون سيماهم حسنة وهم في حرم اللّه جلّ وعزّ الذي لا يفزع من دخله حتي يحدثوا فيه حادثة ولم يحدث القوم ما يجب محاربتهم، فيقول المخزومي وهو عميد القوم: أنا لا آمن أن يکون وراهم مادة وأن أتت إليهم انکشف أمرهم وعظم شأنهم فأحصوهم وهم في قلّة من العدد وعزّة بالبلد قبل أن تأتيهم المادة، فإنّ هوَلاء لم يأتوکم إلاّ وسيکون لهم شأن، وما أحسب تأويل روَيا صاحبکم إلاّ حقّاً، فيقول بعض لبعض: إن کان من يأتيکم مثلهم فإنّه لا خوف عليکم منهم لاَنّه لا سلاح معهم ولا حصن يلجأون إليه، وإن أتاکم جيش نهضتم بهوَلاء فيکونون کشربة ظمآن، فلا يزالون في هذا الکلام ونحوه حتي يحجز الليل بين الناس فيضرب علي آذانهم بالنوم فلا يجتمعون بعد إنصرافهم أن يقوم القائم فيلقي أصحاب القائم (عليه السلام) بعضهم بعضاً کبني أب وأُمّ افترقوا غدوة واجتمعوا عشية.
فقال أبو بصير: جعلت فداک ليس علي ظهرها موَمن غير هوَلاء قال: بلي ولکن
[ صفحه 203]
هذه العدّة التي يخرج فيها القائم (عليه السلام) وهم النجباء والفقهاء وهم الحکّام وهم القضاة الذين يمسح بطونهم وظهورهم فلا يشکل عليکم حکم [8] .
9ـ وخطب عليّ بعد انقضاء أمر النهروان، فذکر طرفاً من الملاحم وقال: «ذلک أمر اللّه، وهو کائن وقتاً مريحاً، فيابن خيرة الاماء، متي تنتظرُ، أبشر بنصر قريب من ربّ رحيم، فبأبي وأُمّي من عدّة قليلة، أسماوَهم في الاَرضِ مجهولةٌ، قد دان حينئذ ظهورهم، يا عجباً کُلَّ العجب، بين جُمادي وَرَجَب، مِنْ جَمْعِ شَتَاتٍ، وَحَصْد نَبَاتٍ، وَمِنْ أصْواتٍ بَعْدَ أَصْواتٍ.
ثمَّ قال: سَبَق القضاءُ سَبَقَ» [9] .
10ـ روي أبو العلاء الهمداني من أفضل علماء الجمهور، وقد أثني عليه الحافظ محمّد بن النجّار في تذييله علي «تاريخ الخطيب»، حتَّي قال: تعذَّر وجود مثله في أعصار کثيرة، ذکر في کتاب «أخبار المهديِّ» أحاديث في ذلک، منها: عن أبي رومان، قال عليٌّ (عليه السلام):
«يخرج من مکة بعد الخسف في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ويلتقي هو وصاحب جيش السفياني، وأصحاب المهدي يومئذ جُننهم البراذع يعني تراسهم، ويسمع صوت مناد من السماء: ألا إنَّ أولياءَ اللّهِ أصحاب فلان يعني المهدي، وتکون الدائرة علي أصحاب السفياني» [10] .
[ صفحه 204]
11ـ محمّد بن همام، عن حميد بن زياد، عن محمّد بن علي بن غالب عن يحيي بن عُليم، عن أبي جميلة، عن جابر قال: حدَّثني من رأي المسيّب بن نجبة قال: جاء رجل إلي أمير الموَمنين (عليه السلام) ومعه رجل يقال له ابن السوداء، فقال له: يا أمير الموَمنين! إنَّ هذا يکذب علي اللّه وعلي رسوله ويستشهدک.
فقال أمير الموَمنين: لقد أعرض وأطول [11] يقول ماذا؟ قال: يذکر جيش الغضب. فقال: خلِّ سبيل الرَّجل! أُولَئِکَ قوم يأتون في آخر الزمان قزع کقزع الخريف الرَّجل والرَّجلان والثلاثة، في کلِّ قبيلة حتّي يبلغ تسعة، أما واللّه إنّي لاَعرف أميرهم واسمه ومناخ رکابهم، ثمَّ نهض وهو يقول: [باقراً] باقراً باقراً ثمّ قال: ذلک رجل من ذرِّيتي يبقر الحديث بقراً [12] .
12ـ عنه، عن محمّد بن الحسن بن شمّون البصري، عن عبد اللّه بن عمرو بن الاَشعث، عن عبد اللّه بن حمّاد الاَنصاري، عن الصبّاح بن يحيي المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الحکم بن عيينة قال: لمّا قَتَلَ أمير الموَمنين (عليه السلام) الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال: يا أمير الموَمنين طوبي لنا إذ شهدنا معک هذا الموقف وقتلنا معک هوَلاء الخوارج، فقال أمير الموَمنين (عليه السلام): والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لقد شهدنا في هذا الموقف أُناس لم يخلق اللّه آباءهم ولا أجدادهم بعد. فقال الرجل: وکيف شهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال: بلي، قوم يکونون في آخر الزمان يشرکوننا فيما نحن فيه وهم يسلّمون لنا، فأُولئِکَ شرکاوَنا فيما کنّا فيه حقّاً حقّاً [13] .
[ صفحه 205]
13ـ أخبرنا عليّ بن الحسين المسعودي قال: حدَّثنا محمّد بن يحيي العطار بقم قال: حدَّثنا محمّد بن حسّان الرّازي، قال: حدَّثنا محمّد بن عليّ الکوفي، عن عبد الرَّحمن ابن أبي حمّـاد، عن يعقوب بن عبد اللّه الاَشعري [14] عن عتيبة بن سعد[ان] بن يزيد، عن الاَحنف بن قيس، قال: «دخلت علي عليّ (عليه السلام) في حاجة لي فجاء ابن الکوَّاء وشبث بن ربعي فاستأذنا عليه، فقال لي عليّ (عليه السلام): إن شئت فأذن لهما فإنّک أنت بدأت بالحاجة، قال: قلت: يا أمير الموَمنين فاذن لهما. فلمّـا دخلا، قال: ما حملکما علي أن خرجتما عليَّ بحروراء؟ قالا: أحببنا أن نکون من [جيش] الغضب [15] قال: ويحکما وهل في ولايتي غضب؟ أوَ يکون الغضب حتّي يکون من البلاء کذا وکذا؟ ثمَّ يجتمعون قزعاً کقزع الخريف [16] من القبائل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والاَربعة والخمسة والستّة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة».
[ صفحه 209]
پاورقي
[1] غيبة النعماني: 315، غيبة الطوسي: 284، عن الفضل بن شاذان، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن عمران بن ضبيان، عن حکيم بن سعد، عن أمير الموَمنين (عليه السلام) (قال): ـ کما في غيبة النعماني بتفاوت يسير، وفيه: «أصْحابُ المهديِّ»، ملاحم ابن طاووس: 144ـ 145 (الباب السابع والسبعون) فيما ذکره أبو صالح السليلي في صفة أصحاب المهدي، فقال: حدّثنا ابن أبي الثلج، قال: أخبرنا عيسي بن عبد الرحمان قال: أخبرنا عبد الرحمان ابن موسي الجوفي قال: أخبرنا عبد اللّه بن أبي المقدام، عن عمران بن ظبيان، عن أبي يحيي الحکيم ابن سعيد قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: «أصحاب المهديِّ شبابٌ لا کهلَ فيهم»، البحار: 52: 333ـ334، عن غيبة الطوسي، وأشار إلي مثله عن غيبة النعماني، إثبات الهداة: 7: 37، منتخب الاَثر: 484.
[2] الفتوح: 2: 78 ـ 81، مرسلاً عن أمير الموَمنين (عليه السلام)، البحار: 51: 87، الباب الخامس ـ في ذکر نصرة أهل المشرق للمهديِّ (عليه السلام)، البرهان في علامات مهدي آخر الزَّمان: 150 وفيه: وأخرج أبو غنم... في کتاب «الفتن»... عن عليِّ بن أبي طالب قال: ولم ير د فيه: موَمنون...أيضاً، اثبات الهداة: 7: 197، وفيه: بذهب، ولم يرد فيه: أيضاً، عقد الدرر: 122، وقال: أخرجه الحافظ أبو نعيم الکوفي في کتاب «الفتوح»، کشف الغمة: 3: 268، ينابيع المودّة: 2: 449، وفيه: أخرج محمّد بن يوسف الکنجي الشافعي، عن عليِّ (کرم اللّه وجهه) قال: «بخ بخ للطالقان فإنَّ للّه تعالي کنوزاً ليست من ذهب ولا فضّة، ولکن بها رجال معرفون عرفوا اللّه حقّ معرفته، وهم أيضاً أنصار المهدي (عليه السلام) في آخر الزَّمان»، بيان الشافعي: 491، عرف السيوطي، الحاوي: 2: 82ـ 83 وقال: وأخرج أبو غنم الکوفي في کتاب «الفتن»، جمع الجوامع: 2: 104، عن أبي غنم الکوفي في کتاب «الفتن»، المغربي: 580ـ581، وقال: رواه أبو غنم الکوفي في کتاب «الفتن»، غاية المرام: 701، حلية الاَبرار: 2: 709، منتخب الاَثر: 484، کنز العمال: 14: 591 ح (39677)، منتخب کنز العمال (هامش مسند أحمد): 6: 34.
[3] ينابيع المودّة: 2: 433 ـ434 (الباب الثالث والسبعون)، عن «جواهر العقدين» وقال: أخرجه ابن عساکر، الصواعق المحرقة: 165، عن ابن عساکر، وليس فيه: «فيجتمعون کما يجتمع قزع الخريف» فضائل الخمسة: 3: 343، عن صواعق ابن حجر، المغربي: 572، عن ابن عساکر، وقال: صح رواه ابن عساکر، مختصر تاريخ دمشق: 1: 114، مرسلاً عن عليِّ (عليه السلام)، تهذيب ابن عساکر 1: 63، مرسلاً عنه (عليه السلام).
[4] غيبة النعماني: 195ـ 196، وقال: معني قول أمير الموَمنين (عليه السلام): «وزاغ صاحب العصر» ـ أراد صاحب هذا الزَّمان، الغائب الزائغ عن أبصار هذا الخلق، لتدبير اللّه الواقع.
ثمَّ قال: «وبقيت قلوب تتقلّب فمن مُـخصب ومجدب» ـ وهي قلوب الشيعة المتقلّبة عند هذه الغيبة، والمحيرة.
فَمَن ثابَتَ منها علي الحقِّ مخصب، ومَنْ عادل منها (عنها) إلي الضلال، وزخرف المقال (المحال) مجدب.
ثمَّ قال: «هلک المتمنّون» ـ ذمّاً لهم، وهم الّذين يستعجلون أمر اللّه، ولا يسلّمون له، ويستطيلون الاَمد، فيهلکون قبل أن يروا فرجاً، ويُبقي [اللّه] مَنْ يشاء أن يبقيه [منج أهل الصبر والتسليم، حتّي يلحقه بمرتبته.
وهم الموَمنون، وهم المخلصون القليلون الذين ذکر (عليه السلام): أنَّهم ـ ثلاثمائة ـ أو يزيدون، ممّن يوَهّله اللّه بقوة (لقوَّة) إيمانه، وصحّة يقينه، لنصرة وليّه (عليه السلام)، وجهاد عدوِّه، وهم کما جاءت الرواية: عُمّـاله وحُکّامه في الاَرض، عند استقرار الدار به، ووضع الحرب أوزارها.
ثمَّ قال أمير الموَمنين (عليه السلام): «تُجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول اللّه صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم يوم ـ بدرـ لم تقتل ولم تمت» ـ يريد أنَّ اللّه عزَّ وجلَّ يوَيّد أصحاب القائم (عليه السلام) هوَلاء ـ الثلاثمائة ـ والنيّف الخلّص بملائکة ـ بدرـ وهم أعدادهم، جعلنا اللّه ممّن يوَهّله لنصرة دينه، مع وليّه (عليه السلام)، وفعل بنا في ذلک ما هو أهله.
البحار: 52: 137ـ 138 وفيه: بيان: لعلّ المراد «بالخاطب» ـ الطالب للخلافة، أو الخطيب الّذي يقوم بغير الحقِّ، أو ـ بالحاء المهملة ـ أي جالب الحطب لجهنّم، ويحتمل أن يکون المراد من مرَّ ذکره، فإنَّ في بالي: أنّي رأيت هذه «الخطبة» بطولها، وفيها الاِخبار عن کثير من الکائنات، والشرح للنعمانيِّ.
[5] مستدرک الحاکم: 4: 554، وقال: قال أبو الطفيل: قال ابن الحنفيّة: أتريدُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، إنَّه يخرُجُ مِنْ بَيْـن هَذَيْنِ الخشَبَتَيْنِ، قُلْتُ: لا جَرَمَ واللّه لا أريمهما حتّي أموت،. فَمَاتَ بِها ـ يَعْني مَکَّةَ حرَسَها اللّهُ تعالي.
وقال: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يُخرجاه.
برهان المتقي: 144، وفيه: «هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ... تِسْعاً... ذَلِکَ يَخْرُجُ... إذا قِيلَ لِلْرَجُلِ: اللّهُ اللّهُ قِيلَ... قَزَعاً... عَلَـي أَحَدٍ».
عقد الدرر: 59، عن الحاکم وفيه: «... هاتيْنِ»، وفي: 131 عنه أيضاً، وفيه: «دخلَ... علي».
منتخب الاَثر: 166، کشف النوري: 164، مقدَّمة ابن خلدون: 252ـ253، عن الحاکم بتفاوت يسير، وفيه: «...مِنْ بَيْـنِ هَذَيْـنِ الاَخْشَبَيْـنِ» وذکر: أنَّه صحيح علي شرط مسلم.
عقيدة أهل السُنَّة والاَثر في المهديِّ المنتظر: 30، عن الحاکم، الاِذاعة: 128، عن الحاکم.
المغربي: 538، عن مقدَّمة ابن خلدون.
ولا يخفي أنَّ قوله (عليه السلام): «ذلک يخرج في آخر الزَّمان» ـ يدلُّ علي أنَّه (عليه السلام) عقد بيده ـ تسعاً ـ عدد الاَسماء التسعة من وُلد الحسين (عليه السلام).
فلمّـا بلغ إلي الحجّة بن الحسن (عليهما السلام)، قال: «ذلک يخرج في آخر الزمان»، وهو نصٌّمنه (عليه السلام) علي أنَّ المهديَّ (عليه السلام) ـ التاسع ـ من وُلد الحسين (عليه السلام) فليتذکر.
[6] الهداية للحضيني: 31، ارشاد القلوب: 284، عن الاَصبغ بن نباتة مرفوعاً، وفيه: کُنّا... بالسوق... فيأمرهم بوفاء...انتصف... فمرَّ... وقال... فادخل... وتغد... وادع... فانَّک ما تغديت اليوم... فقال... «شرط أشرطه»... «تدخلن في بيتک... وَرَاءَه» وليس فيه: قال: لک شرطک...، ثمَّ دخل ودخلنا معه... فأکلنا... فوکز... لو علمتم... رجل... ليأمرهم ليقتلوا... وفيه: وأراه، وکأنَّ هذا من دلائله.
[7] الفائق: 1: 87 ـ مرسلاً، تهذيب ابن عساکر: 1: 62 ـ مرسلاً، ونصه: «قبَّةُ الاِسْلامِ بالکُوفَةِ، والهِجْرَةُ بالمَدينَةِ، والنُّجَبَاءُ بِمِصْـرَ، وَالاَبدَالُ بِالشَّامِ، وَهُم قَليلٌ»، وفي 1: 63ـ مرسلاً أيضاً، ونصه: «الاَبدالُ مِنَ الشَّامِ، والنُّجَبَاءُ مِنْ أَهْلِ مِصْـرَ، والاَخْيَارُ مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ»، وفيه: عَن أبي الطفيل قال: خطبنا عليّ (رضي اللّه عنه) فذکر الخوارج، فقام رجلٌ فلعن أهل الشام، فقال له: «وَيْحَکَ، لا تَعُمَّ، إنْ کُنْتَ لاعِناً فَفُلانَاً وَأَشْيَاعَهُ، فَإنَّ مِنْهُمْ الاَبْدالَ، وَمِنْهُمُ النُّجبَاءَ»، الصراط المستقيم: 2: 244 مرسلاً، وفيه: «يجتمعون فيکون بينهم حرب».
[8] ملاحم ابن طاووس: 201 ـ205. هذا الحديث ليس علوي ولکن ذکر لشدة المناسبة.
[9] ينابيع الموَّدة: 512، وقال: قال رجلَّ مِنْ أهل البَصرَةِ إلي رجل مِنْ أهل الکوفة في جنبه: أشهد أنَّه کاذب.
قال الکوفيُّ: واللّه، ما نزل عليُّ مِنَ المنبر حتّي فُلِجَ الرجل فمات من ليلته.
[10] الصراط المستقيم: 2: 260، عنه إثبات الهداة: 3: 615، ـ بعضه ـ بتفاوت يسير.
[11] بيان: لقد أعرض وأطول: أي قال. لک قولاً عريضاً طويلاً تنسبه إلي الکذب فيه ويحتمل أن يکون المعني انَّ السائل أعرض وأطول في السوَال.
[12] البحار: 52: 247، غيبة النعماني: 311ـ312.
[13] البحار: 52: 131 ح32 الباب 22، عن المحاسن: 262 ح322 الباب 33.
[14] عبد الرحمان بن أبي حماد کوفي انتقل إلي قم وسکنها، وهو صاحب دار أحمد بن محمّد بن خالد البرقي وکان ضعيفاً في حديثه وله کتاب، ويعقوب بن عبد اللّه بن سعد بن مالک بن هاني بن عامر بن أبي عامر الاَشعري أبو الحسن القمي ثقة عند الطبراني وابن حبّان، وقال أبو نعيم الاصبهاني: کان جرير بن عبد الحميد إذا رآه قال: هذا موَمن آل فرعون (راجع تهذيب التهذيب) ولم أعثر علي عنوان عتيبة بن سعد أو سعدان، وفي بعض النسخ «عيينة» ولم أظفر به أيضاً.
[15] کذا في النسخ، وفي البحار «أحببنا أن تکون من الغضب» بصيغة الخطاب، وفي بعض النسخ بزيادة «جيش» قبل «الغضب».
[16] تقدم معناه مع توضيح.