بازگشت

المهدي في شعر أميرالمؤمنين


«المهديُّ في شعر أمير الموَمنين (عليه السلام)»

1ـ وجد کتاب بخطّ الکمال العلويّ النيشابوريِّ في خزانة أمير الموَمنين (عليه السلام) فيه وصيّة لابنه محمّد بن الحنفيّة:



بُنيَّ إذا ما جاشت الترک فانتظر

ولاية مهديّ يقوم فيعدل



وذکر ملوک الظلم من آل هاشم

وبويع منهم من يلدّ ويهزل



صبيٌّ من الصبيان لا رأي عنده

ولا هو ذو جدّ ولا هو يعقل



فثمَّ يقوم القائم الحقُّ فيکم

وبالحقِّ يأتيکم وبالحقِّ يفعل



سميُّ نبيِّ اللّهِ نفسي فداوَه

فلا تخذلوه يا بنيِّ وعجّلوا [1] .



[ صفحه 190]



2ـ وأمّا کلامه ـ کرم اللّه وجهه ـ:



حسين إذا کنت في بلدة

غريباً فعاشر بآدابها



کأنّي بنفس واعقابها

وبالکربلاء ومحرابها



فتخضب منّا اللّحي بالدماء

خضاب العروس بأثوابها



أراها ولم يک رأي العيان

وأوتيت مفتاح أبوبها



سقي اللّه قائمنا صاحب الـــ

قيـامـــة والنـــاس في دابها



هو المدرک الثأر لي يا حسين

بل لک فاصبر لاَتعابها



لکل دم ألف ألف وما

يقصر في قتل أحزابها



هنالک لا ينفع الظالمين

قول بعذر وأعقابها



أنا الدين لا شک للموَمنين

بآيات وحي بإيجابها



لنا سمة الفخر في حکمها

بآيات وحي بإيجابها



فصل علي جدک المصطفي

فصلت علينا باعرابها



بآيات وحي بإيجابها

وسلّم عليه لمطلابها [2] .



3ـ وقال في منظومته من غير ديوانه:



إنّي عليّ من سلالة هاشم

تري ذکرنا کتبها في الملاحم



وإنّي قلعت الباب بغزوة خيبر

وجاز جميع الجيش فوق المعاصم



أصول علي الاَبطال صولة قادر

وأترکهم رزق النثور الحوائم



وفي يوم بدر قد نصرنا علي العداء

وأردينا وسط القليب بصارم



قتلنا أبا جهل اللعين وعتبة

نصرنا بدين اللّه والحق قائم



وفي يوم أُحد جاء جبرئيل قاصداً

بذات فقار للجماجم قاصم



قتلنا اياباً والليام ومن بغي

وصلنا علي أعرابها والاَعاجم



ويوم حنين قد تفرق جمعنا

وصالت علينا کفرتها بالصوارم





[ صفحه 191]





رددت جميع القوام ولم أزال

أرد جيوش المشرکين اللوائم



وأسقيتهم کأساً من الموت مزعجاً

وما طعمه إلاّ کطعم العلاقم



وفي يوم الاَحزاب عمراً قتلته

وقد بات الاَحزاب بقتلي عازم



وصلت عليهم صولةً هاشميةً

وقسمتهم قسمين من حد صارم



کسرنا جيوش المشرکين بهمة

وأحزابهم ولّوا کشبه الاَغانم



نصرنا علي أعدائنا بمحمد

نبي الهدي المبعوث من نسل هاشم



وما قلت إلاّ الحق والصدق شيمتي

وما جرت يوماً کنت فيه بحاکم



رفعت منار الشرع في الحکم والقضاء

وأثبت حکماً للملوک القوادم



فللّهِ دره من إمام صميدع

يذل جيوش المشرکين بصارم



ويظهر هذا الدين في کل بقعة

ويرغم أنف المشرکين الغواشم



فياويل أهل الشرک من سطوة القنا

وياويل کل الويل لمن کان ظالم



ينقي بساط الاَرض من کل آفة

ويرغم فيها کل من کان غاشم



ويأمر بمعروف وينهي عن منکر

ويطلع نجم الحق بالحق قائم



وينشر بساط العدل شرقاً ومغرباً

وينصر لدين اللّه والحق عالم



وما قلت هذا القول فخراً وإنّما

قد أخبرني المختار من آل هاشم [3] .



قال الشيخ صلاح الدين صفوي ـ قدّس سرّه ـ نظرت في تفاسير کتب الحروف للاِمام علي ـ کرّم اللّه وجهه ـ فرأيت فيها لکل قرن حوادث تختص هي به کليات وجزئيات عدلت عنها لکثرتها.



[ صفحه 195]




پاورقي

[1] اللوَلوَة البيضاء في فضائل فاطمة الزهراء: تأليف السيّد طالب الخرسان: 181.

أقول: في ديوان أمير الموَمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ المنسوب إليه:



بنيَّ إذا ما جاشت الترک فانتظر

ولاية مهدي يقوم فيعدل



وذلَّ ملوک الاَرض من آل هاشم

وبويع منهم من يلذّ ويهزل



صبيُّ من الصبيان لا رأي عنده

ولا عنده جدُّ ولا هو يعقل



فثمَّ يقوم القائم الحقَّ منکم

وبالحقِّ يأتيکم وبالحقِّ يعمل



سميّ نبيِّ اللّه نفسي فداوَه

فلا تخذلوه يا بنيَّ وعجّلوا



البحار: 51: 131ـ 132، اثبات الهداة: 7: 267ـ268، الصراط المستقيم: 2: 264، أئمتنا: 2: 409.

[2] ينابيع المودّة: 438.

[3] ينابيع المودّة: 439.