بازگشت

المهدي من ولد الحسين


«المهديُّ من وُلْدِ الحسين»

1ـ حدَّثناأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيُّ (رضي اللّه عنه) قال: حدَّثنا عليُّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليِّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليِّ بن موسي الرِّضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير الموَمنين عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) أنّه قال:

«التاسِعُ مِنْ وُلْدِکَ يَا حُسَيْنُ هُوَ القَائِمُ بالحَقِّ، المُظهِرُ لِلدِّينِ، والباسِطُ لِلْعَدْلِ، قَالَ الحُسَينُ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَميرَ الموَْمِنينَ! وَإنَّ ذَلِکَ لَکائِنٌ؟ فَقَالَ (عليه السلام): إي وَالّذي بَعَثَ مُحَمَّداً (صلي الله عليه وآله وسلم) بالنُّبوّةِ، واصْطفاهُ عَلَـي جَميعِ البَرِيَّةِ، وَلَکِنْ بَعْدَ غَيْبَةٍ وَحَيْـرَةٍ، فلا يَثْبُتُ فيها عَلي دِينِهِ إلاَّ المُخْلِصُونَ المُباشِـرُونَ لِرُوحِ اليَقينِ الَّذِينَ أَخَذَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِيثاقَهُمْ بِولايَتِنا، وَکَتَبَ في قُلُوبِهِم الاِيمانُ، وَأيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ» [1] .

2ـ عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام): «أنَّ أمير الموَمنين کان ذات



[ صفحه 94]



يوم جالساً في ـ الرحبة ـ والنّاس حوله مجتمعون، فقام إليه رجل فقال: يا أَمير الموَمنين! أنْتَ بالمکان الذي أَنزَلَکَ اللّهُ بهِ وأبوک معذّب في النار؟

فقال له عليُّ بن أبي طالب: مه، فضّ اللّه فاک، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيَّاً لو شفع أبي في کلِّ مذنب علي وجه الاَرض لشفّعه اللّه فيهم، أبي معذّب في النَّار وابنه قسيم الجنَّة والنار؟!!

والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً إنَّ نور أبي يوم القيامة ليطفيَ أنوار الخلائق کلّهم إلاّ خمسة أنوار: نور محمَّد (صلي الله عليه وآله وسلم)، ونوري، ونور الحسن، ونور الحسين، ونور تسعة من ولد الحسين، فإنّ نوره من نورنا خلقه اللّه تعالي قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) بألفي عام» [2] .



[ صفحه 95]



3ـ حدَّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن أبيه، عن



[ صفحه 96]



جدِّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن داود، عن محمَّد بن الجارود العبدي، عن الاَصبغ بن نباتة قال: خرج علينا أمير الموَمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذات يوم، ووضع يده في يد ابنه الحسن (عليه السلام).



[ صفحه 97]



وهو يقول: «خرج علينا رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم) ذات يوم ويده في يدي هکذا، وهو يقول: خير الخلق بعدي وسيّدهم أخي هذا، وهو إمام کلّ مسلم، ومولي کلّ موَمن [3] بعد وفاتي.

ألا وإنّي أقول: خير الخلف بعدي وسيّدهم ابني هذا، وهو إمام کلِّ موَمن، ومولي کلِّ موَمن [4] بعد وفاتي، ألا وإنَّه سَيُظلمُ بَعدي کما ظُلِمْتُ بعد رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم)، وخير



[ صفحه 98]



الخلق وسيّدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه، المقتول في أرض کربلاء، أما إنَّه [5] وأصحابه من سادة الشهداء يوم القيامة.

ومن بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه، وحججه علي عباده، وأُمناوَه علي وحيه، وأئمّة المسلمين، وقادة الموَمنين، وسادة المتّقين.

تاسعهم القائم الذي يملوَ اللّه عزَّ وجلّ به الاَرض نوراً بعد ظلمتها، وعدلاً بعد جورها، وعلماً بعد جهلها، والذي بعث أخي محمَّداً بالنبوّة، واختصّني بالاِمامة، لقد نزل بذلک الوحي من السماء علي لسان الرّوح الاَمين جبرئيل.

ولقد سئل رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم) وأنا عنده، عن الاَئمّة بعده، فقال للسائل: والسماء ذات البروج إنّ عددهم بعدد البروج، وربِّ الليالي والاَيام والشهور، إنَّ عددهم کعدد الشهور، فقال السائل: فمن هم يا رسول اللّه؟ فوضع رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم) يده علي رأسي.

فقال: أوّلهم هذا وآخرهم المهديُّ، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن أحبّهم فقد أحبّني، وَمَن أبغضهم فقد أبغضني، ومن أنکرهم فقد أنکرني، ومن عرفهم فقد عرفني.

بهم يحفظ اللّه عزَّ وجلَّ دينه، وبهم يعمر بلاده، وبهم يرزق عباده، وبهم ينزل القطر من السماء، وبهم يخرج برکات الاَرض، هوَلاء أصفيائي وخلفائي وأئمّة المسلمين وموالي الموَمنين» [6] .

4ـ حدَّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدَّثنا عليُّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق، عن أبيه محمَّد بن عليَّ، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين (عليهم السلام).

قال: «سئل أمير الموَمنين (عليه السلام) عن معني قول رسول اللّه صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم: إنّي مخلّف



[ صفحه 99]



فيکم الثقلين: کتاب اللّه وعترتي، مَنْ العترة؟

قال: أنّا والحسن والحسين والاَئمّة التسعة من وُلد الحسين، تاسعهم مهديّهم وقائمهم، لا يفارقون کتاب اللّه، ولا يفارقهم حتّي يردوا علي رسول اللّه حوضه». [7] .

5ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدَّثنا أبو علي الحسن ابن محمد النهاوندي قال: حدَّثنا العباس بن مطر الهمداني قال: حدَّثنا إسماعيل بن علي المقري قال: حدَّثنا محمد بن سليمان قال: حدَّثني أبو جعفر العرجي، عن محمّد بن يزيد، عن سعيد بن عباية، عن سلمان الفارسي قال: خطبنا أمير الموَمنين (عليه السلام) بالمدينة، وقد ذکر الفتنة وقربها، ثمّ ذکر قيام القائم من ولده وأنَّه يملوَها عدلاً کما ملئت جوراً، قال سلمان: فأتيته خالياً [8] فقلت: يا أمير الموَمنين! متي يظهر القائم من ولدک؟

فتنفّس الصعداء وقال: «لا يظهر القائم حتي يکون أُمور الصبيان، وتضييع حقوق الرَّحمن، ويتغنّي بالقرآن بالتطريب والاَلحان، فإذا قتلت ملوک بني العباس أُولي الغمار والالتباس أصحاب الرمي عن الاَقواس بوجوه کالتراس، وخربت البصرة، وظهرت العشرة... هناک يقوم المهديُّ من ولد الحسين لا ابن مثله...». [9] .

6ـ وعنه (إبراهيم بن محمد الثقفي) قال: حدَّثني إسماعيل بن يسار، قال: حدَّثني عليُّ بن جعفر الحضرمي، عن سليم بن قيس الشامي، أنَّه سمع عليّاً (عليه السلام) يقول:



[ صفحه 100]



«إنّي وأوصيائي من ولدي أئمّة مهتدون کلّنا محدّثُون».

قلت: يا أمير الموَمنين مَنْ هُم؟

قال: «الحسن والحسين، ثُمَّ ابني علي بن الحسين ـ قال: وعليٌّ يومئذ رضيع ـ ثُمَّ ثمانية من بعده واحداً بعد واحد، وهم الذين أقسم اللّه بهم، فقال: - ووالد وما ولد- أمّا الوالد فرسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم) وما ولد يعني هوَلاء الاَوصياء».

فقلت: يا أمير الموَمنين أيجتمع إمامان؟

فقال: «لا، إلاّ وأحدهما مصمت لا ينطق حتي يمضي الاَوّل» [10] .

7ـ قال سلمان الفارسي (رضي اللّه عنه): أتيت أمير الموَمنين (عليه السلام) خالياً فقلت: يا أمير الموَمنين! متي [يظهرج القائم من ولدک؟

فتنفَّس الصعداء، وقال: «لا يظهر القائم حتّي يکون أُمور الصبيان، ويضيّع حقوق الرَّحمن ويتغنّي بالقرآن.

فإذا قتلت ملوک ـ بني العبّاس ـ أُولي العمي والالتباس، أصحاب الرَّمي عن الاَقواس بوجوه کالتراس، وخربت البصرة.

هناک يقوم القائم من ولد الحسين (عليه السلام)» [11] .

8ـ وأسند عليّ بن محمّد إلي عليٍّ (عليه السلام): «قول النبيِّ صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم: قال اللّه تعالي: لاَُعَذِّبَنَّ کلَّ رعيّة دانت بإمام جائر وإن کانت في نفسها برَّة تقيّة، ولاَرحمنَّ کلَّ رعيّة



[ صفحه 101]



دانت بإمام عادل منّي وإن کانت في نفسها غير برَّة تقيّة.

قلت: فکم يکون بعدک؟ قال: تسعة من ولد الحسين (عليهم السلام) تاسعهم قائمهم يحزن لفقده أهل الاَرض والسماء، فکم موَمن متأسّف حيران، کأنّي بهم آيس ما يکون إذ نودي في رجب ثلاثة أصوات: نداء يسمع من البعد کالقرب: ألا لعنة اللّه علي الظالمين. والثاني: أزفة الآزفة، والثالث: يرون بدناً مع قرن الشمس أنَّ اللّه قد بعث فلان بن فلان حتي ينسبه إلي علي (عليه السلام)». [12] .

9ـ وفي المودَّة العاشرة من کتاب «مودَّة القربي» للسيّد عليّ الهمداني قال: وعن عليٍّ (عليه السلام) قال: «قال رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم): لا تذهب الدُّنيا حتّي يقوم بأُمّتي رجلٌ من ولد الحسين يملاَ الاَرض عدلاً کما ملئت ظلماً». [13] .

10ـ قال الشيخ حسن بن سليمان ـ رحمه اللّه ـ في کتاب «المختصر» روي بعض علماء الاِماميّة في کتاب «منهج التحقيق إلي سواء الطريق»، باسناده عن سلمان الفارسي، [عن علي (عليه السلام)]:

«والَّذي رفع السماء بغير عمد، لو أنَّ أحدهم رام أن يزول من مکانه بقدر نفس واحد، لا زال حتّي آذن له، وکذلک يصير حال ولدي الحسن وبعده الحسين، وتسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائمهم» [14] .

11ـ وروي الحسن بن سليمان بن خالد في کتاب مختصر البصائر قال: أجاز لي الشيخ الشهيد محمّد بن مکي الشامي ثم ذکر السند إلي محمّد بن علي بن بابويه عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق عن عبد العزيز بن يحيي الجلودي عن الحسن بن معاذ عن قيس بن حفص عن يونس بن أرقم عن أبي يسار عن الضحاک بن مزاحم عن النزال ابن سمرة عن أمير الموَمنين (عليه السلام) في حديث طويل يذکر فيه الدجّال قال: «يقتله



[ صفحه 102]



اللّه بالشام علي يدي من يصلّـي المسيح بن مريم خلفه» إلي أن قال: فقال النزال بن سمرة لصعصعة: ما عني أمير الموَمنين (عليه السلام) بهذا القول؟ فقال: إنّ الذي يصلّي عيسي بن مريم خلفه هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين (عليه السلام) [15] .

12ـ عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمّه، عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير الموَمنين (عليهم السلام): إنّه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن إنّک تدّعي أمير الموَمنين فمن أمَّرک عليهم؟ قال: اللّه عزَّ وجلَّ أمّرني عليهم.

فجاء الرجل إلي رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول اللّه أيصدق علي فيما يقول إنّ اللّه أمّره علي خلقه فغضب النبيّ صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم ثمّ قال: إنّ عليّاً أمير الموَمنين بولاية من اللّه عزّ وجلّ عقدها له فوق عرشه وأشهد علي ذلک ملائکته، أنّ عليّاً خليفة اللّه وحجّة اللّه وانّه لاِمام المسلمين طاعته مقرونة بطاعة اللّه ومعصيته مقرونة بمعصية اللّه، فمن جهله فقد جهلني ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنکر إمامته فقد أنکر نبوَّتي، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي، ومن دفع فضله فقد تنقصني، ومن قاتله فقد قاتلني، ومن سبّه فقد سبّني لاَنّه منّي خلق من طينتي، وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين. ثم قال: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج اللّه علي خلقه، أعداوَنا أعداء اللّه، وأولياوَنا أولياء اللّه [16] .

13ـ عن المسيَّب، عن أمير الموَمنين (عليه السلام) قال: «واللّه لقد خلفني رسول اللّه في أُمّته فأنا حجّة اللّه عليهم بعد نبيّه وانّ ولايتي لتلزم أهل السماء کما تلزم أهل الاَرض



[ صفحه 103]



وانَّ الملائکة لتتذاکر فضلي وذلک تسبيحها عندها، أيّها النّاس اتّبعوني أهدکم سواء السبيل ولا تأخذوا يميناً وشمالاً فتضلّوا وأنا وصيّ نبيّکم وخليفته وإمام الموَمنين ومولاهم وأميرهم، وأنا قائد شيعتي إلي الجنّة وسائق أعدائي إلي النار، أنا سيف اللّه علي أعدائه ورحمته علي أوليائه، أنا صاحب حوض رسول اللّهصلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم ولوائه وصاحب مقام شفاعته، والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين خلفاء اللّه في أرضه وأمناوَه علي وحيه وأئمّة المسلمين بعد نبيّه وحجج اللّه علي بريّته» [17] .

14ـ باسناده عن عبد الرزاق، عن محمّد بن راشد، عن أبان بن أبي عيَّاش، عن سليم بن قيس: أنّ علياً قال لطلحة في حديث طويل عند ذکر تفاخر المهاجرين والاَنصار بمناقبهم وفضائلهم: «يا طلحة أليس قد شهدت رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم) حين دعانا بالکتف ليکتب فيها ما لا تضلّ الاَُمّة بعده ولا تختلف فقال صاحبک ما قال إنّ رسول اللّه يهجر فغضب رسول اللّه وترکها؟» قال: بلي، قد شهدته. قال: «فإنّکم لمّا خرجتم أخبرني رسول اللّه صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم بالذي أراد أن يکتب فيها ويشهد عليه العامّة وإنّ جبرئيل أخبره بأنّ اللّه قد علم أنّ الاَُمّة ستختلف وتفترق ثم دعا بصحيفة، فأملاَ عليّ ما أراد أن يکتب بالکتف، وأشهد علي ذلک ثلاثة رهط، سلمان الفارسي، وأبا ذر، والمقداد وسمّي من يکون من أئمّة الهدي الذين أمر الموَمنين بطاعتهم إلي يوم القيامة فسمَّاني أوّلهم ثم ابني هذا حسن ثم ابني هذا حسين ثم تسعة من ولد ابني هذا حسين کذلک يا أبا ذر وأنت يا مقداد؟» قالا: نشهد بذلک علي رسول اللّه صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم. فقال طلحة: واللّه لقد سمعت من رسول اللّه صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم يقول لاَبي ذر: ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق ولا أبرّ من أبي ذر، وأنا أشهد أنّهما لم يشهدا إلاّ الحقّ، وأنت أصدق وأبرَّ منهما [18] .



[ صفحه 107]




پاورقي

[1] کمال الدين: 1: 304، البحار: 51: 110 ـ عن کمال الدين بتفاوت يسير، بشارة الاِسلام: 50 ـ عن کمال الـدين، نور الثقلـين 5: 271 ـ عن کمال الـدين بتفـاوت يسير، إثبات الهـداة: 6: 395ـ396 عن کمال الدين بتفاوت يسير، وفي سنده: عليّ بن سعيد بدل عليّ بن معبد، منتخب الاَثر: 205 ـ عن کمال الدين، إعلام الوري: 400 ـ عن کمال الدين، کشف الغمة: 3: 311 ـ عن إعلام الوري.

[2] احتجاج الطبرسي: 340، البحار: 9: 15، وذکر له مصدرين هما: «الاحتجاج»، والثاني: «أمالي» ابن الشيخ بهذا السند: عن الحسين بن عبيد اللّه، عن هارون بن موسي، عن محمّد بن همّام، عن عليّ بن الحسين الهمداني، عن محمّد بن البرقي، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)... الخ.

وذکره الاِمام شمس الدين أبي عليّ فخار بن معد الموسوي في کتابه الجليل «الحجة علي الذاهب إلي تکفير أبي طالب»: 15 فقال: وبالاسناد عن الشيخ أبي الفتح الکراجکي ـ رحمه اللّه ـ قال: حدَّثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمي ـ رضي اللّه عنه ـ قال: حدَّثني القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان بن عبد اللّه النصيبي في داره، قال: حدَّثنا جعفر بن محمّد العلوي، قال: حدَّثنا عبيد اللّه أحمد قال: حدَّثنا محمّد بن زياد، قال: حدَّثنا مفضل ابن عمر، عن جعفر بن محمّد الصادق (عليهم السلام)، عن أبيه، عن آبائه ـ عليهم السلام ـ... الخ، المناقب المائة للشيخ أبي الحسن بن شاذان، کنز الکراجکي: 80، أمالي ابن الشيخ: 192، تفسير أبي الفتوح: 4: 211، الدرجات الرفيعة، ضياء العالمين، تفسير البرهان: 3: 794.

شيخ البطحاء، ورئيس مکّة، وشيخ قريش، أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عمّ الرسول وکافله، وأبو الاَئمّة (سلام اللّه عليهم أجمعين).

کان أبو طالب (عليه السلام) شيخاً وسيماً جسيماً، عليه بهاء الملوک ووقار الحکماء، وکانت قريش تسمّيه: «الشيخ»، وکانوا يهابونه، ويخافون سطوته، وکانوا يتجنّبون أذيّة رسول اللّه صلَّي اللّه عليه و آله و سلَّم في أيَّامه، فلمَّـا توفّـي (سلام اللّه عليه)، اجتروَا عليه واضطر إلي الهجرة من وطنه مکة المکرمة إلي المدينة المنوّرة.

قيل لاَکثم بن صيفي ـ حکيم العرب ـ: ممّن تعلّمت الحکمة والرياسة، والحلم والسيادة؟ قال: من حليف الحلم والاَدب، سيّد العجم والعرب، أبو طالب بن عبد المطلب.

وجري ذات يوم کلام خشن بين معاوية بن أبي سفيان وصعصعة وابن الکواء، فقال معاوية: لولا أنّي أرجع إلي قول أبي طالب لقتلتکم وهو:



قابلت جهلهم حلماً ومغفرة

والعفو عن قدرة ضرب من الکرم



وکان (سلام اللّه عليه) مستودعاً للوصايا فدفعها إلي رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم)، وهو الذي کفله وحماه من قريش ودافع عنه.

روي عن فاطمة بنت أسد: أنّه لما ظهر امارة وفاة عبد المطلب قال لاَولاده: مَنْ يکفل محمّداً؟ قالوا: هو أکيس منّا، فقل له يختار لنفسه، فقال عبد المطلب: يا محمّد! جدک علي جناح السفر إلي القيامة، أي عمومتک وعماتک تريد أن يکفلک؟ فنظر في وجوههم ثمَّ زحف إلي عند أبي طالب، فقال له عبد المطلب: يا أبا طالب! إنّي قد عرفت ديانتک وأمانتک، فکن له کما کنت له.

کانت لاَبي طالب (عليه السلام) مواقف في موَازرة الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم)، ومقاومته المشرکين، وله کثير من أمثالها في دفاعه عن محمّد، وعن دين محمّد، وعن قرآن محمّد، وعن أتباع محمّد.

فهلا يأخذک العجب بعد اطلاعک علي هذا وشبهه من أقوال أبي طالب و أفعاله، ألا تستغرب بعد هذا لو سمعت بعصابة أثّرت فيها الروح الاَموية الخبيثة، فدفعها خبث عنصرها، ورداءة نشأتها، وجرّها الحقد إلي القول بأنّ أبا طالب (عليه السلام) مات کافراً!!! وإن تعجب فعجب قولهم: أبو طالب يموت کافراً؟!!!.

أبو طالب الذي يقول:



ولقد علمت بأنّ دين محمّد

من خير أديان البريّة ديناً



يموت کافراً؟!!!

أبو طالب الذي يقول:



ليعلم خيار النّاس أنَّ محمّداً

وزير لموسي والمسيح بن مريم



أتانا بهدي مثل ما أتيا به

فکل بأمر اللّه يهدي ويعصم



يا للّه ويا للعجب قائل هذا يموت کافراً؟!!!

أبو طالب الذي يقول:



ألا تعلموا أنّا وجدنا محمّداً

رسولاً کموسي خط في أوّل الکتب



ويقول مخاطباً رسول اللّه (صلي الله عليه وآله وسلم):



أنت النبيُّ محمّد

قرم أغر مسود



وهو الذي يقول:



لقد أکرم اللّهُ النبيّ محمّداً

فأکرم خلق اللّه في النّاس أحمد



وشق له من اسمه ليجلّه

فذو العرش محمود وهذا محمّد



ويقول:



قل لمن کان في کنانة في العز

وأهل الندي وأهل المعالي



قد أتاکم من المليک رسول

فاقبلوه بصالح الاَعمال



ويقول:



فخير بني هاشم أحمد

رسول الاِله علي فترة



ويقول:



إنَّ ابن آمنة النبيّ محمّد

عندي بمنزلة من الاَولاد



ويقول:



صدق ابن آمنة النبيّ محمّد

فتميزوا غيظاً به وتقطعوا



إنّ ابن آمنة النبيّ محمّد

سيقوم بالحقّ الجلي ويصدق



أبو طالب الذي يقول:



يا شاهد اللّه عليَّ فاشهد

آمنت بالواحد ربّ أحمد



من ظل في الدين فإنّي مهتدي

کلّ هذا وأبو طالب مات کافراً!!!

إذا کان الاِيمان بالتوحيد والاقرار بنبوّة محمّد لا تکفي في إيمان الرَّجل، ويکون معتقدها والمقرُّ بها کافراً، فما هو الاِسلام اذن؟!!

إذا کان الذب عن رسول اللّه والاعتراف بنبوّته کفراً فما هو الاِسلام؟

طبعاً يقول لسان حال تلک العصابة في الجواب: الاِيمان أن تتمکن في نفسک مباديَ أبي سفيان، وتوَمن بالذي يحلف به أبو سفيان، وتقول کما قال: ما من جنّة ولا نار.

أسمعت هذا وبعد فهلاّ ترفع يدک إلي الدعاء وتقول معي: اللّهمّ! ادخلني النار التي يقطن فيها عليّ بن أبي طالب، واجعلني في الضحضاح الذي فيه أبو طالب، ولا تدخلني الجنَّة التي يدخل فيها أبو سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان، ويزيد بن معاوية، فسلام علي تلک النار، ولعنة الله علي هذه الجنّة.



ولولا أبو طالب وابنه

لما مثل الدين شخصاً فقاما



فذاک بمکة آوي وحامي

وذاک بيثرب خاض الحماما



فللّه ذا فاتحاً للهدي

ولله ذا للمعالي ختاما



.

[3] في بعض النسخ: «أمير کلّ موَمن».

[4] في بعض النسخ: «وهو إمام کلّ مسلم وأمير کلّ موَمن».

[5] في بعض النسخ: «في أرض کرب وبلاء ألا وانَّه».

[6] کمال الدين: 1: 259ـ 260، منتخب الاَثر: 91.

[7] إعلام الوري: 375، عيون الاَخبار: 304، منتخب الاَثر: 94.

[8] يقال: خلا بفلان وإليه ومعه: سأله أن يجتمع به في خلوة، ففعل، فالمراد ـ أنّي أتيته ونحن في خلوة.

[9] دلائل الاِمامة: 253ـ 254، العدد القوية: 75، مرسلاً، وقال: قال سلمان الفارسي (رضي اللّه عنه): أتيت أمير الموَمنين عليَّ بن أبي طالب (عليه السلام) خالياً، فقلت: يا أمير الموَمنين! متي القائم من ولدک؟ فتنفّس الصعداء وقال: ... وفيه: «...ويتغنّي بالقرآن، فإذا قتلت ملوک بني العباس أُولي العمي والالتباس... وخربت البصرة، هناک يقوم القائم من ولد الحسين (عليه السلام)»، البحار: 52: 275 ـ عن العدد القوية، منتخب الاَثر: 248ـ عن دلائل الاِمامة ملخّصاً، وفي: 435 ـ عن نفس الرحمن، نفس الرحمن في فضائل سلمان: 103 ـ عن العدد القوية.

[10] اختصاص المفيد: 324ـ باب الاَئمّة (عليهم السلام) کلّهم مفهمون محدّثون ـ وفيه: قال سليم: سألت محمّد بن أبي بکر فقلت: أکان عليٌّ (عليه السلام) محدّثاً؟ فقال: نعم، قلت: ويحدّث الملائکة الاَئمّة؟ فقال: أو ما تقرأ: (وما أرسلنا من قبلک من رسول ولا نبي ولا محدّث)، قلت: فأمير الموَمنين محدّث؟ فقال: نعم، وفاطمة کانت محدّثة ولم تکن نبيّة، البحار: 26: 79 وفي سنده: عبد اللّه عن إبراهيم بن محمّد الثقفيّ، وفيه: «...مهديون بدل أئمّة مهتدون»...فقلت بدل قلت، بصائر الدرجات: 106، کفاية الاَثر: 57، بتفاوت يسير.

[11] البحار: 52: 275.

[12] الصراط المستقيم: 2: 127 ـ 128.

[13] المصدر نفسه: 2: 116. هذا الحديث نبوي ولکن ذکر لشدة المناسبة.

[14] البحار: 27: 35ـ36ـ37، ح 5. المختصر: 71ـ76.

[15] اثبات الهداة: 460.

[16] منتخب الاَثر: 72 وقال: ورواه في غاية المرام عن ابن بابويه بسنده عن عليّ بن الحسين إلاّ أنّه ذکر بعد قوله (أنّ علياً أمير الموَمنين) (وقائد الغر المحجّلين) وذکر لاَنّه خلق من طينتي بدل لاَنّه منِّي خلق من طينتي، ورواه في کتاب «بشارة المصطفي»، بسنده عن أبي حمزة، عن عليِّ بن الحسين (عليه السلام).

[17] منتخب الاَثر: 68 وقال: ورواه في غاية المرام عن أبي الحسن الفقيه بن شاذان (صاحب المناقب المائة) من طرق العامّة.

[18] منتخب الاَثر: 74، عن غيبة النعماني.