بازگشت

اسلوب السفارة


و لم يکن بداً من غيبة الإمام في ظل هذه الظروف الأمنية الحرجة والرقابة المشددة التي اشترک في ممارستها حتي أقرب الناس من أهله، وهو عمّه الذي کان من المفترض أن يکون عنصراً مهماً في مهمته وليس ظاهرة سلبية تعرّض الإمام عليه السلام إلي الخطر وشيعته المخلصين إلي التصفية الجسدية کذلک.

وهل تعني غيبته عليه السلام عزلته عن الناس عامة وعن شيعته خاصة؟ وهل يبرر التهديد الذي لاقاه الإمام عليه السلام من السلطة بالقتل أن تنقطع ارتباطاته بقواعده؟ أم لابد من استحداث شيء آخر لم يعهد في عصر آبائه الطاهرين عليه السلام بل بدأت بوادره إبّان عهد جده الإمام علي بن محمد عليه السلام حين عيّن له وکيلاً يرعي بعض مصالح مهمته ولتکون بداية مهمة لأسلوب الوکالة يألفها الناس إبّان غيبة الإمام المهدي عليه السلام.

لذا فإنّ الوکيل للإمام الهادي عليه السلام کان عثمان بن سعيد العمري وهو الوکيل کذلک للإمام الحسن العسکري عليه السلام وقد عرف بصلاحه وورعه وتقواه لدي الخاصة والعامة.

إذن فأسلوب الوکالة أو السفارة للإمام المهدي عليه السلام صار أمراً مألوفاً في الوسط الشيعي، فهم تعاملوا مع سفير جده الإمام الهادي عليه السلام ومع سفير والده الإمام العسکري عليه السلام، ولم يکن بعد ذلک أسلوب السفارة أمراً جديداً تثار من خلاله الريبة بل هي الطريقة التي عهدها الشيعة وألفوها.