بازگشت

جعفر بن علي بادرة سيئة و ظاهرة خطيرة


قلنا أن حرکة جعفر بن علي کانت بادرة سيئة تستفتح الغيبة تأريخها بها وهو وإن کان ساذجاً في تصرفاته إلا أنه شکّل ظاهرةً خطيرة امتدت آثارها إلي مديات طويلة، فقد کشف ستراً کما في تعبير بعض الروايات، وأفشي سراً کما في روايات أخري، ثم هو يشکل حالة الانحطاط الفکري التي کان يتميزبها بعضهم وعدم وعيهم بمسؤولياتهم الحقيقية، کما أنه مثّل نموذجاً سيئاً لحالات الانحراف التي تکمن في دواخل البعض، ومن جهته فإنّ دوافع حبّ الرئاسة والجاه غير المشروع کان الأساس في ارتکاب مثل هذه الاختراقات.

وهذه الظاهرة وإن کان لها أثرها السيئ إلا أن لها أهميتها کذلک، فهي ظاهرة أغلقت الباب علي محاولات البعض من تصوير الانحرافات التي صدرت من بعض الشيعة بأنها مسألةً عامة يبتلي بها أکثر أتباع الأئمة، حيث دعوي السفارة والوکالة الکاذبة عن الإمام عليه السلام يصورها البعض أنها إحدي سلبيات الطائفة، في حين أن هذه الدعوي لها مثيلها في عم الإمام عليه السلام وهو ابن إمام وأخو إمام إلا أن دوافع حبّ الجاه لا يخص أحداً دون أحد إذا استمکن من نفس الإنسان ومشاعره بحيث يطغي علي قلبه وفکره فينسيه ما هو فيه.

کما أن هذه المحالات تکشف عن خللٍ في بعض جوانب المدّعي لم تسد فکرياً، ونقصٍ في التزامه الديني لم يعالجه في حينه فاستفحل عليه، واستجاب لأدني شبهةٍ عرضت في نفسه.

فلا غرابة إذن أن يتصرف بعضهم بمواقف سلبية وخروقاتٍ دينية، فإنّ لهذه الحالات مثيلاتها من قبل جعفر عم الإمام وليس هذا عيباً يطغي علي الطائفة کأتباع لهم علاقتهم المقدسة مع أهل البيت عليهم السلام.