بازگشت

مشاهدة الإمام الغائب عند شهادة والده


کانت مشاهدة الإمام المهدي عليه السلام وقت شهادة والده عليه السلام أمراً حاسماً، ففي فترةٍ تعد أحرج الفترات التي تمر بها مسألة الإمامة، وعدم وضوح الخلف من بعد الإمام عند الکثير من الشيعة، کما أن جعفراً قد تهيا لدعوي الإمامة بواسطة السلطة العباسية التي تعد من جعفر بديلاً رسمياً عن الإمام، وقد حاولت السلطة أن تستفيد من هذه الفترة أمرين:

أولاهما: کشف حال الإمام الغائب عند شهادة والده عليه السلام، فإنّ کان موجوداً نفّذت السلطة خطتها في تصفيته، وإن کان غير موجود فهو ما تطمح إليه السلطة وتحاول إشاعته ذلک وإنهاء ملف الإمامة من الأساس، فلا أحدٌ بعد ذلک يشکّل تهديداً خطيراً حقيقياً لها، وبذلک تحقق السلطة العباسية آمالها في إقصاء آل البيت عليهم السلام من مناصبهم الإلهية.

ثانيهما: تنصيب جعفر بن علي عمّ الإمام المهدي عليه السلام إماماً (رسمياً) من قبل السلطة وذلک لمحاولة استغلال ظرف غياب الإمام الشرعي وتوجيه الأنظار إلي جعفر الذي عرف بعدم التزامه وارتکابه محرمات الشريعة، لتوهم الناس بأن أئمة آل البيت الذين تعتقدون إمامتهم هم في مستوي عدم الالتزام الشرعي وغياب مقومات الإمامة عنهم وعدم أهليتهم لذلک، لذا فقد کان جعفراً يشکل بادرة خطيرة إبّان الغيبة الصغري، وهو أحد أهم عوائق ظهور الإمام المهدي عليه السلام في غيبته الصغري لشيعته، کون جعفراً يترصد وجوده ويحاول تمويه الناس بعدم ولادته، ومن ثم دعوي إمامته الباطلة.

هاتان المحاولتان لم تتجح في استغلالهما السلطة، فإنّ الإمام المهدي عليه السلام ظهر بصورة مفاجئة في اللحظات الأخيرة التي تمت بها محاولة النظام في التمويه علي عدم وجوده، فقد باغت الإمام عليه السلام السلطة بظهوره والصلاة علي أبيه، وأحبط محاولاتها ومحاولات عمّه جعفر وأسقط ما في أيدي جعفر من الدعاوي الکاذبة وأثبت لشيعته وجوده ومحاولة أخذ زمام المبادرة في اللحظات الأخيرة من مشاهد (السيناريو) الذي حاول إيجاده النظام بواسطة جعفر.

وبهذا فقد أثبت الإمام وجوده لشيعته أولاً وللسلطة ولعمّه ثانياً دون أدني خطرٍ علي حياته، حيث بعد أدائه الصلاة غاب بشکلٍ أفشل محاولات القبض عليه وتصفيته.

والرواية التالية تحکي لنا مشاهد اللحظات الحاسمة.