غيبة الإمام المهدي الأدوار و المراحل
بعد أن تيقّنا من ضرورة وقوع الغيبة وکونها لا تنفک عن تنفيذ المهمة الإلهية التي کلّف بها الإمام المهدي عليه السلام، وأنها العملية التدبيرية التي لابد من اتخاذها درءً للخطر الذي أحاط بالإمام عليه السلام منذ ولادته، بل منذ حمله، وذلک حين توجّس النظام من ولادته ومتابعة خطواتها عن طريق العيون التي بثها في بيت الإمام العسکري عليه السلام ومحاولة اختراقه دون الحصول علي أدني معلومةٍ تعين النظام علي معرفة وجود الإمام المهدي عليه السلام.
وقد تقدّمت الإشارة في ملحمة الصدوق الروائية إلي إحباط محاولات السلطة في القبض علي الإمام عليه السلام.
إذن فقد بات من المؤکد أن تُتخذ تدابير الغيبة وإجراءاتها بما يضمن الإبقاء علي دور الإمام المهدي عليه السلام محسوساً لدي الخاصة، أو ممارسة بعض مهامه علي المستوي العام لدي شيعته عليه السلام بما يکفل سلامة وجوده والحفاظ علي حياته الشريفة.
لذا فقد بادر الإمام الحسن العسکري عليه السلام إلي اتخاذ إجراءات الغيبة منذ ولادة الموعود، ومن ثم استمرت إجراءات الغيبة يزاولها الإمام المهدي عليه السلام کجزءٍ من مهمته الإلهية.
مرت إجراءات الغيبة هذه بمراحل مهمة يمکننا تأريخها کما يلي: