غيبة نبي الله موسي
فقد ذکر القرآن الکريم في قصصه عن موسي عليه السلام أنّ فرعون حينما طلب من يولد هذا العام ليقتله لأن علي يد هذا الوليد يکون هلاک ملکه ونهايته، فإنّ الله تعالي أوحي إلي أم موسي أن تلقيه في اليمّ، حتي تکفلته امرأة فرعون، وغاب عن أهله سنين حتي رجع إليهم وهو رجلٌُ رشيد، ثم غاب عن قومه بعد قتل القبطي خوفاً من قتله والبحث عنه.
وهکذا کان لموسي غيبتان، أحدهما عند ولادته کما حدث للإمام المهدي عليه السلام، والثانية حين خاف القتل من قبل فرعون.
وبهذا شابه الإمام المهدي عليه السلام في غيبته غيبة موسي حين خاف طاغية زمانه وفرعون أمته، وکذا الإمام غاب عن أعين الناس خوف القتل من جبابرة زمانه وطغام قومه.
إلي هنا عرفنا، أن غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف أمرٌ قد تعارف في تأريخ الأنبياء، حيث الخوف من طواغيت زمانهم والتکذيب من قومهم ألجأهم إلي إخفاء أشخاصهم وحجبها عن أعين أعدائهم وهو أمر متسالم عند العقلاء، فالخطر المداهم للشخص لا يدفعه إلاّ بالاحتجاب باختلاف الوسائل والأساليب، والإمام اتّبع هذه الوسيلة درءً للخطر عن نفسه الشريفة وإتماماً لرسالته الإلهية.