غيبة نبي الله إبراهيم
روي السيوطي في الدر المنثور عن أبي حاتم عن السدي قال: کان من شأن إبراهيم عليه السلام أنّ أول ملکٍ ملک في الأرض شرقها وغربها نمرود بن کنعان بن کوش، وکانت الملوک الذين ملکوا الأرض کلها أربعة، بن کنعان وسليمان بن داود، وذو القرنين، وبختنصر، مسلمين وکافرين، وأنه طلع کوکب علي نمرود ذهب بضوء الشمس والقمر ففزع من ذلک، فدعا السحرة والکهنة والقافة والحازة فسألهم عن ذلک، فقالوا: يخرج من ملکک رجل يکون علي وجهه هلاکک وهلاک ملکک، وکان مسکنه ببابل الکوفة، فخرج من قريته إلي قرية أخري، وأخرج الرجال وترک النساء، وأمر أن لا يولد مولود ذکر إلاّ ذبحه، فذبح أولادهم. ثم إنّه بدت له حاجة في المدينة لم يأمن عليها إلاّ آزر أبا إبراهيم فدعاه فأرسله فقال له: انظر لا تواقع أهلک، فقال له آزر أنا أضنّ بديني من ذلک، فلما دخل القرية نظر إلي أهله فلم يملک نفسه أن وقع عليها، ففرّ بها إلي قرية بين الکوفة والبصرة يقال لها ادر فجعلها في سرب، فکان يتعهدها بالطعام وما يصلحها، وإنّ الملک لما طال عليه الأمر قال: قول سحرة کذابين ارجعوا إلي بلدکم، فرجعوا وولد إبراهيم، فکان في کل يوم يمر به کأنه جمعة والجمعة کالشهر من سرعة شبابه، ونسي الملک ذاک، وکبر إبراهيم ولا يري أن أحداً من الخلق غيره وغير أبيه وأمه، فقال أبو إبراهيم لأصحابه: إنّ لي ابناً وقد خبأته فتخافون عليه الملک إن أنا جئت به؟ قالوا: لا فائت به، فانطلق فأخرجه، فلما خرج الغلام من السرب نظر إلي الدواب والبهائم والخلق، فجعل يسأل أباه فيقول: ما هذا؟ فيخبره عن البعير أنّه بعير. وعن البقرة أنّها بقرة وعن الفرس أنّها فرس وعن الشاة أنّها شاة، فقال: ما لهؤلاء بد من أن يکون لهم رب.. إلي آخر الرواية. [1] .
پاورقي
[1] الدر المنثور للسيوطي: 7/ 303.