بازگشت

غيبة ادريس


روي الصدوق بسنده إلي أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: کان بدء نبوة إدريس عليه السلام أنه کان في زمانه ملک جبار وأنه رکب ذات يوم في نزهة، فمر بأرضٍ خضرة نضرة لعبد مؤمن من الرافضة [1] فأعجبته، فسأل وزراءه: لمن هذه الأرض؟ قالوا: لعبد مؤمن من عبيد الملک فلان الرافضي، فدعا به فقال له: امتعني بأرضک هذه، فقال: عيالي أحوج إليها منک، قال: فسمني بها أثمن لک، قال: لا أمتعک بها ولا أسومک عد عنک ذکرها، فغضب الملک عند ذلک وأسف وانصرف إلي أهله وهو مغموم متفکر في أمره، وکانت له إمرأة من الأزارقة، وکان بها معجباً.. إلي أن قال: فأشارت عليه بقتله وأخذ أرضه، فعارضه إدريس وحذّره، فهدده الجبار.. إلي أن قال في رواية طويلة الذيل.. فقالوا له: خذ حذرک يا إدريس فإنّ الجبار قاتلک قد بعث اليوم أربعين رجلاً من الأزارقة ليقتلوک فاخرج من هذه القرية، فتنحي إدريس عن القرية من يومه ذلک، ومعه نفر من أصحابه، فلما کان في السحر ناجي إدريس ربه فقال: يا رب بعثتني إلي جبار فبلّغت رسالتک وقد توعدني هذا الجبار بالقتل، بل هو قاتلي إن ظفر بي، فأوحي الله عزوجل: أن تنحّ عنه واخرج من قريته، وخلّني وإياه، فوعزتي لأنفذن فيه أمري. [2] .


پاورقي

[1] لقب المؤمنين الذين رفضوا دين الملک وتبعوا إدريس عليه السلام وصدّقوا برسالته.

[2] إکمال الدين وإتمام النعمة: 1/ 129.