بازگشت

و هي معادلة عمه جعفر الذي سعي إلي کشف کما في تعبير بعض الروا


وهي معادلة عمّه جعفر الذي سعي إلي کشف (سر الله) کما في تعبير بعض الروايات، ومحاولة تقرّبه للنظام عن طريق إفشاء أسرار الإمامة وتحريض النظام بالقبض علي الوليد الموعود.

کما سعي من خلال ذلک إلي إحباط خطط الإمام عليه السلام في تعامله الطبيعي حتي مع قواعده أو مع خواصه علي أقل تقدير.

فقد شکّل جعفراً هذا خطراً علي حياة الإمام عليه السلام بتوجيه السلطة إلي مکان إقامته سعياً منه في التخلص من الإمام والتربّع علي منصب الإمامة الّذي ظن أنه منصب تشکّله المساعي الرسمية للسلطة أو ما يحاوله من إعزاء رجالاتها بالمال ـ کما في تعبير الرواية ـ وتحفيز ابن خاقان بإعطائه عشرين ألفاً کل عام.

ومعلوم أنّ الخطر الذي يداهم الإمام من داخل عائلته ـ عمه جعفر ـ دفع الإمام إلي التشديد باتخاذ إجراءات الأمن حفاظاً علي حياته، فعمّه جعفر هذا يعرف أماکن تواجده، واطلاعه علي حالات العائلة الخاصة تعين جعفراً علي معرفة مکان الوليد الجديد، مما دعي الإمام المهدي عليه السلام إلي الاختفاء والابتعاد عن مکان خطر ملاحقة عمّه.

هذه المعادلات الثلاث تعيننا علي استيعاب أطروحة الغيبة، وتدفعنا إلي الاعتقاد بأن إجراءات الغيبة هي الحالة الطبيعية التي يتخذها المرء في حال مداهمته بالخطر، بل عدم اتخاذ هذه الإجراءات الأمنية تودي بحياة الإمام ومن ثم بأطروحته الإلهية في ظهوره، وعلي الإمام إذن أن يختار سلوک تغييب شخصه حفاظاً علي مهمته وتکليفه الإلهي.