زبيدة زوجة الرشيد
عدّها الصدوق من الشيعة، وأثني عليها کثيراً، وقال المامقاني ـ تبعاً للشيخ الصدوق ـ أنها من الشيعة کذلک، قال: زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور زوجة هارون الرشيد أم محمد الأمين، قال الصدوق في المجالس: إنّها کانت من الشيعة فلما عرفها أنّها منهم حلف بطلاقها، وقال ابن خلکان: لها معروف کثير وفعل خير وقصتها في حجها وما اعتمرته في طريقها مشهورة فلا حاجة إلي شرحها، قال الشيخ أبو الفرج.. کان لها مائة جارية يحفظن القرآن ولکل واحدة ورد عشر القرآن.
وکان يسمع في قصرها کدوي النحل من قراءة القرآن. [1] .
وعدّ الطبري في دلائل الإمامة أن زبيدة من النساء اللاتي يخرجن مع القائم عليه السلام، فقد روي بسنده عن الصادق عليه السلام: يکنّ مع القائم ثلاثة عشر امرأة، قلت (الراوي): وما يصنع بهنّ؟ قال: يداوين الجرحي ويقمن علي المرضي کما کان رسول الله، قلت: فسمّهن لي، قال: القنوا بنت رُشيد، وأم أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية أم عمار بن ياسر، وزبيدة، وأم خالد الأحمسية، وأم سعيد الحنفية، وصبانة الماشطة، وأم خالد الجهنية. [2] .
وربما يتساءل عن کون نسبة التشيع إلي زبيدة لم تشتهر بين الأصحاب، فنقول: إنّ شهادة الشيخ الصدوق تعد من الشهادات التي يعدها أصحابنا رضوان الله عليهم أنها حسية أو قريبة منه، لقرب عهده بأصحاب الأئمة وسفراء الحجة عجل الله فرجه الشريف، والشيخ الصدوق أجل من أن يروي أمراً حدسياً يخبر به وينسبه إلي نفسه دون تحقيق في النسبة، کما أن نسبة التشيع إلي زبيدة لم تکن مشهورة لخفاء أمر تشيعها وکتمانه خوفاً من الرشيد وبني العباس، کما أن نسبة التشيع إلي سيدة البلاط العباسي أمر غير متعارف عادة لدي الأوساط الذين عرفوا بني العباسي وعداءهم لأهل البيت عليهم السلام، إلاّ أن ذلک أمراً جديراً بالاهتمام سنشير إلي دوافعه وملازماته قريباً.
پاورقي
[1] تنقيح المقال للمامقاني: 3/ 78.
[2] دلائل الإمامة للطبري: 256.