بازگشت

العلاقة بين الإمام الحسن العسکري و بين السلطة


فقد شاهدنا حذر السلطة واضطرابها في علاقتها مع الإمام عليه السلام، فمرّة تتعامل معه بالإکبار وتعترف له بالتقديم علي غيره بل إمامته في أحيان أخري، کما في تعامل ابن خاقان مع الإمام وتصريحه بأحقيته بالخلافة، ومن جهة تودع الإمام عليه السلام في السجن أو تحتم عليه الإقامة الجبرية فتعزله عن قواعده دون سابق إنذار.

أي أن علاقة الإمام عليه السلام بالسلطة تتذبذب بين ذعر السلطة ومخاوفها من مجرد وجود الإمام عليه السلام إلي حالات اطمئنان من موقف الإمام ووجوده تبعاً (لتخيلات) الخليفة وما توهمه توجهات حرصه علي منصبه وبقائه علي دست الحکم منعّماً دون أدني معارضٍ هناک.

وهذا العامل يعدّ من أقوي عوامل إجراءات الاختفاء وغيبته عن أعين العامة فضلاً عن الخاصة کذلک.

علي أنّ (الاعتقاد الخفي) بالأئمة عليهم السلام لدي دوائر النظام لا تمثله حالة ابن خاقان وحدها، فالنظام يکمن في دواخله حالات التعاطف، بل التشيع من بعض أعضائه، فأسر النظام کانت تري فضل الأئمة صلوات الله عليهم ظاهراً، وهذا التحسس لدي نساء البلاط ظهر في أکثر من ظاهرة، ويمکننا أن نطلق عليها بظاهرة (الاعتقاد الخفي) التي تکنه نساء البلاط للأئمة عليهم السلام، وسنذکر بعض نماذج ذلک: