بازگشت

شهادة الامام الحسن العسکري


يبدأ ذعر السلطة واضحاً إذا ما علمنا أن الدلائل تشير إلي اغتيالها للإمام الحسن العسکري عليه السلام تحسباً لولادة المهدي الموعود منه. إذ لم يکن في المعلومات الرسمية لدي الخليفة ومساعديه ما يشير إلي وجود ولد للإمام عليه السلام في هذه الفترة، لذا فعليها معاجلة الإمام عليه السلام بتصفيته وإيقاف هذا الخطر الذي سيسببه وجوده بولادة الموعود، وبالفعل فقد أقدمت السلطة علي تدبير عملية تصفية للإمام العسکري عليه السلام وتظاهرت بقلقها حيال مرضه الذي أودي بحياته عليه السلام.

فقد روي الصدوق عن خبر الوفاة في حديث طويل قال:... لما اعتل بعث إلي أبي (عبيد الله بن خاقان وزير الموفق العباسي) أن ابن الرضا قد اعتل، فرکب من ساعته مبادراً إلي دار الخلافة، ثم رجع مستعجلاً ومعه خمسة نفر من خدام أمير المؤمنين کلهم من ثقاته وخاصته فمنهم نحرير وأمرهم بلزوم دار الحسن بن علي عليه السلام وتعرّف خبره وحاله، وبعث إلي نفر من المتطبّبين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً، فلما کان بعد ذلک بيومين جاءه من أخبره أنه قد ضعف، فرکب حتي بکّر إليه ثم أمر بالمتطبّبين بلزومه، وبعث إلي قاضي القضاة فأحضره مجلس وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق في دينه وأمانته وورعه، فأحضرهم فبعث بهم إلي دار الحسن عليه السلام وأمرهم بلزوم داره ليلاً ونهاراً، فلم يزالوا هناک حتي توفي عليه السلام لأيامٍ مضت من شهر ربيع الأول من سنة ستين ومائتين، فصارت سرّ من رأي ضجة واحدة ـ مات ابن الرضا ـ وبعث السلطان إلي داره من يفتشها ويفتّش حجرها، وختم علي جميع ما فيها وطلبوا أثر ولده وجاؤوا بنساء يعرفن بالحبل، فدخلن علي جواريه فنظرن إليهن فذکر بعضهنّ أن هناک جارية بها حمل فأمر بها فجعلت في حجرة ووکّل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم. [1] .

هذا الإجراء الجائر الذي مارسته السلطة مع الإمام عليه السلام وعائلته يؤکد علي أمور منها:

1ـ مراقبة بيت الإمام عليه السلام إبان مرضه، وهي الفترة التي يفترض أن يکون لولده دور في رعاية والده المريض أو علي الأقل تحسس وجوده في الدار من خلال وضع العيون علي هيئة متطببين،أو أشخاص يقومون بدور خدمة الإمام عليه السلام کما احتج بذلک النظام، وسعي إلي ترصّد حرکات الإمام عليه السلام وعائلته.

2ـ محاولة التفتيش عن الوليد الموعود أو مراقبة جواري الإمام الحوامل لحين وضع إحداهن للوليد الموعود ـ کما نصت الرواية أن نحريراً الخادم قد کلّف بمهمة مراقبة إحدي جواريه الحوامل مع مجموعة من النساء ـ وبذلک نجح النظام في اقتحام بيت الإمام عليه السلام ومراقبته وتطويق عياله بطريقةٍ يحسبها الآخرون أنها من ضمن إجراءات خدمة الإمام عليه السلام ورعايته وحرص النظام علي حياته.


پاورقي

[1] إکمال الدين وإتمام النعمة: 51.