علي بن محمد السمري
تولي السفارة عند وفاة الحسين بن روح رضوان الله عليه عام 326 هج حتي وفاته عام 329 هج.
تعد سفارة السمري من أحرج الفترات، وأشدها وطأةً علي الشيعة، وأصعبها ظرفاً أمنياً يعيشه المجتمع الشيعي في ظل ظروفٍ سياسيةٍ قاهرة، وکانت هذه الظروف السيئة باعثاً إلي تجميد فعاليات السفير الرابع وتقليل نشاطه في الاتصال بالأوساط الشيعية الملاحقة من قبل النظام. وبالرغم من تقليص أنشطة السفارة في هذا العهد فإننا نعدّ سفارة السمري من أبدع السفارات دقةً وأعظمها تنظيماً في المحافظة علي هيکلة القواعد الشيعية، فضلاً عن القيام بمهمته السرية دون أن يکشف النظام أية بادرة من شأنها أن تعين النظام علي اکتشاف العلاقات السرية بين الإمام عليه السلام وبين قواعده عن طريق السفير الرابع الذي أحکم مهمته بدقة وبإبداع يعجز عنه حتي أعظم التنظيمات العالمية في عصرنا هذا، وإن دل هذا علي شيء فإنما يدل علي حکمة السمري ودقته ومن ثم تسديد الإمام عليه السلام وتوجيهه له.
وبعد مهمةٍ شاقة وفترةٍ عسيرة تلقي علي بن محمد السمري نعيه عن الإمام عليه السلام في رسالة تعزيةٍ يأمره فيها بعدم العهد إلي أحد جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانک فيک، فإنک ميت ما بينک وبين ستة أيام، فاجمع أمرک ولا توص إلي أحد فيقوم مقامک بعد وفاتک، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلاّ بإذن الله تعالي ذکره، وذلک بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً.
و سيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو کذاب مفتر.
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. [1] .
و نحن نقول کذلک: لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، فقد وقعت الغيبة، آملين منه تعالي أن يقر عيوننا بمشاهدته ويفتح لنا سبل هدايته ويجعلنا من جنود وليّه والذابين عنه، إنه وليٌ قدير، سميعٌ مجيب.
پاورقي
[1] تأريخ الغيبة الصغري: 415.