بازگشت

الائمة من بعد النبي علي و أحد عشر من ولده


والأئمة بعد النبي صلي الله عليه وآله هم علي بن أبي طالب وأولاده الأحد عشر, نصّ عليهم النبي صلي الله عليه وآله في نصوصٍ صحيحةٍ صريحة منها:

1ـ ما رواه المفيد بسنده إلي أبي جعفر الثاني عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لأصحابه: آمنوا بليلة القدر فإنّه ينزل فيها أمر السنة، وإن لذلک ولاةً من بعدي علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولده. [1] .

2ـ وبنفس الإسناد قال أمير المؤمنين عليه السلام لابن عباس: إنّ ليلة القدر في کل سنةٍ، وأنه ينزل في تلک الليلة أمر السنة ولذلک الأمر ولاةٌ من بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، فقال له ابن عباس: من هم؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدّثون. [2] .

3ـ وعن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل:)أطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرّسُولَ وَأولِي الأمْرِ مِنْکُمْ) [3] فقال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام، فقلت له: إنّ الناس يقولون: فما له لم يسمّ علياً وأهل بيته عليهم السلام في کتاب الله عز وجل؟ قال: فقال: قولوا لهم: إن رسول الله صلي الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله لهم ثلاثاً ولا أربعاً حتي کان رسول الله صلي الله عليه وآله هو الذي فسّر ذلک لهم، ونزلت عليه الزکاة ولم يسمّ لهم من کل أربعين درهماً درهمٌ حتي کان رسول الله صلي الله عليه وآله هو الذي فسر ذلک لهم، ونزل الحج فلم يقل لهم: طوفوا أسبوعاً حتي کان رسول الله صلي الله عليه وآله هو الذي فسّر ذلک لهم، ونزلت:)أطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرّسُولَ وَأولِي الأمْرِ مِنْکُم(ونزلت في علي والحسن والحسين، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله في علي: من کنت مولاه فعلي مولاه, وقال صلي الله عليه وآله أوصيکم بکتاب الله وأهل بيتي فاني سألت الله عز وجل أن لا يفرّق بينهما حتي يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلک، وقال: لا تعلّموهم فهم أعلم منکم، وقال: إنهم لن يخرجوکم من باب هدي ولن يدخلوکم في باب ضلالةٍ، فلو سکت رسول الله صلي الله عليه وآله فلم يبيّن من أهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان، ولکن الله عز وجل أنزله في کتابه تصديقاً لنبيه صلي الله عليه وآله:)إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَکُم تَطهِيراً) [4] فکان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فأدخلهم رسول الله صلي الله عليه وآله تحت الکساء في بيت أم سلمة ثم قال: اللهم إنّ لکلّ نبيٍ أهلاً وثقلاً وهؤلاء أهل بيتي وثقلي، فقالت أم سلمة: ألست من أهلک؟ فقال: انک إلي خيرٍ، ولکن هؤلاء أهلي وثقلي، فلما قبض رسول الله صلي الله عليه وآله کان علي أولي الناس بالناس لکثرة ما بلّغ فيه رسول الله صلي الله عليه وآله وإقامته للناس وأخذه بيده، فلما مضي عليٌ لم يکن يستطيع عليٌ ولم يکن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا واحداً من ولده إذاً لقال الحسن والحسين: إنّ الله تبارک وتعالي أنزل فينا کما أنزل فيک، فأمر بطاعتنا کما أمر بطاعتک، وبلّغ فينا رسول الله صلي الله عليه وآله کما بلّغ فيک، وأذهب عنا الرجس کما أذهبه عنک، فلما مضي عليٌ عليه السلام کان الحسن عليه السلام أولي بها لکبره، فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ـ ولم يکن ليفعل ذلک ـ والله عز وجل يقول:)وَأولُوا الأرْحامِ بَعْضُهُمْ أوْلي بِبَعْضٍ فِي کِتابِ اللهِ) [5] فيجعلها في ولده إذاً لقال الحسين أمر الله بطاعتي کما أمر بطاعتک وطاعة أبيک وبلّغ فيّ رسول الله صلي الله عليه وآله کما بلّغ فيک وفي أبيک، وأذهب الله عني الرجس کما أذهب عنک وعن أبيک، فلما صارت إلي الحسين لم يکن أحدٌ من أهل بيته يستطيع أن يدّعي عليه کما کان هو يدّعي علي أخيه وعلي أبيه، لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ولم يکونا ليفعلا، ثم صارت حين أفضت إلي الحسين عليه السلام فجري تأويل هذه الآية)وأولوا الأرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي کِتاب الله(ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين، ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلي محمد بن علي وقال: الرجس هو الشک، والله لا نشک في ربنا أبداً. [6] .

توقفنا هذه الرواية الشريفة علي معالم النص والتعيين الإلهي للإمام، وکونها مسألة ترتبط بالإرادة الإلهية کما هو في اصطفاء النبي وبعثته، فالأمة لا تختار نبيها ولا حقّ لها في تعيينه، وإذا علمنا وحدة الغرض بين النبي والإمام في مهمته، علمنا أن ما للنبي للإمام ـ إلاّ النبوّة ـ فالاصطفاء والاختيار والتعيين للإمام لا يخضع لرغبات الناس وأذواقهم.

وإذا لم يحق للإمام, وهو المعصوم ـ أن يختار الإمام بعده، فکيف بالأمة يحق لها الاختيار والتعيين؟! وإذا کان الإمام ـ وهو المعصوم ـ قد خفت عليه مصلحة اختيار الإمام من بعده فلم يستطع تعيينه والنص عليه ما لم يکن المنصوص عليه مسبقاً في علم الله تعالي وبنصٍ من النبي صلي الله عليه وآله، فکيف بالأمة بعد ذلک تستطيع تعيين الإمام وتشخيصه واختياره؟! بل لم يکن ذلک حتي للنبي صلي الله عليه وآله فهو أمرٌ الهي متّبع، وقد قال تعالي)وَما يُنْطِقُ عَنْ الهَوي إنّ هُوَ إلاّ وَحيٌ يُوحَي). [7] .

فکيف بنا وقد خفيت علينا أبسط المصالح في اختيار الإمام وتعيينه حتي نتشبث بنظرياتٍ وضعيّة تبرر تنصيب الآخرين أنفسهم أئمةً للأمة، وخلفاء لرسول الله صلي الله عليه وآله؟!

آخرهم قائمهم..

علي أنّ روايات التعيين هذه لم تغفل أسماءهم، فبعضها تعهدت ببيانها، والأخري أشارت إلي بعضها، کما في جملةٍ منها أشارت إلي أن أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي عجل الله فرجه الشريف.

وقد أولت الکثير منها عنايتها بالإشارة إلي المهدي إما باسمه الصريح أو بصفته أو بالإشارة إليه، منها:

1ـ ما رواه المفيد بسنده عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت علي فاطمة بنت رسول الله عليهما السلام وبين يديها لوحٌ فيه أسماء الأوصياء والأئمة من ولدها، فعدّدت اثني عشر اسماً آخرهم القائم من ولد فاطمة، ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم علي.

2ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال: ويکون بعد الحسين عليه السلام تسعة أئمةٍ تاسعهم قائمهم.

3ـ عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: أنا سيد المرسلين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وان أوصيائي بعدي اثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم. [8] .

4ـ وعن المفضل بن عمر قال: قال الصادق جعفر بن محمد: إنّ الله تبارک وتعالي خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا، فقيل له: يا ابن رسول الله، ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهّر الأرض من کل جور وظلم. [9] .

هذه الروايات وأمثالها تعدّ تمهيداً للنص علي إمامة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، فهي إشارات صريحة علي إمامته تفسرها روايات تشير إلي صفته الشريفة منها:

1ـ عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله المهدي مني أجلي الجبهة، أقني الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً يملک سبع سنين. [10] .

2ـ وعن حذيفة أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي علي خدّه الأيمن خال، کأنه کوکب درّي يملأ الأرض عدلاً کما ملئت جوراً يرضي بخلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو. [11] .

3ـ وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ليبعثنّ الله من عترتي رجلاً أفرق الثنايا أجلي الجبهة يملأ الأرض عدلاً ويفيض المال فيضاً. [12] .

هذه هي أوصافه صلوات الله عليه، إذ کثير من الروايات أولت اهتمامها بأوصافه الکريمة تمهيداً لذکر اسمه صريحاً.

ومن الروايات ما ذکرت نسبه الشريف وأنه من بني هاشم من فاطمة عليها السلام، من ولد الحسين عليه السلام، أبوه الحسن العسکري عليه السلام, ومن هذه الروايات:


پاورقي

[1] الإرشاد للشيخ المفيد:2 / 346.

[2] الإرشاد للشيخ المفيد:2 / 346.

[3] النساء (4): 59.

[4] الأحزاب (33): 33.

[5] الأنفال (8): 75, الأحزاب (33): 6.

[6] الکافي: 1/ 286 باب ما نصّ الله ورسوله علي الأئمة عليهم السلام.

[7] النجم (53): 3-4.

[8] فرائد السمطين للمحدث الجويني: 2 / 71.

[9] إکمال الدين وإتمام النعمة: 2/315.

[10] بحار الأنوار: 51 /90.

[11] بحار الأنوار: 51/90.

[12] بحار الأنوار: 51 /90 عن أبي نعيم في عواليه.