بازگشت

سوره حج، آيه 7


«وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها»

روي الفقيه الشافعي عبدالرحمن بن ابي بکر (السيوطي) في تفسيره عن أبي داود - في سننه - عن ابي سعيد الخدري (رضي اللّه عنه) قال: قال رسول اللّه صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم:

«لا تقوم الساعة حتي يملک الأرض (المهدي) مني، أجلي الجبهة، أقني الألف، يملأ الارض قسطاً و عدلاً، کما ملئت قبله ظلماً و جوراً، يکون سبع سنين». [1] .

قال: و أخرج أحمد (ابن حنبل) عن ابي سعيد الخدري (رضي اللّه عنه) قال: قال رسول اللّه صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم:

«أبشرکم بالمهدي يبعثه اللّه في أمتي علي اختلاف من الزمان و زلازل، فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً کما ملئت جوراً و ظلماً، و يرضي عنه ساکنوا السماء و ساکنوا الأرض، ليقسم المال صحاحاً» فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال صَلَّي اللَّه عَليهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم «بالسوية بين الناس و يملأ قلوب امة محمد غني، و يسعهم عدله، حتي يأمر منادٍ ينادي يقول: من کانت له في مال حاجة؟ فما يقوم من المسلمين الا رجل واحد، فيقول ائت السادن - يعني الخازن - فقل له: إن «المهدي» يأمرک أن تعطيني مالاً، فيقول: کنت أجشع امة محمد نفساً اذ عجز عني ما وسعهم.

قال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: فيرد فلا يقبل منه.

فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه. [2] .

(أقول) للساعة في اصطلاح الشرع اطلاقان - يظهر ذلک من تضاعيف الأحاديث الشريفة (احدهما) يوم ظهور المهدي عَلَيهِ السَّلام، (ثانيهما) يوم القيامة، لاشتراکهما، في کونهما للمؤمنين رحمة، و للکافرين و المنافقين نقمة.

کما أن (الحشر) له اطلاقان (احدهما) يوم يحشر بعض الناس لقوله تعالي: «وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً» [3] و هو يوم ظهور المهدي عَلَيهِ السَّلام (ثانيهما) يوم يحشر جميع الناس و هو يوم القيامة، لقوله تعالي:

«وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرُ مِنْهُمْ أَحَداً» [4] .

فهذه الآية الکريمة «وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها» شاملة و منطبقة - بقرينة الأحاديث الشريفة - علي عهد (الرجعة) و ظهور المهدي المنتظر عَلَيهِ السَّلام.


پاورقي

[1] الدر المنثور: المجلد 6، الصفحة 50.

[2] الدر المنثور: المجلد 6، الصفحة 50.

[3] سورة النمل: الآية 83.

[4] سورة الکهف: الآية 47.