سوره اسراء، آيه 5-6
«فَاِذا جآءَ وَعْدُ أُوليهُما بَعَثْنا عَلَيْکُمْ عِباداً لَنآ أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ کانَ وَعْداً مَفْعُولاً، ثُمَّ رَدَدْنا لَکُمُ الکَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناکُمْ أَکْثَرَ نَفِيراً»
أخرج العلامة البحراني، في تفسيره (البرهان) عن الامام العامة ابي جعفر محمد بن جرير الطبري (بسنده المذکور) عن زاذان عن سلمان، قال: قال لي رسول اللّه صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم:
ان اللّه تبارک و تعالي لم يبعث نبياً و لا رسولاً الا جعل له اثني عشر نقيباً.
فقلت: يا رسول اللّه صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم لقد عرفت هذا من أهل الکتابين.
فقال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: يا سلمان هل علمت من نقبائي؟ و من الاثني عشر الذين اختارهم اللّه للأمة من بعدي؟
فقلت: اللّه و رسوله أعلم.
فقال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: يا سلمان خلقني اللّه من صفوة نوره، و دعاني فأطعته، و خلق من نوري (علياً) و دعاه فاطاعه، و خلق مني و من علي (فاطمة) فدعاها فاطاعته، و خلق مني و من علي وفاطمة (الحسن) و دعاه فاطاعه، و خلق مني و من علي و فاطمة (الحسين) و دعاه فاطاعه، ثم سمانا بخمسة اسماء من أسمائه [1] فاللّه المحمود و انا محمد، و اللّه العلي فهذا علي، و اللّه الفاطر فهذه فاطمة و للّه الاحسان فهذا الحسن و اللّه المحسن فهذا الحسين.
ثم خلق منا و من نور الحسين تسعة ائمة فدعاهم فاطاعوه، قبل ان خلق اللّه سماءاً مبنية، و لا ارضاً مدحية، و لا ملکاً و لا بشراً دوننا، نور نسبح اللّه، و نسمع و نطيع.
قال سلمان: فقلت يا رسول اللّه بابي أنت و أمي فما لمن عرف هؤلاء؟
فقال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم و اقتدي بهم و والي وليهم، و تبرء من عدوهم فهو و اللّه منا يرد حيث نرد و يسکن حيث نسکن.
فقلت: يا رسول اللّه فهل يکون ايمان بهم بغير معرفة باسمائهم و انسابهم؟
فقال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: لا يا سلمان.
فقلت: يا رسول اللّه فاني لهم قد عرفت الي الحسين.
قال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: ثم سيدالعابدين علي بن الحسين، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين و الاخرين من النبيين و المرسلين، ثم جعفر بن محمد لسان اللّه الصادق، ثم موسي بن جعفر الکاظم غيضه صبراً في اللّه عزوجل، ثم علي بن موسي الرضا لامر اللّه، ثم محمد بن علي المختار من خلق اللّه، ثم علي بن محمد الهادي الي اللّه، ثم الحسن بن علي الصادق الامين لِسرّ اللّه، ثم محمد بن الحسن الهادي و المهدي الناطق القائم بحق اللّه.
قال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: انّک مدرکه [2] و من کان مثلک و من تولاه بحقيقة المعرفة.
قال سلمان: فشکرت اللّه کثيراً، ثم قلت يا رسول اللّه صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: و انّي مؤجل الي عهده؟
قال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: يا سلمان اقرأ (قوله تعالي):
«فَاِذا جآءَ وَعْدُ أُوليهُما بَعَثْنا عَلَيْکُمْ عِباداً لَنآ أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ کانَ وَعْداً مَفْعُولاً، ثُمَّ رَدَدْنا لَکُمُ الکَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناکُمْ أَکْثَرَ نَفِيراً».
قال سلمان: فاشتد بکائي و شوقي ثم قلت يا رسول اللّه: بعهد منک؟ [3] .
فقال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: اي واللّه الذي ارسل محمداً بالحق مني و من علي و فاطمة و الحسن و الحسين و التسعة و کل من هو منا و معنا و فينا أي و اللّه يا سلمان. [4] .
(أقول) هذه الرواية الشريفة تدل علي أن تأويل الايتين الکريمتين انما هو في رسول اللّه و ابنته فاطمة الزهراء، و الائمة الاثني عشر - عليه و عليهم الصلاة و السلام - حيث يکرون و يعودون حين يأذن اللّه تعالي لهم (بالرجعة) و يشير الي ذلک، أو يدل عليه ما ورد من الأحاديث الشريفة في تفسير قوله تعالي «وَ يَوْمُ نَحْشُرُ مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً» و غير ذلک...
و هناک جمهرة کبيرة من الأحاديث الشريفة تذکر تفاصيل رجعة المعصومين الاربعة عشر - رسول اللّه صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم و ابنته فاطمة، و علي، و الحسن و الحسين، و تسعة ائمة من ولد الحسين عَلَيهِ السَّلام - مدونة في کتب الحديث، و کتب التفسير المفصلة، و کتب اصول الدين المسهبة، و نحوها.
پاورقي
[1] يعني: مشتقات من اسمائه.
[2] يعني: مدرک الامام المهدي في الرجعة کما يدل عليه آخر الحديث.
[3] يعني: في زمانک و أنت موجود وقت الرجعة.
[4] تفسير البرهان: المجلد 2، الصفحة 407-406.