بازگشت

سوره توبه، آيه 33


«وَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِيْنِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّيِنِ کُلِّهِ وَ لَوْ کَرِهَ المُشرِکُونَ»

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) باسناده قال: عن جعفر صادق (رضي اللّه عنه) في قوله تعالي:

«وَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِيْنِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّيِنِ کُلِّهِ وَ لَوْ کَرِهَ المُشرِکُونَ»

قال: و اللّه ما يجي ء تأويلها حتّي يخرج القائم المهدي عَلَيهِ السَّلام، فاذا خرج (القائم) لم يبق مشرک الا کره خروجه، و لا يبقي کافر الا قتل، حتي لو کان کافر في بطن صخرة قالت: يا مؤمن في بطني کافر فاکسرني و اقتله. [1] .

(أقول) قوله (و لا يبقي کافر الا قتل) يعني: الکافر المعاند الذي عبر القرآن الحکيم عنهم ب (ازدادوا کفراً)، و إلا فقد تظافرت الأحاديث الشريفة علي أن الکفار - غير المعاندين - يؤمنون بالاسلام ديناً، و بالامام المهدي اماماً و خليفة لرسول اللّه، و ذلک فيما سبق من تفسير «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الکِتابِ اِلاّ لِيُؤْمِنَنَّ بِهِ» الآية.

قوله عَلَيهِ السَّلام (قالت: يا مؤمن في بطني کافر فاکسرني و اقتله) ليس هذا غريباً اذ بعد الايمان بقدرة اللّه تعالي علي انطاق الجمادات، و أن الامام المهدي عَلَيهِ السَّلام إمام من عند اللّه، فأيّ مانع في أن يمنحه اللّه هذه المعجزات؟ و أي محذور في أن يعمل اللّه علي يد الامام المهدي هذه الخوارق ليظهر دينه علي الدين کله؟

أليست الحصي تکلمت في يد الرسول صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم و لم يکن اللّه شاء آنذاک إظهار دينه علي کل الاديان، و في کل بقاع الأرض.

فلتتکلم الصخرات في عهد حفيد الرسول و مجدد دينه المهدي المنتظر، من أجل ارادة اللّه تعالي اظهار دينه علي کل الاديان، و في کل الاصقاع.

(و لا يخفي) انّه لا مانع من کون المقصود بارسال الرسول صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم هو اظهار دين اللّه علي کل الاديان، و مع ذلک تأخير هذا الإظهار اکثر من ألف سنة عن مبعث الرسول صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم فإن مصالح اللّه تعالي في عباده لا يضايقها طول الزمان.

ألم يبعث اللّه تعالي نبيه نوحاً لهداية أمته و مع ذلک لم يؤمن الا قليل منهم طيلة تسعمأة و خمسين عاماً من بعثته؟

(تنبيه) حيث ان هذه الآية بنصها و بالفاظها کررت في القرآن الحکيم ثلاث مرات، هنا، و في سورة (الفتح) و (الصف)، و حيث ان ذلک يجعلها ثلاث آيات لا آية واحدة، لذلک نکرر ذکرها ايضاً - مع تفسيرها و تأويلها - في سورتي الفتح و الصف أيضاً اتباعاً للقرآن الحکيم.


پاورقي

[1] ينابيع المودّة: الصفحة 508.