سوره انعام، آيه 31
«قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ کَذَّبُوا بِلِقآءِ اللَّهِ حَتّي اِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسرَتَنا عَلي ما فَرَّطْنا فِيها وَ هُمْ يَحمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلي ظُهُورِهِمْ أَلا سآءَ ما يَزِرُونَ»
روي السيوطي (الفقيه الشافعي) قال: و أخرج البخاري عن أبي هريرة (رضي اللّه عنه) أن أعرابياً سأل رسول اللّه صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم فقال: متي الساعة؟ فقال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم:
«اذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة».
قال: يا رسول اللّه و کيف اضاعتها؟
قال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: «اذ وسد الامر إلي غير أهله فانتظر الساعة». [1] .
و روي هو ايضاً قال: و أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة (رضي اللّه عنه) قال: أتي رجل فقال: يا رسول اللّه متي الساعة؟
قال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: ما المسؤول بأعلم من السائل».
قال: فلو علمتنا أشراطها (أي: علاماتها).
قال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: «تقارب الاسواق».
قلت: و ما تقارب الأسواق؟
قال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: «أن يشکو الناس بعضهم الي بعض قلة اصابتهم، و يکثر ولد البغي، و تفشو الغيبة، و يعظّم رب المال، و ترتفع أصوات الفساق في المساجد، و يظهر أهل المنکر، و يظهر البغاء». [2] .
قال السيوطي: و أخرج احمد (بن حنبل) و البخاري و مسلم، و ابن ماجة عن ابن مسعود (رضي اللّه عنه): سمعت رسول اللّه صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم يقول:
«يکون بين يدي الساعة ايام فيرفع فيها العلم، و ينزل فيها الجهل، و يکثر فيها الهرج». [3] .
(أقول) استفاضت الروايات بوقوع هذه الامور قبل ظهور الامام المهدي المنتظر، فضياع الامانة، و وصول الامور الي غير أهلها، و کثرة ولد الزنا، و تفشي الغيبة، و تعظيم اصحاب الأموال، و ارتفاع اصوات الفساق في المساجد، و غلبة أهل المنکر، و غلبة البغاء و ارتفاع العلم، و نزول الجهل (الظاهر کونه بمعني السفاهة) و کثرة الهرج، هذه کلها من علامات ظهور المهدي عَلَيهِ السَّلام، فيکون المراد ب (الساعة) هو ساعة ظهور المهدي، أو الاعم منها و من ساعة القيامة، لاشتراک الساعتين في کثير من المقدمات و العلامات.
پاورقي
[1] الدر المنثور: المجلد 6، الصفحة 50.
[2] الدر المنثور: المجلد 6، الصفحة 51-50.
[3] الدر المنثور: المجلد 6، الصفحة 51-50.