سوره مائده، آيه 54
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِيْنِهِ فَسَوفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَيَ المُؤمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْکافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِکَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ»
روي الحافظ القندوزي (الحنفي) قال عن سليمان بن هارون العجلي قال: سمعت جعفر الصادق (رضي اللّه عنه) يقول:
إن صاحب هذا الامر - يعني القائم المهدي - محفوظ، لو ذهب الناس جميعاً أتي اللّه بأصحابه، و هم الذين قال اللّه فيهم:
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِيْنِهِ فَسَوفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَيَ المُؤمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الکافِرِينَ» [1] .
(أقول) لا منافاة بين ورود تأويل هذه الآية تارة في الامام أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عَلَيْهُمَا السَّلام و تارة في أصحاب الامام المهدي المنتظر عَلَيهِ السَّلام، و ذلک: لأن علياً و القائم مع اصحابه کلاهما مصداقان لهذه الآية.
فاللّه يحب علياً و علي يحب اللّه.
و اللّه يحب الامام المهدي عَلَيهِ السَّلام و أصحابه، و اولئک يحبون اللّه (غير) أن علياً هو المصداق الأکمل، و الفرد الأتم لهذه الآية، و الامام المهدي عَلَيهِ السَّلام و أصحابه مصاديق دونه في المنزلة و المرتبة.
و کم لمثل ذلک من نظائر في القرآن.
فالقرآن ظاهر و باطن، و تنزيل و تأويل، و تفسير و معني...
پاورقي
[1] ينابيع المودة: الصفحة 507.