بازگشت

سوره آل عمران، آيه 141


«وَ لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الْکافِرِينَ»

أخرج الفقيه الشافعي (الحمويني) بسنده المذکور قال:

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي اللّه عنهما) قال: قال رسول اللّه صَلَّي اللَّه عَليهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم:

ان علياً وصيي و من ولده (القائم) المنتظر الذي يملأ به الأرض قسطاً و عدلاً کما ملئت جوراً و ظلماً، و الذي بعثني بالحق بشيراً و نذيراً ان الثابتين علي القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الکبريت الأحمر.

فقام اليه جابر بن عبداللّه الأنصاري فقال: يا رسول اللّه و للقائم من ولدک غيبة؟

قال صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: أي و ربّي «وَ لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الْکافِرِينَ».

يا جابر: إن هذا لأمر من أمر اللّه، و سرّ من سرّ اللّه من سر علّته مطوية عن عباده فايّاک و الشک، فان الشک في أمر اللّه عزوجل کفر. [1] .

(اقول) و ممن أخرج الحديث ابن خلدون في (مقدمته). [2] .

و هکذا اخرجه ايضاً عالم (الشافعية) الحافظ نور الدين علي بن ابي بکر الهيثمي في کتاب مجمع الفوائد و منبع الفرائد [3] و غيرهما.

(الکبريت الاحمر) من معانيه الذهب الاحمر اي الخالص و المقصود: أن المؤمن بالإمام المهدي عَلَيهِ السَّلام في أيام غيبته اقل وجوداً من الذهب الخالص.

و وجه الشبه: هو أن الذهب الخالص قليل الوجود لأن الذهب غالباً - مصوغاً و غير مصوغ - مخلوط بغيره من نحاس، أو صفر، أو نيکل، أو غيرها.

و المؤمن بالإمام المهدي عَلَيهِ السَّلام أقل وجوداً منه (و في هذا) الحديث دليل علي أن (غيبة) الإمام عَلَيهِ السَّلام سببها امتحان الناس، و تمحيص المؤمن الخالص، و الکافر، و المؤمن المغشوش.

(فالکافر) بالإمام يمحق و يضمحل، و المؤمن المغشوش ينکر الامام المهدي عند طول غيبته فينطبق عليه حديث الرّسول صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: (من انکر خروج المهدي فقد کفر بما انزل علي محمّد) [4] و المؤمن الخالص يبقي علي الاعتقاد بإمامته مهما طالت الغيبة.

قوله صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: (ان هذا الامر) الظاهر أن المراد منه وقت ظهور الإمام عَلَيهِ السَّلام.

قوله صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم (و اياکم و الشک) يعني: اذا طالت الغيبة فلا تشکوا في الامام، و لا تقولوا: لو کان لظهر. فانّه کفر - کما اسلفنا حديث النبي صَلَّي اللَّه عَليهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم -.


پاورقي

[1] فرائد السمطين: المجلد الثاني آخره.

[2] مقدمة ابن خلدون: الصفحة 269.

[3] المجلد 7، الصفحة 318.

[4] ينابيع المودّة: الصفحة 447.