بازگشت

الأسئلة و الأجوبة


السؤال الأول: سيدي تحدثتم عن تأهيل النفس الإنسانية، ووردت آيات قرآنية کثيرة في مسألة الصراع بين الشر والخير، وقد نقلت کثير من هذه الآيات علي أنّ أصحاب الخير هم قلة، فهذه النفس الإنسانية، هل هي محصورة بالمؤمنين أم تشمل غير المسلمين؟

الجواب: بطبيعة الحال أنّ الإنسان له موقفان الموقف الفردي والاجتماعي، الموقف الفردي متميّز عن الموقف الاجتماعي، وقد تحدثنا عن الجانب الاجتماعي کمجتمع، لأننا حينما نحلل في علم النفس مرة نتحدّث عن الإنسان الفرد، ومرة نحلل الإنسان ولکن في علم الاجتماع، أي الإنسان المجتمع.

الجانب الذي تحدّثت فيه إنّما تحدّثت عن الجانب الاجتماعي في حرکة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وليس معني ذلک غض النظر والطرف عن الجانب الفردي، لأن هناک ترابط بين الفرد وبين المجتمع، يعني أنه يمکن أن يفصل الواحد عن الآخر، ولکن کما أن هناک مؤثرات شخصانيّة للإنسان هناک مؤثّرات اجتماعية في الإنسان، يعني أقوي وأکبر من إرادة الإنسان التي في بعض نظريات علم الاجتماع يعبر عنها بالحتمية الاجتماعية أو الجبر الاجتماعي.

أي أنه هناک جبر فردي وهناک جبر اجتماعي، لست أريد أن أحدّد وأشخص هاتين النظريتين وهل هي صحيحة، وإنما استشهد لأوضح الظروف التي أتحدث عنها، وهو أن الإنسان الفرد يحتاج إلي موقف تفصيلي، تحدثت عن الإنسان المجتمع.

الإنسان الفرد في عصر الظهور وعصر ما قبل الظهور له دور کبير في إيجاد هذه الحالة الاجتماعية، لکن لم يکن الدور هو الدور الأوّل والآخر، وإنّما يبقي الإنسان بدوره الفرداني والشخصاني يؤثر، فيه الخيّر وفيه الشرير، ولکن هناک أبعاد اجتماعية تتحکم في عمليّة التغيير الاجتماعي في تطور المجتمع الإنساني.

فکما تحدثت عن ذلک الجانب، يبقي الحديث کما هو معروف أن الإنسان فيه خيّر وفيه شرير ولکن التطور الاجتماعي يوصل الإنسان قبل مرحلة الظهور إلي منطقة المائز والحد الفاصل بين الخير والشر.

السؤال الثاني ـ أو بالأحري مداخلة من أحد الاخوة الحضورـ: قلتم سماحتکم ما معناه أن الإمام أو المصلح النهائي لم يکن النبي صلي الله عليه وآله وسلم ولم يکن أحد من الأئمة الأحد عشر قبل الإمام لأن المجتمع غير مؤهل لذلک.

أقول: وذلک لأنّه لم يميز بين الخبيث والطيب وبما أننا نشهد الآن سقوط قانون وضعي بعد آخر لکونه غير صالح لکل الأزمان وحتي تصبح البشرية مدرکة أنه لا يکون صلاحها إلاّ بدين الله ودين الله الصحيح ومن منابعه الأصلية، وهذا هو التمييز بين الخبيث والطيب.

الجواب: إن هناک سؤال أثاره البعض لطول عمر الإمام عجل الله فرجه الشريف وبيّن هذا السؤال أنه ربّما يقال أن أحد أسباب طول عمر الإمام لزيادة خبرة الإمام، في الواقع نحن الإماميّة نعتبر هذا الجواب خاطئاً، لأننا نعتبر أن الإمام المعصوم عجل الله فرجه الشريف علمه لدنّي ولا تؤثّر عليه الظروف الاجتماعية لتطوّر علومه عجل الله فرجه الشريف، وإنّما العکس هو الصحيح أن الخبرات الاجتماعية کلما تکثّفت، کلما سبّبت تکامل البشرية، فتکون البشرية مؤهّلة لاستقبال الحرکة المحددة للتغيير التام ما قبل وما بعد ـ من قبل ومن بعد ـ فهذه الخبرات التي أشار إليها الکاتب بإشارة من الإشارات إنما عبرت عنها بالتطوّر.

السؤال الثالث: هل هناک رواية تقول أنه لا يکون أمرکم ـ أي ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ـ حتي يأتي الله بقوم لا تضرهم الفتنة [1] فهل هؤلاء القوم المقصود بهم الأمّة أم أصحاب الحجّة عجل الله تعالي فرجه الشريف؟

الجواب: عندما نتکلّم عن الأمّة ونتکلّم عن أصحاب الإمام لا نعتبر أصحاب الإمام شيئاً مجرداً عن الأمّة، وإنّما قلنا: إنّ الأمّة أو المجتمع الإيماني، وطبعاً ـ بطبيعة الحال ـ يکون الأصحاب هم قادة هذا المجتمع الإيماني، يکون هذا المجتمع مؤهّلاً لقيادة الإمام، ففي الواقع أنّه لا تمييز بين القادة والمجتمع لأنّه سوف يکون هؤلاء هم قادة المجتمع.

السؤال الرابع: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي علي محمد وآل محمد. هنا مجموعة من الأسئلة کلها تتمحور في محور واحد، نعرضها علي سماحة السيد:

الأول: ما هي الواجبات الملقاة علي عاتقنا، وما هو دورنا کنساء وموظفات ومعلّمات؟ وکيف نتهيأ في هذا الزمان لظهور الإمام عجل الله فرجه الشريف.

الثاني: ما هو دور المرأة المؤمنة في عصر الظهور؟

الثالث: هل هناک من النساء مع الإمام المهدي عليه السلام؟

الرابع: ماذا علي المکلف أن يقوم به لتعجيل فرجه عليه السلام؟

الخامس: کيف تتهيأ المرأة لعصر الظهور؟

السادس: هل تستطيع المرأة في زمن الظهور اللقاء معه عجل الله فرجه الشريف؟

السابع: هل صحيح أنّ الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف يقتل علي يد امرأة وما هي مواصفاتها واسمها وأين تظهر؟

الجواب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

مجموع الأسئلة تتحدث بشکل عام عن دور المرأة قبل الظهور وبعد الظهور، والإسلام يري أنّ المرأة قد وجّه إليها التکليف بمقدار ما وجّه إلي الرجل، عندما يقول تعالي: (إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَْرْضِ خَلِيفَةً) [2] الکل يعلم أنّ الله خلق اثنين ـ لم يخلق واحداً ـ خلق آدم وحوّاء، التکامل الإنساني بين الطرفين، لکن الخطاب عندما يوجّه إلي آدم، وهذا خطاب التغليب ـ کما تعلمون ـ يوجّه إلي طرف مع أنه يقصد الطرفين.

وأمّا التغليب الذي صار في هذه المحادثات الربانيّة، فهو لشدّة العلقة بين حوّاء المرأة وبين آدم الرجل حتّي صارا شيئاً واحداً في الخطاب، فلو قرأنا القرآن الکريم نجد تکاليف الصلاة وتکاليف الصيام تکاليف الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر، لا توجد عندنا تکاليف قرآنية موجهة إلي الرجل وحده أو تکاليف قرآنية موجهة إلي المرأة، فمثلاً)وَلِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيل) [3] کلمة: (من) لم يقصد بها الرجل ولم يقصد بها المرأة، ولذلک کان الخطاب)يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (لم يقصد به الرجل وإنّما المقصود به خطاب التکليف للذين آمنوا، أي الذين تکونوا من رجل وامرأة.

أقصد من هذا التصور أنّ الرؤية القرآنية والإسلامية للمرأة بمنزلة الرجل بمستوي واحد، ولا يفرّق القرآن ولن تفرّق سيرة النبي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام بين الرجل والمرأة إلاّ عندما تتميّز الخلقة، في باب تميّز الخلقة والتکوين، ليس في التشريع.

أمّا التشريعات الخاصة بالمرأة، فإنّما جاءت نتيجة التميز التکويني للمرأة، فمثلاً عندما أسقط الله تعالي الجهاد عن المرأة وأوجبه علي الرجل في زمن من الأزمنة عندما کانت الحرب تعتمد علي استخدام العضلات، فإنما کان السبب هو أنّ التکوين الفسلجي للمرأة لا يستطيع أن يوفّر هذا التکليف، وکذلک عندما الله سبحانه وتعالي أسقط تکاليف معيّنة عن الرجل وأوجبها علي المرأة، فذلک لأنه فاقد القدرة التکوينيّة أو لهذه التغيرات التکوينية لأداء ذلک التکليف.

أمّا بالنسبة للمرأة في عصر التهيئة للظهور، فدورها نفس الدور، عندما نتحدّث ويکون الخطاب للتذکير وليس التأنيث لکن لم يقصد به التذکير بما هو تذکير، وإنّما المقصود به المکلف الذي يتکون من رجل ومرأة، ولذلک دور المرأة في عصر الغيبة وفي عصر التمهيد للظهور هو نفس دور الرجل وبنفس القوّة وبنفس الحساسيّة وبنفس التکليف، وعندما نتحدث مع المجتمع بهذا الأسلوب فسوف تعلم المرأة کيف تؤدي وظيفتها کما أن الرجل يعلم من خلال التکاليف الشرعية کيف يؤدي وظيفته، وهکذا بالنسبة لما بعد الظهور.

طبيعي هذا الموضوع مهم، أحب أن أشير إليه إشارات وأترک التفاصيل، وهو أن حرکة الإمام العسکرية بعد الظهور هل کما نعرفها نحن؟ حرب وقتال، أم هناک حرکة أخري وعندما تذکر الحرب في بعض الروايات فهي عبارة عن کناية ومجاز وألفاظ هدفها إيصال معني هو أن حرکة الإمام ضخمة وعظيمة تحتاج إلي بحث ودراسة، وهذا يحتاج إلي وقت لشرح تلک الأبعاد المهمة لتلک الحرکة بالنسبة إلي الإمام.

والحقيقة أن دور المرأة التغييري يتبين إذا عرفنا أن دور حرکة الإمام ليست قتالاً بمعني القتل والقتال فقط، وإنّما لتغيير الإنسان، سوف نعرف أن الدور واحد للرجل والمرأة.

وأمّا أن المرأة سوف تقتل الإمام فلم أجده في رواية، هذه خرافة لم نجدها في کتب أصحابنا أو کتب غيرهم، ولم أسمعه إلاّ في حکايات جدّتي، وهناک بحث يا أخواتي هو أن الإمام عجل الله فرجه الشريف هل يقتل أو يموت ميتة طبيعية أو بإشاءة ربانية، هذا أصله بحث لست الآن بصدد التفاصيل عنه، توجد روايات عندنا أنّه يقتل، لکن عندنا روايات أيضاً يموت ميتة طبيعيّة [4] واستميحکم عذراً لأنني في بعض الأحيان لا أستطيع أن أوضح لأني أحتاج إلي وقت.

السؤال الخامس: لماذا نقول: حرکة الإمام المهدي ولا نطلق عليها ثورة الإمام المهدي عليه السلام؟

الجواب: يتمکّن الإنسان أن يعبّر کلا التعبيرين، يريد يعبر الحرکة التغيرية أو الثورة، هذا مصطلح يمکن التسامح به لأنه مصطلح والمتحدّث والمتکلّم والکاتب يستخدم المصطلح کما هو يصطلح عليه، ولا تشاح باستعمال الألفاظ.

السؤال السادس: يظهر من الروايات أن الإمام المهدي يتخذ العراق (الکوفة) عاصمة له، فهل هذا الاختيار مبني علي وجود قاعدة محبة أم لأسباب أخري؟

الجواب: إن موقع العراق بالنسبة لحرکة الإمام وموضع العراق، فيه جملة من الأبعاد المهمة التي سوف تتحقق في هذه البقعة المبارکة، فإن عاصمة دولة الإمام عجل الله فرجه الشريف هي العراق وبالخصوص الکوفة، الکوفة معقل الإمام وبيت الإمام، لذلک عندنا في بعض الروايات أن مسجد سهيل ـ أي مسجد السهلة ـ هو بيت الإمام [5] طبعاً هذا الموضوع کيف يکون مسجداً وبيتاً موضوع لطيف وطريف وفيه من المعالم العقائدية والفکرية التي تحتاج إلي تفصيل، کيف کان مسجد النبي بيت النبي صلي الله عليه وآله وسلم؟ وبيت فاطمة عليها السلام في المسجد؟ ولذلک سدّ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم کل الأبواب التي کانت تطل علي المسجد إلاّ بيت علي عليه السلام [6] لأن بيت علي هو بيت النبي وهو المسجد ـ أي لا فرق بين بيت علي والمسجد ـ لأنّ إرادة الله شاءت أن تکون للإمامة موقعها الخاص، وهذا يحتاج إلي تفصيل، وأن مسجد السهلة سوف يکون بيت الإمام، وفي هذا البيت سوف تشدّ الرايات للإمام المهدي، أي أن مرکز الحرب يبتدئ هناک، والسبب في ذلک هو أنّ هذا الشعب بإرادة الله تبارک وتعالي سوف يبلغ القمة في التمحيص.

عندنا روايات تتحدّث عن الآية الکريمة)وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ وَالأَْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ(ثم الآية تقول:)وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [7] الإمام الصادق عليه السلام يقول: إن هذه خاصّة بأهل العراق [8] يعني أن هذه العلامات، التي هي علامات الضغط، نقص في الأموال والثمرات ثم القتل والدمار والدم الذي سال في العراق وعلي أرض العراق.

أمّا لماذا أنّ الله ابتلي أهل العراق بهذا الابتلاء؟! للأسف هناک ثقافة أمويّة ـ وليس ثقافة علوية هاشمية ـ أمويّة حاولت أن تثبّت کثيراً من قطاعات الأمّة علي الانحراف باتهام العراقيين بأنّ هؤلاء يستحقون العذاب والمرارة لأنهم أهل الشقاق والنفاق، هذه الثقافة الأموية لماذا خصّوا بها أهل العراق ولم يختصوا أهل الشام؟! لأن أهل العراق من بداية تأسيس العراق وقبل أن يأتي الإمام أمير المؤمنين إلي الکوفة أسّس علي أساس علوي هاشمي، ولذلک النهضة الأولي التي أسقطت الانحراف قبل أن ترجع زمام الإمامة إلي الإمام ابتدأت من العراق، والتصحيح بدأ من الکوفة، حرب الانحراف بدأت من الکوفة، الحرب ضد الانحراف بدأت من الکوفة، لأن الکوفة کانت علويّة من بداياتها وکبرت علويّة الکوفة، وبقيت الکوفة وبقي العراق علوياً، وبتعبير آخر محمّدياً، بتعبير آخر الإسلام الصحيح هو في العراق، ولذلک کان علي عاتق هذا الشعب بناء جيش الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف وعلي عاتق هذا الشعب قيادة البشريّة في التغيير الذي يحدث عند ظهور المهدي.

ولذلک سوف يبتلي الله هذا الشعب بهذه الابتلاءات ويشدّد التمحيص ويشدّد الابتلاء، لأنّه في الروايات عندنا روايات الابتلاء وروايات الفتن: کلّما اشتد الابتلاء وکلما کثرت المحن کلما زکي هذا الإنسان، وهذا المجتمع وهذا الشعب وکان أکثر أهميّة لقيادة البشرية، کما أن الحديد کلما سلّطت عليه النار کلما تخلّص من الشوائب وکلما کان أنقي وکان أکثر تحمّلاً للصعوبات.

المصاعب التي مر بهذا الشعب کانت مقصودة لأنّ هذا الشعب هو قائد العالم، قائد التغيير للدنيا في عصر الظهور، وأعطيکم مثالاً صغيراً رأيناه بأم أعيننا: العراقي في أي بلد کان من البلاد ـ حتي وإن کان قبل خروجه من العراق ليس متديّناً ـ عندما يخرج إلي بلد من بلدان العالم أول ما يشيد في ذلک البلد حسينيّة، يبني مسجداً، يقام مجلس الحسين عليه السلام، الآن الأرض بأبعادها امتلأت بذکر الحسين من يوم هاجر العراقيون إلي العالم، فهذه حکمة إلهيّة أن يکون هذا الإنسان يربّي هذه التربية ويعلّم هذا التعليم الذي له ـ قطعاً ـ يد غيبيّة فيکون هذا الإنسان له دور حالياًَ، فکيف يکون دوره في التغيير المستقبلي؟! إن شاء الله يقوم بتغيير الأمّة وتغيير العالم.

لعله لهذه الأسباب يکون وتکون منشأ أهميّة العراق.

الحمد لله رب العالمين


پاورقي

[1] عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال:... لا يبقي منکم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئاً. راجع کتاب الغيبة للنعماني: 210، ح 17.

[2] البقرة (2): 30.

[3] آل عمران (3): 97.

[4] انظر کتاب الفتن لابن حماد: 248.

[5] الکافي للکليني، ج 3: 494، ح 2، باب (مسجد السهلة).

[6] يشير إلي ذلک ما روي أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: «سدوا الأبواب کلها إلا باب علي، وأومي إلي باب علي»، راجع کنز العمال، ج 13: 136، ح 36432.

[7] البقرة (2): 155.

[8] غيبة النعماني: 250، ب 14، ح 5 وح6 وح7.