بازگشت

منبع التغيير


من الطبيعي في هذه المرحلة عندما نتحدث عن عملية التغيير لابد أن نتذکر دور الإنسان في التغيير، وهنا بحث سياسي واجتماعي وفقهي علي مستوي ثقافي واسع، في أنّ الأهمية في التغيير هل تعود إلي الأمة أم أن الأهمية تعود إلي القائد؟ يعني من هو الذي يغير؟ هل أن الإمام أو القائد هو الذي يغيّر الأمّة، أم أن الأمة هي التي تغيّر القائد.

يعني لابد أن نکثف جهودنا علي أي الأثنين؟ لإيجاد أي الأثنين؟ هل نکثف الجهد في إيجاد الإنسان القائد، أم نکثف الجهد في إيجاد الأمة القائدة؟ هذا الموضوع موضوع مهم جدّاً سواء علي المستوي الفکري أو المستوي الميداني والعملي.

فإذا قلنا ـ نحن کأناس نعيش في الأمة وکمکلفين ـ إن الذي يقود التغيير الإمام، إذن فما هو دور الأمة؟ وما هو دور الفرد في الأمّة؟ وأما إذا قلنا أن المغير هي الأمة، فسوف يکون تحرکنا تحرکاً آخراً في التغيير من إيجاد الأمة القادرة علي التغيير.

هذا الموضوع من الأهمية بمکان، لا أريد أن أشخص کل أبعاد هذا الموضوع أيضاً، وإنما قد عنونت من قبل هذه الحقيقة، قد أوفق في أيام أخري أو أنتم تبحثون وراء هذه العناوين بالتفتيش عن معرفة الحقائق المغيرة.

هذا له واقع أيضاً، ليس فقط من جانب النظريّة وإنّما من جانب الواقع، الأمّة الإسلامية أمّة مکلفة والإمام هو المغير، ولکن الإمام قبل الظهور في عصر الغيبة غير الإمام في عصر المعصوم والإمام في عصر المعصوم، غير الإمام بعد الظهور.

هذا موضوع مهم جدّاً يحتاج إلي وقت مفصّل لأجل توضيح جميع خصوصيّاته، لا أخالني أملک الوقت الکافي لأتّعرض لکل أبعاد هذه النظريّة، وإنما أشير إليها إشارة لأجل إعطاء البُني الأساسية لنظرية حتميّة ظهور الإمام عجل الله فرجه الشريف بتکامل الإنسان من أجل أن يأخذ الإنسان موقعه الأصلي في الحياة، فيتم قوله تعالي (إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَْرْضِ خَلِيفَةً) [1] يعني أن الإنسان الخليفة إذا أراد أن يجسد الحقيقة الغائية للخلقة في الأرض، إنما يتم ذلک عندما تتم الغاية القصوي لظهور المجتمع المؤهل لاستلام قيادة الإمام عجل الله فرجه الشريف.


پاورقي

[1] البقرة (2): 30.