مجتمع عصر الظهور
لکن سوف تتحقّق هذه النسبة في مجتمع الإمام المهدي عجل الله فرجه، لا لأنّ المهدي وحده سوف يقدر علي ما لم يقدر عليه باقي الأنبياء والأئمة عليهم السلام لا، وإنّما الإمام المهدي عجل الله فرجه شاءت إرادة الله أن يکون الخاتم الذي تظهر جهود جميع الأنبياء في دولته، جميع مظاهر الجهاد والجهود التي قام بها الأنبياء والأوصياء سوف تظهر في دولته، وهذا بسبب أنّ تکامل الإنسان الکامل يحتاج إلي جهود وتظافر جهود کبيرة لا يمکن أن تتحقّق من حيث التکوين ـ ليس من حيث التشريع ـ إلاّ في دولة صاحب الأمر عجل الله فرجه.
لذلک سوف تکون نسبة وجود الإنسان الکامل علي نحوين، هنا نظريتان يوجد نحوان ـ أقصد بالنحوين نظريتين ـ:
هناک نظريّة تقول بأنّ النسبة سوف تکون تامّة، وهو المعبّر عنه بالمجتمع المعصوم، يمکننا أن نتحدّث عن الإنسان الکامل الکلّي في مجتمع إنساني کلّي، وهو مجتمع المهدي عجل الله فرجه.
هناک نظريّة تقول أنّ مجتمع الإمام المهدي مجتمع معصوم، وهذا يحتاج إلي بحث لست بصدد هذا الموضوع، لأنّ هذا الموضوع يحتاج إلي بسط في البحث ووقت لتفصيل المجتمع المعصوم في دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه.
ولکن هناک نظريّة أخري أيضاً تقول أنّ المجتمع في عصر الإمام المهدي عجل الله فرجه وإن لم يکن کلّه معصوماً، ولکن بالنسبة إلي النسبة الأغلبيّة من المجتمع سوف تکون فيه حالة العصمة، يعني أنّ أغلب المجتمع أو أنّ النسبة العامّة في مجتمع الإمام المهدي عجل الله فرجه يکون فيهم قد تحقّق عنصر الإنسان الکامل.
طبعاً يبقون مختلفين في درجات الکمال، فإن الناس وإن وصلوا إلي مرتبة الإنسان الکامل بشکل عام ـ بحسب هذه النظرية ـ وليس بالمعني الجوهري التام الذي ينکشف انکشافاً کلّياً علي جميع الأفراد، مع ذلک فإنّ هذه النسبة سوف تکون مختلفة أي ـ بتعبير المناطقة الشکليّين ـ مشکّکة، يعني ليست متواطئة، يعني ليست علي مستويً واحد وإنّما علي مستويات مختلفة، يعني أنّ مستويات الناس وإن وصلوا إلي مرتبة الإنسان الکامل إلا أنها يمکن تشبيهها بتفاوت درجات الأنبياء، فعندنا 124 ألف نبي وکل نبي عنده وصي أو أکثر من وصي، مع هذا فهم مختلفون في مراتب الکمال فيما بينهم فکذلک في مجتمع الإمام المهدي عليه السلام سوف يکون الإنسان الکامل مختلفاً من حيث رتبة الکمال فيما بينه وبين غيره من الأفراد..هذا الشيء الأوّل.