بازگشت

الغاية من خلق الإنسان


هذا الموضوع مع أهمّيته هو الهدف الإساسي لخلقة الإنسان، لأنّ الإنسان عندما يريد أن يکون خليفة الله في الأرض فلا بدّ أن يکون هذا الإنسان بهذا المستوي من الکمال الذي يستحق به أن يکون خليفة لله سبحانه وتعالي في الأرض وفي الوجود، يعني أن يکون عنده من قوي الإدراک والمعرفة ما يجعله مؤهّلاً ومسلّطاً ـ له سلطان ـ علي کل الموجودات.

إذن هذا المقصود من الإنسان الکامل، وهو المعبّر عنه)وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِْنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [1] هذه اللاّم لام الغاية، وهنا نحتاج إلي تفصيل وبيان ما هو المقصود من)لِيَعْبُدُونِ(، هل العبادة الحرکيّة الظاهريّة أم هناک حرکة الواقع، وهو أن يتحرّک الإنسان بکلّه وبروحه.

علي کلّ حال، هذا الهدف الذي خلق الله سبحانه وتعالي الإنسان لأجله، وهو أن يعبد الله سبحانه وتعالي، کما تقول الرواية في تفسير الآية السابقة: «ليعرفون» [2] لأنّ العبادة الحقيقية هي عبادة المعرفة، هذه الغاية هي التي يستطيع بها الإنسان أن يتکامل ويکون بمستوي فوق الملائکة وفوق کل المخلوقات، بل يکون المرکز الذي تتمحور حوله جميع الموجودات والمخلوقات.

هذه الغاية وتحقيق هذه الغاية هو غاية الأنبياء عليهم السلام علي مرّ التأريخ، يعني أنّ الله بعث الأنبياء والرسل من أجل أن يوصلوا الخليقة للکمال الذي يستطيعون به أن يعبدوا الله تبارک وتعالي حقّ عبادته ويعرف الله تبارک وتعالي حقّ معرفته، هذه المهمّة إذن هي مهمّة الأنبياء.

مهمّة الأنبياء تتوّج وتنتهي بمهمّة الوصي الخاتم المهدي المنتظر عجل الله فرجه، ولذلک نجد في کل النبوّات التي سبقت نبيّنا محمد صلي الله عليه وآله والتي لحقت النبوّة من الوصايات والإمامات التي تتالت بعد رسول الله صلي الله عليه وآله کانت تؤکّد وتبشّر بالمهدي المنتظر عجل الله تعالي فرجه الذي سوف يحقّق تلک الأمنية الإلهيّة.

أي أنّ الأنبياء کل نبي له دور يتمّم الدور الذي قبله، إلي أن جاء دور نبيّنا صلي الله عليه وآله وکان الدور الخاتم النهائي والذي ابتدأ في أعظم حلقة من حلقات هذا الدور ووجوده الشريف صلي الله عليه وآله وسوف تنتهي بأشرف حلقة بظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه.


پاورقي

[1] الذاريات (51): 56.

[2] لاحظ: تفسير ابن کثير: 4/ 255، شرح أصول الکافي للمازندراني: 4/ 208.