بازگشت

الدولة الاسلامية


يمکننا أن نعنون حديثاً آخر، عندما نتحدّث عن الدولة الإسلاميّة التي أسّست في عهد النبي صلي الله عليه وآله، وهي أوّل دولة إسلاميّة، بل أوّل دولة في مفهومها المعاصر نشأت في جزيرة العرب، صحيح کانت هناک دول أخري خارج هذه البقعة الجغرافيّة کالدول التي کانت في الشرق أو في الغرب، مثل الروم أو الفرس أو الغساسنة أو المناذرة إن صحّ عليهم اسم دول، ولکن في الجزيرة العربية تعتبر الدولة المحمّدية التي قام بها النبي صلي الله عليه وآله أوّل الدول بمنظور حضاري بما يؤدّي وبما يملک للدولة من مفهوم.

أمّا أنّ هذه الدولة أخذت منحيً آخر بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، هذا المنحي لا أريد أن أتحدث عنه بلحاظ عقائدي وانطلاقة عقائدية ورؤية شيعيّة صرفة، وإنّما أشير إلي أنّ انتکاسة کبيرة قد أصابت هذه الدولة ونقلتها من شکلها الحضاري وبنائها المؤسّساتي إلي الروح القبليّة التي کانت تحکم المجتمع العربي قبل رسول الله صلي الله عليه وآله، ولذلک خسرت الدولة کثيراً من مفاهيمها الاستراتيجيّة، کما خسرت الدولة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله کثيراً من مؤسّساتها علي الواقع والواقعيّة، ومن جملتها المؤسّسة القضائيّة التي کانت قد انفصلت عن المؤسّسة التنفيذيّة والتشريعيّه في دولة رسول الله.

لا أريد أن أطيل الکلام إنّما هناک نموذج آخر، أو تطوّر آخر، أو استرداد واسترجاع للدولة في حياة أمير المؤمنين عليه السلام عندما صار خليفة للمسلمين، هذا يحتاج أيضاً إلي بحث أتعرّض أو يحتاج إلي بحث يتعرّض إليه الباحث والمتحدّث لتحديد مفهوم الدولة برؤية إسلاميّة ومفهوم الدولة برؤية عقائديّة مذهبيّة شيعيّة.