مفهوم الدولة
عندما نعنون الحديث والبحث عن التقدّم الحضاري في دولة الإمام، فإنّ العنوان يتحدّث عن جانب من جوانب ما يظهر ويتجلّي في دولة صاحب الأمر.
تلاحظون العنوان يتحدّث عن التقدم الحضاري، کما أنّه يتحدّث عن الدولة الخاتمة للإمام، وعندما تريد أن تتحدّث عن الدولة کمفهوم سياسي وأثر الدولة في بناء المجتمع المتقدّم، أو بالعکس أثر الدولة في تأخّر الإنسانية، فإن هذا الموضوع بنفسه يحتاج إلي حديث مفصّل ومستقل، بمعني ما هو دور الدولة في بناء المجتمع الصالح وفي بناء الإنسان الصالح، هل هنالک معادلة طرديّة أو عکسيّة بين المجتمع الصالح وبين الدولة الصالحة أو ليس هنالک علاقة؟
هذا تصوّر قد أخذ في مجمل أبحاث تحدّثت عن الدولة وأثر الدولة في المجتمع، لا أريد أن أتطرّق إلي کل ذلک البحث وإنّما من المقطوع به أنّ للدولة دوراً کبيراً في بناء الإنسان، بغض النظر عن کل خصوصيات ما يمکن أن يقال في هذا الصدد، وبهذا الصدد، فإن للدولة ـ کدولة وکبناء ـ دوراً في بناء المجتمع الصالح وفي بناء الإنسان الصالح، أما مقدار هذا الدور وحدود هذا الدور وتطوّر هذا الدور، هذا الموضوع بنفسه يحتاج إلي بحث وحديث.