بازگشت

الأسئلة و الأجوبة


السؤال الأول:

أوّلاً: أود أن اتفق مع سماحة السيد أن العراق نقطة الانطلاق للمشروع الحضاري الإسلامي المعاصر، وأنه نقطة الانطلاق کما تقول کنوداليزا رايس مستشارة الأمن القومي: أن العراق اليوم نقطة انطلاق لشرق أوسط جديد.

ثانياً: هناک حملة شديدة تتهّم الروايات المهدوية بالضعف والإرسال واضطراب المتون وضعف بعض روات أسانيدها مثل المفضّل بن عمر، فما يقول سماحة السيد بهذا الأمر؟

الجواب: أشکر الأخ الدکتور العميد [1] علي ما کتبه وأشکره علي حفاوته وتهيئة الظروف والأجواء الأخوية والعلمية، وأسأل الله له ولکم التوفيق وأکثر وأکثر، وأن يجعلنا من جند الإمام المهدي عجل الله فرجه.

أمّا بالنسبة لتوثيق السند للروايات، فهذا موضوع قائم بنفسه، أي أن هناک بحث بالنسبة إلي موضوع روايات الظهور.

أمّا اتهام هذه الروايات بالضعف فلي بحث مکتوب ومطبوع حول روايات الظهور عموماً بالشکل العام، ففي الفکر الإسلامي عندنا نوعان من الروايات:

النوع الأوّل: الروايات العامّة التي تحدّثت عن المهدي وعلامات الظهور، والتي يدخل أکثر تلک الروايات تحت عنوان کتاب الملاحم لابن المنادي وکتاب الفتن لأبي نعيم، هذان الکتابان موضع نقد من حيث السند، ولو أن السيد ابن طاووس عندما کتب کتاب الملاحم والفتن في علامات الظهور إنما اعتمد علي هذين الکتابين بالدرجة الأولي، ولذلک نعتبر من حيث الأسانيد أنّ هذه الأسانيد ساقطة من الاعتبار ولا يمکن نعمل عليها.

النوع الثاني: وهي روايات الشيعة الموجودة في کتاب الغيبة للنعماني، والغيبة للشيخ الطوسي، وإکمال الدين للشيخ الصدوق، وغيرها من کتب الشيعة، ففيها من الروايات المتينة والصحيحة سنداً ودلالة، ولکن نحتاج إلي وقت خاص لتفصيل هذا الموضوع، نسأله تعالي أن يوفقنا للحديث عنه لاحقاً بشکل مفصّل.

السؤال الثاني: نجد في کثير من الروايات والمقالات ما يذم أهل العراق ويتّهمهم بالنفاق، ولذا نجدهم قد وضعوا منهجيّة تنشر اليأس في قلوب الکثيرين وتخمّد الروح الثوريّة لدي الناس، لأنّها في الغالب تذکر السلبيّات دون الإيجابيّات.

الجواب: في الواقع لا توجد رواية يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق، لم نجدها في نهج البلاغة ولا فيمن استدرک علي نهج البلاغة، ما نسب لأمير المؤمنين عليه السلام، وإنّما هو افتعال قام به الأمويّون لأجل حربهم ضدّ العلويين باعتبار أنّ العراق تأريخياً کان علوياً نشأةً، وکان علوياً جهاداً، وکان علوياً سياسياً، وفي کل أبعاده بقي العراق مع أهل البيت وسوف يبقي العراق مع أهل البيت إلي أن يظهر المهدي إن شاء الله.

ولذلک حظي العراق بحرب ضروس من الأمويين فاختلقوا من تلک الأکاذيب التي تحدثوا فيها عن أهل العراق.

وأمّا ما نجده في بعض الروايات من خطب أمير المؤمنين عليه السلام فهو نحن نعبّر عنه منطقيّاً ـ أي بالمنطق الأورسطي ـ بالقضيّة الخارجية، يعني يتحدّث عن مجتمع عاصره وعاني من هذا المجتمع من مرارات، ولذلک کان يتحدّث عن بعض الحاضرين ولم يکن قد تحدث عن المجتمع کمجتمع، بل بالعکس لو أراد الفقيه أن يحدّد الصورة الدينيّة والرؤية الإسلامية والشيعيّة للمجتمع العراقي لرآه ممدوحاً، وأهم رواية ـ في نظري ـ تحدّثت عن الکوفة هي ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: ­«يا کوفة ما أرادک جبّار بسوء إلاّ قصمه الله» [2] يعني أنّ الله نصر الکوفة وسوف ينصر الکوفة ويحفظ الکوفة ويجعلها المنطقة التي تؤدي دورها المطلوب في دولة الإمام.

سؤالان يتمحوران في محور واحد:

الأول: هل تدل الأحداث الحالية في العراق وفي دول أخري علي أنّنا نعيش في عصر الظهور؟

الثاني: حاول سماحة السيد المحاضِر أن يطوّع الواقع ومجرياته ليوحي للمستمع وليدلل علي أن المرحلة الراهنة هي مرحلة ما قبل التمهيد، أي المرحلة الأولي، في حين أنّ العراق مرّ بمراحل مماثلة علي مرّ تأريخه وحتي عصرنا الحالي خاصة في العصر الوسيط الذي عاصر السنوات الأخيرة للدولة العباسية وتلي سقوطها والويلات التي مرّت علي العراق، کان تلک الفترة والتي کانت من أقسي الفترات لعلّه المقصود علي العراقيين أنّ ظروف الظهور تحتاج إلي وقت طويل لکي تمهّد لذلک الظهور، وهي تحتاج منّا نحن العراقيين بالذات العمل الجاد والدؤوب لنکون بحق الممهدين لتلک الدولة.

الجواب: نتفق أنّ المرحلة طويلة وليس مرحلة بالأيام، عندما نتکلم بالمرحلة لا نقصد يومين أو شهرين أو سنتين سوف يظهر المهدي عجل الله فرجه، وإنّما نتحدّث عن العناصر بشکلها العام، فمثلاً الشيخ المجلسي عندما تحدّث عن التوطئة للمهدي تحدّث قال عن الدولة الصفوية، وهو کتب کتاب البحار في زمان الدولة الصفوية: إنّ هذه الدولة التي سوف تسلم للمهدي الراية وتسلم للمهدي عجل الله فرجه الأمور. [3] .

علي کل حال نحن نعيش في الأمل ونبقي بالأمل، أمّا تشخيص هذه المرحلة فلا أتحدّث بالتشخيص الدقيق، والتشخيص الدقيق قد يکون نوعاً من أنواع التوقيت المذموم الذي نهينا عنه، وإنّما أتحدّث عن المرحلة بخصوصيّاتها العامّة التي نعيشها.

لا إشکال نحن الآن في المرحلة الأولي أو الثانية وليس نحن في مرحلة الظهور، ولکن في المرحلة التي تمهّد إن شاء الله لظهوره، وقد تکون هذه المرحلة ألف سنة أو سنة أو سنتين أو أيّام أو أشهر، علم ذلک عند الله، لأنّ التوقيت مذموم ونهينا عنه، فلم يکن المقصود من کلامي هو التوقيت، وإنّما الطرح العام لتوضيح الرؤية الدينية والشيعية لحرکة الإمام ومستقبلها.

والحمد لله رب العالمين


پاورقي

[1] المقصود: الدکتور عبد الأمير زاهد عميد کلية الآداب في جامعة الکوفة، حيث أقيمت هذه الندوة علي قاعتها.

[2] لاحظ: مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: 2/ 84، شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي: 417 الحديث 766.

[3] لاحظ: بحار الأنوار: 52/ 243 ذيل الحديث 116.