خصوصية العراق
لکني أريد أن أشير إلي أنّنا وإن تجاوزنا بطرحنا العام وطرحنا الأممي، والفکر الإسلامي تجاوز الموقع المکاني والزماني فالإسلام ليس لأمّة دون أمّة ولزمان دون زمان، مع أننا نؤکد علي هذه الحقيقة فأننا نؤکّد أن هناک أموراً لابد أن نتحدث عنها بواقعية، وهي أن في کثير من الأحيان للمکان خصوصية في تحديد مواقع المبادئ والعقائد.
عندما نتحدث عن العراق، فإنّ العراق يحتاج للحديث عنه من خلال الرؤية الإمامية الشيعية للعراق، نتحدث عنه کمستقبل، ونتحدث عنه کماضي مؤثّر في المستقبل ومؤثر في الحاضر، نتحدث عن العراق کموقع اهّتم به أهل البيت عليهم السلام فکرياً واهتموا به تطبيقياً وميدانياً.
هذا الموضوع بنفسه يحتاج إلي تفصيل ويحتاج إلي حديث خاص في العراق بملاحظة ما ورد في العراق من روايات أهل البيت عليهم السلام من موقع قيادي في الماضي والحاضر والمستقبل، ولکني أختصّ بالحديث في هذه المحاضرة عن العراق ودور العراق المستقبلي للأمّة، الدور المستقبلي للأمّة في حرکة الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه.
وجدنا هناک تنوعاً بالروايات وتحديداً لکثير من الخصوصيات التي تتحدث عن العراق کموقع جغرافي، عبّرنا عنه باصطلاح المکان، وهناک شيء آخر وجدناه في الروايات، تحدثت عن الناس والمجتمع الذي يعيش في هذه البقعة من الأرض والذي قد أعبر عنه بالعراقيين، وأقصد سکان هذه الأرض بدون لحاظ الانتماء العرقي أو غير ذلک من الانتماءات وتحديد الهوية والجنسية، وما إلي ذلک مما يمکن للإنسان أن يتعرّض أو لابد أن يشخص تلک الخصوصيات، يعني من هو العراقي ومن هو غير العراقي، هذا سوف أغضّ الطرف عنه في هذه المحاضرة، لأني أري أن الروايات تحدثت عن العراقي الذي يکون في هذه المنطقة ويحمل همّ هذه الأرض وينتمي جغرافياًّ وليس قطرياً وإقليمياً فحسب، بل ينتمي جغرافياً لهذه الأرض المسماة بالعراق.